|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 29654
|
الإنتساب : Jan 2009
|
المشاركات : 22
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
لقاء مع المهدي ح1
بتاريخ : 29-08-2009 الساعة : 04:42 PM
لقاء مع المهدي
صباح الجمعة 27 اذار 2009 زارني الى الدار مجموعة من الاصدقاء والمعارف بعضهم تمتد علاقتي به الى اكثر من عشر سنوات .
وبعد حديث ترحاب وسؤال عن الحال احسست ان لديهم امر يريدون البوح به وان كل منهم ينتظر من الاخرين ان يكونوا البادئين بالحديث عنه.
وكان الموضوع انهم قد صدقوا رجلا يدعي انه احمد الحسن ابن المهدي وهو اليماني الموعود وانه رسول المهدي الى الناس كافة مهمته التمهيد واخذ البيعة له .
وهنا تذكرت ان احد الزائرين كان قد اخذ يتردد على في الفترة الاخيرة بعد انقطاع سنوات عدة مركزا في سؤالي عن نصوص احاديث في كتاب الغيبة وعن عبارة في احد ادعية كتاب مفاتيح الجنان احداهما فيه اشارة الى وجود نسل للامام الغائب ( كما فهمها الرجل ) ، وقد بينت له حينها الى ان في احدها فهم خاطئ لعائدية الضمائر وفي الاخر معلومة غيبية تختص بطور الظهور الشريف ، وان ليس لدينا شيئ بهذا الصدد يمكننا التعبد به في غيبة الامام القائم بالحق .
على اية حال اراد الزوار امرا محددا مني وهو ان اوافق على ترتيب لقاء بيني وبين اليماني المزعوم للمناظرة بشأن دعواه في منطقة الهاشمية قرب الحلة ، ومبدئيا قبلت وكان الاتفاق على السبت القادم في دار احدهم .
كان قبولي السريع مدفوعا بدهشتي مما رأيت من حال زواري عمق استسلامهم للفكرة وشدة تأثيرها فيهم ومحاولتهم هذه تعتبر عندهم اخر ما سيفعلوه ليسدلوا الستار على اية محاولة منهم لاعادة التفكير بالدعوة وصاحبها من حيث كونها حقيقية او مكذوبة على الله وخليفته القائم .
ان امثال هذه الدعوات محكوم بزيفها ابتداءا لانها مخالفة لمبدأ الغيبة والانتظار فليس هناك شأن يخص الامام يأتي الا بعد ايات الارض والسماء التي تاتي بغتة فتبغت الناس جميعا ، الا ترى انك تخاطبهم فتقول (ونصرتي لكم معدة حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين )
قال رسول الله صلى الله عليه واله ( اية الحدثان نار تكون تكون في السماء شبيها باعناق النجب او كأعمدة الحديد ، فأذا رأيتها فأعد لاهلك طعام سنة )
اما حكاوى التمهيد واخذ البيعة فكلها تنطلق قبل مطمع المدعي من جهل الناس بأمامهم الغائب وعدم وجود اطار عام للتفكير والتدبر في القضية لان الامر يبدو انه مطروح على طاولة الجميع فكل من له انصار واتباع لهم الحق في تاطير حركات وسكنات متبوعهم بغيبة صاحب الامر عليه السلام.
على اية حال فأن هذا الامر فان هذا الامر يأتى ( بضم التاء ) من ناحيتين اولاهما العلم القاطع والثانية الايات البينة .
قال الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ( ان ادعاها مدعى فأسألوه عن اشياء يجيب فيها مثله )
من جهة العلم القاطع فعندي بضع عشرات من المسائل والاحكام ذوات الادلة المتضادة ( كما تبدو ) مما يحار فيه الاصوليون الان ومما تخبط فيها الاخباريون قبلهم اعرف تخريج بعضها واقف في بعض.
ان الجهل بمعاريض كلام اهل العصمة عليهم السلام دفع هؤلاء وهؤلاء الى الخبط الشديد في استنادات الاستنباط او الافتاء دون وازع او رابط ، فوجود القول الفصل القاطع للتردد هو علامة مهمة لعلم المدعي للعلم او الصلة الغيبية .
في اليوم المتفق عليه وردت سيارة صاحب الدار التي سنلتقي فيها وكان يرافقه معمم في عقد الثلاثين يصطنع الوقار والسكينة ويتكلم بغير لسان قومه وليس بعيدا عندما اكتشفت ان المعمم لم يكن هو صاحب الدعوة وانما كان ظهيرا له فيها .
تكلفت من جانبي اسلوب التجاهل وبعض الخيلاء واعلم ان رسول الله يكرهها الا في هذه المواضع ، دخلنا الدار فوجدت معمما اخر كان في انتظارنا ذي جلسة وسمات ريفية ، سلمت عليه ببرود وجعلته يسير ألي اكثر مما فعلت .
تعمدت ان اخذ صدر المجلس وجلس ناحيتي صديق صحبني الى هناك وجلس المعممان متقاربين عن يساري ، وبعد لم اظهر لهم ادنى اهتمام وكأنني لم اقدم لاخاصمهما وكان حديثي مع صاحب الدار وتارة مع صاحبي وتجنبت ان احيل نظري اليهما في الوقت الذي احسست ان شيئ من الاضطراب كان قد بدأ ينمو في نفوسهما ترجمته نظراتهما الخاطفة لبعضهما التي ما كانت لتفوتني بحال .
انشغل صاحب الدار بي وبتقديم امور الضيافة وتجاذب معي اطراف الحديث حتى سلا عنهما ومن جانبي تعمدت الاطالة في غير ما قدمت اليه.
|
|
|
|
|