كتاب (لماذا المسير لمرقد السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس)
بتاريخ : 11-10-2012 الساعة : 11:40 PM
بحث جديد بين فيه الكاتب الاستاذ علي الزيدي الفوائد والعبر من وراء ذلك المسير باسلوب موضوعي رصين
وبيان علمي واضح . قد أغنى فيه المطلب بالعبارة الواضحة والإشارة النافعة .
مرورك الكريم اخي الفاضل اسعدني
فقليل ما نجد المنصف
فالعراق استحال جل اقلامه ابواق تصدح
بثقافة التخوين والتكفير
وقد تزداد الامور سوء عند الكلام في علوم الفقه وشرعة
نجد غريب الفهم وعجيب الوصف فانا لله وانا اليه راجعون
قال الشهيد الصدر الثاني في كتاب المنهاج ج3
[مسألة 48] يحرم حفض كتب الضلال وقراءتها مع احتمال ترتب الضلال على نفسه أو على غيره. فلو امن من ذلك، أو كانت هناك مصلحة أهم جاز. وإذا أحرز المكلف كونها سببا لمفسدة دينية، وجب عليه إتلافها. وكذا يحرم بيعها وشراؤها وثمنها سحت. ما لم يكن البيع من يطمئن من نتائجها لديه. لا يختلف في ذلك الكتب الدينية الباطلة وغير الدينية، القديمة منها والحديثة, بل يكفي صدق العنوان ولو مع وجود بعض التشكيكات فيه وعدم استطاعة عامة المجتمع الجواب عليه.
لماذا المسير إلى مرقد السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره
الكاتب: الأستاذ علي الزيدي المصدر: شبكة ومنتديات جامع الائمة عليهم السلام الثقافية القسم: دروس في بيانات وخطب سماحة السيد القائد مقتدى الصدر (اعزه الله) التاريخ: 2012/09/18 المشاهدات: 573
مفاتيح البحث: الزيدي، السيد، الصدر، المسير، علي، لماذا، محمد
بحث جديد بين فيه الكاتب الاستاذ علي الزيدي الفوائد والعبر من وراء ذلك المسير باسلوب موضوعي رصين وبيان علمي واضح . قد أغنى فيه المطلب بالعبارة الواضحة والإشارة النافعة .
لماذا المسير
ما أن أمر السيد القائد مقتدى الصدر بالمسير إلى مرقد السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره وجعله انطلاقة لغفران الذنوب نتيجة ما حمّلّنا أنفسنا من تبعات التقصير بالمنهج الإيماني الصحيح الذي أراده منّا السيد الشهيد ، مضافاً إلى إيجاد وإبراز سمات إيمانية جديدة يتم من خلالها إيصال العديد من الرسائل والصور التي تجعل من الطاغوت وأذنابه في حيرة وذهول تجاه قادة الإسلام الحقيقيين وأتباعهم المخلصين ، بحيث يجعلهم يعيشون في حالة من الرعب والخوف لا تخفيها ضحكاتهم الشيطانية ، ولا ما يبرزونه من أفعال وأقوال يحاولون من خلالها تجاهل ذلك الخطر الإيماني الكبير .
والغريب في الأمر ليس ذلك ، لأن هذا السلوك هو طبعهم وديدنهم منذ أن وجدوا على سطح الأرض .
الشيء الغريب هو ما واجهه هذا الأمر من بعض رجال الدين والمحسوبين على المذهب وما أثاروه من اعتراضات وتساؤلات على
نحو التهكم والاستهزاء ، لا على نحو الكشف عن منافع ذلك الأمر والأسباب التي دعت إليه .
وهم يريدون بذلك التقليل من أهمية هذا الأمر وإثارة الشبهات حوله ، ويحاولون أن يظهروا بذلك حرصهم على الدين وشعائره المقدسة ، كما فعل أسلافهم فيما سبق من إثارة الشكوك والشبهات حول كل أمر يظهره الرسول أو الإمام أو ما بدر من المصلحين الإلهيين بهذا الاتجاه ، فتجدهم يثيرون الشبهات وهم ضمن مواقعهم ومراكزهم الدينية والاجتماعية ، والمؤسف في الأمر هناك من يسمع لقولهم ، وينحدر بمنحدرهم من دون أن يتروى ويتأنى في اتخاذ الموقف الذي ينجيه من التساؤل في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون وتنقطع فيه السبل .
