العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية m-mahdi.com
m-mahdi.com
عضو برونزي
رقم العضوية : 248
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 272
بمعدل : 0.04 يوميا

m-mahdi.com غير متصل

 عرض البوم صور m-mahdi.com

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي مركز الدراسات ونقد افكار حركة المدعو احمد الحسن الضال
قديم بتاريخ : 31-01-2008 الساعة : 04:53 PM


((وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً))
بعد استماع الناس إلى حديث المتحدث باسم حركة (أحمد الحسن اليماني) عبر بعض الفضائيات.
وحيث واجه مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه) ضغطاً جماهيرياً باتجاه الرد على مدعّيات وأكاذيب من يسمي نفسه بـ (أحمد الحسن).
وبعد ان دعت المرجعية الدينية في النجف الأشرف الى ضرورة تكذيب هذه الدعوات الضالة والمضلّة والمنحرفة.
فإن (مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه)) سيوافي جمهورنا المؤمن بنقد أفكار هذه الحركة الضالة عبر سلسلة مقالات تبث على موقع المركز...

مركز الدراسات التخصصية
في الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه).




من مواضيع : m-mahdi.com 0 استطلاع (ماهو تصورك للمهدوية ) شارك برايك
0 كيف عرفت امامك فأحببته؟؟؟؟؟؟
0 الحسن اليماني والمهدوية
0 الاعتقاد بالمهدي هل هو بدليل عقلي ام وجداني؟؟
0 استفتاء: سؤال سهل وصعب جدا؟؟؟
التعديل الأخير تم بواسطة m-mahdi.com ; 02-02-2008 الساعة 10:52 AM.


الصورة الرمزية al-wafa
al-wafa
عضو متواجد
رقم العضوية : 10239
الإنتساب : Sep 2007
المشاركات : 91
بمعدل : 0.01 يوميا

al-wafa غير متصل

 عرض البوم صور al-wafa

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : m-mahdi.com المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 02-02-2008 الساعة : 01:19 PM


جزاكم الله الف خير

من مواضيع : al-wafa 0 انا وابـــــــــــــــــي
0 ~~~ شموع جميلة ~~~
0 ترجمة رجاءااااااااا

الصورة الرمزية m-mahdi.com
m-mahdi.com
عضو برونزي
رقم العضوية : 248
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 272
بمعدل : 0.04 يوميا

m-mahdi.com غير متصل

 عرض البوم صور m-mahdi.com

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : m-mahdi.com المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 02-02-2008 الساعة : 04:38 PM


المقال الأول: هوية المدّعي



بسم الله الرحمن الرحيم

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم



الهوية الشخصية:

من هو احمد الحسن؟

ولماذا نسأل عنه، ونريد أن نعرف شخصيته؟

أليست الأفكار والنظريات هي المهمة مهما كان قائلها؟

الجواب

إن دعوة ((احمد الحسن)) ليست مجرد أفكار بل هي دعوة للارتباط شخصياً به باعتباره هو الوصي والرسول والابن للإمام المهدي عليه السلام كما يقول(1)، إذن فالمسألة ليست مسألة فكرية مجرّدة لنقبلها كما نقبل أية نظرية أخرى حتى دون أن نعرف صاحبها.

إن دعوة (احمد الحسن) تقول انه هو الإمام المعصوم الواجب الطاعة على الجميع وان جميع الذين لا يبايعونه هم في جهنم لأنهم على ضلال.

إذن نحن بحاجة إلى معرفة شخصيته والسؤال عن من هو؟ وما هو تاريخه؟ وأسرته؟



المنهج القرآني:- العلم والوضوح

وبهذا الصدد لا بد أن نؤكد في البداية أن المنهج القرآني الذي نؤمن به جميعاً وبدون استثناء هو اعتماد العلم واليقين والابتعاد عن اتباع الظنون والاحتمالات.

قال الله تعالى ((وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)) الاسراء/ 36، وقال تعالى ((وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا)) النجم/ 28 .

كما يدعو القرآن الكريم إلى اعتماد الدليل والبرهان العلمي وليس الخيالات والاحلام والمنامات قال الله تعالى ((قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)) البقرة/ 111 .

ولذا فإننا مكلفون أن نسأل عن الدليل والبرهان

كما نحن مكلفون بالتعرف على مثل هذه الشخصية العظيمة!! التي بدون الطاعة لها يدخل جميع البشر النار!! كما أنها هي الشخصية التي تمهّد للإمام المنتظر عليه السلام وهي التي تبقى بعد مماته لتملأ الأرض قسطاً وعدلاً!! – سنذكر ذلك عنه في المقالات اللاحقة –

فمن يكون هذا الشخص؟ وهل نستطيع أن نؤمن به في الظلام ودون أن نعرفه في النور؟

المنهج الإسلامي يطلب الوضوح والمعرفة

الإمام الصادق عليه السلام يقول ((انظروا علمكم هذا عمّن تأخذونه فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولاً ينفون عنه تحريف الضالين وإبطال المبطلين وتأويل الجاهلين)) أصول الكافي ج1 صفات العالم، وفي فقه أهل البيت عليهم السلام لا يجوز الصلاة خلف إمام الجماعة دون أن نعرفه ونعرف عدالته، فكيف نؤمن بإمامة الدين والدنيا لشخص لا نعرفه.

في المنهج الإسلامي لا بد من مراقبة الأمة لعلماء الدين ومعرفة مدى تقواهم وأخلاقهم وزهدهم، فقد جاء في الحديث الشريف عن الإمام الصادق عليه السلام..

((إذا رأيتم العالم محباً لدنياه فاتهموه على دينكم فان كل محب لشيء يحوط ما أحب)) الكافي ج1/46.

وفي الحديث الشريف عن الإمام الصادق..

((فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً لهواه، مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه...)) الاحتجاج 2/510/337.

فنحن إذن لا بد أن نتعرف على شخصية هذا الإمام –كما يقول- ووصيه ورسوله!!!

إننا هنا نواجه ظاهرة غريبة وهي ان دعوة (احمد الحسن) تريد أن نعمل في الظلام ولا نطالب بعرض القضية تحت النور.

فإذا سألنا من هو احمد الحسن؟ سنجد هناك غموضاً متعمداً حيث لا يعرفه أحد من أصحابه، وإذا استمعنا إلى معلوماتهم وجدناها تذكر أموراً تكذب ما يقوله.

نحن نجد صاحبه ومن يعرّف نفسه انه الشاهد والخادم له وهو (الشيخ حيدر مشتت)(2) حينما يعبّر عنه سنة 1424 يقول انه (الشيخ احمد) وليس السيد احمد(3)، فهو حين كان يدرس في النجف الاشرف في السنوات الأخيرة لنظام صدام كان شيخاً وليس سيداً.

ويقول عنه الشيخ (حيدر مشتت) بعد أن خرج عنه وانفصل عن حركته انه هو ((الشيخ أحمد بن إسماعيل السلمي))(4) فأبوه هو إسماعيل وهو من بيت السلمي، فلا ندري إذن كيف نسب نفسه إلى (الحسن) فسمى نفسه احمد الحسن، وهذا الحسن هل هو أبوه أم هو لقبه أم هي صفته؟ هذه كلها أسئلة تبقى بدون جواب.

ونحن نجد ان الشيخ (احمد الحسن) حينما أجاب على هذا الكلام السابق لم ينفِ أن أباه إسماعيل، وإن نفى أن يكون من بيت السلمي، ولا مانع من ذلك ولكن لماذا لا يعرّفنا انه من أية عشيرة وأسرة لنسأل عنه؟

إننا لا نريد الاعتماد على كلمات خصوم (احمد الحسن) لكننا نريد معرفة حقيقة شخصيته.

لأن المنهج القرآني، ومنهج أهل البيت عليهم السلام يريد منا المعرفة والوضوح وليس العمل في الظلام كالعميان.

والدعوة التي تريد أن تبقى في الظلام يجب الشك فيها والحذر منها.




الهوامش:


--------------------------------------------------------------------------------

(1) - يقول (احمد الحسن):- ((إني من ذرية الإمام المهدي عليه السلام واني وصيه، واني المهدي الأول من ولد الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري روحي فداه)) ص14 بيان الحق والسداد الجزء الثاني تأليف احمد الحسن الطبعة الأولى 12/محرم/1427هـ

ويقول:- (جميع هذه الأسماء لي فانا سعد النجوم ونجمة الصباح درع داود وأنا الطاهر وأنا وعد الله غير مكذوب)) المصدر السابق ص16.

(2) - (كان أول المؤمنين الذين آمنوا بدعوة السيد احمد الحسن، واستمر يدعو للسيد احمد الحسن سنة ونصف تقريباً أو أكثر ثم ارتد وادعى انه هو اليماني، وقد لعنه السيد احمد الحسن وبيّن كذبه) انظر مقدمة كتاب سامري عصر الظهور، من إصدارات أنصار الإمام المهدي العدد 44 لمؤلفه الشيخ ناظم العقيلي والكتاب دفاع عن احمد الحسن ورد على شبهات حيدر مشتت..

(3) - انظر الصحيفة الخامسة من المصدر السابق ص 102 تحت عنوان (أدلتي على ان الشيخ احمد مرسل من الإمام مكّن الله له في الأرض) وحيث جاء هذا البيان بتوقيع (خادم المهدي الشيخ حيدر) 6/جمادي الثاني/1424هـ

وهكذا في الصحيفة الثامنة يقول:

(بفضل الله تم البلاغ بإرسال الإمام المهدي مكّن الله له في الأرض رسوله الشيخ احمد والشاهد له الشيخ حيدر. انظر العدد السابق ص108.

(4) - يقول البيان الصادر عن الشيخ حيدر مشتت وهو يخاطب (احمد الحسن):- ((أنت لقبك الصحيح كما يعرف ذلك كل من اطلع عليك وعلى أحوالك هو احمد إسماعيل السلمي)) ولم ينف احمد الحسن أن يكون أباه إسماعيل بل نفى أن يكون من عشيرة السلمي. انظر المصدر السابق ص92.



http://www.m-mahdi.com/temp/0001.htm

من مواضيع : m-mahdi.com 0 استطلاع (ماهو تصورك للمهدوية ) شارك برايك
0 كيف عرفت امامك فأحببته؟؟؟؟؟؟
0 الحسن اليماني والمهدوية
0 الاعتقاد بالمهدي هل هو بدليل عقلي ام وجداني؟؟
0 استفتاء: سؤال سهل وصعب جدا؟؟؟

الصورة الرمزية m-mahdi.com
m-mahdi.com
عضو برونزي
رقم العضوية : 248
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 272
بمعدل : 0.04 يوميا

m-mahdi.com غير متصل

 عرض البوم صور m-mahdi.com

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : m-mahdi.com المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 02-02-2008 الساعة : 04:47 PM


المقال الثاني: جهل ام جنون

جهلٌ أم جنون.. أم ضحك على الذقون؟


الحركات الشاذة التي طلعت على المسلمين طيلة الفترات التاريخية كانت تستند إلى دعاوى كاذبة لكنها مرتبة بطريقةٍ يدخلُ فيها شياطين الإنس والجن لتنميتها وتقديمها إلى جمهورٍ ساذج بسيط يقتنع بهذه الأكاذيب، ولا تمر فترة حتى تنكشفُ خزعبلات هذه الدعاوى، فمن نبوءة مسيلمة الكذاب الزائفة إلى دعوى نبوءة سجاح الضالة إلى غيرها من مجانين الدعاوى التي ضحكت على أذقان البعض وانكشف لهم أخيراً زيفها، لكن هذه الدعاوى كانت لا تخلو من استدلالات وإن كانت موهمة لكنها منسقة بشكلٍ ينطلي على البسطاء.. إلا أن ما طالعتنا به حركة اليماني الأخيرة غير معقولة ولا متصورة، وكأن هذا يعيش خارج الكرة الأرضية ويتعامل مع أناس لا يعرفون منطق الاستدلال ـ وإن كان وهماً ـ بشكل يقال عنهم أُخذوا بمغالطات فيها من التحايل ما يفوت على غير النبيه.. حركة اليماني تغالط في كثير من المبادئ التي دعت لها وذلك للنقاط التالية:

أولاً: انها تدعو إلى نصرة اليماني المقيم في البصرة، في حين أن اليماني سمي باليماني نسبةً إلى إقامته في اليمن ومجيئه من اليمن كذلك.

ثانياً: أعلن هذا الدعي أن اسمه أحمد بن الحسن وهو ابن الإمام المهدي في حين أن الإمام المهدي هو محمد بن الحسن عليهما السلام فكيف يكون أحمد بن الحسن ابناً للإمام محمد بن الحسن.

