كرامة زوار الحسين (عليه السلام).. قصة عجيبة يرويها أخو دعبل الخزاعي من الجن
بتاريخ : 15-07-2015 الساعة : 12:53 PM
في (المنتخب)، عن الثقاة، عن أبي محمّد الكوفي، عن دعبل الخزاعيّ (رحمه الله) قال: لمّا انصرفتُ عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) بقصيدتي التائيّة، نزلتُ في الري، وإنّي في ليلةٍ من الليالي وأنا أصيغ قصيدةً وقد ذهب من الليل شطره، فإذا طارق يطرق الباب، فقلت: مَن هذا؟ فقال: أخٌ لك. فبدرتُ إلى الباب ففتحتُه، فدخل شخصٌ اقشعرّ منه بدني وذهلَت منه نفسي، فجلس ناحيةً وقال لي: لا ترع، أنا أخوك من الجنّ، وُلدتُ في اللّيلة الّتي وُلدتَ فيها ونشأتُ معك، وإنّي جئتُ أُحدّثك بما يسرّك ويقوّي نفسك وبصيرتك. قال: فرجعَت نفسي وسكن قلبي، فقال: يا دعبل، إنّي كنتُ مِن أشدّ خلق الله بُغضاً وعداوةً لعليّ بن أبي طالب، فخرجتُ في نفَرٍ من الجنّ المردة العُتاة، فمررنا بنفرٍ يريدون زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، قد جنّهم الليل، فهممنا بهم، وإذا ملائكة تزجرنا من السماء وملائكةٌ من الأرض تزجر عنهم هوامّها، فكأنّي كنتُ نائماً فانتبهتُ أو غافلاً فتيقّظت، وعلمتُ أنّ ذلك لعنايةٍ بهم من الله (تعالى) لمكان مَن قصدوا له وتشرّفوا بزيارته، فأحدثتُ توبةً وجدّدتُ نيّة، زرتُ مع القوم ووقفتُ بوقوفهم ودعوتُ بدعائهم، وحججتُ بحجّهم تلك السنة، وزرتُ قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله)، ومررتُ برجلٍ حوله جماعة، فقلت: مَن هذا؟ فقالوا: هذا ابن رسول الله الصادق. قال: فدنوتُ منه وسلّمتُ عليه، فقال لي: «مرحباً بك يا أهل العراق، أتذكرُ ليلتك ببطن كربلاء وما رأيتَ من كرامة الله (تعالى) لأوليائنا؟ إنّ الله قد قبل توبتك وغفر خطيئتك». فقلت: الحمد لله الّذي مَنّ علَيّ بكم، ونوّر قلبي بنور هدايتكم، وجعلني من المعتصمين بحبل ولايتكم، فحدِّثْني يا ابن رسول الله بحديثٍ أنصرفُ به إلى أهلي وقومي. فقال: «نعم، حدّثني أبي محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أبيه عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال لي رسول الله: يا عليّ، الجنّة مُحرَّمة على الأنبياء حتّى أدخلها أنا، وعلى الأوصياء حتّى تدخلها أنت، وعلى الأُمم حتّى تدخلها أُمّتي، حتّى يقرّوا بولايتك ويدينوا بإمامتك. يا عليّ، والّذي بعثني بالحقّ، لا يدخل الجنّة أحدٌ إلّا مَن أخذ منك بنسبٍ أو سبب». ثمّ قال: خُذها يا دعبل، فلَن تسمع بمثلها مِن مثلي أبداً. ثمّ ابتلعته الأرض فلم أره.