بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي
15 شعبان 1444هـ :: 7-3-2023م
مرحى بنور الله أشرقت الدُنى
................. وتلألأت فبدت كضوء ناشر
واستبشرت منه السماوات العُلا
................ والكون أزهرَ كالصبيح الناضر
في النصف من شعبانِ كان ظهورُهُ
............... هوَ حُجَّةِ الرحمن قُطْبِ الدائرِ
في أرض سامَراءَ يشرقُ نورَه
..................... ذا سيِدُ الدُنيا وجيهُ الآخِر
يتلقّى ارضَ الدار يهوي ساجداً
................... قِدّيسُها الطهرِ الامام الثائر
*****
غبِطت قلوبُ المؤمنين بنظرة
................. من سيِّد الدنيا الوليّ الناصر
هو قائمُ البيت المطّهّر والهدى
.............. هادي الورى للخير خيرُ مُبادر
من ولد فاطمة الزكية نسلُها
.................... نورٌ تجلَّى كالبهيِّ الباهر
كالكوكب الدريِّ من اثني عشر
............ بلجَ الضياءُ الى الفضاء الساحر
من بينِ أقمار الهدى ألقٌ بدا
...................... إشراقُهُ من نور دُرّ زاهر
*****
خُلُقُ كجدّه سمتُهُ وسميُّه
.................. وبذاتِ كُنيتهِ النبـيِّ الحاشر
هو حجةُ الرحمن هاديَ خلقِه
................. لا تخلو أرض من إمام ماهر
هو وارث الأكوان من إسرارها
...................... عهدٌ من الله لبَـرٍ طاهر
هو آخر الأخلاف يملأُ أرضَنا
................ عدلاً كما مُلئت بجور الجائر
*****
ويسيحُ في عمق السماء لغاية
................. فالكون ميدان الامام الظافر
هو مثلُ نوح إذ تطولُ حياتُه
................. أو مثلُ خِضْرٍ من بعيدٍ حاضر
والمخلصون المؤمنون بيومه
.................... أهلُ التقى فيه وأهلُ بصائر
ستطولُ غيبتُه فينكرَه العدا
................ والجاحدون يرون ذُلَّ الخاسر
وتزيدُ محنتُها بشدّةٍ بأسِها
....................... فيها ابتلاءٌ للتقيِّ الصابر
أمم هناك تتيه في حَيراتها
................ والناسُ في وَلَهٍ كوجد الحائر
*****
ويكون في زمنٍ وقد ظــــــهر الجهالــــةُ
....................... قلَّ فيه كلُّ علمٍ زاخر
وفشا الضلالةُ والخيانةُ والهوى
............ في الناس قد ظهر الفسادُ البائر
وبدا لمنكرِهم كمعروف لهم
................ والكفر باد في الأمير الفاجر
*****
وستأتي دولَتُه بعدلٍ في الورى
................... والخيرُ يربو في رخاء وافر
ومؤيَّدٌ تُطوى له أرض المدى
............... وكذا الفضا حتى البعيدِ الغائر
لو صاح بالجبل العظيم تدكدكت
................. أجزاؤُه وغدت كهَشِّ خائر
معه عصا موسى وقدرةِ خاتم
.......... هو صاحبُ الأمرِ العزيزِ الشاكر
هو من يُصلِّي خلفَه عيسى النبي
.............. بجيوشه يمضي بنصر سائر
لولاه ساخت أرضُنا بجميعها
............... ولماجت الدنيا كبحرٍ هادر
*****
وسيفتحُ الله به شرقَ المدى
................. لمغارب بل كلِّ فج غامر
ويُجدِّدُ الشرعَ الحنيفَ بفقهه
................ من بعد غُربته لدهر غابر
ويُعيدُ للإسلام مجدَ شروقِه
................. ليعود غضَّا في رؤاه الآسر
ويُفسِّرُ القرآنَ مثل نزوله
.............. من جبرئيلِ عن الاله الغافر
ويُقدِّمُ الدينَ القويمَ كما أتى
......... من أحمدٍ من دون افتراء الماكر
يُشفـي المريضَ ويبرئُ الأسقامَ مِن
................... علمٍ سماويِ قويٍّ قادر
به ينزلُ الغيثَ العميمَ ومَن به
.......... يُستدفعُ البلوى وضيقٍ عاسر
والأرضُ تُخرجُ خبئَها ونعيمَها
......... والخيرُ يجري كالغمامِ الماطر
فلنحمد المولى على آلائه
.......... أن خصّنا بعظيم فضل ظاهر
*****
واليك يا فخر الورى أنظارُنا
............ ترنو قدومك بارتقابٍ الذاكر
أقبل فديتُك ذي صروف الدهر
.............. أعيتنا ولا من حيلة للناظر
إحضر فديتُك صاحبَ الأمر الذي
.............. يرثُ الحياة برغم أنف الناكر
أدرك فديتُك شيعةً في محنةٍ
............ مذ ألف عام بانتظار القاهر
واقلع جذور الزيغ من أوطاننا
........... ليعود غضّا دينُ ر بِّـي الفاخر