[عاصف الخزرجي]

الوقت الضائع

إنه يقف هناك في ذلك الشارع المزدحم المكتض بالمارة والسيارة،
وبضيق شديد تأمل هذه الورطة الكبيرة التي وضع نفسه فيها.. نظر إلى ساعته،
ولم يكن يملك الوقت ليتخذ طريقًا آخر،
فتابع السير وهو يدرك بأنه متأخر إلى الحد الذي يؤكد على لا معنى المتابعة..
يجب أن تكون قريباً جدا لتراه،
لكنه هناك بين الحشود لا يستطيع التوقف..
كان ينظر إلى ساعته كثيراً محاولاً إقناع المارة بعجلته على أمل أن يسمحوا له باجتيازهم ولكن..
لم يكن أحد يأبه لضياع وقت السيد المحترم.
كأنه يمر بهذا الشارع لأول مرة،
وقد اجتاز معظمه ولكنه لا يتذكر فيه إلا ذلك المتسول العجوز، وبائع الجرائد،
وتلك اللافتة الضوئية الكبيرة التي تعلو واجهة أحد المطاعم..
نظر بفضول خجل إلى محل الكماليات النسائية،
فكر حينها بوقته الذي ضاع أثناء محاولته الوصول في الموعد الذي فات أوانه،
وتساءل في نفسه لو أنه أعطى ذلك العجوز المسكين صدقة ما،
أو كان باستطاعته اقتناء جريدته المفضلة،
كذلك إنه كان يشعر بالجوع وما كان ليتغير شيء لو أنه اخذ وجبة خفيفة في ذلك المطعم،
وفي هذه الأثناء شاهد سيدة تمر بشكل خاطف وكانت ترتدي قميصا لم يتأكد من لونه هل كان ورديا أم اصفر..
حاول تذكر ذلك بل وفكر بالذهاب خلفها ولكنه استبعد هذه الفكرة،
خصوصا وإنه يهم بعبور شارع تحتله السيارات،
وفجأة يسمع صوت المكابح وصرير احتكاك اطارات السيارات بالاسفلت..
هناك.. إنها سيارة مسرعة تخلصت من حادث اصطدام لتتوجه إليه..
كان حادثا مروعاً ألقى به على جانب الطريق وارتطم رأسه بحافة الرصيف،
ولم يعد يشعر بجسده فهناك خدر هائل..
لا شيء سوى الدفء الذي يشعر به بسبب الدماء النازفة على جبهته،
فأغمض عينيه بصعوبة ثم فتحهما للمرة الأخيرة،
لكنه لم يرَ سوى الأحذية وإطارات السيارات.

عاصف 2004

[ابو الحسن الكاظمي]

الأخ العزيز عاصف الخزرجي
القصة فيها إيهامات كثيرة لم تتبين من خلال السرد النصي مثل ماهي تلك الورطة؟ ما هو الامر الذي هو مستعجل لأجله ؟وغيرها
الوصف للأحداث كان دقيقا جدا بحيث يبتعد بالقاريء عن صلب الموضوع ، لم أفهم هذه العبارة رغم تكرار قرائتها اكثر من مرة وهي ( هو يدرك بأنه متأخر إلى الحد الذي يؤكد على لا معنى المتابعة.)
النهاية لم تكن ذات وقع قوي تختتم بها القصة ,لم تصل القصة الى الذروة ثم تبدأ بالانحلال ، اعتقد ان هذا الاسلوب كتب على عجالة شديدة
ارجو ان لا تتضايق من كلماتي ...تقبل مروري
دمت في امان وعز وانتضر منك المزيد من الابداع

[عاصف الخزرجي]

في الحقيقة إن هذه القصة هي محاولتي اليتيمة في مجال القصة القصيرة
وكنت قد كتبتها سنة 2004 وعرضتها على الأخ الصديق المرحوم حيدر الهبر
والذي كان روائيا وقاصا وشاعرا فذا وقد استفدت منه الكثير شخصيا
وقد اعجب المرحوم بهذا النص وشجعني على كتابة المزيد ونشرها لي في جريدة الحوزة
حيث كان محرر الصفحة الادبية في تلك الفترة، والغريب أن أكثر عبارة في هذا النص القصير اثارت إعجابه
هي عبارة "وهو مدرك أنه متأخر الى الحد الذي يؤكد على لا معنى المتابعة"
إلا إنني لسبب ما لم أتمكن من المضي قدما في هذا الطريق، ربما كنت تأخرت الى الحد الذي يؤكد على لا معنى المتابعة،
وبحكم قراءاتي فإن الأعمال القصصية تختلف في أساليبها وأنماطها بشكل كبير
إلا أن العمدة والاعتماد يبقى دائما على مدى تأثير النص في نفس المتلقي
أما القوالب والاساليب والكيفيات فقد تتفاجأ بمدى تنوعها واختلافها
ولا شك عندي ان رأيكم هو الاصوب وقولكم الى الحق أقرب
واسال الله ان يوفقني أن أرد مناهلكم المترعة بالمعرفة
مع حبي واعتزازي بأخي الناصح أبي الحسن الكاظمي