ثالثاً: يدعو هذا المهووس إلى نصرته وعدم الخروج عن طاعته ويخاطب في بيان أصدره قبل سنتين إلى كون الذين يحاطون بالإمام ويختصون به على أتم الاستعداد لنصرته وطاعته وإلا فهم معرضون إلى سخط الله وغضبه، فإذا كان هؤلاء قريبون إلى الإمام فكيف يأمرهم هذا المهووس بالطاعة له وإلا تعرضوا لغضب الله مع أن قربهم للإمام لا يكون إلا بسبب طاعتهم ومقدار ملازمتهم لأوامره عليه السلام.

رابعاً: حاول أن يستعين بأحد الدجالين المعروف بـ (حيدر مشئت) ويدعي هذا الأخير أنه التقى بالإمام المهدي عليه السلام في الرؤيا وأوصاه هو وأحمد بن الحسن أن ينصرا الإمام وهو محتاج إلى نصرتهما في ثورته وهو شيء يثير السخرية، فالثورة الإلهية العالمية للإمام المهدي هي بحاجة إلى هذين الشخصين وليس للمدد الإلهي ولأخيار الناس وللعلماء، ثم متى جعلنا المنامات هي ملاكات لأحكام المكلفين؟ إنْ هذا إلا اختلاق.

خامساً: إن الروايات تشير إلى أن اليماني لابد أن يزامنه عند خروجه ظهور السفياني والخراساني، إذ ورد عن الإمام الباقر عليه السلام (.. خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة وفي شهر واحد وفي يوم واحد ونظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً..) أي أن هناك تلازم فيما بين اليماني والخراساني من جهة وبين السفياني من جهة أخرى، فادعاء خروج أحدهم دون الآخرين غير صحيح، إذ أن الإمام عليه السلام أكد على هذه الملازمة والترتيب بقوله عليه السلام ونظام يتبع بعضه بعضاً، إذن فمن غير الممكن أن ندعي خلاف ما قاله الإمام عليه السلام من تلازم خروج الثلاثة، وادعاء ذلك دجل واحتيال، بل وتكذيب لأقوال الإمام عليه السلام. وهكذا يحاول هؤلاء استغلال عواطف الناس ومحبتهم ليعملوا على تمرير مدعياتهم وابتزاز البسطاء من الناس لاستخدامهم دروعاً بشرية من أجل الاحتماء بتصديقهم وإظهارهم بمظهر الواعي لقضيته والمصدق لدعواه الضالة.

إن هذا الهوس لم يكن غريباً في عالم المدعيات المهدوية فقبله ادعى الكثيرون من الذين سَخِر منهم الشيطان فأنساهم ذكر الله وأنساهم أنفسهم، فالذي يدعي أنه ابن علي بن أبي طالب مع وجود أهله وإخوانه وفي أوساطهم فهو ليس إلا أداة للشيطان تتهاوى تحت أعتاب إرادته كل عقول أولئك الذين اتبعوه (وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً) ولم يجنوا سوى الخيبة والخسران. وهكذا هي سلسلات الدعاوى المهدوية، ففي المجتمعات السنية أحصى الباحثون أكثر من عشرين دعوى مهدوية وفي مناطق مختلفة من العالم العربي والإسلامي، بل تجاوزت هذه المدعيات إلى مدعيات نبوة ففي مصر ادعى أحدهم مؤخراً أنه نبي مرسل من قبل الله وكذلك في المغرب وفي الكويت وفي غيرها من البلدان، إلاّ أن ذلك لم يُحدث أي رد فعل إعلامي سوى ما يحدث هنا في العراق، فالاعلام بات مهووساً بتداعيات كل ما يجري من العراق.

إن ما يؤسف له أن يكون الإعلام حاضراً لاستغلال أمثال هذه المدعيات لا لأجل توعية الناس بل من أجل أن يزرع الفرقة بين العراقيين، فالسبق الاعلامي الذي حاولت قناة الشرقية إحرازه لم يكن جديراً بالاهتمام بقدر ما كان مدعاةً لسخرية الناس من ذلك الناطق باسم حركة اليماني، وكذلك هو مدعاة لاتهام الشرقية في عدم جديتها في التعاطي مع الأحداث الجارية في بلدنا الجريح وخصوصاً في التعاطي مع هذه القضية، إذ كان الأجدر أن تقدم الشرقية حلقة خاصة للتعريف بالقضية المهدوية تعريفاً يرفع الأشكال الذي أحدثته هذه المقابلة مع ممثل اليماني وإظهار الحقيقة بشكلٍ علمي صحيح، أما أن تكون هذه القضية هي سبباً للترويج الاعلامي من قبل هذه القنوات فمرفوض جملةً وتفصيلاً.

إننا ندعو جميع ذوي الشأن من التعامل مع هذه الأحداث بجديةٍ كاملة وبمستوى المسؤولية، ونحذّر من مغبة الوقوع بمثل هذه الفتن وهذه المدعيات، فالجماعات التي تدعي بأنها أسست على أساس فكري سوف تنمو إلى قوة مسلمة تخرج على القانون ما دامت هناك دول جوار لا تريد الاستقرار للعراق ولشعبه المظلوم، وما دامت هناك أموال مخابرات دولية تحاول جاهدة تنمية هذه الانحرافات وتقوية هذه الاتجاهات.

إننا نؤكد أن ألاعيب المؤامرات سوف تُهزم وأن قضية الإمام المهدي عليه السلام أكبر من هذه الأباطيل وأن كل محاولات الأعداء تعمل جاهدةً من أجل (تسخيف) قضية الإمام المهدي وإفراغ محتواها الإلهي، كما أن أعداء الدين يريدون أن يقنعوا البسطاء من الناس أن قضية الإمام المهدي عليه السلام لم تكن حقيقية بل هي قضية دعاوى زائفة ليس أكثر، كما أننا نطالب في الوقت نفسه جميع العوائل المؤمنة إلى مراقبة توجهات أبنائها وعقائدهم وطريقة تفكيرهم، وبالخصوص محاولة مراقبة علاقاتهم وانتماءاتهم وأن لا يتركوا هذه الذئاب تنهش أفكارهم وعقائدهم وتحرف اتجاهاتهم.

إن هذه الحركات بدأت أولاً بتسقيط رموز المرجعية ومحاولة إلغاء دور المرجع في المجتمع إضافة إلى إلقاء دعايات على ألسن العوام والبسطاء لاتهام الحوزة والمراجع بتهم عدة منها عدم الاهتمام بأمور الناس والاستئثار بالأموال وأن هذه الحقوق لا تذهب إلا إلى حاجاتهم الشخصية وحياتهم الخاصة وأنهم غير جديرين بقيادة مجتمع وأمة، وهكذا إلى آخره من التسقيطات التي يتبناها حتى أبناء الطائفة أنفسهم، وهدف هذه الحركات واضح إذ بعد تسقيط هذه المرجعيات تعمل هذه الحركات حسب مشتهياتها لكي يُلغوا المرجع من دوره لئلا يقف عائقاً أمامهم، وبهذا تحاول هذه الحركات المشبوهة إلى الإساءة لمفاهيم المرجعية فضلاً عن الإساءة لمفاهيم المهدوية.

وبهذا نؤكد أن جميع هذه الحركات خاسرة وخائبة وغير قادرة على تغيير المسارات الإلهية التي أرادها الله تعالى أن يكون لها شأنها ومكانها في المسيرة الحقة. إن نور الإمام لاتطفئه هذه العواصف الخائبة لأنها أقل من أن تقف أمام الإرادة الإلهية التي أكدت بقوله تعالى: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) والحمد لله ربِّ العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.




http://www.m-mahdi.com/temp/0002.htm

من مواضيع : m-mahdi.com 0 استطلاع (ماهو تصورك للمهدوية ) شارك برايك
0 كيف عرفت امامك فأحببته؟؟؟؟؟؟
0 الحسن اليماني والمهدوية
0 الاعتقاد بالمهدي هل هو بدليل عقلي ام وجداني؟؟
0 استفتاء: سؤال سهل وصعب جدا؟؟؟

الصورة الرمزية m-mahdi.com
m-mahdi.com
عضو برونزي
رقم العضوية : 248
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 272
بمعدل : 0.04 يوميا

m-mahdi.com غير متصل

 عرض البوم صور m-mahdi.com

  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : m-mahdi.com المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-02-2008 الساعة : 04:48 PM


المقال الثالث: بعض اكاذيب اليماني المزعومالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الهداة المهديين محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين..
لقد تناها إلى أسماع المؤمنين أيدهم الله ان هناك شخصاً يدعي انه احمد بن الحسن وفي نفس الوقت يدعي انه ابن الإمام المهدي وكذلك في نفس الوقت يدعي انه اليماني الذي يخرج قبل قيام المهدي عليه السلام وكذلك أيضاً يدعي انه أول المهديين الذين يكونون بعد الإمام المهدي، ورغم ان نفس هذا الادعاءات منه تكفي لبيان سخافة قوله إلا أننا سنقف مع مفردة من التي يسميها هذا الدعي أنها أدلة تدل على انه ابن الإمام المهدي عليه السلام حيث انه يستدل بهذه الرواية على صحة ما يدعيه في ضمن جملة روايات سنقف عندها دلالةً وسنداً في أحاديث لاحقة.
يقول صاحب كتاب (الرد الحاسم على منكري ذرية القائم) وهو من اكبر الشخصيات التي تروج لأحمد بن الحسن وتدعمه.
((الدليل الخامس عشر جاء في بشارة الإسلام نقلاً عن بحار الأنوار عن سطيح الكاهن في خبر طويل جاء في احد فقراته (فعندها يظهر ابن المهدي) بشارة الإسلام ص157 ثم عقب بقوله وهذا يدل صراحة على ان قبل قيام الإمام المهدي عليه السلام يظهر ابن الإمام المهدي عليه السلام وهذا الابن هو الذي أكد عليه في أدعية أهل البيت)).
انتهى كلام العقيلي صاحب الكتاب الآنف الذكر.
ونجمل الرد عليه بمجموعة من النقاط:-
1)لا يوجد سند لهذه الرواية.
2)هذه الرواية مروية عن سطيح الكاهن ولم تروَ عن أهل البيت عليهم السلام ولم يثبت عندنا أننا نتعبد بما ينقله لنا غير أهل البيت عليه السلام، فمن هو سطيح الكاهن حتى يؤخذ بقوله.
3)قال تعالى ((انما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون)) وقال الإمام العسكري عليه السلام جعلت الخبائث كلها في بيت وجعل مفتاحها الكذب.
قد يستغرب مستغرب ويقول ما مناسبة الآية والرواية مع الحديث الذي انتم بصدده؟ فيأتي الجواب أن احمد بن الحسن الذي يدعي انه معصوم وأنه مكلف بهداية الناس وأنه صاحب أهدى الرايات وأنه رسول الإمام المهدي قد كذّب هنا!. فالمعصوم لا يغفل ولا يسهو ولا ينسى، فهل يعقل أن يكون هناك معصوم كاذب؟! نحن وحسب الأدلة الشرعية وروايات أهل البيت نقول ان المؤمن لا يكون كاذباً فكيف بالمعصوم.
ولكن هذا الدعي الذي أنكر نسبه وادعى العصمة قد كذّب وحرّف ووضع حديثاً أوهم الناس أنه جاء عن أهل البيت وفي نفس الوقت كذّب في نقله حيث أن الحديث الذي رواه صاحب بشارة الإسلام نقلاً عن بحار الأنوار في ج51 ص163 عن سطيح الكاهن (... فعندها يظهر ابن النبي المهدي). وليس الحديث كما رواه الكاذب احمد بن الحسن (فعندها يظهر ابن المهدي).
هذا هو احد أدلتهم التي يستدلون بها على عصمة احمد بن الحسن وعلى أنه اليماني ورسول الإمام المهدي.



http://www.m-mahdi.com/temp/0003.htm



من مواضيع : m-mahdi.com 0 استطلاع (ماهو تصورك للمهدوية ) شارك برايك
0 كيف عرفت امامك فأحببته؟؟؟؟؟؟
0 الحسن اليماني والمهدوية
0 الاعتقاد بالمهدي هل هو بدليل عقلي ام وجداني؟؟
0 استفتاء: سؤال سهل وصعب جدا؟؟؟

الصورة الرمزية m-mahdi.com
m-mahdi.com
عضو برونزي
رقم العضوية : 248
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 272
بمعدل : 0.04 يوميا

m-mahdi.com غير متصل

 عرض البوم صور m-mahdi.com

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : m-mahdi.com المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-02-2008 الساعة : 04:54 PM


المقال الرابع: عدم حجية تلقي غير المعصوم

عدم حجية تلقي غير المعصوم:


بعد أن ثبت انقطاع النيابة الخاصة بالأدلة القطعية, بل ان انقطاع النيابة الخاصة والسفارة صار من ضروريات مذهب أهل البيت عليهم السلام, يتضح بطلان ما قد يتوهمه جملة من دعوات المتوهمين وبعض الادعاءات والتخيلات من أنه نائب خاص للامام أو سفير له أو يتوهم ويتخيل ذلك لغيره من المدعين ونحو ذلك من الرؤى في المنام أو مشاهدة بعض الأفعال الخارقة بدعوى أنها معاجز, أو أي دعوى للارتباط والاتصال بالغيب, فهي باطلة بمقتضى الأدلة التي قامت على ذلك في محلها اذ أن تحكيم الحجة الأضعف في مرتبة الأقوى هو ظنٌ وزيغ وتحكيمٌ للمتشابه على المحكم واليقيني, فانّقطاع السفارة ثبت بالأدلة القطعية بل صار من الضروري, فلا يعارض ذلك توهمات المتوهمين بوجود بعض الأدلة على نيابة أو سفارة أي كان, فإنّ المشاهدات وبعض الأفعال الغريبة لا تداني الأدلة القطعية وأنها أدلة في مرتبة دانية وضعيفة بالنسبة لأدلة انقطاع السفارة.

