بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع هنا هو تكملة لموضوع (كهيعص وولادة الامام الجواد) ولهذا فالمقدمة نفسها في الموضوع السابق فيرجى الاطلاع عليه من خلال هذا الرابط: http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=177528
وهنا نورد التكملة:
ان حساب كهيعص (التي تساوي قيمتها العددية 195) من سنة هجرة الرسول كان لكون الحادثة مهمة ، ووجدنا ان التاريخ 195 سنة بعد الهجرة هو ولادة الامام الجواد ورأينا كيفية التطابق بين القصة التي وردت في بداية سورة مريم عن النبي زكريا ويحيى وقصة ولادة الامام الجواد (عليهم السلام جميعاً)
اما اذا حسبنا القيمة العددية للحروف المقطعة من سنة انطلاق ثورة الامام الحسين (ع) سنة 60 هـ -اذ فيها خرج من المدينة الى مكة وكانت هذه الحركة بدأ ثورته المباركة- فإننا سنحصل على التاريخ التالي:
(195+60=255 بعد الهجرة)
وسنة 255هـ هي سنة ولادة الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) في 15/شعبان..
ونرى في سورة مريم (التي افتتحت بـ كهيعص) بعدما تحدثت عن ولادة النبي يحيى (ع) بدأت تتحدث عن ولادة النبي عيسى (ع) {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16)}
وكلامنا هنا هو في التشابه بين الامام المهدي والنبي عيسى (عليهما السلام)..
فالله تعالى رزق النبي ابراهيم (ع) ولدين (اسماعيل واسحاق) وكانت نبوة اسماعيل (ع) هي الاساس التي تمثل خط الاصل من النبوة بينما خط اسحاق الذي استمر بولده يعقوب (اسرائيل) فهو كما وصفه القران الكريم في سورة الانبياء اية 71: (ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين) والنافلة هي متمم للفريضة..
فاذا نظرنا الى اخر الاوصياء من خط اسماعيل فسنجده الامام المهدي (ع) بينما اخر الاوصياء من خط اسحاق ويعقوب هو النبي عيسى (ع) الذي غاب وسيظهر في اخر الزمان..
ولكن من سيصلي خلف الاخر؟
الاجابة نجدها فيما ورد في كتب المسلمين جميعاً ان عيسى يصلي خلف المهدي، وهذا طبيعي اذ لا يتقدم فضل النافلة عن الفريضة..
وكذلك من الامور المتشابهة بين المهدي وعيسى هو اختلاف بني اسرائيل في المسيح الموعود ، اذ بعضهم امن بولادته وهم النصارى وبعضهم لم يؤمن بولادته بل لازال ينتظر ولادة المسيح في اخر الزمان وهم اليهود ولكن المسيح قد ولد كما جاء في القران: (إنما المسيح عيسى ابن مريم)..
وكذلك قد اختلفت امة الاسلام في المهدي الموعود فقسم امن بولادته وهم الشيعة وقسم بقى منتظر لولادته في اخر الزمان وهم اهل السنة..
((وهنا توضيح: ليس المراد ان الشيعة كالمسيح واهل السنة كاليهود وانما المراد هو التشابه في امر الاختلاف في شخص المسيح والمهدي ، فكلاهما وقع الاختلاف بين امتهما في حدث ولادته))
وكذلك بكون المسيح هو ابن مريم الصديقة التي تعتبر صديقة ذرية النبي اسحاق وكذلك فالمهدي من ولد صديقة ذرية النبي اسماعيل فقد جاء في سنن ابي داوود عن النبي (ص) انه قال: (المهدي من عترتي من ولد فاطمة).
وكذلك كلاهما (عليهما السلام) تكلما في المهد فالنبي عيسى (عليه السلام) جاءت قصة نطقه في المهد في سورة مريم: (فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبياً29قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً30)
اما قصة نطق الامام المهدي فقد جاءت في ذلك روايات نذكر واحدة منها، وهي في كتاب الغيبة للطوسي عن السيدة حكيمة انها قالت في ضمن رواية طويلة نذكر منها ما ينفع هنا للاختصار : (( فناداني أبو محمد -اي الامام العسكري- (ع): يا عمّة هلمّي فأتيني بابني فأتيني به فتناوله وأخرج لسانه فمسح عينيه ففتحها ثم أدخله في فيه فحنّكه ثم في أذنيه وأجلسه في راحته اليسرى فاستوى وليّ الله جالساً فمسح يده على رأسه وقال له: بني أنطق بقدرة الله فاستعاذ وليّ الله (ع) من الشيطان الرجيم، واستفتح: بسم الله الرحمن الرحيم: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ}. وصلى على رسول الله وعلى أمير المؤمنين والأئمة واحداً واحداً حتى انتهى إلى أبيه)).
واخر ما استوعبناه من امور التشابه بينهما (عليهما السلام) -والله اعلم بما خفي عنا- هو استلامهما لمقاليد الامور مبكراً فالنبي عيسى بعد ان مُهد له من خلال الامامة المبكرة ليحيى (عليه السلام) جاءت نبوته مبكرة ايضاً فقد قال وهو في المهد (إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا)
وكذلك الامام المهدي فقد مهدُ لأمامته بأمامة مبكرة سبقته وهي امامة الجواد (ع) وكذلك الامام الهادي(ع) وقد اضطلع الامام بأمور الامامة بعد ابيه وهو عمره خمسة سنوات سنة 260 هـ..
بعد هذا يتبين جزءً من سر الحروف المقطعة في بداية سورة مريم التي اشار اليه الامام الصادق (ع) بقوله: (ان في حروف القرآن المقطعة لعلماً جماً) ويتضح ان السورة تحدث عن الامامين الجواد والمهدي (عليهما السلام) من خلال الحديث عما يناظرهم من الامم السابقة وهم النبيين يحيى وعيسى (عليهما السلام)..
واخر دعوانا ان يمن الله على الامة الاسلامية بظهوره الشريف..
وأسأل الله ان يبارك عليكم الميلاد المبارك.
فكرة الموضوع مقتبسة من بحوث العلامة السيد سامي البدري..