لماذا لم يذكر في آيات الولاية اسم علي بن أبي طالب ؟
بتاريخ : 14-10-2009 الساعة : 08:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
المجتمع القرشي الذي كان محط أنظار القبائل في الجاهلية كانت تتزاحم فيه غلواء المفاخرة وتتصارع فيه أهواء الغلبة بطلب المجد والعز والجاه واختراع المكرمات لشهوة الشهرة بين القبائل والرهبة في صدور الناس ، وكانت كل جماعة تحوط سيدها وتطلب له العز والشرف وتنتسب إليه ، وكان محك هذا التفاضل يشتد عند بني هاشم إذ هم ذروة الأمر وسنامه بتاريخهم المجيد وخدمتهم للبيت العتيق وتوليهم له بالرعاية ، فالكل كان يحسدهم ولا يرجو لهم أي مجد يزيد عما وصلوا له فلما جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم منهم كابره صناديد قريش حسدا من عند أنفسهم وهم يعلمون أنه الصادق الأمين ، فقامت الحروب بينهم وكان حامل لواء الإسلام هو علي بن أبي طالب عليه السلام الذي جندل الابطال ونكس رايات الشرك فما من بيت إلا وقد قتل لهم رجلا أو رجلين فأدخلهم النار وألزم آخرهم العار كما جاء في بحار الأنوار ج57ص158 عن كتاب نثر الدرر لمنصور بن الحسن الآبي:
" وروي لنا الصاحب رحمه الله ، عن أبي محمد الجعفري ، عن أبيه ، عن عمه جعفر، عن أبيه عليهم السلام قال : قال رجل لعلي بن الحسين عليهما السلام : ما أشد بغض قريش لأبيك ! قال : لأنه أورد أولهم النار وألزم آخرهم العار ".
ويتضح لكل متأمل أن عدم النص على اسم علي عليه السلام في القرآن كان للامتحان من جهة وللحفظ على كتاب الله من جهة أخرى ، لأن كثيرا منهم لم يؤمن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا بعد لجاج طويل وفي كل يوم تطر في صدورهم حسيكة النفاق فما يؤمن أحدهم حتى ينافق الآخر وهكذا حتى قال له الله عز وجل أنك لا تعلم من مرد على النفاق من أهل المدينة { وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}(التوبة/101) فلو ذكر اسم علي عليه السلام صراحة في القرآن وهو عدوهم اللدود الذي يقترن ذكره بذكر راية النصر والسيف الإسلام سيطعن بالقرآن ويزعم أن هذه الآية جاءت من عند رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم لرفع ابن عمه عليهم ! كما قد قيل ذلك بالفعل دون أن يذكر ذلك بالقرآن الذي يتلى ليل نـهار وذلك عند تفسير قوله تعالى {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِنْ اللَّهِ ذِي
الْمَعَارِجِ}(المعارج/1-3).:
تفسير القرطبي ج18ص278 : " إن السائل هنا هو الحارث بن النعمان الفهري وذلك أنه لما بلغه قول النبي صلى الله عليه وسلم في علي رضي الله عنه من كنت مولاه فعلي مولاه ركب ناقته فجاء حتى أناخ راحلته بالأبطح ثم قال يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلناه منك وأن نصلي خمسا فقبلناه منك ونزكي أموالنا فقبلناه منك وأن نصوم شهر رمضان في كل عام فقبلناه منك وأن
نحج فقبلناه منك ثم لم ترض بهذا حتى فضلت ابن عمك علينا أفهذا شيء منك أم من الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم والله الذي لا إله إلا هو ما هو إلا من الله فولى الحارث وهو يقول اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فامطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فوالله ما وصل إلى ناقته حتى رماه الله بحجر فوقع على دماغه فخرج من دبره فقتله فنزلت سأل سائل بعذاب واقع الآية ".
فهذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد بين ولاية علي عليه السلام بلسانه دون توسط القرآن فاتـهمه هذا المنافق بأن هذا من عند نفسه وليس من الله سبحانه !! فلو جاءت آية بذلك لقيل أنـها من عند غير الله وسيتطرق الطعن للقرآن ككل وهذه طعنه شديدة في صدر الدعوة الإسلامية .
ومن جهة أخرى فإن الله عز وجل ذكر في كتابه الكريم {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}(العنكبوت/2-3). فإن الله عز وجل جعل بيان هذا الأمر على ما فيه من دواعي التكذيب والطعن والحسد والنفاق على عاتق النبي صلى
الله عليه وآله وسلم وهو ابن عم علي عليه السلام وأخيه وزوج ابنته مع شخصية علي الشديدة على المنافقين ، كل هذه الدواعي رتبها الله سبحانه لتكون محل ابتلاء وامتحان للأمة حتى يتضح المنافق ويتميز عن المؤمن الذي يسلم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا يشك فيما يمليه عليهم ، فإن عليا عليه السلام لم يؤيد بمعجزة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي القرآن التي تسلب الألباب فحينها
يكون المنافق في حرية تامة من رد كلام رسول الله الذي وعدم الالتزام به بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا ما حدث فعلا بل وحدث في آخر حياة رسول الله كما في رزية يوم الخميس فإن عمر بن الخطاب رفض أن يؤتى للنبي بكتاب يكتب لهم حتى لا يضلوا من بعده وقال حسبنا كتاب لله ! واتهم النبي بالخرف والهذيان والعياذ بالله كما في صحيح البخاري ، فالمنافق يمكنه أن يرفض كلام رسول الله ويلاجج فيه ، وحديث رسول الله لم يكن كالقرآن مدونا كاملا ولا يقرأ دائما، وعليه يتضح لِمَ كان يمنع عمر بن الخطاب وأبو بكر وعثمان ومعاوية تدويين أحاديث النبي ويعاقبون على من كان يلهج بها دوما لأنها سوف تناقض الواقع الذي هم عليه .
والخلاصة إن الامتحان والابتلاء والحفاظ على القرآن اقتضيا ألا يذكر اسم علي عليه السلام في القرآن صراحة .
ونحن ولله الحمد حيث نسلم للنبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم كما أمرنا الله بالتسليم له {إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}(الأحزاب/56). وأمرنا باتباعه وإطاعته {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}(آل عمران/31-32). فما علينا ألا يأتينا شيء من القرآن بعد أن أتانا قول النبي أن عليا عليه السلام ولي المؤمنين بعده صلى الله عليه وآله وسلم وما هذا بغريب فقد جاء في السنة من لم يذكره الله في القرآن كعدد ركعات الصلاة وغيرها .
بسم الله الرحمن الرحيم .. اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
والغريب عندما يدّعون أنهم يسيرون على هدي السنة والحديث الملفق ( تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله و سنتي ) والسنة ..عمر أول من منع تدوينها .. تناقض !!! يتبعون ما أسقطوه وبدأوا تدوينه بعد مئة عام
شكرا على الموضوع القيّم
انما هي حجة واهية تمسك بها النواصب دفاعا" عن رؤوس النفاق
ولو كان مايدعون من اقرارهم بولاية علي عليه السلام فعلا" لو ذكر اسمه فها هو عليه السلام مشار اليه في العديد من الايات
فضلا" عن ذكر النبي له ووفق الاية ماآتاكم الرسول فخذوه كان عليهم اتباع امر النبي
لكنهم ابو كيف لا وهم لم يؤمنوا بالرسول اصلا"