بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك,,,
السلام على ورثة الانبياء..
السلام على المداد القائم الدائم..
السلام على الفقهاء والعلماء العرفانيين..
السلام على تلك الشموس التي لن تغيب على الرغم من تكاثر الغيوم عليها..
السلام عليك ياسيدي وابن سيدي يامحمد باقر الفالي..
سلام عليكم
ببسم الله الرحمن الرحيم
تصادف هذه الأيام ذكرى ميلاد الإمام الحسن العسكري عليه أفضل الصلاة والسلام في 8 ربيع الثاني ، وبهذه المناسبة تتقدم اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع عليه السلام بأسمى آيات التهاني والتبريكات الى صاحب العصر والزمان الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف والى الأمة الاسلامية والعالم الشيعي والمرجعيات الدينية والحوزات العلمية ونسأل الله سبحانه وتعالى أن
يوفق المؤمنين والعاملين والمخلصين لهذا الامام المعصوم المظلوم بأن يشيدوا مرقده الشريف والمبارك مع مرقد أبيه الإمام علي الهادي وكذلك سرداب غيبة إبنه المهدي بأفضل مما كانت عليه الروضة العسكرية ، وأن يجد أتباع أهل البيت في الإسراع ببناء روضة العسكريين في سامراء حتى يتم إفشال مخططات أعداء الدين والتشيع وأهل البيت من التكفيريين وحلفائهم أتباع النظام البعثي الصدامي البائد والله ولي التوفيق.
**************
إستهدفت الأيدي الآثمة المجرمة الروضة الشريفة للإمامين العسكريين عليهما أفضل الصلاة والسلام بنسفهما بالكامل ونسف أكبر قبة ذهبية في العالم الاسلامي ، كما تسعى قوى التكفير والإرهاب والنفاق وجلاوزة النظام البائد إستهداف سائر المقدسات الاسلامية الشيعية والمراقد المقدسة للأئمة المعصومين في العراق ، بعد التحولات السياسية التي حدثت في عام 2003م بسقوط نظام البعث البائد.
وبعد تلك الجريمة النكراء إتحدت وتكاتفت أيدي أتباع أهل البيت وصممت على بناء العتبات المقدسة في سامرءا بأفضل مما كانت عليه مع حفظ التراث العظيم لهذه للروضة العسكرية التي تبلغ قدمته أكثر من ثلاثمائةعام.
ونحن في ذكرى ميلاد الإمام الحسن العسكري أردنا أن نجدد العهد معه مرة أخرى كما جددنا العهد معه في ذكرى شهادته بكتابة مجموعة من المقالات الصغيرة إحتفاء بذكرى شهادته.
نسبه الشريف:
هو الإمام الحادي عشر والمعصوم الثالث عشر من أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام ، وهو والد الخلف المنتظر المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ، المصباح والنبراس الوضي ، والنور الجلي ، الامام الحسن الزكي المؤتمن ، أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم أجمعين سلام الله.
فنسبه لأبيه هو نسب الأئمة الأطهار الأنوار ، على ما عرفت في سيرة المعصومين المتقدمين ،
صعودا من والده أبي الحسن الثالث ، الإمام العاشر علي الهادي (عليه السلام) حتى ينتهي الى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وزوجته الطاهرة الصديقة فاطمة الزهراء سلام الله تعالى عليهم.
أما أمه فهي أم ولد تسمى شكل النوييه ، ويقال سوسن المغربية ، ويقال منغوسة ، وحديثة ، ووحديث ، وحربية ، وريحانة ، وغزال المغربية ، وسليل وهذا هو الأصح. وكان زوجها الإمام الهادي (عليه السلام) يقول في حقها أنها (عليه السلام) مسلولة من الآفات والعاهات والأرجاس والنجاس ، وقد كانت جليلة جدا ، وكانت من العارفات الصالحات.
مولده الشريف:
ولد الإمام العسكري (عليه السلام) في سامراء على قول ، والصحيح أن ولادته كانت بالمدينة المنورة ، ليوم الجمعة الثامن من شهر ربيع الثاني من سنة إثنين وثلاثين ومائتين للهجرة الشريفة ، وهذا – نعني العاشر من شهر ربيع الثاني – مختار الشيخ الكفعمي والسيد بن طاووس والشيخين (المفيد والطوسي والشيخ الملكي التبريزي ، والشيخ عباس القمي).
