|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 35945
|
الإنتساب : May 2009
|
المشاركات : 43
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
إسبانية
بتاريخ : 20-07-2009 الساعة : 10:30 PM
صوت موسيقا التانغو يعلو على أصوات الحاضرين في مقهى صغير بجانب الميدان الموغل في القدم، حيث لا زالت آثار أقدام العرب الراحلين لها مكان وحضور في اسم المدينة وشوارعها القديمة.
صراخ الجماهير وهتافاتهم تدعوه للبروز في وسط ساحة القتال الملطخة بآثار الدماء وكثير من الرماح المتكسرة في أرجائها ، ليرو مزيدًا من الدم.
خرجت من باب صغير في أقص زوايا المقهى. مع قرع أكواب الجعة وآهات الرجال المستثارة بدأت خطوات رقصتها التقليدية الذي عرفته هذه القاعة مُذ كانت ولادة بنت المستكفي تقيم ليالي أنسها في قصر قريب..
خرج بكل جبروت المصارعين لابسًا بِزّة الميتادور الشهيرة وهو يطوي على يمينه الرداء الأحمر، وبخطًى ثابتة يتقدم نحو وسط الحلبة وأصوات الجماهير تحييه ، وترمي له الحسان - المعجبات بوسامته وتقاسيم وجهه الصارمة - الورودَ الحمراء. التقط واحدة وقبل أن يضع ساقها بين أسنانه نفح الجميلات بقبلة أطلقها في الهواء.
بدأت في رقصها، وخطواتها تمتزج بكل براعة مع إيقاع الموسيقا، وحركات صدرها ويديها تنشدان قصيدة رائعة بلغة متقنة. جعلت كل من ينظر إليها يُسحر بها.
يتملص من هجمات الثور الهائج بكل براعة، ومع كل هجمة يهجمها الثور كان يغرس فيه رمحًا آخر، لكن الثور مع كل طعنة يتلقاها تزداد ضراوته وكأنه شمشون يريد الانتقام، فلا يهلك إلا مع عدوه.
حينما احتدمت الموسيقا أخذت تلوح بتنورتها الواسعة لترسم المشهد الأخير في لوحتها الراقصة مع تصفيق الجمهور لها، وهم يطلبون بصفيرهم أن تعيد الكرة من جديد.
ازدادت الرماح المغروسة في رقبة الثور الذي خارت قواه، والمصارع لا زال يبتسم للحسناوات اللائي يهتفن له، حتى سقط الثور صريعًا، لينحني الميتادور بعدها وقبعات الجماهير المتطايرة تعلن انتصاره.
انحنت لهم لتودعهم، وتقول لهم إن موعدهم غدًا . ما إن اعتدلت قامتها إلا وأحاطها بذراعيه ليضع بين شعرها وردة حمراء سقطت بعض وريقاتها...
|
|
|
|
|