|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 65883
|
الإنتساب : May 2011
|
المشاركات : 1,191
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
: الإنحراف عن المرجعيَّة الدينية : الدوافع و الآثار :
بتاريخ : 26-01-2013 الساعة : 11:20 PM
: الإنحراف عن المرجعيَّة الدينية :
==================
: الدوافع و الآثار :
=========
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
:1:
إنما يحصل من إنحراف أو إبتعاد نسبي من قبل عامة الناس
أو حتى من قبل النخبة والمثقفين عن محور المرجعية الدينية
وضرورتها العقدية والفقهية حياتيا
هو بسبب الربط الخاطىء بين شذوذ الفرد المحسوب على المؤسسة الدينية
و تعميم ذلك على حساب وقيمة مفهوم المرجعية الدينية ومصداقها .
وهذا الأمر يحتاج إلى بث ثقافة عدم التعميم والفرز والتنقية
وعدم الخلط بين المفهوم والمصداق و بين شذوذ الفرد و تعميم ذلك على الجميع .
:2:
هناك ثمة مشكلة حقيقية وهي إندساس بعض الجهلة والمُغرضين
في كيان المؤسسة الدينية
مما يعطي للناس ربما صورة مشوهة عن قدسية المؤسسة الدينية وقيمتها الوجودية
وهؤلاء الجهلة والمندسون يقيناً لهم دوافع وأهداف
إما رسموها ذاتيا أو رسمتها لهم جهة معادية للمؤسسة الدينية آيدولوجياً وعقائديا .
:3:
إنَّ غياب المعايير المنهجية والعلمية والمعرفية لتحديد وتشخيص المجتهد الفعلي على مستوى أهل الخبرة والإختصاص
جعل َ مَنْ لم يبلغوا مستوى الإجتهاد الفعلي والمطلق
يبرزون في ساحة وكيان المؤسسة الدينية ليطرحوا أنفسهم بوصفهم مراجع تقليد للأمة
مما سبب إرباكاً وردة فعل وتحفظ وتعاطي حذر مع المؤسسة الدينية ومشروعها .
:4:
أرى أنَّ المجتهد الفعلي المُعاصر لو يعمل على منهج الإختبار والفحص لطلابه وحضّار بحثه الخارج تحريريا
لتمكن من تقليص الكم العفوي و الحضور اللامشروط من الأفراد
ولخرج بنوعية من الأفراد المميَّيزين والناجحين في إختباراته العلمية لهم
وبالتالي ينتفع المجتمع بهم ويثق بنقلهم ووعظهم
بدلاً من تكثير السواد والبياض على حساب القيمة والهدف المقدَّس.
:مع تقديري لقداسة الزي وشرافته :
:5:
ينبغي بالمؤسسة الدينية أن تعمل على فك الإرتباط والتداخل بين المُبلِّغين
من المعممين الحوزيين وغيرهم من معممي الأحزاب الدينية
فهناك ثمة فارق كبير بين أبناء الحوزة العلمية الشريفة وأبناء الأحزاب من المعممين
وإن كانت المؤسسة الدينية قد تنبهتْ لخطورة ذلك التداخل وحذرتْ منه مرارا
ولكن تبقى المشكلة والأزمة في التطبيق .
:6:
ربما يكون لمتغيرات الحياة المعاصرة في تطوراتها التقنية والرقمية وإنفتاحاتها اللامنضبطة غالبا
دوراً كبيرا في إختطاف الوعي العقدي والفقهي اللازم توفره في ذهنية الإنسان المسلم والمؤمن
وهنا يبرز دور ونشاط المجتهد الفعلي المعاصر في ضرورة أن يواجه المتغيرات ويعد العدة للتعاطي معها
فضلا عن أهمية إمتلاكه قدرا كبيرا من المعرفة بثقافة ومعارف وعلوم وفنون وظواهر العصر الجديد
ليستطيع بها تحديد الوظيفة الفقهية والأخلاقية تجاه كل ما يحدث في هذه الحياة .
:7:
أرى أنَّ الجميع هو مسؤول عما يجري من زيغ وإنحراف ثقافي أو سلوكي أو حتى فقهي
فلكلٍ دوره وبحسب قدره وإستطاعته
ذلك كون الإسلام قد وزّع المسؤولية على جميع المسلمين وإعتبرها تكليفاً شرعيا في صورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
فضلاً عن الوظيفة العقلائية للأفراد أنفسهم في وجوب دفع الفساد والضرر الواقع والمحتمل وقوعه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف
|
|
|
|
|