ولذلك كثرت الفتن وتفرقنا عن هدفنا ومنهجنا وطمع بنا الأعداء حتى صار ذلك طبعاً فينا نحن المسلمون ، فهناك من يريد الإصلاح وهناك من يضاده ، ويحاول هدم ما يريد بناءه المصلح .
والنتيجة في هذا المسير أن ينجو من ينجو عن بينة ويهلك من يهلك عن بينة ، إلى أن يظهر الإمام المهدي عليه السلام ليقصم ظهر ذلك النفاق وأهله .
وهم بذلك يتناسون بأن لله تعالى رجال في كل زمان يحيون أمره ويعلون ذكره بهمة لا تدانيها الهمم ، وبإصرار يحنو له هام الوجود تعجباً ، فلا تثنيهم أقوال المرجفين عمّا أقدموا عليه ، فهمتهم العالية تُظهِر لهم أفعالاً وأقوالاً لا يتحملها إلا من امتحن الله قلبه للإيمان ، ونزلت على روحه آلاء الرحمن ، فهم بذلك شمّوا روح وريحان نتائج الأفعال قبل أوانها وساروا بدروب الله فكانت كلمات قادتهم قناديلها .
والآن لا نريد أن نطيل بالمقدمة فهناك عدة فوائد وعلل لهذا المسير المبارك سنذكر البعض منها بعون الله تعالى عسى أن يكون فيها
توفيقاً لإقناع البعض ممن لم يروق لهم هذا الأمر ، ولتكون في نفس
الوقت عامل همة وإنارة بشكل أكبر للذين ساروا وعاهدوا سيدهم ومرجعهم في السير على خطاه ومنهجه .
عموماً فإن هذه النقاط التي سنذكرها قد يكون البعض منها متداخلاً ومتشابهاً من بعض الوجوه ، ورأيت في ذلك نفعاً ومصلحة للقارئ نفسه ، لأن لكل قارئ ذوق ونفس في القراءة ، والرؤية قد تختلف من فرد لآخر .
وقبل ذكر هذه النقاط والفوائد أود ذكر الفضل والثواب من السير إلى السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الذي بينه السيد القائد مقتدى الصدر في أحد الاستفتاءات لزيادة الخير والبركة .
والآن لنأت إلى ذكر الفوائد فنذكر منها ما يلي :
أولاً :
إن في ذلك الأمر نصرة للدين والمذهب من عدة وجوه منها :
أ – إن الدين الإسلامي وعلى طول خط وجوده المبارك ، قد أعطى التضحيات الجسام ، واحدة تلو الأخرى ، ولا يمكن لهذا الخط أن يتوقف إلى أن يتحقق العدل الكامل في ربوع البشرية .
وما المسير إلى قبر السيد الشهيد إلّا إحضار هذا الأمر أمام أعين الظلمة ، وتذكير الطواغيت أنهم مهما حاولوا وبذلوا من مجهود لتغيير هذه السنّة فإنهم لن يستطيعوا .
وها نحن نبصم لهم بأن طريق الشهادة هو طريق الحق الذي لن نفارقه وسنبقى عليه عاكفين .
ب- إن المسير إلى قبر السيد الشهيد قدس سره فيه هيبة وعزة لمراجع الدين أنفسهم .
فإن الـعدو إذا مـا رأى هـذا الـفعل من المـلايين الـزاحفة وفــاءاً
وتخليداً لمرجع ناطق من مراجعها المخلصين ، فهذا دليل على تمسك الشيعة العميق بقادتهم ومراجعهم ، وأنهم حتى بعد رحيلهم عن الدنيا بقوا حاضرين في قلوبهم ، مما يسبب هذا الأمر إلى دخول الرعب في قلوب أعداء الدين لما يرون من الإخلاص والطاعة للرموز الدينية .
ج- إن في المسير إلى قبر السيد الشهيد قدس سره إعطاء إشارة ودلالة إلى أعداء الدين والمذهب ، بأن إخلاصنا لمرجع من مراجع الله الناطقين بهذه الصورة المشرقة ، فكيف يا ترى سوف يكون إخلاصنا وتوجهنا الى إمامنا المهدي عليه السلام يوم ظهوره المبارك .