وهو نظير ما مرَّ من تفنيد القرآن وذمه النصارى واليهود لاستنادهم إلى الحس لحكمهم بقتل وصلب النبي عيسى عليه السلام إذ بينا أن وجه الحكم بالبطلان وذم القرآن لهم مع أن الحس دليل يقيني, هو أن الحس دليل يقيني في نفسه أو بالقياس لما دونه أما بالقياس لما هو أعلى منه كاخبارات النبي الاعجازية, فيكون ظناً وتحكيماً للمتشابه على المحكم, فإنّ كشف الدليل الأقوى أثبت وأبين من الدليل الاضعف, فبالتالي ما يترآى من الدليل الأضعف يكون وهماً وظناً وليس بيقين وتشابه وشبهة وهو اصطلاح قرآني خاص كما بيّنا.

لذا فإنّ تلك الأدلة القطعية واليقينية لانقطاع السفارة لا تضاهيها ولا تناهضها أدلة المُدعين بل لا يوجد أي احتمال لصحة أدلة المُدعين.

فمن الغريب أن بعض الباحثين بدعوى البحث الموضوعي يقول لابد من الفحص في أدلة المدعين للنيابة الخاصة أو السفارة والتثبت من صدقها أو كذبها, وهذا الكلام وإن كان منطقياً بشكل عام كميزان وضابطة في التثبت والبحث لكنه ليس بصحيح وليس بمنطقي إذا كانت تلك الأدلة المُدّعاة في قبال أدلة يقينية عالية, فليس من الصحيح ولا من المنطقي أساساً البحث في أدلة مُدّعي النيابة الخاصة بعدما ثبت انقطاعها بالأدلة اليقينية العالية.

فمثلاً بعد أن ثبتت عقيدة التوحيد بالأدلة اليقينية العالية فلو ادعى مدعي أن هناك إلهاً آخر وذكر بعض الأدلة فهل من المنطقي البحث والتثبت من تلك الأدلة بدعوى احتمال تماميتها وصدقها؟!!!

بل إن من يتوهم ذلك هو مريض أو متمارض في الادراك فلا ريب ولا شك في عدم موضوعية هكذا بحث, وأن من يحتمل صحة البحث فيه فليس بسليم العقل إذ أن التردد والريب في هكذا اعتقادات ثبتت بالأدلة القطعية اليقينية كما قال تعالى: ((إِنَّما يَسْتَإذنكَ الَّذينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ ارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ في‏ رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ))(1) فإنّ التردد في الريب والاسترابة حالة مرضية في الادراك والعقل فليس من المعقول الاعتداد بالسفاسف والتفاهات واعتبارها أدلة في مواجهة أدلة يقينية قوية شديدة.

فمن التوصيات المنطقية ما جاء في وصية أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة (إذا استيقنت فامض على يقينك)(2), وهكذا الكثير من الروايات التي دعت إلى الاعتماد والاعتداد باليقين والسير عليه حتى لو كان في قباله شك أو ريب إذ ما دام الانسان استثبت من اليقين ومن مناشئه فعليه السير دون الاعتداد بالتشكيك, فمن تلك الروايات (لا تنقض اليقين بالشك)(3) نعم قبل الاستثبات من اليقين فإنّ البحث والفحص منطقي ومعقول جداً لئلا يبقى متردداً في البيان والبرهان فيكون كمن يعشو في سيره, لذا لابد من الالتفات إلى جميع الاحتمالات لاثبات الصحيح والمنطقي فيها ليصل للبرهان اليقيني ويتثبت فيه ليسير عليه, أما إذا استيقن الانسان فلابد من المضي على ذلك اليقين وعدم نقضه بشكٍ فقوله (لا تنقض اليقين بالشك)(4) يعني الشك الذي ليس له منشأ علمي يناهض ويقاوم اليقين ولايساعد على رفع اليد عن الأدلة السابقة اليقينية, وإلا فإنّ رفع اليد عن اليقين والبحث في أدلةٍ ضعيفة وهمية ليس حالة فحص علمي سليم سديد, بل مرض في العقل والادراك فهو لا يبصر البراهين اليقينية بما أعطاه الله من قدرة الادراك وفطرة الركون لليقين, فهو كمن لا يستنير ولا يستصبح بالنور, بل دوماً يسير في جانب الظلمة تاركاً النور فهي حالة مرضية لعدم استثماره البصر وعدم استعانته بالنور.

فمع وجود الأدلة اليقينية على انقطاع النيابة الخاصة والسفارة في عقيدة الغيبة لا معنى للريب والشك ولا معنى لاحتمال صحة التوهمات والهلوسات كأدلة للمدعين بها.

كما أنّا لو تنزلنا ونظرنا في مناشيء تلك المُدعيات كالرؤية أو الأفعال الغريبة ووو... نجد أنها في نفسها ليست بحجة فضلاً عن مناهضتها للأدلة اليقينية.

وبعبارة أخرى لنا معالجتان لهذه الدعاوى:

الاولى: أنها لو كانت حجة فهي أضعف من أن تناهض البراهين اليقينية المثبتة لانقطاع السفارة.

والمعالجة الثانية: أن تلك الأدلة في نفسها ليست بحجة لأن مناشيء تلك المدعيات من قبيل الرؤية والعلم اللدني والاطلاع على الغيب من قناةٍ ما لا يكون ذلك صحيحاً وتاماً ومُعتبراً إلا للأنبياء والأوصياء, فإنّ الوحي عبارة عن قناة روحية تربط وتوصل وتنفتح على الغيب, واما العلم اللُدني فلا يكون إلا عند الأنبياء والأوصياء, أما بقية البشر من غير المعصومين فليس لهم طريق مضمون للغيب يرتبطون وينفتحون ويتصلون به عليه, فقد ذكر القرآن أن سبب انكار الامم هو أن كل رجلٍ منهم يريد أن تتنزل عليه صحف مُنشّرة, وبالتالي فكلٌ منهم يريد أن يكون نبياً ليكون منفتحاً على الغيب فيطمئن به, قال تعالى: ((بَلْ يُريدُ كُلُّ امرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى‏ صُحُفاً مُنَشَّرَةً))(5).

ولكن واقع الحال عدم وجود القابلية لأي شخصٍ أن يكون نبياً أو إماماً أو لديه ارتباط بالغيب, فإنّ ذلك تابع لمدى القوة الروحية والاستعداد الروحي للانكشاف على الغيب, فإنّ أرواحنا لا شك ولا ريب متصلة بعوالم أخرى ولنا قنوات توصلنا إلى الغيب ولا شك في ذلك, ولكن الكلام كل الكلام في أنا كيف نطمئن على أن هذا الاتصال والارتباط بتلك العوالم وما تصلنا من معلومات من ذلك الغيب كيف نطمئن على صحتها؟ وأنها عن إرادة الله وقضاءه وقدره ومشيئته؟.

فإنّ كل ما نستلمه من خواطر وإلهامات وتخيلات وصور منامية أو صور في اليقظة ومكاشفات وسلوكيات وغيرها ليس لها أي ضمانة في الصواب والسداد, وليس لها أي مدار في الحجية, أي لا اطمئنان على صحتها, لأنها تلقي غير المعصوم من قبل المعصوم, فإنّ التلقي والارتباط بالغيب ليس فيه زللٌ ولا خللٌ ولا خطل ولا أي احتمال الانحراف إذا كان تلقي معصوم من معصوم, فحينئذٍ يكون التلقي معصوماً, كما هو الحال في تلقي المعصومين عليهم السلام لذا كان تلقيهم حجة, واعتبر هو منبع الشريعة الوحيد .

أما تلقي غير المعصوم فهو وإن كان من المعصوم لكن ما الدليل على أن ذلك المُلقى صحيحاً وليس من أفاعيل الشياطين؟!.

فإنّ الشياطين تنفث في النفوس ويتخيل أن ذلك من الله تعالى ولا قدرة لتمييز ذلك إلا للأنفس الطاهرة المطهرة, فإنّ غير المعصوم من سائر الناس ليس له حظ من الرؤيا الالهية ونحوها للاحكام الشرعية وإن توهم ذلك متوهم فليستيقن بأن ذلك من الشياطين فقد أشار القران الكريم إلى عدة من أفعال الشياطين التي تقع على العباد منها:

قال تعالى: ((وَ قُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطينِ))(6).

وقال تعالى: )) هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى‏ مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطينُ .تَنَزَّلُ عَلى‏ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثيمٍ))(7).

وقال تعالى: ((كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ))(8).

وقال تعالى: ((وَ اما يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَميعٌ عَليمٌ))(9).

وقال تعالى: ((إِنَّ الَّذينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ))(10).

وقالى تعالى: ((الَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطينَ عَلَى الْكافِرينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا))(11).

وقال تعالى: ((لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذينَ في‏ قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَ إِنَّ الظَّالِمينَ لَفي‏ شِقاقٍ بَعيدٍ))(12).

وقال تعالى: ((وَ إِنَّ الشَّياطينَ لَيُوحُونَ إِلى‏ أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ وَ إِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ))(13).

وغيرها من الآيات التي تبين أن الشياطين يوحون وبطرق مختلفة كالخواطر والميول والرؤى و.... للنفوس المريضة والضعيفة والتي على طريق الزيغ, وعن الباقر عليه السلام قال: (لما ترون من بعثه الله عز وجل للشقاء على أهل الضلالة من أجناد الشياطين وأرواحهم أكثر مما ترون مع خليفة الله الذي بعثه للعدل والصواب للملائكة قيل: يا أبا جعفر وكيف يكون شيء أكثر من الملائكة؟ قال: كما يشاء الله عز وجل, قال السائل: يا أبا جعفر إني لو حدثت بعض أصحابنا الشيعة بهذا الحديث لأنكروه, قال: كيف ينكرونه؟ قال: يقولون إن الملائكة أكثر من الشياطين, قال: صدقت, افهم عنّي ما أقول لك, إنه ليس من يوم ولا ليلة إلا وجميع الجن والشياطين تزور أئمة الضلالة, وتزور أئمة الهدى عددهم من الملائكة, حتى إذا أتت ليلة القدر فيهبط فيها من الملائكة إلى ولي الامر قيض الله عز وجل من الشياطين بعددهم ثم زاروا ولي الضلالة فأتوه بالإفك والكذب حتى لعله يصبح فيقول رأيت كذا وكذا, فلو سئل ولي الامر عن ذلك لقال رأيت شيطاناً أخبرك بكذا وكذا حتى يفسر له تفسيراً ويعلمه الضلالة التي هو عليها)(14).

فبعد كل ذلك, أي مجال يبقى للاطمئنان لرؤى ومكاشفات غير المعصوم الذي لا يميز نفث الشياطين من عالم الغيب الحق.

