بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
لازال يوم الظهور بحر عميق قعره غير متناه قطره كلما غصنا فيه انفتح لنا عمقا جديدا وبعيدا*
نتعرض في هذا الطرح والبحث لمجموعة من الروايات المتعلقة بيوم الظهور وخاصة بعلامة دابة الارض وعلامات كونية اعجازية ومرتبة لعلها من مراتب الرجعة
اولا نتحدث عن دابة الارض الواردة في القران كما ادناه :
( وإذا وقعَ القولُ عليهِم أخرجنَا لهُم دابَّةً مِنَ الأرضِ تُكلّمُهُم أنَّ النَّاسَ كانُوا بآياتِنا لا يُوقنُونَ )
الدابة تطلق في اللغة على كلِّ ما يدبُّ ويتحرك على وجه الأرض من الإنسان والحيوان وغيره ، قال تعالى : ( وَمَا مِن دابَّةٍ في الأرضِ إلاّ على اللّه رِزقُها )
هذه الدابة ورد في تأويلها التالي :
روي بالاسناد عن سفيان بن عيينة ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، أنّه قال : دابة الأرض عليّ عليهالسلام
وروي أيضا عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : « انتهى رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم إلى أمير المؤمنين عليهالسلام وهو نائم في المسجد ، وقد جمع رملاً ووضع رأسه عليه ، فحركه ثم قال له : قم يا دابة الأرض. فقال رجل من أصحابه : يا رسول اللّه ، أيسمي بعضنا بعضا بهذا الاسم؟ فقال : لا واللّه ، ما هو إلاّ له خاصة ، وهو الدابة التي ذكرها اللّه تعالى في كتابه : ( وإذا وقعَ القولُ عليهِم أخرجنَا لهُم دابَّةً مِنَ الأرضِ ) »
وروي عن الأصبغ بن نباتة ، قال : دخلت على أمير المؤمنين عليهالسلام وهو يأكل خبزا وخلاً وزيتا ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، قال اللّه عز وجل : ( وإذا وقعَ القولُ عليهِم أخرجنَا لهُم دابَّةً مِنَ الأرضِ تُكلّمُهُم ) الآية ، فما هذه الدابة؟ قال عليهالسلام : « هي دابة تأكل خبزا وخلاً وزيتا »
الخلاصة : يظهر من الروايات السابقة ( وغيرها من رواياتةاخرىةلم ننقلها اختصارا ) ان تاويل آية دابة الارض الواردة في القران هو أمير المؤمنين علي عليه السلام في كرته الى الدنيا ( وهذا ايضا رأي كثير من العلماء والباحثين )
سيكون المبحث الروائي التالي يتناول " متى وكيف " سيكون هذا الامر وسنحاول ان نبرهن فيه روائيا توقيت هذا العلامة مع " علامة طلوع الشمس من مغربها " وانه هو عليه السلام لعله صاحب علامة / آية الوجه والصدر الذي يظهر في عين الشمس ، فانتظرون
والله اعلم
الباحث الطائي
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 15-03-2016 الساعة 02:22 AM.
عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ)
قال: سيفعل الله ذلك بهم، فقلت: من هم ؟ قال: بنو أمية وشيعتهم (السفياني وأعوانه)، قلت: وما الآية ؟ قال: ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر، وخروج صدر رجل ووجهه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه، ذلك في زمان السفياني، وعندها يكون بواره وبوار قومه).
أقـــــول :
الرواية تذكر في نفس علامة ركود الشمس ( التي هي مقدمة لطلوعها من المغرب ) ، تظهر علامة هي عبارة عن صدر ووجه لرجل معروف بحسبه ونسبه في عين الشمس !
فمن هذا الذي هو معروف بحسبه ونسبه وكيف ?
