[بنت الأحساء]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إليك مولاي الحجة ابن الحسن هذا العمل البسيط في حق جدك زين العابدين وسيد الساجدين بذكرى سمه صلوات الله وسلامه عليكم أجمعين أقدمه وألتمس منك روحي لك الفداء العذر ...

مشهد كربلاء في ذاكرته ...

-1-
مشهد كربلاء في ذاكرته
يقلبه حيناً فيبكي دماء
وحيناً يبلل زاده آهات
أمد بعيد لكنه في كل يوم
يستعيد صوراً قد تَبْهَتُ عند غيره
أو في مسرح غير مسرح حسينه
إنه عرضٌ للحق على رمال الهجير
ورفض الباطل على عروش الفاسقين
حق آل الرسول , لاعب القردة به يستهين
شرع الإله في مهب الريح أصبح على شفا حفرة
يكاد يمحى بهوى يزيد "لعنه الله"
فهبت غيرة ابن الصادق الأمين
وقدم روحه وأرواح العاشقين
على مذبح الدين
...
-2-
من خيمته يتابع القضية
يرفع طرف الستار
يطالع الأبطال , كيف وضعوا الروح درعاُ للدين
يراقب بأوتار قلبه دماء تطهر أرض الشهادة
كربلاء التي ارتوت بدماء الأحرار
فأصبحت عنواناً لهم في كلِّ زمان
تهوي إليها الأرواح من مواطنها
ثم هو من أوشاجه الموجوعة
يرى حسين محمد أو محمد حسين
مقطع الأوصال , ملقىً قد رضّت ضلوعه
في هذه اللحظة
كأنما هوت من السماء نقمة
وسكبت دموع سخط
تهتز أركان السموات من غضب الرحمن
لكن هذا مقام أراده الله للحسين
فأرخى عليٌّ طرفه
وقام يكمل رسالة الخلود على مر الدهور
...
يسير على راحلة ويقطع البيداء ...
تصحبه الجليلة المكروبة زينب الحوراء
على نوق عجاف , قد أنهكها فقد الأحباء
يضج مضجعه أنين الأطفال وحنين النسوان
وكانت المأساة ...
حينما كانت أنظار الشامتين
تحرق وجوه الطاهرات
من هوان الدنيا أن تُرفع العبيد وتُظلم الأسياد
يسحبه صوتها المتهدج إلى آلامه وأوجاعه
تسري القشعريرة في أوصاله
حينما ترمي عمته بنفسها عليه
وتسألهم بغصة ...
أن اتركوه أو أقتلوني معه
وواصلت القافلة سيرها المشؤم
هناك عندما اخترقت الأبصار حرمة الرسول
وسدد المغبون سهمه لرأس الشهيد
كأنما سهامه المسمومة سددها لقلب المعلول
صور كل منها تقطع وتراً في مهجة ابن البتول
حتى ...
جاء يوماً , يعتذر الغادر وهو في يقينه
كالقاتل الذي يسير في جنازة القتيل
لا يريد إلا هلاك الطاهرين
فتباً لمن خالف أمر الله في أرضه
...
-3-
هذا علي زين العابدين
أكمل الرسالة ....
وكانت بترتيل وتعليم
يقدم له الخبز فيسقيه من قصة الشهيد
ويخرج يوماً إلى الطريق
يصرخ في النائمين
هل كبشكم يذبح من غير ترشِيف
لكن الحسين حزوا نحره
وكلُّ الفرات مهر لأمه المصون
يا أيتها العقول الغائرة
إلى متى تبقون في السجون ؟؟؟
تسحق كرامتكم , ثلة معربدة
ويسُمونكم سوء العذاب
ويغطون فعلهم بأعلام اليهود
هذا حقدهم ينفث من زمن الملعون على لسان الرسول
وحتى هذا الزمان المشؤم
...
-4-
يجلس عليٌّ في جامعتهِ
يخطُ منهجاً لمن لديهِ بصيرةً في الدين
فيتخرجُ العبيدُ أحراراً ينيرونَ طريقَ المستضعفين
صحيفة ملؤها ...
أساليبُ تربية ونهج عابد يرحل مع السالكين
يقطع الدروب الممتدة من بيته
إلى باب حضرة المعبود
يطرق الباب لا يمل
طوال عمره في مناجاة العارفين
في تسبيح وتهليل
في يوم جمعة مطهَرٌ بدعاء المستغفرين
وخذ من هذا النبع الذي لا ينضب
مع مرور السنين
...
-5-
كلما سُئِل علام السكوت ؟
يجيب الحياة دواليب
وسنة الرحمن لا تبديل ولا تغيير
كان محمد وكان عليَ وكان حسن وكان حسين
وكلهم نور " يهدي الله لنوره من يشاء"
كلٌّ له أسلوب , وهدفهم رفع راية التوحيد
تريد دليل , اخرج له يا باقر من علمنا المستفيض
واخرج له خيطاً أصفر طويل
حين مسه , صار انقلاب غيّر مجرى الحياة
فأصبح الناس مبصرين " فبصرك اليوم حديد "
يدركون الحقيقة التي عنها غابت عقولهم
جاءوا متوسلين
يا بن عليٍّ والبتول ...
ارفع عنا وإنّا موقنون
لكنه الإنسان بطبعه عجول
فلا إيقان بل عاد الحال أسوء مما كان
رفع المؤمن يده عن الخيط الأصفر الطويل
وعادت الحياة للمستغفلين

...

-6-
رجع عليٌّ مع أسرة تجر معها كل آلام البشر
من أول الدنيا إلى آخرها دام البكاء
وصار حزنه من سِمائه
وعاش ما عاش
حتى عاف الدنيا وخسرته الدنيا
فسلامٌ عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا
...


المنـ1430ـى
25-26 محرم