لذلك فإنّ مكاشفة المكاشفين والعرفاء والصوفية من إلهامات وخواطر ليست ذا مدار وضابطة في الحجية فإنّ كثيراً من أصحاب السير والسلوك والتصوف والرياضات يقعون في إنحرافات وأخطاء نتيجة تعويلهم على ما يتلقونه من خواطر والهامات ومكاشفات, فإنّ نفس الصوفية والعرفاء ذكروا ذلك مثلاً القيصري في شرح كتاب ابن عربي وكذلك الغزالي وابن عربي نفسه وغيرهم ذكروا بأن مكاشفات غير المعصوم ليست بمعصومة, فلابد أن توزن وتعرض على محك كشف المعصوم وهو القرآن والسنة(15) لأن القرآن والسنة هو تلقي المعصوم عن الله تعالى وعن الغيب, ولا ريب ولا شك في عصمة هذا التلقي والمتلقى, لأن قدرة المعصوم معصومة وغير محدودة في تلقيها عن الغيب كما يصف القرآن الكريم ذلك, قال تعالى: ((وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلاَّ في‏ كِتابٍ مُبينٍ))(16) بيان لأحاطة المعصوم.

وبعبارة أخرى بمثال حسّي إن درجة استقبال وتلقي المعصوم كالرادار في الكشف وغير المعصوم كالمايكروفونات البسيطة, فللمعصوم روح واسعة محيطة فيها استعداد الكشف والابصار القلبي لكل زوايا العرش والكرسي والسماوات وجهنم والصراط والميزان والبرزخ والموت وتطاير الكتب والحور والملائكة, فإنّ أرواح المعصومين ليس كأرواحنا إذ لها قدرة الاطلاع على عوالم أخرى دون أن تضعف أو تتردد, كما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام حيث يقول: (لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً)(17) أي انه مطلع على تلك العوالم غير عالم الدنيا فلا يؤثر على اعتقاده وروحه إذا كشف له الغطاء, وليس كبقية البشر الذين لم يطلعوا على شيء من تلك العوالم, وأن الله لم يطلعهم على شيء منها لضعف نفوسهم وأرواحهم.

وفي رواية أخرى أن شخصاً كان يسير مع الإمام الصادق عليه السلام فمروا بمقبرة بين مكة والمدينة فسأل الشخص الإمام عليه السلام عن حالهم فقال الصادق عليه السلام: (عن عبد الله بن بكير الأرجاني، قال: صحبت أبا عبد الله عليه السلام في طريق مكة من المدينة، فنزلنا منزلاً يقال له: عسفان، ثم مررنا بجبل أسود عن يسار الطريق موحش، فقلت له: يا ابن رسول الله, ما أوحش هذا الجبل ما رأيت في الطريق مثل هذا، فقال لي: يا بن بكير أتدري أي جبل هذا، قلت: لا، قال: هذا جبل يقال له الكمد، وهو على واد من أودية جهنم، وفيه قتلة أبي الحسين عليه السلام، أستودعهم فيه، تجري من تحتهم مياه جهنم من الغسلين والصديد والحميم، وما يخرج من جب الجوى، إلى ان يقول:...

قلت له: جعلت فداك فأنت تسمع ذا كله ولا تفزع، قال: يا بن بكير إن قلوبنا غير قلوب الناس، إنا مطيعون مصفون مصطفون، نرى ما لا يرى الناس ونسمع ما لا يسمعون، وإن الملائكة تنزل علينا في رحالنا وتتقلب في فرشنا، وتشهد طعامنا، وتحضر موتانا، وتأتينا بأخبار ما يحدث قبل أن يكون، وتصلي معنا وتدعو لنا، وتلقي علينا أجنحتها، وتتقلب على أجنحتها صبياننا، وتمنع الدواب أن تصل إلينا، وتأتينا مما في الأرضين من كل نبات في زمانه، وتسقينا من ماء كل أرض نجد ذلك في آنيتنا.

وما من يوم ولا ساعة ولا وقت صلاة إلا وهي نبهنا لها، وما من ليلة تأتي علينا إلا وأخبار كل أرض عندنا وما يحدث فيها، وأخبار الجن وأخبار أهل الهوى من الملائكة، وما من ملك يموت في الأرض ويقوم غيره إلا أتانا خبره، وكيف سيرته في الذين قبله، وما من أرض من ستة أرضين إلى السابعة إلا ونحن نؤتي بخبرهم)(18) يعني نحن غير المعصومين لو سمعنا ذلك لصعقنا ولما بقيت أرواحنا في أجسامنا, أي متنا لعدم إمكان تحمل ذلك أما المعصومون عليهم السلام فلهم القدرة على أن يروا تلك العوالم.

وإن قابليات غير المعصومين الروحية أيضاً تختلف في قوتها واستعدادها للاطلاع على العوالم الأخرى والأسرار كما في الفرق بين سلمان وأبي ذر حيث ورد (لو علم أبو ذر بما في قلب سلمان لكفره أو لقتله)(19) أي ان أبا ذر لا يتحمل ما يتحمله سلمان من علوم وأسرار, وهكذا فإنّ أعلى حالات النفوس القوية موجودة عند المعصوين عليهم السلام فلهم عدسة قوية دقيقة لا يخفى عليها شيء, في حين أن القرآن يصف الشياطين أو الجن بقوله تعالى: ((لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى‏ وَ يُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ*دُحُوراً وَ لَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ *إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ))(20) فللشياطين والعفاريت قوة كشف أيضاً ولكنها لا تُقاس بقوة كشف المعصوم إنما هي حاصلة من خطفة بسيطة أي قبسة فإنّ غير المعصوم حتى لو كانت عنده خواطر وتمثلات وانكشافات ويرى ما لا يراه الناس, فما الكاشف له أن تلك الرؤى والخواطر والغيبيات أنها من الله تعالى أم من الشياطين والعفاريت؟, فإنّ بعض الرؤى والانكشافات قد تصدق لأنه هناك خطفة من الغيب ولكن الخطفة شيء والوحي النبوي شيء آخر, فكثير من عموم الناس وآحادهم إما يغتر أو يُغرر به أنه انكشف له شيء وعلم أموراً غريبة فيرى أن تلك الانكشافات انكشافاتٌ بوحيٍ أو علم لدني أو أو ...الخ, لكنه لا يُميّز أن الموصل اليه هل هو الشيطان أم جبرائيل أم أسرافيل أم ميكائيل...؟ لأن روحه ليس فيها استعداد التلقي, فإنّ نفوس غير المعصوم لم تطلع على تلك العلوم والمباحث, فبمجرد اتصاله بقناةٍ غيبية يرتبك وتضطرب عنده الموازين, فلعله نتيجة ذلك تكون لديه شريعة جديدة وعقيدة جديدة وبعثة جديدة.

فإنّ التعامل مع الانكشاف الغيبي مختلف حتى بالنسبة للمعصومين بحسب مراتبهم وقوة وشدة استعدادهم للتعامل مع تلك الغيبيات ودقة موازينهم في التثبت والتعامل مع ما يلقى اليهم, فإنّ الدنيا بأكملها بما لها من جمال تمثّلت لعلي بن أبي طالب عليه السلام وأنه قال لها (اليك عني قد طلقتك ثلاثاً)(21) فإنّه سلام الله عليه التفت اليها وحدّثها فرفضها وطلقها أي لم يغتر بها مطلقاً, ولكن الدنيا عندما تمثلت للرسول صلى الله عليه وآله فإنّ للرسول صلى الله عليه وآله مشهد أعظم من مشهد علي بن أبي طالب, فإنّه لما نادته لم يخاطبها أصلاً ولم يلتفت اليها كما في روايات المعراج.

فإنّ نفوس المعصومين على عظمتها وقوتها لهم مواقف مختلفة في التعامل مع الغيبيات, فرغم علمهم بالغيب فإنّ تعاملهم معه يختلف بحسب اختلاف أرواحهم ونفوسهم, فإنّ أرواحهم لما لها من الاستعداد فإنّها ترقى وتعرج إلى عوالم أخرى غيبية مهولة دون أي ارتباك ولا أي اضطراب لأنها نفوسٌ عظيمة معدّة للوحي والنبوة والانكشاف على الغيب, أما غير المعصوم من نفوس البشر الأخرى فبمجرد اختلاف المشاهد تضطرب عنده الموازين فقد لا يحتاج غير المعصوم لانزلاقه أكثر من إثارة بسيطة وجمالٍ خداع ولو كان زائفاً, إذ لا يستطيع التثبت أمام هذه الاثارات البسيطة, فما بالك لو تمثلت له الدنيا بجمالها وقالت له: أنا الدنيا فهل يبقى على تثبته وتمييزه ويقول اليها اليك عني أم ماذا؟!!!

فإنّ غير المعصوم لعدم استعداده وعدم قوة نفسه بل لضعف نفوس غير المعصومين فبمجرد اختلاف المشاهد يحصل الهلع والجزع والفزع والرعب والاضطراب, ففي تلك الحالة إذا ألقي له شيء من الغيب هل له أن يميّزه أنه من الله أم من الشيطان؟, فإنّه قد تظافرت الروايات في أن الرؤى سواء كانت رؤى في المنام أم في اليقظة أم غيرها منها ما هو حديث الشيطان وإفكه وتنزيله, ومنها ما هو حديث النفس ومنها ما يكون رؤى صادقة سواء كانت في اليقظة ام في المنام.

أما ما هو حديث الشيطان فإنّ الشيطان يلقي لأوليائه الافك والاثم قال تعالى: ((وَ إِنَّ الشَّياطينَ لَيُوحُونَ إِلى‏ أَوْلِيائِهِمْ))(22) وقال تعالى: ((هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى‏ مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطينُ *تَنَزَّلُ عَلى‏ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثيمٍ))(23) فإنّ الشياطين يلقون لاوليائهم الافك والاثم.

وأما حديث النفس فإنّ النفس بما أودعت من قوى وغرائز فهي كأنما ذوات متعددة وليست ذات واحدة, فالنفس البشرية بسبب ما جهزت به من غرائز وقوى فكأنما كل قوة هي ذات من الذوات و جوهر من الجواهر وهذه النفس إذا طاشت أو جمحت تسول للانسان من تساويل ورؤى حتى في اليقظة, والانسان لخلوه من قدرة التمييز يحسب ذلك من الغيب وكشف الستور في حين أنها من الاعيب النفس الأنسانية.

وأما الرؤى الصادقة فهي وإن كانت ممكنة وقد تحصل سواء في المنام أم في اليقظة لكنها إضاءة ضيقة جزئية محدودة لا يمكن التعويل عليها, لان الصدق له مراتب, فصدق المعصوم كالمحيطات أما غير المعصوم فضعيف يتبدد بأدنى شيء, لذا ورد في القرآن الكريم ((وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قيلاً))(24) فأصدقية الله تعالى لا تضاهيها أي مصداقية لانه يحيط بكل الواقعيات وكل المخلوقات, أما نحن فاحاطتنا صغيرة إذ نحن لا نحيط حتى بكيفية ولادتنا ونشأتنا وإنا من أين جئنا والى أين نتجه حتى لو كنا صادقين وعدولاً, فأحاطتنا ضعيفة قليلة فكيف ندعي علمنا بالاطلاع على ذلك؟

أما إحاطة المعصوم فواسعة فإنّهم هم الصديقون بعد الله تعالى بل ان الائمة عليهم السلام هم كبراء الصديقين, كما في بعض الزيارات(25) يعني يحيطون بالكتاب المبين واللوح المحفوظ والقرآن نفسه شهد لهم بالطهارة ثم شهد لهم بانهم هم الذين يدركون ويفهمون القرآن قال تعالى: ((إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَريمٌ *في‏ كِتابٍ مَكْنُونٍ *لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ))(26) ثم قال تعالى: ((إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً))(27).

لذا فلا اعتداد ولا اعتبار بتلقي غير المعصوم وليس له أي مدار في الحجية لعدم الاطمئنان بكونه تلقياً صادقاً اذ هم أنفسهم يخطيء بعضهم بعضاً, فكم من الصوفية والعرفاء وحتى أصحاب السير والسلوك وحتى أصحاب الرياضات نجد بينهم تضارباً لا ينتهي ولا يرتفع فكل منهم يخطيء الآخر لانهم غير معصومين.

وبمثال حسي لتضارب الأقوال عن الغيب كما يقال إن أشخاصاً وجدوا فيلاً في ظلام فاعتمدوا على اللمس في تشخيصه فلمس أحدهم ذنبه فقال إنه مخلوق صغير, ولمس بعضهم خرطومه فقال إنه متوسط, وآخر لمس رجله فقال إنه مخلوق كبير, ولمس الآخر بطنه فقال إنه عظيم بل إنه سينفجر.....

وما ذلك إلا لعدم الاطلاع والكشف التام وإنما اعتمد كل منهم على ما انكشف له واطلع عليه من طريق ضيق وحكم بموجبه حكماً عاماً.

