هي إحدى المشاعر التي ينـزلها الحجاج، ويفيضون إليها من عرفة ليلة العاشر من ذي الحجة فيصلون فيها المغرب والعشاء قصراً وجمعاً، وهي المشعر الحرام الذي ذكره القرآن الكريم بقوله تعالى: {فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام} [البقرة:198]. ومنها يأخذ الحاج الجمار التي يرجمون بها طيلة أيام منى.
تقع في منتصف الطريق الموصل بين منى وعرفات، على بعد نحو 5،5كم من منى.
لقد ذكرت الروايات حدود المزدلفة وهي:
من الشرق: "المأزمان" وهو الطريق بين الجبلين، فهذان الجبلان بينهما مضيق يدلف إلى عرفات.
من الغرب: "محسر" وهو الوادي الذي يفصل المزدلفة عن منى ويبلغ عرضه 27م تقريباً.
من الشمال: جبل "ثبير النصع" ويشرف على المزدلفة من جهة الشمال الشرقي، ويسمى شماله "الأحدب"، ويسمى جنوبه "جبل المرار"، ولا يعرف اليوم اسم ثبير النصع، وإنما يسمى جبل المزدلفة، وهو جبل عال عسر الصعود.
ومن الجنوب: جبل "مكسر" وبعض وادي ضب.
المعـالـم:
تعتبر مزدلفة امتداداً طبيعياً لوادي منى، وليس فيها مبان ثابتة إلا المسجد المقام فوق المشعر الحرام، ويسمى مسجد المزدلفة أسفل المسجد الحرام على يسار الذاهب إلى عرفات، ولا زال معموراً يصلى فيه ليلة الجمعة وفجرها، ومزدلفة كلها مشعر إلا بطن محسر، وهو وادي صغير يأخذ من سفوح جبل ثبير إلى الأثبرة الشرقية، ويدفع إلى عرفة ماراً بالحسينية ليس به زراعة ولا عمران، والمعروف عنه هو أن الحاج يمر فيه في الطريق بين منى ومزدلفة وله علامات منصوبة هنالك، والمراد من الحياض هي وادي محسر، وذكر وجه تسميته بمحسر من التحسير أي الإيقاع في الحسرة أو الأعياء، سمي به لأنه قيل إن أبرهة الحبشي أوقع أصحابه في الحسرة أو الاعياء لما جهدوا أن يتوجهوا إلى الكعبة فلم يفعل.