بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
لقد أصبح الحجاب اليوم سيفاً مشهوراً في وجه الطغيان والفساد ، واذا ما حملته المرأة المسلمة بشكل متواصل فانه يعني الإحباط والهزيمة والزوال للمستكبرين ، وشياطين الإنس المفسدين. فالحجاب يعني بالنسبة الى المرأة الاستقـلال الذاتي والعزة والكرامة، وهذه الحقيقة يجب أن تفهمها كل نساء الدنيا.
والحجاب ليس أمراً مفروضاً على إرادة المرأة، بل انه من جملة التشريعات التي تنسجم مع طبيعتها التكوينية التي هي أحوج ما تكون الى الستر والحشمة والعفاف، فهذه الأمور مما تناسب المرأة، وتجعلها تبدو اكثر هيبة وعظمة. ومحافظة على المواهب الطبيعية التي وهبها الخالق عزّ وجلّ لها.
فالحجاب هو من باب حفظ المرأة من التهتك والابتذال والخلاعة والميوعة، وهو لا يمكن ان يتعارض مطلقاً مع دورها الاجتماعي، بل انه يزيد من مسؤوليتها في تحمل أعباء هذه الأدوار، لان الحجاب هو بالنسبة الى المرأة شعار الالتزام بالمبادئ ، ورفض الوقوع في فخّ دعوات الابتذال والفجور والخلاعة ، وصرخة احتجاج تطلقها المرأة ازاء أعداء الإسلام الذين يحاولون تجريدها من مسؤوليّاتها الرسالية لتنشغل في توافه الأمور وسفاسفها. فالحياء يمثل جزءً لا يتجزء من الطبيعة التي فطرت عليها المرأة، وجزءً من كيانها الذاتي. وهذه الحقيقة لا يخالفها إلاّ الإنسان الجاهل، الذي لا يريد الانصياع لنور الحقائق الواضحة .
وليس ثمة مبالغة إن قلنا إن المرأة المسلمة اليوم وبفضل سيرة الزهراء الطاهرة أصبحت مستعدة لأن تضحّي بكل أتعابها وجهودها التي بذلتها خلال دراستها او عملها في سبيل ان تحافظ على كرامتها الإنسانية واستقلالها المتمثل في الحجاب والعفاف والإصرار على العودة الى الذات المصونة ، والفطرة النقية السليمة ، والقيم الإنسانية النبيلة التي رفعت رايتها عالياً أم الرسالة الإسلامية، وربّة النجابة والعفاف، وسيدة الطهر، ومعدن التقوى والعلم والهدى والإيمان؛ ألا وهي الراضية المرضية الزهراء البتول التي لا تتّسع صفحات الكتب لوصفها لأنها الكوثر، وكلمات الله التي لا تنفد، والقمة والذروة والمثال والمقتدى لجميع النساء في العالم، وخصوصا النساء المسلمات اللاتي يجب أن يتخذن من هذه المرأة العظيمة قدوة لهنّ وهنّ يواجهن، ويتصدّين لأعداء الإسلام الذين يحاولون حرفهنّ عن المسيرة التي سارت فيها من قبل الزهراء عليها السلام. وبذلك ستبقى فاطمة الزهراء عليها السلام مدرسة ينهل منها -جيل بعد جيل- كل القيم الرسالية والتعاليم الإسلامية.