عظم الله اجورنا واجوركم بذكرى شهادة وفاة ثامن الأئمة ضامن الجنة ابو الحسن الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام
جعلنا الله وأياكم من المتقاطرون على زيارتة والتبرك بمزارة الشريف
فسلام الله عليه يوم ولد ويوم استشهد، ويوم يبعث حياً
واللعنة الدائمة المتصلة المتواصلة على شانئيهم وقاتليهم وظالميهم وغاصبي حقهم من الآن الى قيام يوم الدين
من أقوال الشعراء فيه عليه السلام :
شعر أبو نواس :
قيل لي أنت أحسن الناس طراً * في فنون من الكلام النبيه
لك من جيّد القريض مديحٌ * يثمر الدر في يديّ مجتنيه
فعلامَ تركت مدح ابن موسى * والخصال التي تجمّعن فيه
قلت لا أستطيع مدح إمامٍ * كان جبريلُ خادماً لاَبيه
وقال فيه عليه السلام أيضاً:
مطهّرون نقيّات جيوبهم * تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا
من لم يكن علوياً حين تنسبه * فما له في قديم الدهر مفتخر
الله لمّا برا خلقاً فأتقنه * صفّاكُمُ واصطفاكم أيّها البشر
فأنتم الملاَ الاَعلى وعندكم * علم الكتاب وما جاءت به السور
قال الشاعر البحتري في الامام عليه السلام :
ذكروا بطلعتك النبيّ فهلّلوا * لما طلعت من الصفوف وكبّروا
حتّى انتهيت إلى المصلّى لابساً * نور الهدى يبدو عليك فيظهر
ومشيت مشية خاشع متواضع * لله لا يزهي ولا يتكبّر
دعبل بن عليّ الخزاعيّ،دخل على الامام عليه السلام و قال: قلت قصيدة وجعلت على نفسي أن لاأنشدها أحداً قبلك، فأمره بالجلوس حتى خفّ مجلسه ثمّ قال له: «هاتها» فأنشد قصيدته المعروفة:
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصاتِ
لآل رسول الله بالخيف من منى * وبالركن والتعريف والجمراتِ
ديار علي والحسين وجعفر * وحمزة والسجاد ذي الثفناتِ
ديار عفاها كلّ جون مبادر * ولم تعف للاَيّام والسنواتِ
إلى أن قال:
قبور بكوفان وأُخرى بطيبة * وأُخرى بفخ نالها صلواتي
وقبر ببغداد لنفس زكيّة * تضمّنها الرحمن بالغرفاتِ
فأمّا المصمّات التي لست بالغاً * مبالغها منّي بكنه صفاتِ
إلى الحشر حتّى يبعث الله قائماً * يفرّج منها الهمّ والكربات
إلى أن قال:
ألم تر أنّي مذ ثلاثين حجّة * أروح وأغدو دائم الحسرات؟
أرى فيئهم في غيرهم متقسماً * وأيديهم من فيئهم صفرات
إذا وتروا مدّوا إلى أهل وترهم * أكفّاً من الاَوتار منقبضات
حتى أتى على آخرها، فلما فرغ من إنشادها قام الرضا _ عليه السلام _ فدخل إلى حجرته وأنفذ إليه صُـرّة فيها مائة دينار واعتذر إليه، فردّها دعبل وقال: والله ما لهذا جئت، وإنّما جئت للسلام عليك والتبرّك بالنظر إلى وجهك الميمون، وإنّي لفي غنى، فإن رأيت أن تعطيَني شيئاً من ثيابك للتبرّك فهو أحب إليَّ. فأعطاه الرضا جبّة خز وردّ عليه الصرّة