فهكذا غير المعصوم وأصحاب النفوس الضيقة و... فإنّهم إن حصل لهم كشف للغيب فهو كشف ناقص لا يصلح ليكون حكماً صادقاً حقاً يعتمد عليه ويطمئن له.

أما المعصوم فله الاحاطة التامة والانكشاف التام, فمثلاً كأنه يرى ذلك المخلوق بتمامه, يرى ذلك المخلوق فيحكم بأنه فيل على ما هو في الحقيقة لأنه مطلع على تمام حجمه لأنه يراه ببصيرته بل يكون له نور يكشف له فيرى ببصره لان كشف ورؤية المعصوم فيها إحاطة قال تعالى: ((إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَريمٌ*في‏ كِتابٍ مَكْنُونٍ *لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ))(28) و ((وَ ما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِلاَّ في‏ كِتابٍ مُبينٍ))(29) و ((وَ ما يَعْلَمُ تَأْويلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ))(30).

لا مثل غيره يعيش في ظلمة وكدورات النفس ويريد الاطلاع وإيجاد قناة غيبية.

ومن العجيب أن غير المعصوم يدعي التلقي والكشف ويحاول اتباع ما تلقاه مع علمه بضعف نفسه وعدم استعدادها ويترك تلقي المعصوم فأي قناعة له أو لمن يتبعه بترك تلقي المعصوم واتباع ما عنده من هلوسات أو خواطر أو رؤى منامية لا اطمئنان بصحتها فعندنا القرآن والسنة التي هي كشف حقاني لأنها وصلت الينا بتلقي المعصوم عن المعصوم فلا حاجة حينئذٍ للاعتماد على تلقي غير المعصوم وإن توهم وارتسم له أنه عن المعصوم فإنّ المشكلة في المتلقى (الرادار أو اللاقطة أو الساحب) فهل لديه نفس قوية ترى الملقى اليه على ما هو عليه ام نفسه ضعيفة لا استعداد لها فتقلبه وتزيفه لذلك تكرر في القرآن قوله تعالى: ((وَ بِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَ بِالْحَقِّ نَزَلَ وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَ نَذيراً))(31) أي ما أنزل من الغيب وكشف هو في نفسه حقٌ وجاء ونزل في طريقٍ حقاني غير مشوب بعبث الشياطين وكدورات النفوس الضعيفة وضيق وتلوث أوعية الاستقبال, فهو نظير المرآة فهناك نوع منها سليمة صحيحة غير مشوبة تعكس الصور على ما هي عليها كنفوس المعصومين مثلاً, في حين هناك نوع آخر من المرايا مشوب وليس منتظماً فتعكس الصور بشكل مقلوب أو تضخمها وتكبرها أو تضعفها وتصغرها أو تعطيها ألواناً أخرى بل أحياناً بعض الصور تمسخ عن حقيقتها أصلاً فتري صورة الانسان كأنه جني وقد تظهر القبيح جميلاً, كما قد تظهر الجميل قبيحاً.

فهكذا نفوس البشر قد ترى الغيب كهذه المرآة فإنّ الغيب واحدٌ بالنسبة للمعصوم ولغير المعصوم, ولكن الكلام في المستقبل إذ لا ضمان لأن تكون تلك النفوس ترى الغيب على ما هي عليه, هذا لو كان الملقى صادقاً فتكون المشكلة في المتلقي, أما إذا كان التلقي من إيحاء الشياطين فكما أن أولياء الله تتنزل عليهم أنوار آلهية فإنّ أولياء الشياطين تتنزل عليهم الآثام والافك, فإنّ الاثم في نفسه كذبٌ فأولياء الشياطين يحسبون ما القي لهم ملائكة ورسل غيب من الله في حين أنها شياطين, إذ ليس له قدرة التمييز والتفريق بين إيحاءات الشياطين وبين الأنوار الالهية.

لذلك فإنّ علماء الرؤية يقولون كلما ازداد الانسان صدقاً في قوله وتعبيره وأمانته ووفائه وسلوكه وتعاملاته وتوجهاته لله وقربه للحق والحقيقة فإنّه يرى الرؤى الصادقة, وكلما زل لسانه وارتكب المعاصي وابتعد من طريق الحق والحقيقة وابتعد عن الله رأى اموراً خاطئة وباطلة, أما المعصوم فحيث إنه لا يرتكب أي معصية وأي ذنب فإنّه لا يرى إلا الرؤى الصادقة, لذا تكون مرآته صافية جلية ويرى الأمور على ما هي عليه, من هنا كانت رؤى الأنبياء رؤى صادقة وحيانية كقوله تعالى: ((وَ نادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهيمُ*قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ))(32) بالنسبة لرؤية النبي إبراهيم عليه السلام وكقوله تعالى: ((وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتي‏ أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ))(33) بالنسبة للنبي محمد صلى الله عليه وآله.

وعليه فإنّ رؤيا الأنبياء والأوصياء حجة لأنهم بلغوا من الصدق مقاماً عالياً جداً ولما لم يكن عندهم أي إثم ولا افك فلا تتنزل عليهم الشياطين ولا تكون قنوات كشفهم عن الغيب إلا قنوات سليمة صحيحة يرون من خلالها الحق فقط.

أما غير المعصوم فمهما يكن من الاستقامة لا يؤمن كشفه حتى العادل لا يمكن الاطمئنان لقناته الغيبية إذ العدالة غير العصمة فإنّ العدالة وإن كانت هي الاستقامة على جادة الشريعة وعدم ارتكاب المعاصي إلا أن ذلك لا يعني عدم ارتكاب المعاصي والأخطاء من دون شعور وبالتالي فإنّ ذلك يكدر نفسه وروحه من حيث لا يشعر حتى لو لم تسجل عليه عقوبة فإنّه يعذر عن العقوبة لعدم علمه أي لجهله بذلك الفعل انه يسبب غضب الله والكدورات النفسية ولكن ذلك لا يمنع من تكدر وتلوث النفس بتلك الأعمال وبالتالي لا تكون قناته للغيب سليمة صافية.

فلابد للانسان غير المعصوم أن لا يغتر ولا ينخدع ببعض الانكشافات والرؤى فيعتبرها غيباً ما بعده غيب ووحياً ليس فوقه وحي, وأنه صار نبياً أو نحو ذلك, ويتأول الضروريات والحقائق الدينية والتمرد عليها.

فقد يكون للانسان شيء من التقوى فيحسب أن تقواه وورعه سبب انكشاف الغيب له فيؤمن به ولكنه ليس صحيحاً فإنّ تلك لو كانت تقوى وورع لاتبع القرآن الكريم والسنة لانها تلقي معصوم عن معصوم, فهي كشف صادق وحق لا ريب فيه في حين أن ما تلقاه غير المعصوم هو تلقي لا يؤمن ان يكون من الشيطان أو الجن أو العفاريت... فلا ضمانة فيه.

فليس من العقل ولا من المنطق ترك ما هو برهاني ويقيني وهو كتاب الله الذي لا يغادر كبيرة ولا صغيرة واتباع مكاشفة أو رؤيا أو نحو ذلك يحتمل أنها صادقة.

فلا نمني أنفسنا بمقامات المعصومين من الأنبياء والأوصياء فتسول لنا أنفسنا أن تنفتح لنا قنوات الغيب ولا نتوهم ذلك لغير المعصومين عليهم السلام فاين نحن من سيد الأنبياء وأين نحن من سيد الأوصياء وأين نحن من الائمة المعصومين فإنّ الغيب شاسع مهول ودخوله والتوسط فيه ليس بالامر السهل, فلا يمكن لغير المصطفين الأخيار الذين اصطفاهم الله تعالى بعلمه ليكونوا هم القنوات السليمة والحقانية لارتباط جميع المخلوقات بالواحد الأحد الله سبحانه وتعالى وذلك لما لهم من قوة النفس والاستعداد الحاصل من طهارة النفس فهم سلام الله عليهم ليس كبقية البشر روحاً بل حتى جسداً فإنّ الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله عرج بجسده فضلاً عن روحه إلى سبع سموات فهو ليس بالانسان العادي حتى تسول نفوس البعض الانكشاف على الغيب لمجرد أنه اتقى أو عمل صالحاً أو .... فإنّ لكل ذلك أجراً عند الله وآثاراً حسنة على الروح, لكن ليس للحد الذي نغتر به وندعي الاتصال بالغيب لأنه حصلت لنا رؤيا أو مكاشف أو ... فإيانا إيانا أن نقع في حبائل الشيطان, ونغوي أنفسنا ونغوي الآخرين ونترك الثوابت والبراهين والضروريات مما حصل عن طريق معصوم وهو القرآن والسنة.

فالقرآن هو البرهان الواضح والمحجة البيضاء وقد أعجز البشر أربعة عشر قرناً بما ضمن من علوم معجزة ودلائل إعجازية متنوعة ومتكثرة فلا يعقل ولا من المنطقي ترك هذا الوحي وسنة المعصومين من الأنبياء والأوصياء وأتباع الهلوسة والمهلوسين والجن والمجننين والشيطان والمتشيطنين سواء كانت من رؤى أو مكاشفات, وتنويم مغناطيسي أو تحضير أرواح أو تحضير جن أو علوم غريبة كعلم الجفر أو علم الرمل أو علم التوسم أو علم الحروف أو علم الطلسمات أو علم العزائم أو علم البيوت أو علم التنجيم أو علم الكيمياء وغيرها من العلوم التي لا تكون كاملة وتامة الا عند المعصومين أما عند غيرهم فهي ناقصة منقوصة, فنحن لا ننفي هذه العلوم وقدرتها وإمكانها في إثبات الأشياء لكنها لا تعطي البرهان القاطع ولا تكشف كشفاً مفيداً للحجية.

نعم قد تكشف لصاحبها بعض الأشياء لكن يجب أن لا يغتر بذلك فليس هو الغيب ولا الواقع ولا هو كل العوالم فمثلاً فلان كتب بعض القضايا في الجفر أو علم الحروف أو... أو .... فعلم أن فلاناً سيموت أو سيولد له كذا أو غير ذلك, لكن ثم ماذا بعد ذلك هل صار بذلك نبياً, هل به علم طريق الجنة وطريق النار هل صار عنده علم الاولين والآخرين وهل... وهل... .

ماذا يعني هذا في قبال علم المعصومين بما كان وبما يكون وما لهم من الاحاطة بكل العوالم الغيبية وغيرها لكن للاسف بعض النفوس المريضة والضعيفة تنخدع وتغتر بذلك فيهتمون بمثل هذه السفاسف ويتركون ما هو خير لهم من ذلك فإنّ القرآن الكريم والروايات تؤكد أن الصلاة والصوم والحج وزيارة المعصومين عليهم السلام وغيرها من العبادات لها آثار أعظم مما يتخيل هذا البعض المنخدع بتلك التفاهات والسفاسف, فليس من العقل ترك تلك العبادات أو على الاقل عدم الاهتمام بها وإعطاء شيء من الاهتمام لمثل هذه العلوم الغريبة أو غيرهما بدعوى أنها تكشف لنا الواقع أو تعطينا طريقاً للواقع.




الهوامش:


--------------------------------------------------------------------------------

(1) - الآية 45 من سورة التوبة.

(2) - في مصباح البلاغة مستدرك نهج البلاغة الميرجهاني ج1 ص236 (من كان على يقين فاصابه ما يشك فليمض على يقينه فإنّ الشك لا يدفع اليقين ولا ينقضه).

(3) - الوسائل ج5 ص321, باب 10 من ابواب الخلل,ح3.

(4) - في وسائل الشيعة (آل البيت) للحر العاملي الجزء الاول ص247 ابواب نواقض الوضوء الباب الاول انه لا ينقض الوضوء الا اليقين (636)6_ وفي الخصال باسناده عن علي عليه السلام في حديث الاربعمائة _ قال: من كان على يقين فشك فليمض على يقينه, فإنّ الشك لا ينقض اليقين).

(5) - الآية 52 من سورة المدثر.

(6) - الاية 97 من سورة المؤمنون.

(7) - الاية 221و222 من سورة الشعراء.

(8) - الاية71 من سورة الانعام.

(9) - الاية 200 من سورة الاعراف.

(10) - الاية 201 من سورة الاعراف.

(11) - الآية 83 من سورة مريم.

(12) - الآية 53 من سورة الحج.

(13) - الآية 121 من سورة الانعام.

(14) - تفسير البرهان: ج4, ص485.