نعم هناك رواية تقول بأنه ولادته (عليه السلام) يوم العاشر من شهر ربيع الثاني ، لكنها غير ناهضة في قبال هذه الرواية لكون هذه الرواية هي المشهورة عند غير الإمامية ، وإن كان هناك من يقول بها من الإمامية كالشيخ الطوسي ، والشيخ المجلسي ، وكذلك فإن ليلة الثامن من شهر ربيع الثاني تصادف ذكرى إستشهاد الصديقة الزهراء (عليه السلام) على رواية قبضت بعد إستشهاد والدها بعد أربعين يوما ، فلا يليق القيام بذكرى المولد في قبال الإستشهاد ، ورواية الأربعين يوما معتبرة ، ونحن الشيعة الإمامية نأخذ عشرة الفاطمية الأولى بالعمل بهذه الرواية وبالرواية الثانية التي هي الفاطمية الثانية.
ولد الإمام الحسن العسكري عليه السلام في 8 ربيع الثاني سنة 232هـ ، في المدينة المنورة وكما ذكرنا هناك أقوال أخرى في ولادته. وقد نشأ على يد أبيه الإمام الهادي الذي عرف بالعلم والزهد والجهاد والعمل ، فإكتسب منه عليه السلام روح الإيمان ومكارم الأخلاق
إسمه وكنيته ولقبه:
هو الإمام الحسن إبن الإمام علي الهادي – عليهما السلام- يكنى أبومحمد ، ولقبه العسكري لأنه كان يسكن محلة تعرف بـ(العسكر) ، وله ألقاب أخرى.
سيرته ومناقبه:
نكتفي في هذا المجال بنقل خلاصة ما قاله فيه أحد خصومه حيث يقول: ما رأيت ولا عرفت من العلوية مثل الحسن العسكري ولا سمعت به في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته والسلطان وجميع بني هاشم ، وما سألت أحدا من خاصته أو من سائر الناس الا وجدته عندهم في غاية الإجلال والإعظام ، ولم أر له وليا ولا عدوا إلا وهو يحسن القول فيه والثناء عليه.
وفي ذكرى ميلاده الكريم ومظلوميته التاريخية في عصرنا الحاضر حيث قامت قوى البغي والشر والضلالة بنسف روضته المباركة
مع أبيه الإمام الهادي عليهما السلام في سامراء ، نريد أن نتطرق الى حياته ومناقبه وفضائله حتى نبقي على وجوده المبارك حيا ، ونجدد العهد معه ومع أبيه وخليفته الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف الذي نبارك له ميلاد أبيه ونعاهده على السير قدما على طريقهم ومنهجهم وهداهم وسيرتهم ونواليهم ونتبرأ الى الله من أعدائهم ونكون سلما لمن سالمهم وحربا لمن حاربهم الى يوم القيامة.
واليك أيها القارىء الكريم أهم مناقبه وفضائله وعلمه عليه السلام.
لقد عاش الإمام العسكري عليه السلام في القرن الثالث الهجري وهو قرن كانت المدارس الفكرية قد إكتملت فيه شخصيتها ، خصوصا في مجال الفقه ومذاهبه والتفسير والكلام وأصول الفقه والفلسفة والحديث وغيرها. وقد تحددت معالم مدرسة أهل البيت (عليه السلام) من خلال النشاطات العلمية للإمام العسكري إذا قام عليه السلام
بإعداد ثلة من الرواة والتلاميذ ، وما قام به من مراسلات ومحاورات وأجوبة على المسائل المختلفة ، وما روي من أحاديث ، وبث من علوم ومعارف ، فقد نقلت عنه صلوات الله وسلامه عليه ذلك كتب الأحاديث والتفسير والمناظرة وعلم الكلام وغيرها.
في الحلقة القادمة سوف نتطرق الى حياة الإمام الحسن العسكري من زاوية أخرى ، والله ولي التوفيق