|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.84 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
نزول المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام
بتاريخ : 05-11-2010 الساعة : 07:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
يعتبر نزول النبي عيسي بن مريم عليه السلام من السماء - عند قيام الامام المهدي عليه السلام - من الحقائق الثابتة عند جميع المسلمين - علي اختلاف مذاهبهم - ومن الأمور التي لا تقبل الشك والجدل.
ولعل الحكمة الوحيدة في نزوله عند قيام الامام المهدي عليه السلام هي تقوية جانب الامام المهدي، والاعتراف والتصديق بأنه حق لا ريب فيه، وخاصة بعد اقتدائه بالامام المهدي في الصلاة - كما ستعرف ذلك -.
ويعتبر نزول عيسي الى الأرض من أعجب الأعاجيب وأهم الحوادث، وأعظم الآيات وكبر الدلالات.
أليس من العجيب أن انسانا كان يعيش علي الأرض، ثم عرج به الى السماء، وعاش هنك كثر من ألفي سنة ثم يهبط الى الأرض؟!
مع الانتباه الى أن هذا الانسان يمتاز عن غيره بانه:
أولا: نبي من أنبياء الله تعالى، ومن أولي العزم.
ثانيا: أنه صاحب شريعة وكتاب سماوي - وان امتدت يد التحريف والتشويه الى شريعته من بعده -.
ثالثا: أنه خلق من غير أب.
رابعا: أن أمته - اليوم - حوالي الف مليون نسمة، بما فيهم الملوك والأمراء وروساء الجمهوريات، وغيرهم من كافة الطبقات.
خامسا: أن ملايين من تماثيله منصوبة علي الكنائس والمدارس، ومعلقة علي صدور أتباعه، وموجودة في البيوت والمحلات.
أضف الى ذلك: العقائد الشاذة الموجودة عند المسيحيين تجاه عيسي بن مريم، فمنهم من يعتقد أنه ابن الله، أو أنه الله، تعالي عما يقول الكافرون والمشركون.
وعلي كل حال، فالنبي عيسي أقدس موجود عند المسيحيين، ومن الطبيعي أن بقية الملل والأديان لا تتجاهل هذه الشخصية.
وكذلك المسلمون يضعون المسيح في المكان اللائق به، اتباعا للقرآن الكريم الذي ذكر المسيح بالنزاهة والتبجيل، في مواضع عديدة منه.
ونظرا لأهمية هذه الحقيقة - وهي نزول عيسي من السماء - تجد أحاديث كثيرة متواترة، تصرح بهذا المعني.
وعندما نراجع موسوعات الحديث نجد الكثير من علماء السنة وحفاظهم وأئمة الحديث يذكرون نزول عيسي بن مريم من السماء عند قيام الامام المهدي عليه السلام:
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: منا الذي يصلي ابن مريم خلفه.(19) وعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: يلتفت المهدي وقد نزل عيسي بن مريم كأنما يقطر من شعره الماء(20) فيقول المهدي: تقدم وصل بالناس!.
فيقول عيسي بن مريم: انما أقيمت الصلاة لك.
فيصلي عيسي خلف رجل من ولدي، فاذا صلي قام عيسي حتى يجلس في المقام فيبايعه.(21)
وعن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم:... والذي بعثني بالحق بشيرا لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي، فينزل عيسي بن مريم فيصلي خلفه...(22)
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام - في قصة الدجال -:... ويدخل المهدي عليه السلام بيت المقدس ويصلي بالناس اماما، فاذا كان يوم الجمعة وقد أقيمت الصلاة، نزل عيسي بن مريم عليه السلام بثوبين مشرقين، أحمر، كأنما يقطر من رأسه الدهن، رجل الشعر(23) صبيح الوجه، أشبه خلق الله بأبيكم ابراهيم خليل الرحمان، فيري المهدي عيسي، فيقول لعيسي: يابن البتول صل بالناس.(24)
فيقول: لك أقيمت الصلاة. فيتقدم المهدي عليه السلام فيصلي بالناس، ويصلي عيسي خلفه ويبايعه.(25)
أما الأحاديث الواردة في كتب الشيعة المروية عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والأئمة الطاهرين عليهم السلام فكلها تصرح باقتداء عيسي بن مريم عليهما السلام بالامام المهدي عليه السلام ولا نبالغ اذا قلنا: ان نزول عيسي من السماء واقتداء ه بالامام المهدي يعتبر - عند الشيعة - من الأمور القطعية، بل من أشهر القضايا، حتى جاء في كتاب عيون المعجزات:(26) ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أخبر الأئمة بخروج المهدي خاتم الأئمة، الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، وأن عيسي ينزل عليه وقت خروجه وظهوره ويصلي خلفه.
ثم قال: وهذا خبر قد اتفقت عليه الشيعة، والعلماء وغير العلماء والسنة، والخاص والعام، والشيوخ والأطفال، لشهرة هذا الخبر.
الهوامش
(19)بحار الأنوار 84:51، ب (1) ما ورد من الاخبار بالقائم، ح 37، ومعجم أحاديث الامام المهدي عليه السلام 335:1، والجامع الصغير للسيوطي 546:2، ح 8262، وكنز العمال 266:14، ح 38673، وينابيع المودة للقندوزي 81:2، ح 109.
(20)أي: ان شعر رأسه يلمع كمن دهن شعره، أو غسله بالماء.
(21)عقد الدرر: 230 -229، طبع مصر 1399 ه- وقال بعد ذكر الحديث: أخرجه الحافظ أبو نعيم في مناقب المهدي والطبراني في معجمه.
(22)فرائد السمطين للجويني الشافعي 312:2.
(23)أي: مسرح الشعر، كالذي استعمل المشط.
(24)البتول: هي المرأة التي لا تري دم الحيض والنفاس، وقد كانت السيدة مريم - والدة عيسي - طاهرة لا تري دما، كما ورد ذلك في الأحاديث.
(25)عقد الدرر: 274.
(26)للحسين بن عبد الوهاب، وهو من علماء القرن الخامس الهجري.
المصدر
المنتظر والمنتظرون
|
|
|
|
|