الجواب - الرواية التالية ادناه فيها قرينة مهمة يمكن الاستفادة منها وهي الارجح نفس دابة الارض اي الامام علي ع في كرته*
روى الشيخ الصدوق عليه الرحمة في كتابه كمال الدين وتمام النعمة ص525ح1 (باب حديث الدجال وما يتصل به من أمر القائم عليه السلام)حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه... عن النزال بن سبرة قال: خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وتكلم عن علامات آخر الزمان فحمد الله عز وجل وأثنى عليه وصلى على محمد وآله، الى ان قال: (...خروج دابة الأرض من عند الصفا، معها خاتم سليمان بن داود، وعصى موسى عليهم السلام، يضع الخاتم على وجه كل مؤمن فينطبع فيه: هذا مؤمن حقا، ويضعه على وجه كل كافر فينكتب هذا كافر حقا، حتى أن المؤمن لينادي: الويل لك يا كافر، وإن الكافر ينادي طوبى لك يا مؤمن، وددت أني اليوم كنت مثلك فأفوز فوزا عظيما. ثم ترفع الدابة رأسها فيراها مَنْ بين الخافقين بإذن الله جل جلاله. بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل ولا عمل يرفع ولا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا ثم قال (ع) لا تسألوني عما يكون بعد هذا فانه عهد الي حبيبي (ص) ان لا أخبر به غير عترتي ، قال النزال بن سبرة: فقلت لصعصعة بن صوحان: يا صعصعة ما عنى أميرالمؤمنين بهذا؟ فقال صعصعة: يا ابن سبرة ان الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم هو الثاني عشر من العترة، التاسع من ولد الحسين بن علي عليهما السلام وهو الشمس الطالعة من مغربها يظهر عند الركن والمقام فيطهّر الأرض، ويضع ميزان العدل فلا يظلم أحدٌ أحداً، فأخبر أمير المؤمنين عليه السّلام أن حبيبه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله عهد اليه أن لا يخبر بما يكون بعد ذلك غير عترته الأئمة صلوات اللَّه عليهم أجمعين )
أقــــــول :
عبارة : " ثم ترفع الدابة رأسها فيراها مَنْ بين الخافقين بإذن الله جل جلاله ، بعد طلوع الشمس من مغربها "*
هنا القرينة هي رفع الدابة رأسها هو كناية عن آية ربانية ومعجزة تظهرها الدابة وستتجلى لعله في عين الشمس ولذلك سيراها كل مَنْ بين الخافقين . او بطريقة عجازية اخرى غير معلومة . ولكن المعلوم المتيقن ان الامام علي ع هو شخصية اسلامية لا يشك احد من المسلمين في حسبها ونسبها ولعل السؤال سيكون في كيفية التحقق من هو دابة الارض ، وهنا سيتكفل هو عليه السلام بالجواب وما اسهله على مثله .
وطلوع الشمس من مغربها بعد ركودها هو من علامات الظهور ، وكان لنا بحث مفصل بالدليل والتحليل منشور تحت عنوان ( وما ادراك ما ليلة قدر يوم الظهور ) بينا فيه ان توقيت هذه العلامة سيكون في نفس يوم القدر بعد ليلة القدر التي ستكون فيه صيحة الظهور .*
ولكن الرواية اعلاه تبين ان الناس ما بين الخافقين ترى الدابة بعد ان ترفع راسها وهذا بعد طلوع الشمس من مغربها . فهل هي نفس الدابة ستتجلى بقدرة الله وتظهر في عين الشمس في علامة يراها الناس جميعا ام غيرها*
الجواب لعل نجد له حل في الرواية التالية التي وضعناها في اول هذه المشاركة :
عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ)
قال: سيفعل الله ذلك بهم، فقلت: من هم ؟ قال: بنو أمية وشيعتهم (السفياني وأعوانه)، قلت: وما الآية ؟ قال: ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر، وخروج صدر رجل ووجهه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه، ذلك في زمان السفياني وعندها يكون بواره وبوار قومه .*
أقـــول :
يظهر من الرواية وبعد علامة ركود الشمس ، تكون علامة ظهور وجه وصدر في عين الشمس المعروف بالحسب والنسب وهي لعلها نفس دابة الارض التي خرجت من الصفا توسم المؤمنين والكافرين .
وهذه لعلها كرة الامام امير المؤمنين ع في اول احداث الظهور وليس هناك تفاصيل اخرى روائية عن دور اخر لدابة الارض في احداث الظهور عند قيام الامام الحجة ع ، ولعل هناك كرة اخرى في الرجعة التي تكون حسب بعض التحقيقات ستحصل بعد تحقق دولة الامام الحجة ع ، والله اعلم .