(15) - ذكر الشارح القيصري في شرحه على فصوص الحكم لابن العربي في الفصل السادس والسابع من الفصول التي ذكرها في المقدمة قال: وكما أن النوم ينقسم بأضغاث أحلام وغيرها كذلك ما يرى في اليقظة ينقسم إلى أمور حقيقة محضة واقعة في نفس الأمر وإلى أمور خيالية صرفة لا حقيقة لها شيطانية وقد يخلطها الشيطان بيسير من الأمور الحقيقة ليضل الرائي, لذلك يحتاج السالك إلى مرشد يرشده وينجّيه من المهالك والأول إما أن يتعلق بالحوادث أو لا.

فإن كان متعلقاً بها فعند وقوعها كما شاهدها أو على سبيل التعبير وعدم وقوعها حصل التمييز بينهما وبين الخيالية الصرفة وعبور الحقيقة عن صورتها الأصلية إنما هو للمناسبات التي بين الصور الظاهرة هي فيها وبين الحقيقة ولظهورها فيها أسباب كلها راجعة إلى أحوال الرائي وتفصيله يؤدي إلى التطويل.

وأما إذا لم يكن كذلك (أي الرؤيا غير الاخبارية بالمستقبليات) فللفرق بينها وبين الخيالية الصرفة موازين يعرفها أرباب الذوق والشهود بحسب مكاشفاتهم كما أن للحكماء ميزاناً يفرّق بين الصواب والخطأ وهو المنطق.

(منها): ما هو ميزان عام وهو القرآن والحديث المنبيء كل منهما على الكشف التام المحمدي صلى الله عليه وآله.

(ومنها): ما هو خاص وهو ما يتعلق بحال كل منهم القابض عليه من الإسم الحاكم والصفة العالية عليه.

أقول: فترى أن الميزان عندهم لكون ما يرد على القلب وما ينكشف له _سواء بالرؤية في المنام أو في اليقظة أو بغير الرؤية من الإلهام القلبي وغيره_ الميزان بين الحق والحقيقي منه وبين الباطل والشيطاني والخيالي الذي لا واقعية له هو القرآن الكريم والسنّة المطهرة.

وقد برهن الشارح القيصري على ذلك بحسب مصطلح علم العرفان بقوله في الفصل السابع.

ولما تكان كل من الكشف الصوري والمعنوي على حسب استعداد السالك ومناسبات روحه وتوجّه سرّه إلى كل من أنواع الكشف وكانت الاستعدادات متفاوتة والمناسبات متكثرة صارت مقامات الكشف متفاوتة بحيث لا يكاد ينضبط وأصح المكاشفات وأتمها إنما يحصل لمن يكون مزاجه الروحاني أقرب إلى الاعتدال التام كأرواح الأنبياء والكمل من الأولياء صلوات الله عليهم.

المقطع المتقدم منقول بتمامه من كتاب دعوى السفارة في الغيبة الكبرى للمصنف (حفظه الله تعالى) ص91.

(16) - الآية 59 من سورة الانعام.

(17) - في منتهى المطلب للعلامة الحلي الجزء الثالث وقال امير المؤمنين عليه السلام: لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً, وكذلك في مناقب آل ابي طالب لابن شهر اشوب الجزء الاول ص317 وفي مستدرك سفينة البحار ص163 وغيرها.

(18) - كامل الزيارات - جعفر بن محمد بن قولويه - ص 539 - 542

(19) - في الكافي للشيخ الكليني الجزء الاول ص401 باب فيما جاء ان حديثهم صعب مستصعب الحديث الثاني عن علي بن الحسين عليهما السلام (والله لو علم ابو ذر ما في قلب سلمان لقتله ولقد آخا رسول الله صلى الله عليه وآله بينهما فما ضنكم بسائر الخلق).

(20) - الآيات 8و9و10 من سورة الصافات.

(21) - في نهج البلاغة الجزء الرابع ص17 ومن كلام له في القدر قال عليه السلام: يا دنيا يا دنيا اليك عني أبي تعرضتي ام الي تشوقتي لا حان حينك هيهات غري غيري لا حاجة لي فيك قد طلقتك ثلاثاً لا رجعة فيها فعيشك قصير وخطرك يسير وامدك حقير آه من قلة الزاد وطول الطريق وبعد السفر وعظيم المورد).

(22) - الآية 121 من سورة الانعام.

(23) - الآيات 221 و222 من سورة الشعراء.

(24) - الآية 122 من سورة النساء.

(25) - اشارة إلى ما رواه الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد ص742 في زيارة لامير المؤمنين عليه السلام جاء فيها السلام عليك ايها النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون وعنه مسؤولون السلام عليك ايها الصديق الاكبر.

(26) - الآيات 77 و 78 و79 من سورة الواقعة.

(27) - الآية 33 من سورة الاحزاب.

(28) - الآيات 77و78و79 من سورة الواقعة.

(29) - الآية 75 من سورة النمل.

(30) - الآية 7 من سورة آل عمران.

(31) - الآية 105 من سورة الاسراء.

(32) - الآيات 104و105 من سورة الصافات.

(33) - الآية 60 من سورة الاسراء.



http://www.m-mahdi.com/temp/0004.htm

من مواضيع : m-mahdi.com 0 استطلاع (ماهو تصورك للمهدوية ) شارك برايك
0 كيف عرفت امامك فأحببته؟؟؟؟؟؟
0 الحسن اليماني والمهدوية
0 الاعتقاد بالمهدي هل هو بدليل عقلي ام وجداني؟؟
0 استفتاء: سؤال سهل وصعب جدا؟؟؟

الصورة الرمزية الرشيد
الرشيد
عضو برونزي
رقم العضوية : 10779
الإنتساب : Oct 2007
المشاركات : 649
بمعدل : 0.11 يوميا

الرشيد غير متصل

 عرض البوم صور الرشيد

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : m-mahdi.com المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-02-2008 الساعة : 11:44 AM


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .... موظوع جيد واثار الشبهات على الدعوى الفاسده التي جاء بها احمد ابن الحسن ولانستغرب من هذه الدعوات التي كثرت بعد سقوط الطاغيه صدام ودخول الاحتلال الكافر للعراق فهم بمثل هذه الدعوات يضربون عصفورين بحجر فيجعلون الصف الشيعي ممزقا ومتقاتل ومتناحر وايضا يجعلون الناس ( الجهله بموظوع الامام (عج) ) يشكون حتى عند ظهوره سلام الله عليه وجعلنا واياكم من السائرين تحت رايته ....

من مواضيع : الرشيد 0 قيادي في بدر: جمهورنا يطالبنا بالتخلي عن المالكي
0 العلوي : لا اعرف على الاطلاق ان رئيس وزراء او زعيما ‏معارضا ، يشمت بزميل له او يشجعه
0 أئتلاف المالكي يرفض تعميم قانون الغاء الجنسية المزدوجة ويصفه مخطط بعثي
0 السنيد على علم بوقوع حادث الهروب من السجون قبل ايام ...!!
0 كتلة المواطن تتنازل عن رواتبها التقاعدية استجابة لمطالب الشعب

الصورة الرمزية m-mahdi.com
m-mahdi.com
عضو برونزي
رقم العضوية : 248
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 272
بمعدل : 0.04 يوميا

m-mahdi.com غير متصل

 عرض البوم صور m-mahdi.com

  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : m-mahdi.com المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-02-2008 الساعة : 04:51 PM


