بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم
مقالة : على خطى الزهراء سيري
بقلم : جلنار الزبيدي
مسيرة نساء الرسالة والإمامة مسيرة تكاملية
ذات أبعاد دقيقة تختص في الجوانب الإنسانية كلّها
وتحتوي كل الشرائح وتحتضن الجميع وتسد كل نقص وتردم كل هوّة أين ما كانت
وفي أي عصر
وها نحن قد وجدنا السيدة الزهراء (عليها السلام ) وبعدها بطلة كربلاء (عليها السلام )
قد سارت على وفق الرسالة بكل ما لهذه الكلمة من معنى
وهي (عليها السلام) شخصية علمية دينية إجتماعية أخلاقية وسلوكية أدبية وتربوية
قد تغذت من نمير الرسالة وترعرعت بأحضان النبوة الصافية المطهرة ....
هذه الشخصية العظيمة التي لا يمكن
أنْ تتكرر يوما من الأيام في جانب ولو واحد من جوانب شخصيتها الفذة المعطاء
والتي يختلف تكوينها عن كلّ النساء نعم هي حوراء
إنسية بتول طاهرة ولو صادف ووجدت صفة من صفاتها في إحدى النساء فهي تعود إلى فضلها عليها وتربيتها وتعاليمها
أختي المؤمنة أين أنت من شمس مدرسة السيدة الزهراء( عليها السلام) هل دخلك شعاع ولو واحد من إشعاعها
وأنار الظلمانية في داخلك نعم لا تأخذك الأهواء يمينا وشمالا وتنخدعين بزخارف الدنيا الخادعة والغرور
وهذا القرآن الكريم يقول : (إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ) محمد/36 ،
أختي الفاضلة لا تنجرفي وراء العولمة والتطور والثقافة المفتوحة مع الآخر لأنها تحمل كثير
من الأمراض والفيروسات التي يكون من السهل عليها أنْ تدمر جسد الأمة الإسلامية والأخص الشيعية
لأنّها لا تملك المناعة الكافية ضدها ولاتكوني ممّن يغرر بهن بحجة الحرية والديمقراطية المستورة
هذه الحرية التي لامعنى لها سوى الإنفتاح بشكل فاضح ماجن وسافر على الحياة الفاسدة والتي تسمى بـ (الحياة )
والتي نعاني اليوم في كل مفصل من مفاصل حياتنا ويومياتها المتعبة
ولايخلو مكان وعائلة ( نقصد هنا الإعلام المفتوح الستلايت وغيره ) إلا ما رحم وعصم ربي من الوقوع في هاوية جهنم الدنيوية
اختي المؤمنة أينما كنت وتحت أي صفة ومسمى : (أكاديمية - ربّة بيت - مهندسة - طبيبة )
فلتكوني على خطى السيدة الزهراء (سلام الله عليها) في مسيرتها ولا تنجزي وراء هذه المظاهر
وبالتالي نخسر أنفسنا والتي هي أثمن ما أعطانا ربّنا العظيم في هذه الحياة
ما أخطر وأعظم المعصية عندما تكوني متجلببة بجلباب التدين و تحملين فيه رمز ي مظهرك وهو الحجاب
فكوني أُختي المؤمنة صادقة مع نفسك هل أنت محجوبة عن الدنيا وعن الحرية الشخصية وعن إطلاق العنان للشهوات
وتسليم القيادة للهوى بيد الشيطان ( سائق من نار إلى نار ) ؟!
أم أنّه عرف قد رأيتي عليه المرأة في مجتمعنا ؟
أم فقط هو جزء من اللباس العام ممكن أنْ ينسجم معه ويشكل شكلا آخر لنوع آخر من مظاهر الحجاب (الأسرى - الأمريكي -العربي )
ما هو الحجاب بنظرك ؟
هل هو جزء من شخصيتك المسلمة الذي يهتم بالجانب المعنوي وهو يعبر عن الحجاب الشرعي
على وفق الشريعة الإسلامية والمعاني الملازمة له والتي لاتنفك عنه ؟
أم ماذا ؟هل هو جزء من التعبد لله عزّ وجل والتحرك به تحركا إلهيا في المجتمع ؟
إذا كان كذلك فأنت على خطى السيدة الزهراء (سلام الله عليها) في مسيرك نحو العلى
والتقرب من الملكوت مع محتواه المعنوي الحقيقي والذي يجب أنْ يحمل ما يريد الله وما تريده الروح
والنفس الإنسانية المؤمنة الكادحة إلى الله عز وجل بالإلتزام الحقيقي على وفق ما ينسجم مع الحجاب
الذي هو جنةٌ من نار الدنيا ومن عيون الذئاب في ليلة حالكة الظلام قد سال لعابها بثورة شهوتها وجوعها تنهش
أي شيء تجده أمامها ولا سيما ماكان مناسبا لها
أختي المؤمنة أين أنت من السيدة الزهراء (سلام الله عليها) لماذا البعد ؟
لماذا الإنحراف؟
أين الإسلام أين القرآن أين العقل أين العرف أين التربية أين الحياء
أين الله اين المعشوق والحبيب الأبدي
أين إمام الزمان (عجل الله فرجه الشريف)
أين العلماء أين المرجعية ؟ أين واين .....؟
لماذا الغفلة ؟لماذا الغفوة ؟لماذا الضعف ؟ لماذا الإنكسار ؟
لماذا التجرد من مفاهيم وتعاليم القرآن والإسلام ؟
لماذا الإنسلاخ من الأنوثة الحقيقية القرآنية الإسلامية ؟
هل هذا هو الإسلام هل هذا هو القرآن ؟
هل هذه هي المرأة المؤمنة ؟
عودي إلى الضمير وهو محكمتك الصغرى ؟
عودي إلى العقل وهو الحجة الباطنة ؟ عودي إلى القلب وهو الدليل ؟
عودي الى أحضان التربية الإسلامية وليس الإعلامية والتلفزيونية ؟
نعم وخذي من بضعة رسول الإنسانية السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) المربية والمنقذة للبشرية
اسلكي جادة الصواب وسيري على هداها (سلام الله عليها) وستجدين باب الله مفتوحا على مصراعيه
وتوبي توبة نصوحا اهجري كل ما هو دنيوي من مظاهر وسائل إعلام فاسدة وعلاقات غير شرعية
والبسي الملابس الإسلامية ودعي الزينة والوجه المزيف واغسلي باطنك بالكلمات الإلهية الطاهرة
ووجهك بنور الصلاة وماء الوضوء والطهارة والنقاء وحاولي مجاهدة نفسك إلى أن تتخطي هذه المرحلة
كي ندخل في مرحلة جديدة تكون ألذ حلاوة وأعذب ماءا وأنقى جوا ممّا مضى من حياتك .
الله على هالكلمات والاسلوب المؤثر
احسنتي عزيزتي...
اسأل الله ان يهدينا جميعا لنسير على خطى الزهراء
ونرضي امام زماننا الامام المهدي عج لنكون من انصره واشياعه....
بارك الله بمواضيعك القيمة والهادفة