روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: حدثني علي بن أحمد الأهوازي (بإسناده المذكور) عن ابن عباس في قوله الله تعالى:
((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ)) ـ في حديث ـ:
((تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً)) علي (بن أبي طالب).
((يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ)) (يعني): بعلي . شواهد التنزيل/ ج2/ ص180 ـ 184
وروى هو أيضاً قال: أخبرنا أبو محمد بن نامويه الأصبهاني (بإسناده المذكور) عن أسلم بن الجنيد، عن الحسن في قوله تعالى:
((فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ)) علي بن أبي طالب.
((يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ)) المؤمنين . شواهد التنزيل/ ج2/ ص180 ـ 184
وروى علاّمة الهند، عبيد الله بسمل في كتابه الكبير في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عن النظيري في (الخصائص العلوية) بسنده عن الحسن بن علي (رضي الله عنهما) في قوله تعالى: ((فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ)) قال:
استوى الإسلام بسيف علي بن أبي طالب . أرجح المطالب/ ص88
((وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً))
الفتح/ 29.
أخرج الحافظ (الشافعي) أبو الحسن بن المغازلي في مناقبه عن الحسن بن أحمد بن موسى (بسنده المذكور) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: سأل قوم النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فيمن نزلت هذه الآية؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): (إذا كان يوم القيامة، عقد لواء من نور أبيض ونادى منادٍ: ليقم سيّد المؤمنين، ومعه الذين آمنوا بعد بعث محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم)، فيقوم علي بن أبي طالب فيُعطى اللواء من النور الأبيض بيده، وتحته جميع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار لا يخالطهم غيرهم، حتى يجلس على منبر من نور ربِّ العزّة، ويعرض الجميع عليه رجلاً رجلاً، فيعطيه أجره ونوره، فإذا أتى على آخرهم قيل: لهم قد عرفتم صفتكم ومنازلكم في الجنة، إنّ ربّكم يقول: إنّ لكم عندي مغفرةً وأجراً عظيماً يعني: الجنّة.
فيقوم علي والقوم تحت لوائه معهم يدخل به الجنة.
ثم يرجع إلى منبره، فلا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين، فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنّة، ويُنزل أقواماً على النّار . المناقب لابن المغازلي/ ص322 ـ 323
(أقول): ظاهر هذه الآية، وصريح هذا الحديث، أنّ المؤمنين برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) لا يدخلون الجنّة جميعهم، وإنّما ينقسمون قسمين: فريق في الجنة، وهم المؤمنون بعلي بن أبي طالب وصياً وخليفة لرسول الله، وفريق في السعير، وهم المنكرون لذلك في علي (عليه السلام).
منقول من كتاب علي عليه السلام في القران ج 2 للسيد الشيرازي حفظه الله