المقال الخامس عشر: الرؤية بين الصدق والدجل وحكمها

ظاهرة الغيبة: عاشت مرحلة الغيبة الصغرى (260هـ) إلى (329هـ) وهذه الحقبة الزمنية لها خصوصيتها فهي حقيقة واقعية خاضتها شريحة من الناس ورواد هذه الفترة هم:
1 _ جملة من أصحاب الإمام الجواد والهادي والعسكري عليهم السلام.
كعلي بن جعفر أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، وقد رأى خمسة من الأئمّة عليهم السلام، وداود بن أبي يزيد النيسابوري، محمّد بن علي بن بلال، عبد الله بن جعفر الحميري، إسحاق بن الربيع الكوفي، أبو القاسم جابر بن يزيد الفارسي، إبراهيم بن عبيد الله بن إبراهيم النيسابوري.
2 _ وجملة من وكلاء الإمام كمحمّد بن أحمد بن جعفر، وجعفر بن سهيل، ومحمّد بن الحسن الصفار، وعبدوس العطار، وسندي بن النيسابوري، وأبي طالب الحسن بن جعفر الفافاء، وأبي البختري.
3 _ نواب الإمام الأربعة: عثمان بن سعيد العمري، محمّد بن عثمان، الحسين بن روح، علي بن محمّد السمري.
4 _ مجموعة من العلماء الفقهاء كالكليني، والصدوق وأبيه.
5 _ مكاتباته عليه السلام ومراسلاته.
6 _ قاعدة جماهيرية تحمل ثقافة الارتباط بالإمام المنصوب والاعتقاد بالأئمّة السابقين ويحملون هوية معينة وانتماءً خاصاً واعتماداً في مجال العمل على طريقة فقهية معينة، فبعد الإمام العسكري إلى من رجعوا.
وسيأتي فيما بعد شيء متمم.
وهذه المجاميع تحمل خصوصيات فكرية وسلوكية تعكس لنا فوائد جمة.
واتفق الجميع أن طريق الاتصال بالإمام هو عن طريق النواب ولم ينعكس لنا من هؤلاء الرغبة في رؤيته عليه السلام بل كان مفروغاً عندهم ذلك، فإذا كانت مسألة الرؤية للإمام في ظرف الغيبة الصغرى كمال ومحبوب فلِمَ زهد الوكلاء والأصحاب والعلماء وأهل الإيمان عن ذلك مع شدة حرصهم على الإتيان بالنوافل، بل قد حفظ لنا التاريخ أنهم طلبوا منه عليه السلام أموراً أخرى، منها: سؤال والد الصدوق من الحسين بن روح أن يسأل مولانا الصاحب عليه السلام أن يدعو الله عز وجل أن يرزقه ولداً ذكراً، أو الأسئلة التي رفعت إليه عليه السلام فقد روى الطوسي في غيبته: (... إلى أن قال: حدّثني جماعة من أهل بلدنا المقيمين كانوا ببغداد في السنة التي خرجت القرامطة... وهي سنة تناثر الكواكب بأن والدي رضي الله عنه كتب إلى الشيخ الحسين بن روح رضي الله عنه يستأذن في الخروج إلى الحج...)(1) الخبر.
وعن الكليني قال: كتب محمّد بن زياد الصيمري يسأل صاحب الزمان كفناً يتيمن بما يكون من عنده(2).
أو طلب الزراري إصلاح أمره مع زوجته أم عبّاس كما في الغيبة، وأما في ما ورد في الروايات من الدعاء: «اللهم أرني الطلعة الرشيدة، والغرة الحميدة، وأكحل ناظري بنظرة مني إليه...»(3) فهو كناية عن التمني في التشرف تحت لواءه والانضمام في مشروعه ولو على سبيل عصر الرجعة، بل لنا أن نقول في تتبعنا ارتباط الأمّة بالقيادة في حل مشاكلها في زمن الأئمّة المعصومين لاسيّما في زمن الجواد والهادي والعسكري عليهم السلام لم يظهر لدينا أنهم كانوا يحبذون اللقاءات المباشرة إنما أنشاؤا في زمانهم أو فعلوا فكرة النيابة والوكالات، وقد عمل الإمامان (الهادي والعسكري) خصوصاً حينما كانا في سامراء على تعميق نظام الوكالة وإن هرم النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي نصب على نظام الوكالة، بل هذا النظام كان معمولاً به أيضاً في زمن الأئمّة السابقين (بسبب الإرهاب السياسي والسجن وانتشار الشيعة في مناطق مختلفة تبتعد عن الأئمّة في الغالب) نعم تكثف وأخذ بعداً جديداً بعد الإعداد للغيبة واحتجاب الأئمّة المتأخرين، روى الطوسي: في رواية محمّد بن عيسى قال: كتب العسكري عليه السلام إلى الموالي ببغداد والمدائن والسواد وما يليها: «قد أقمتُ أبا علي بن راشد مقام علي بن الحسين بن عبد ربه، ومن قبله من وكلائي».
وفي حديث آخر قال: سألته وقلت: من اُعامل وعمّن آخذ وقول من أقبل؟ فقال: «العمري ثقتي فما أدى إليك عني فعني يؤدي وما قال لك عني فعني يقول، فاسمع له وأطع فإنه الثقة المأمون»، قال: وسألت أبا محمّد عن مثل ذلك فقال: «العمري وابنه ثقتان فما أديا إليك عني فعني يؤديان وما قالا لك فعني يقولان، فاسمع لهما وأطعهما فإنهما الثقتان المأمونان».
وفي خبر عبد العزيز بن المهتدي والحسن بن علي بن يقطين جميعاً عن الرضا عليه السلام قال: قلت: لا أكاد أصل إليك أسألك عن كل ما أحتاج إليه من معالم ديني أفيونس بن عبد الرحمن ثقة آخذ عنه ما أحتاج إليه من معالم ديني؟ فقال: «نعم».
وعن عبد العزيز بن المهتدي قال للرضا عليه السلام: إن شقتي بعيدة فلست أصِلُ إليك في كل وقت فآخذ معالم ديني عن يونس مولى آل يقطين؟ قال: «نعم».
وعن علي بن المسيب الهمداني قال: قلت للرضا عليه السلام: شقتي بعيدة فلست أصل إليك في كل وقت فممن آخذ معالم ديني؟ قال: «من زكريا بن آدم القمي المأمون على الدين والدنيا».
وعن إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمّد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتاباً قد سألت فيه عن مشاكل عليَّ، فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان: «أما ما سألت عنه أرشدك الله وثبتك...» إلى أن قال: «وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا».
وعليه لا نسلم أن ظاهرة الرجوع إلى الفقهاء نشأت بعد الغيبة الصغرى بل حسب الرصد العلمي كانت هذه الظاهرة موجودة من الأزمنة السابقة، وكان هذا الأمر مركوزاً في الأذهان بسبب النصوص القرآنية كقوله تعالى: ((فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ(( وإنما السؤال عن كون الشخص ثقة وهذا إنما يؤكد أن الشيعة لم يرتضوا أصالة التسامح في متابعة الأشخاص، بل التحقيق هو الموجب للخروج عن عهدة التكليف والوصول إلى شاطئ التأمين وإبراء الذمة.
وكيفما كان، فأصل رؤية الإمام في حدّ نفسه كمال كرؤية العالم والكعبة والقرآن والمؤمن إلاّ أنه رؤية الأصل في عصر الغيبة الصغرى لم يعلم أنه كمال (على سبيل القضية الشرطية) وهكذا طلب الرؤية أيضاً لم يصدر من أهل العلم والفضل وأصحاب التقى والنهى والسيرة المتشرعة قائمة على الانضمام تحت لواءه، وما ورد في بعض الأدعية والأعمال الموجبة لرؤية الإمام، فالمقصود حسب الظاهر التشرف في لقاءه نعم قد تحققت الرؤية لبعض الأولياء لا لخصوص الكمال ولم يكن هناك تلازم بأن من تحققت له الرؤية فهو الأفضل، وفرق بين طلب الرؤية وحصول الرؤية، أجل على مبنى من يقول بعدالة الصحابة لمجرد الصحبة يمكن أن يدعي أن الرؤية كيفما كانت فهي كمال.
ثمّ إن المدعي للرؤية الأصل الأوّلي فيه عدم التصديق لاسيّما إذا كان يجر منفعة لصاحبه وذلك بأن يخلق لنفسه طريقة أو منهجاً أو مشروعاً خاصاً، فلا يمكن إثبات حقانية مذهبه بواسطة الرؤية واللقاء به عليه السلام فانكشف بذلك أمور:
1 _ طلب الرؤية في عصر الغيبة ليس كمالاً، وفرقٌ بين الطلب والتحقق الخارجي.
2 _ الأصل الأوّلي عدم قبول مدعي الرؤية إلاّ على سبيل القطع والاطمئنان.
3 _ تقبل الرؤية بعد إقامة الشواهد في حق من لا يقنع بهذه الدعوى ويكون خال عن الغرض، وإنما المهم عنده التأكيد على وجود الإمام.
4 _ مدعي الرؤية مدى دعواه لا تتجاوز القضايا الخارجية الشخصية دون القضايا المصيرية، بل سيرة السلف من الأصحاب على ذلك.
ولو كان أهل البيت عليهم السلام يرتضون هذه الطريقة لأمضوها سيّما أنها تعد قضية مركزية وجوهرية، بل الأمر بالعكس فقد تم تنشيط ظاهرة الوكالات العامة، وقد ورد التكذيب في مدعي الرؤية بهذا السنخ، فقد ورد: «سيأتي إلى شيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر».
5 _ لا ريب أن المذهب له علة مبقية، وقد صمد هذا المذهب طوال هذه الفترة الطويلة من عصر الغيبة حتّى يومنا ولم يسجل الملف التاريخي أن سبب هذا البقاء هم دعاة الرؤية، بل المسجل أن المذهب تواصل على سواعد الكليني والطوسي والمرتضى والعلامة والشهيد وآخرين غيرهم.
6 _ هناك إطباق قولي وعملي على عدم الاعتناء لمدعي الرؤية، وهذا الاجماع يكشف أن الموقف العملي الدقيق هو ذلك.
7 _ لو تم هذا الأسلوب في تحديد المسائل المهمة للزم الهرج والمرج لأن المدعين كثيرون وهم متناقضون، ومن الملفت للانتباه أن جل هؤلاء هم أصحاب تاريخ نكرة بل بعضهم مظلم، والنظر في سلوكية هؤلاء مورد تأمل، بل الشعار الأوّل الذي رُفع عنهم عزل الأمّة عن الفقهاء الذين أكّدنا أنهم هم السبيل الذي اُمضي من قبل أهل البيت عليهم السلام قبل وبعد الغيبة.
8 _ بعد وضوح هذا الأمر خان متابعة الشواذ غير مغتفر ((وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ)) (4).
9 _ نشر الثقافة المغلوطة في بعض المجتمعات فهي سيل الهلوسة في نفوس السذج فيدعي ويتبع، أو صدور بعض التصرفات غير المدلول عليها شرعاً والموجبة للوهن بالمذهب والطعن في شموخه، وبعبارة الثقافة المنفردة تؤمن لصاحبها حظاً من المعرفة، وقد يحدث أن تؤثر هذه الثقافة بصاحبها إلى مستويات اجتماعية وتوسع من دائرة نفوذه على المستوى الجماهيري باعتبار أن الأمّة تخضع في تركيبتها إلى اعتبارات مختلفة من حيث الوعي والإدراك والمستوى الثقافي فهي تتأثر بكثير من المعطيات من دون الوقوف على خلفياتها وأهدافها وأبعادها، إنما تنساق بشكل عفوي باتجاه الأمور الجاهزة من دون مناقشة وتحليل، فالميزان هو الخضوع لاعتبارات عقلية وقواعد منطقية وأصول البحث العلمي وضوابط تميز الحق من الباطل وإلاّ يلزم غياب الحقيقة وهو منكر فطرة ومنطقاً وقانوناً ووجداناً، فلا بدَّ من (الفلتر) وصمام الأمان، فمقياسها صمودها أمام النقد العلمي وتملكها لمكوناتها العلمية ولا شفاعة للكثرة العددية ولا للواقع الاجتماعي والسياسي، فالعبرة بالكفاءة العلمية المتخصصة والمتمرسة وذات الباع الطويل في التنقيب والتحليل والتجرد عن الأهواء، فالكفاءة هي المحك العلمي والعملي في التمييز لا من يتناوشها عن بعيد بمنأى عن المراقبة والنقد.


الهوامش:
(1) الغيبة للطوسي: 322.

(2) أسندها الطوسي عن الكليني في الغيبة: 398.

(3) المزار للمشهدي: 665؛ المصباح للكفعمي: 551.

(4) الصافات: 24.







http://www.m-mahdi.com/temp/0015.htm

من مواضيع : m-mahdi.com 0 استطلاع (ماهو تصورك للمهدوية ) شارك برايك
0 كيف عرفت امامك فأحببته؟؟؟؟؟؟
0 الحسن اليماني والمهدوية
0 الاعتقاد بالمهدي هل هو بدليل عقلي ام وجداني؟؟
0 استفتاء: سؤال سهل وصعب جدا؟؟؟

الصورة الرمزية m-mahdi.com
m-mahdi.com
عضو برونزي
رقم العضوية : 248
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 272
بمعدل : 0.04 يوميا

m-mahdi.com غير متصل

 عرض البوم صور m-mahdi.com

  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : m-mahdi.com المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-02-2008 الساعة : 05:03 PM


المقال السادس عشر: نقد الافكار الهدامة لجماعة احمد الحسن

يتبع المقال الرابع عشر

أفكار خطرة:

هناك ثلاثة أفكار مهمة وخطرة جداً وحساسة للغاية في أطروحة هذه الجماعة وهي ما يلي:

الفكرة الأولى: تسقيط علماء الدين

انحراف جميع علماء الدين الفقهاء باعتبار أنهم غير عاملين، واعتبارهم شرّ خلق الله.

هذه الفكرة هدف جاء التأكيد عليه بشكل مكثف في كل كتابات أحمد الحسن وأنصاره حتى يبدو أنه ليس لديهم أية قضية سوى محاربة مراجع الدين وفقهاء الشريعة، أو كأنه لا خطر على الإسلام والتشيع أكبر من خطر هؤلاء، ولذا فلابد من فصل الأمة عنهم بحجة انحرافهم وبحجة انهم غير معصومين.

اسمع ماذا يقول:

(إن أهل البيت عليهم السلام وضحوا حقيقة لابد للإنسان أن يعترف بها لكثرة ورود أحاديثهم عليهم السلام حولها وهي إن علماء زمن الظهور شرار خلق الله، وبالتحديد علماء المذهب الجعفري).(1)

الفكرة الثانية:

انحراف جميع الشيعة ـ إلاّ أنصار أحمد الحسن ـ واستحقاقهم جميعاً للنار، وهو ما يسميه بالرسوب الجماعي عند الامتحان بظهور رسول ووصي الإمام المهدي عليه السلام.

(إن الشيعة سوف تخرج من حيث لا تعلم عن خط ولاية الأئمة الأطهار عليهم السلام ـ أي إن الناس بصورة عامة والشيعة بصورة خاصة استحقوا النار وفارقوا منهج أهل البيت عليهم السلام).

ثم يقول:

(ونعود بعد هذا نسأل ـ ما هو هذا الاختبار الذي يخرج الناس عن خط الولاية ومذهب آل البيت عليهم السلام ؟).

ويقول في الجواب: (يكون امتحان واختبار في الإمام المفترض الطاعة والمنصوص عليه من قبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتكون هذه الفتنة قبل قيام القائم).

ثم يقول:

(فمعشر الشيعة وهم معروفون بولاية أهل البيت عليهم السلام سوف يمحّصوا بإمام زمانهم إذا خرج القائم عليه السلام ويفارقوا المسير الذي ساروا عليه لمدة من الزمن ويستبدلهم الله بقوم آخرين بعيدين كل البعد عن مسيرة الخط الإلهي).(2)

الفكرة الثالثة: الانتخابات منهج باطل(3)

يقول أحمد الحسن:

(والمهم إن على عامة الناس أن يجتنبوا اتباع العلماء غير العاملين، لأنهم يقرون حاكمية الناس والانتخابات والديمقراطية التي جاءت بها أمريكا (الدجال الأكبر) وعلى الناس إقرار حاكمية الله واتباع الإمام المهدي عليه السلام ويقول: (فنحن الشيعة نعترض على عمر بن الخطاب انه قال شورى وانتخابات واليوم أنتم يا فقهاء آخر الزمان تقرون الشورى والانتخابات، فما عدا مما بدا).

نقد الأفكار الهدّامة:

لا نعتقد اننا بحاجة إلى نقد هذه الأفكار الهدامة والتي تتناغم تماماً مع الأفكار العدائية للدين، والمعادية لتجربة الشعب العراقي الجديدة، وهي أفكار كان يؤكدها النظام السابق وعلى رأسها معاداة علماء الدين، واتهام الشيعة، كما يكرر أتباع النظام السابق والمجموعات المعادية لتحرر الشعب العراقي ونظرية بطلان الانتخابات.

لعلنا لسنا بحاجة إلى التذكير بمدى تأكيدات أهل البيت عليهم السلام على الارتباط بالفقهاء، وأنهم هم الذين يمثلون النيابة العامة عن الإمام المعصوم عليه السلام ، طبعاً مع التأكيد على العدالة والنقاء (فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه) كما جاء عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام.

أو الأحاديث المكرّرة في (انظروا إلى من كان منكم قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا فليرتضوا به حكماً فإني قد جعلته عليكم حاكماً فإذا حكم بحكمنا فلم يقبله منه فإنما بحكم الله استخف وعلينا ردّ والراد علينا الراد على الله وهو على حدّ الشرك).

