بسم الله وصلّ اللهم على محمد وآلِ بيت الله الطاهرين
عهــد أمّــى
كان فيمن سبق شاب يُريد الحج
وله أم عجوز هو بارّ بها ..
فإستأذنها فى الحج ..
فأذنت له وزودته بعشرين ديناراً خاطها داخل جُبته.
وإشترطت عليه أن يلزم الصدق فى جميع أحواله.
وقالت له : يا ولدى بايعنى على الصدق .. فبايعها عليه.
خرج الشاب متوكلاً على الله يقطع البرارى والقفار
فخرج عليه اللصوص ..
قال له أحدهم : إلى أين تذهب؟
قال : إلى الحج
قال : ما معك من المال ؟
قال : معى عشرون ديناراً
ضحك منه اللص وظنه مجنوناً ..
لأن العاقل لا يُقر للصوص بما معه من المال.
لقيه لص آخر فسأله كالأول
فأجابه بما أجاب به الأول.
قال اللص : وأين هى هذه الدنانير ؟!
قال : هى فى جبتى مُخيط عليها من الداخل.
فأخذه إلى رئيس اللصوص فى الجبل
فسأله أيضاً .. فلم يكذب عليه ولم يخْفِ عنه شيئاً.
ففتقوا اللصوص الجبة ووجدوا الدنانير بعدّتها كما قال الشاب.
قال رئيس اللصوص : يا هذا ما الذى حملك على الصدق ؟
قال الشاب : إنى بايعت أمى على الصدق فلن أخون عهد أمى.
فبكى الجميع وقال رئيس اللصوص :
هذا لا يخون عهد أمه ..
وأنا أخون عهد ربى وأُخيف الناس وأسلب أموالهم
أُشهدكم أنى تائب إلى ربى .. فتابوا جميعا ....
وهكذا ببركة الصدق نجا الشاب، وتاب الجميع
تستفيد من هذه القصة :
الصدق سبيل النجاة.
فمن أراد النجاة فعليه أن يصدق مع ربه ومع نفسه ومع من حوله.
كُن باراً بأمك وتأدب معها وأطع ما أمرتك به ولا تفعل شيئاً حتى تستأذنها فتأذن لك وهى راضية عنك.
عهد الله أحق وأولى بأن يُوفى به
وكذلك عهود الناس يجب أن تفى بها.
سلوكك القويم دعوة لغيرك للتوبة وإتباع الهدى.
ليست الدعوة بالكلام فقط ..
بل أنت دين يمشى على الأرض
فتأدب بما علِّمك الله .. تكن صالحاً لنفسك وداعياً لغيرك.
قال الإمام عليه السلام (كونوا دعاةً لنا بغير ألسنتكم)