هذه ليست من علامات الظهور، ولكن لا بأس بها لتقريب الفكرة لأجل تيسير الإيمان بالأمور التي وردت في الروايات.
إن وجود هذه المخترعات ييسر لنا الإيمان بصحة وصدور الروايات التي تتحدث عن أن النبي (صلى الله عليه وآله) والإمام (عليه السلام) يشهدون على الخلق ويرون أعمالهم، ولكنهم لا يرون الأعمال بهذه الوسائل كشاشة التلفاز، ولا يسمعون أقوالهم بواسطة جهاز إرسال، بل هناك إمكانات زوّدهم الله بها لا تخطر لنا على بال. فهذه الاختراعات إذن يمكن أن تقرّب لنا التصديق واليقين بتلك الأمور الأكثر دقة، وتيسر فهمها لنا، وإن لم نستطع أن نعرف حقيقتها بدقة.
وأيضاً هناك رواية عن أن من في المشرق يسمع من في المغرب، فيمكن تطبيقها على آلات الاتصال الموجودة اليوم.
ومن أمثلة تيسير الإيمان ببعض الحقائق، أننا مثلاً لم نعد نتحير: كيف يستطيع ملك الموت أن يقبض روح من في المشرق والمغرب في لحظة واحدة. بحيث يكون واقفاً أمام كل واحد منهم في نفس اللحظة. فقد بدأنا ندرك أن هذا ليس محالاً عقلاً، لكن لا نستطيع نحن أن نكتشف حقيقته بسبب قصور فينا.
وهناك بعض الروايات قد أشارت أيضاً إلى التصرف في الزمان، ومعنى ذلك أن التصرف بالزمن ممكن، كما أن التصرف بالمكان ممكن أيضاً، كما ورد في قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ... ﴾ [3] وكما في موضوع طي الأرض للأنبياء والأئمة (عليهم السلام)، وكما ظهر في موضوع معراج الرسول إلى السماوات كلها في ليلة واحدة.. فالمكتشفات يسّرت لنا الإيمان بهذه الأمور، وإن لم نستطع أن ندرك حقيقتها بطريقة مباشرة [4].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] القران الكريم: سورة المعارج (70)، الآية: 4، الصفحة: 568.
[2] القران الكريم: سورة الحج (22)، الآية: 47، الصفحة: 338.
[3] القران الكريم: سورة الأنبياء (21)، الآية: 104، الصفحة: 331.
[4] كتاب: مقالات و دراسات، تساؤلات حول ظهور القائم الحجة (عجل الله فرجه)، و علامات آخر الزمان. مقابلة مجلة بقية الله ـ بيروت مع السيد جعفر مرتضى العاملي.