قال إمام زماننا بقية الله المهدي في آخر رسالته الجوابية (لإسحاق بن يعقوب) المروية في كتاب الاحتجاج ): (وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فهو كالانتفاع بالشمس إذا غيبّها عن الابصار السّحاب، وإنّي لأمان لأهل الأرض كما النجوم أمان لأهل السّماء).
إن التدّبر في الكلمات المهدوية يقودنا الى معرفة عدّة من أهمّ وصاياه عليه السلام للمؤمنين وهي ذات إرتباط مباشر بتكاليف عصر الغيبة.
الوصية الأولى: هي أن يجتهد المؤمنون في السعي للفوز ببركات وجود الامام المهدي عليه السلام على الرغم من صعوبات فقدان إمكانيات الارتباط العام به في عصر الغيبة. فالعبارة المتقدمة من كلامه عليه السلام تصّرح بأمكانية الانتفاع من وجوده المبارك في عصر غيبته مثلما ينتفع بالشمس إذا غيّبها السّحاب. نعم توجد مجموعة من البركات الوجودية لبقية الله الاعظم عامة ليست مرهونة بسعي المؤمن للفوز بها ولكن ثمّة بركات أخرى لوجوده هي ثمرة لسعي الانسان وهذه ما يوصي الامام عليه السلام المؤمنين للفوز بها أما الوصية الثانية: أحباءنا الافاضل فهي التي يشتمل عليها قوله (عجّل الله فرجه): (وإنّي لأمان لأهل
الأرض كما النجوم أمان لأهل السّماء) فأمامنا يوصي المؤمنين ضمنياً ببيان هذه الحقيقة وهي اللجوء اليه عليه السلام للحصول على الأمان من كلّ خوف يتعرّضون له فاذا خشوا من الضّلال لجأوا اليه عليه السلام للفوز بالهداية وكذلك الحال إذا خشوا من السقوط في الفتن أو من كيد الاعداء, وليكونوا على ثقة ويقين بأنه عليه السلام سيوصلهم الى بحر الأمان بوسيلة أو بأخرى حسبما تقضيه خصوصيات عصر الغيبة.
منقوووووول