أو الأحاديث التي تقول (فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله).

كما اننا لسنا بحاجة للتأكيد على أن عدم عصمة الفقهاء لا يسوّغ اتهامهم بالفسق والفجور والخيانة ـ كما جاء في كتابات أحمد الحسن وأنصاره في مئات المواقع ـ كما ان عدم عصمتهم لا يدل على عدم وجوب طاعتهم، فإن الطاعة ليست مشروطة بالعصمة.

نعتقد أن هذه الأساليب هي مخادعة للناس، فالطاعة ثابتة في الشريعة الإسلامية في موارد عديدة (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَْمْرِ مِنْكُمْ).

وعلى كل الأحوال نحن نعتقد أن الإتجاه نحو ضرب علماء الدين هو اتجاه يسعى له دائماً أعداء الدين والنظم المستبدة والجماعات المنحرفة، لأن العلماء يمثلون عصمة الأمة وحصنها، كما قال سيدنا الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره:

(إن المرجعية هي الحصن الواقي لكثير من أنواع الانحراف) ولا ندري كيف يسمح هؤلاء لأنفسهم أن يجعلوا أنفسهم هم المقياس في معرفة العالم العامل من غير العامل، حتى لا يبقى سوى أحمد الحسن عاملاً فقط!!

ولننتقل للحديث عن الشيعة في زمن الظهور:

هل صحيح أنهم يستحقون النار؟

هل صحيح أنهم الذين سينحرفون عن طريق أهل البيت عليهم السلام؟

كيف ينظر أهل البيت عليهم السلام إلى شيعتهم؟

أيضاً لا نريد أن نتوسع في عرض هذا الموضوع، لكن ما نريد تأكيده هو الرؤية الإيجابية لدى أهل البيت عليهم السلام تجاه شيعتهم، فهم الفرقة الناجية، وهم الذين قال فيهم الإمام الصادق عليه السلام (والله ما بعدنا غيركم وإنكم معنا في السنام الأعلى، فتنافسوا في الدرجات) وهم الذين قال فيهم أيضاً: (لا والله لا يدخل النار منكم اثنان، لا والله ولا واحد).

وأمّا عن زمن الظهور(4)

فإن روايات أهل البيت عليهم السلام تؤكد أن قوم آخر الزمان هم أفضل الأقوام.(5)

كما تؤكد الروايات الشريفة أن أول من يجتمع إلى إمام العصر عليه السلام هم الشيعة.(6)

بل تؤكد الروايات أن أسعد الناس بظهور صاحب العصر هم شيعة العراق.(7)

وكما تؤكد روايات أخرى أن زمان ظهوره هو زمان البركة والخير لشيعته وأنه عليه السلام يمسح على رؤوسهم.(8)

إننا نفهم جيداً أن شيعة أهل البيت عليهم السلام هم أهل النجاة، والفائزون بظهوره عليه السلام وأول الأنصار والمؤيدين له، لكن كلمات جماعة (أحمد الحسن) نابعة من أحقاد على جمهور الشيعة والعراقيين خاصة، وأحقاد على علماء الدين وهي نفس الطريقة التي كان يتعامل بها صدام مع الشيعة ومع العلماء.

وتبقى قضية الانتخابات:

إن الشعب العراقي حينما تقدم في مشروع الانتخابات فإنه كان ينتخب أعضاء مجلس النواب، أو مجالس المحافظات، أو مجالس البلدية، وليس بصدد انتخاب الإمام حتى يقال إن الإمام ليس بالانتخاب بل هو بالتعيين من عند الله تعالى. والعجيب أن هؤلاء في الوقت الذي يستشهدون أحياناً بكلمات (الإمام الخميني قدس سره ينسون أن الإمام الخميني دعا إلى الانتخابات وأن الجمهورية الإسلامية شهدت أكثر من 20 انتخاباً، فهل يقول هؤلاء إنها جميعاً مخالفة لمنهج الشيعة!؟

نحن نعرف أن هذه محاولات لخداع البسطاء من الناس، واستغلال طيب نفوسهم، وهي في نفس الوقت محاولة لإسقاط تجربة العراقيين كما يفعل أعداء العراق وأعداء الشيعة بالخصوص.



الهوامش:


--------------------------------------------------------------------------------

(1) انظر كتاب (يحيى العصر) ص 50 ـ 51.

(2) يحيى العصر/ 15 ـ 19.

(3) انظر مفصلاً/ حاكمية الله لا حاكمية الناس/ أحمد الحسن/ نقله عنه ناظم العقيلي في كتابه ملحمة الفكر الإسلامي والفكر الديمقراطي ص 22 ـ 28.

(4) ومن الطريف ان أحمد الحسن يفترض أن حركته هي التي تمثل الظهور.

(5) انظر الصفحة 275 من كتاب الغيبة للشيخ الطوسي.

(6) البحار/ ج52/ 291.

(7) انظر كتاب المهدي الموعود المنتظر/ للعلامة نجم الدين العسكري/ ص 352.

(8) أنظر البحار/ ج 53 336.


http://www.m-mahdi.com/temp/0016.htm

من مواضيع : m-mahdi.com 0 استطلاع (ماهو تصورك للمهدوية ) شارك برايك
0 كيف عرفت امامك فأحببته؟؟؟؟؟؟
0 الحسن اليماني والمهدوية
0 الاعتقاد بالمهدي هل هو بدليل عقلي ام وجداني؟؟
0 استفتاء: سؤال سهل وصعب جدا؟؟؟

الصورة الرمزية m-mahdi.com
m-mahdi.com
عضو برونزي
رقم العضوية : 248
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 272
بمعدل : 0.04 يوميا

m-mahdi.com غير متصل

 عرض البوم صور m-mahdi.com

  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : m-mahdi.com المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 17-02-2008 الساعة : 08:18 PM



المقال السابع عشر: أحمد بن الحسن ورواية من ولده



يدعي احمد إسماعيل كاطع بأنه ابن الإمام المهدي مستنداً في ذلك إلى رواية رواها الشيخ النوري في النجم الثاقب في ج2 ص69 ونقل ناظم العقيلي وغيره هذه الرواية دون أن يرجع إلى مصادر الرواية الأولية، وفي الحقيقة ان ما وجدناه بعد أن رجعنا إلى المصادر الأولية التي أشار إليها الشيخ النوري وجدنا ان الرواية مروية في الغيبة للشيخ الطوسي بغير المتن الذي يرويه الشيخ النعماني في غيبته، وهذا يدل على أن هؤلاء لا يتمتعون بأدنى تورّع فضلاً عن أن يكون سيدهم وقائدهم إلى جهنم احمد بن الحسن معصوماً، إذ كان ينبغي لهم أن يراجعوا المصادر الأولية التي نُقلت منها الرواية حتى يتثبتوا في نقلهم، ولكن هيهات أن يصدر منهم ذلك لأنهم فئة اعتادت على التصيّد في الظلام الحالك كالخفافيش، فأمثال هؤلاء يخافون من النور بل لا يبصرون فيه، فإن مجرد الفحص والرجوع إلى المصادر الأولية يَكشف حقيقتهم وزيف دعواهم كما سنقف عليه مفصّلاً في وقفات ثلاث مع هذا الخبر.

الوقفة الأولى الوقفة السندية، الوقفة الثانية الوقفة الدلالية، الوقفة الثالثة تحت عنوان تنبيه.

وقبل الدخول في أبحاث المحاور الثلاثة ننقل هذا الخبر عن غيبة الطوسي وغيبة النعماني، ففي كتاب الغيبة للنعماني في الباب العاشر في الفصل الرابع ص176 الحديث الخامس قال النعماني (واخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم من كتابه قال حدثنا عبيس بن هاشم عن عبد الله بن جبلة عن إبراهيم بن المستنير عن المفضّل بن عمر الجعفي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات وبعضهم يقول قتل وبعضهم يقول ذهب، فلا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير، لا يطّلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره، إلا المولى الذي يلي أمره).

وروى الشيخ الطوسي في الغيبة ص61 في الحديث تحت الرقم 60 قال: (وروى إبراهيم بن المستنير عن المفضل قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما أطول من الأخرى حتى يُقال مات وبعض يقول قُتل فلا يبقى على أمره إلا نفر يسير من أصحابه، ولا يطلع أحد على موضعه وأمره، ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره.

وروى الشيخ في نفس الكتاب ص 162 في الحديث تحت الرقم 120، احمد بن إدريس عن علي بن محمد عن الفضل بن شاذان عن عبد الله بن جبلة عن عبد الله بن المستنير عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (ان لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات ويقول بعضهم قتل ويقول بعضهم ذهب حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره).

الوقفة الأولى: السندية:

وهذه الرواية ضعيفة السند بعبد الله أو إبراهيم المستنير سواء كانت حسب ما روى الشيخ النعماني أو الشيخ الطوسي لأن الرواية بكِلا طريقيها تمر بعبد الله أو إبراهيم المستنير، وبذلك تكون هذه الرواية غير صالحة للاستدلال بأي شكل من الأشكال.

الوقفة الثانية: الدلالية:

1- ان متن الرواية مضطرب من جهات عديدة اذ لا تنسجم مع كثرة من هم باقون على أمره عليه السلام مع طول غيبته التي استمرت إلى الآن، بل وان الكثير من الروايات تؤكد على أن هناك الكثير من الشيعة الذين يؤمنون وباقون على أمر الإمام المهدي عليه السلام وهم بالملايين.

2- ان الرواية تتحدث عن عصر ما قبل الظهور للإمام المهدي عليه السلام فهي أجنبية عن دعوى هؤلاء بالمرة.

3- ان الرواية بحسب متن الشيخ الطوسي الثاني تنفي أن يكون ولد الإمام المهدي مطلعاً على موضعه، وهذا يُشكل قرينة قوية على أن الولد على فرضه ليس مؤهلاً لأن يطلع على مكان الإمام وهو ما يقصم ظهر هؤلاء المدعين من ارتباطهم المباشر بالإمام المهدي وأنهم رسله إلى الناس كافة.

4- ان الرواية تؤكد على أفضلية شخص آخر وهو وإن كان مجهول الهوية بالنسبة إلى الرواية إلا انه مطلعٌ على مكان الإمام لأنه هو الذي يلي أمره، وليس في الرواية ولا في غيرها ما يثبت حجيةً لهذا المولى من جهة اطلاعه على موضع الإمام المهدي وولايته لأمره، وبه يتضح أن اطلاع الشخص على موضع الإمام عليه السلام أو تحمله لأمره وخدمته له لا يعني حجية ذلك الشخص.

إذن يتبيّن من هذه الأمور أن ولد الإمام المهدي على فرض القول به ليس له خصوصية بل أنه معرّضٌ به ومنكّل به في هذه الرواية من جهة عدم اطلاعه على موضع الإمام، بل ويحتمل انه لا يبقى على أمر الإمام.

الوقفة الثالثة: تنبيه

ان الرواية وردت بأكثر من متن وهي بذلك تكون مجملة ولا يمكن اعتمادها، هذا إذا تنزّلنا عن ضعف سندها فالشيخ النعماني يرويها بلفظة من ولي بينما الشيخ الطوسي يرويها مرةً بغير ولي وولد، ومرةً بولد، وهذا التعدد في المتون يوجب سقوط الرواية عن الحجية، وهذا ما يؤكده هؤلاء من أن الرواية لا يجوز العمل بها إلا إذا كانت قطعية الدلالة أي ان لها وجهاً واحداً ولا تحتمل غيره، وحيث أن هذه الرواية لها أكثر من وجه من حيث الظهور، ولها أكثر من متن من حيث النقل، وهي علاوة على ذلك ضعيفة السند فتكون ساقطة عن الاعتبار والحجية.

وهكذا نرى ان دعاوى هؤلاء أو ما يسمونه بالأدلة بدأت تتهاوى وتسقط، بل هي لم تثبت حتى تسقط وليس ذلك إلا لأنهم يتشبثون بكل متشابه وكل سقيم ليزيغوا قلوب ضعفاء النفوس بعد أن زاغت قلوبهم وأصبحوا عبيداً للشيطان.




http://www.m-mahdi.com/temp/0017.htm


من مواضيع : m-mahdi.com 0 استطلاع (ماهو تصورك للمهدوية ) شارك برايك
0 كيف عرفت امامك فأحببته؟؟؟؟؟؟
0 الحسن اليماني والمهدوية
0 الاعتقاد بالمهدي هل هو بدليل عقلي ام وجداني؟؟
0 استفتاء: سؤال سهل وصعب جدا؟؟؟
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 10:39 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية