قد يكون عنوان ((هاربة من الأيام)) مكرر بعض الشيء لأحد الكتاب المعروفين
ولكن المضمون مختلف جدا , فهذه القصة التي على شكل خاطرة أنا قمت بتـأليفها
وأحببت أن أسمع آرائكم حول ما اكتب ...
((هــــــــــــــاربة من الأيـــام))
تأزمت نفسي لمنظرها وهي تقترب مني وتقول: ماذا دهاكِ يا بنيتي ؟
سألتها والدموع في وجنتي متلألئة: وهل يفرح من جرحه الزمن ؟
تعبس وجهها المملوء بالحنان ودوى صوتٌ كنسيم البحر وهدوء الليل : لقد تعذبت في الحياة أكثر منك .
فقلت بتعجب قبل أن تكمل كلامها : وما أدراك أنا أم أنت من تعذب أكثر؟؟!
لم تضع لاستفهامي أي اعتبار وأردفت قائلة : فلقد جرحني الزمن وطعنني أكثر مما غرس الحزن في قلبك .
فتساءلت مرة أخرى: وما أدراك ؟؟ هل كنتِ معي طوال حياتي التي مضت؟؟!
فقالت بنبرة غضب وكأنها تجيب عن سؤالي الذي قاطع حديثها : هل قتل ولدك أباه؟! هل توفت أمك بسبب أختك؟؟ هل سرق ابنك وارتشى أخوه والثالث في السجن بقضية قتل ..
وقبل أن تكمل صرخت : كفــى!! فلقد تعبت ..
أنا تبرأ أبي مني ...وماتت والدتي حزنا , أما أخوتي فال وجود لهم ..
إنني وحيدة ...وحيدة ..
هدأ غضبها ... وكأنها أمواج بحر أصابها الجزر وقالت : لكل منا رواية كاتب حزين تألم وتعذب ومات وحيدا .. فما رأيك نهرب من الأيام؟؟
أجبت: كيف ؟؟!
قالت : نهرب كما يهرب الآخرين .
قلت: هل تقصدين المووت؟؟!
بنبرة استهزاء تجيب : وهل تعتقدين الهرب هكذا؟
قلت: إذا ماذا؟
قالت : هذا جبن ((خوف))
قلت: وهل تعتقدين الهرب ليس جبن ((خوف))؟؟!
صمتت فلم تجب ,, فسألتها مرة أخرى: هل تعتقدين الهرب ليس جبن ؟؟
قالت وكأنها تغير الموضوع: ما اسمك؟؟
أجبت وكأنني أتقصد العودة للموضوع: هاربة من الأيام .
قالت : أنتي ذكية ..وتعرفين أكثر مما اعلم .
فقلت: إنك أذكى ... فأنت تعلمين ماهو الهروب من الأيام...أما أنا فلا أعلم إلا بضع كلمات على أسطر الزمن .
ابتسمت وقالت : هل أنت كاتبة ؟؟
قلت: وهل يحتاج الكلام لكُتاب .
قالت: كلامك, مثل كاتبة طالما أحببتها .
قلت: لست أنا هي , فإنني لا اكتب .
قالت: ولكنك لم تسأليني من هي؟
قلت: مهما تكن فلست أنا ..والأمر لا يهمني ..
قالت وكأنها استنتجت شيئا ما : لقد تأكدت إنك هي .
قلت بسخرية : هل تريدين استفزازي وإثارة فضولي .
قالت: كلا ..ولكنك أنت هي .
قلت: لك ما تريدين , لقد أُثير فضولي بما يكفي ..كيف أكون أنا الكاتبة ؟؟
قالت: الكاتبة التي اقصدها هي من ملكت مشاعر الحزن والفرح, من خطت أسلوب التعب والنشاط, من أصدرت كتاب الحياة والموت ..
هل تعرفتِ عليها؟؟
أجبت: نعم إنها أنت
ضحكت وقالت : وداعا يا .. (صمتت قليلا )) وأردفت : هاربة من الأيام.
وقلت وكأنني سأفارق روحي التي لقيتها بعدما هجرتني , لقيتها فتعلمت منها حياتي , في بضع ساعات فقلت: وداعا يا كاتبة الزمن .
قالت : كلمة أخيرة لا تجعليها في سلة مهملات أفكارك ((لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس))
قالتها ومضت في طريقها ..
فهل سأراها مرة أخرى , ولكن أين ومتى؟؟
تسلمون ووالله خجلتونى بصراحه
وانى بحاجه الى التشجيع المستمر وان شاءالله راح اضع لكم بعض من كتاباتي
ولكن ليس من ناحية القصص فقط وانما من ناحية الخواطر ايضا
دمتم بود