[جودت الانصاري]

الاخ القاص عاصف تحيه بحجم الحرف
مررت بنصك فابهرني من حيث :
اللغه السليمه والاملاء المتقن والتسلسل الزمني الشبه مقبول
ولعل اسلوب التكثيف هو اكثر ما في نصك من حداثه فهو الاسلوب المتبع اليوم
الغموض الشفيف هو ما اعطى القصة سحرها فجعلنا نضع انفسنا مكان البطل
كنت موفقا في استخدامك لادواتك كالهمز والايحاء من بعيد واستخدام الرمز للتعبير
ولعل اسلوب العرض باستخدام المحادثه مع النفس كان مبالغا فيه ,, وانا اتابعك تمنيت ان توقف احد الماره
وتساله ولو عن المكان لتخرج بنا من الذاتيه الحاده في النص
عموما ابدعت ولا اعتقد انها النهايه بل بدايه قويه بعون الله
ولنتواصل

[عاصف الخزرجي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جودت الانصاري [ مشاهدة المشاركة ]

الاخ القاص عاصف تحيه بحجم الحرف مررت بنصك فابهرني من حيث : اللغه السليمه والاملاء المتقن والتسلسل الزمني الشبه مقبول ولعل اسلوب التكثيف هو اكثر ما في نصك من حداثه فهو الاسلوب المتبع اليوم الغموض الشفيف هو ما اعطى القصة سحرها فجعلنا نضع انفسنا مكان البطل كنت موفقا في استخدامك لادواتك كالهمز والايحاء من بعيد واستخدام الرمز للتعبير ولعل اسلوب العرض باستخدام المحادثه مع النفس كان مبالغا فيه ,, وانا اتابعك تمنيت ان توقف احد الماره وتساله ولو عن المكان لتخرج بنا من الذاتيه الحاده في النص عموما ابدعت ولا اعتقد انها النهايه بل بدايه قويه بعون الله ولنتواصل

شكرا لك استاذ جودت الانصاري
ملاحظاتك تنم عن دراية وخبرة
وقد استفدت كثيرا من نقدك البناء
دمتم لنا بوصلة تهدينا في أعالي البيان

[آمالٌ بددتها السنونْ]

اعجبني النص حقيقةً واسلوب كتابته
قد يبدو مُبتوراً خصوصاً في اختيارك
لنهاية التي جائت على حين غره بعد
وصفٍ ووصف
لتخالف هوى القارىء
فيصاب القاريء بالأحباط لأنك لم
تشفي غليله بعد كل ذاك الغموض هه
ولكن لكل كاتب نمط واسلوب يعتمده
اخي الفاضل محاوله جداً جيده واتمنى
ان تواصل
سلمت يمناك وتحيه طيبه..

[عاصف الخزرجي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء عبدالعزيز [ مشاهدة المشاركة ]

اعجبني النص حقيقةً واسلوب كتابته قد يبدو مُبتوراً خصوصاً في اختيارك لنهاية التي جائت على حين غره بعد وصفٍ ووصف لتخالف هوى القارىء فيصاب القاريء بالأحباط لأنك لم تشفي غليله بعد كل ذاك الغموض هه ولكن لكل كاتب نمط واسلوب يعتمده اخي الفاضل محاوله جداً جيده واتمنى ان تواصل سلمت يمناك وتحيه طيبه..

شكرا لكم اخت وفاء عبد العزيز على تقييمكم وتقويمكم لي
وأرجو الله أن اوفق لاضع ملاحظاتكم في حيز التنفيذ
وشكرا لمرورك الجميل الذي فتح لي آفاقا جديدة

[محمد أيوب]

الأخ عاصف الخزرجي.. تحية طيبة..
كما تعلم بأني قد قرأت هذا النص أكثر من مرة وأنك تعلم مدى إعجابي به وهنا أحب أن أقول لا تتوقف فأحياناً يعود السهم لينطلق من جديد.. دمتم سالمين..
ملاحظة: عليك أن تدرك أن توفير الوقت يجنبك عدم جدوى المتابعة.

[عاصف الخزرجي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أيوب [ مشاهدة المشاركة ]

الأخ عاصف الخزرجي.. تحية طيبة.. كما تعلم بأني قد قرأت هذا النص أكثر من مرة وأنك تعلم مدى إعجابي به وهنا أحب أن أقول لا تتوقف فأحياناً يعود السهم لينطلق من جديد.. دمتم سالمين.. ملاحظة: عليك أن تدرك أن توفير الوقت يجنبك عدم جدوى المتابعة.

اخونا المحبوب محمد ايوب
اشكرك على مشاعرك الطيبة
لا شك عندي انكم القوس التي يرجع إليها سهمي لينطلق من جديد
وفر الله لنا اوقاتا معكم فنستفيد من تجاربكم
شكرا على مروركم الذي نكهته الحكمة