عضو متواجد
|
رقم العضوية : 39477
|
الإنتساب : Jul 2009
|
المشاركات : 97
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
moiami
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 10-09-2015 الساعة : 04:02 PM
مرحبا
يقول لطفي مصطفى في كتابه المجموعات المختارة ,
قال محمد عليه الصلاة والسلام , اطلعت على الجنة فوجدت أكثر أهلها الفقراء ثم اطلعت على النار فوجدت أكثر أهلها النساء , والحقيقة أن هذا الحديث كان سببا في كتابة هذا الكتاب , المجموعات المختارة , طبعا توجد أسباب أخرى ربما سيأتي الحديث عنها فيما بعد , أما الآن لنكتف بذكر أن مجموعة الفقراء التي وجدها الرسول الكريم في الجنة عند اطلاعه عليها , لها قائد أو شاهد أو شخص يأتي على رأسها , وسنسمي هذا الشخص كما سماه محمد عليه الصلاة والسلام باسم الفقير , طبعا يمكن لنا أن نسميه بأي اسم آخر لكن من الواضح أن اسم الفقير يطابق تماما اسم المجموعة التي ينتمي إليها وهي مجموعة الفقراء , نفس الشيء بالنسبة لمجموعة النساء , فالقائدة تأخذ اسم المرأة , لكن ما يهمنا الآن هو الفقير .
طبيعة العنكبوت الثالثة كانت غريبة نوعا ما , يملأها الغموض والتناقض , فتارة تبدو وكأنها مسيرة صاحبة فطرة لا تسير إلا كما يريد مسيرها , وتارة أخرى تبدو وكأنها مخيرة في جميع أمورها , مستقلة ليس لها تابع ولا متبوع , ومحررة ليس عليها أي قيود , لهذا استعملت ذكاءها لاختيار الاتجاه , فسارت نحو المغرب أو نحو اليسار , ثم استعملت بعد ذلك فطرتها لاختيار مكان مناسب تتخذه بيتا لها , وبالتالي كانت مضطرة للبحث عن أوهن البيوت , أي بيت تضمن فيه الأمان من جهة , أو كما يسميه حكام العرب اليوم بالأمن والاستقرار , كما تضمن فيه الطعام من جهة أخرى , فلم تجد سوى منزل متواضع صاحبه هو الفقير , لأن أوهن البيوت هي بيوت الفقراء وهذا منطقي ومعروف لدى الجميع , ولقد رأت هته العنكبوت أن بيت الفقير تتوفر فيه الشروط المناسبة ليكون بذلك أوهن البيوت , ربما لأنه من السهل على العناكب الاختباء في بيوت الفقراء دون أن يشعر بها أحد وبالتالي تكون في أمان من كل شر قد يهددها , وربما أيضا كثرة الحشرات المحيطة بالفقراء قد يضمن للعناكب الطعام اللذيذ , لكن العجيب والممتع في كل هذا الأمر هو أن الإحسان كان متبادلا بين العنكبوت والفقير , حيث أن العنكبوت التي اتخذت منزل الفقير بيتا لها , فهي في نفس الوقت أنقذته من شر بعض الحشرات مصاصة الدماء والتي كانت موجودة في البيت , وهذا الإحسان كان متبادلا بهذا الشكل الرائع لأن العنكبوت لم تعارض فطرتها فيما يخص هذا الموقف , ولم تخرج عن الطريق الذي رسمه الله سبحانه وتعالى لها , لكن من المؤكد لو كانت هته العنكبوت من قوم العرب لما اكتفت بالحشرات , بل لأكلت ما تصطاد بالنهار ولانضمت ليلا إلى البقية لامتصاص دم الفقير , وحينها سينزل عليها غضب من الله سبحانه وتعالى ليجعلها من الهالكين , ومادامت هته العنكبوت على حالها فهي ناجية من الهلاك وفائزة برضي الله سبحانه وتعالى , أما إن زاغت عن الطريق وتعدت حدودها كما يفعل العرب , وحاولت إيذاء الفقير كما يفعل العرب , فسينتهي أمرها على الفور كما سيحدث للعرب .
|