وبالتالي سيكون ذلك نقطة ضغط تهز عروش الظالمين ، لن يهدأ لهم بال معها .
ثانياً :
إن في كل خطوة من خطوات المسير إلى مرقد السيد الشهيد قدس سره تحدٍ ومـواجهة للطاغوت واغـاضة له ، مـادامت الأقـدام تعـلو
وتهبط ، وهـي متوجهة لـرمز من رموز الـدين العالين ، وكما قال الله
فمن هذا الجانب لا نحتاج إلى مزيد من الجهد لكي نتيقن بأن الطاغوت وأعوانه لن يرضوا بذلك المسير ، لأنه يذكرهم بانتصار العزيمة والإرادة الحرة على اعتى طاغوت صنعته اليد الامريكية والاسرائيلية لمواجهة أولياء الله .
ثالثاً :
إن في هذا المسير فُتِحَ بابٌ من أبواب الطاعة ، وزيادة في أسبابها ودوافعها ، لم يكن سابقاً موجوداً ، وفي ذلك زيادة في العطاء الإلهي ، وإيجاد ساحة استحقاق جديدة لم نكن مؤهلين فيما مضى لتلقي فيوضاتها النورانية ومزاياها التكميلية ، وكلنا يعرف بان هناك في الشريعة محرمات وواجبات ، يقف الفرد عندها ، وتحدد هويته من خلال الإتيان بها والامتناع عنها .
إلّا أن الأمر لا يقف عند ذلك ، فهناك باب المستحبات وباب المكروهات ، وهي أوسع باباً من الواجبات والمحرمات .
بل نستطيع القول بأنها تزداد وتتفتح مع كل اشراقة للشمس ومغيب وما بينهما .
وبالمستحبات وترك المكروهات يعلو الفرد ويسمو لآفاق جديدة من العطاء الإلهي الغير محدود .
وليكن المسير فرداً من أفراد المستحبات الكثيرة التي نستطيع بالإتيان بها أن نعتلي عتبة من عتبات التكامل والتوفيق .
رابعاً :
إن الله تعالى جعل عجلة الاختبار والتمحيص في حركة دائمة ، وباتجاهات مختلفة يصعب في الكثير من الأحيان التكهن والتنبؤ بمستوياتها .
إلّا أن المهم من ذلك هو حذر الفرد الشديد والتهيؤ المستمر لمواجهة ما تفرزه من مواقف ، على الفرد أن يكون له تكليف تجاهها ،
ومن هذه الاختبارات ليكن اختبار المسير إلى مرقد السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره .
خامساً :
ضمن نظام العلة والمعلول فإن هناك أشياء حتى توجد يجب أن يكون لها علة توجدها ، ومتى ما فقدت العلة فقد المعلول ، وضمن نظام المسير التكاملي للمؤمنين وبحسب التزامهم بنظام إتباع أمناء الدين والمذهب الذين فهموا مراد الأئمة عليهم السلام من خلال أقوالهم وأفعالهم وكل ما صدر عنهم ، فإن ذلك الإتباع الصحيح يلزم في كل مرحلة من مراحله إعطاء هبات ونفحات تناسب كل مقام ، أو قل كل بحسب عطائه وبحسب الطاعة المتمثلة لديه .
وعندما وصل الأمر للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره وشروعه بتولي مسؤولية المرجعية وقيادة الأمة بالاتجاه الصحيح ، وضمن مرحلة من مراحل التاريخ الخطيرة التي يندر فيها التحرك الإيماني بوجه وملامح علنية ، دون أن يبالي بالخطر المحدق به .
وبعد استشهاده قدس سره أراد الله تعالى أن يجعل له شأناً عالياً ومميزاً من بين علماء الشيعة ومراجعهم ، فكان له مرقداً وضريحاً يزار صباحاً ومساء من قبل المؤمنين للتبرك وقبول الدعاء في حضرته ، ومن ثم كان هناك عطاءاً آخر أراد الله تعالى أن يكرَّم به السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره ، ويكرم به المؤمنين ، وهو أمر المسير إلى قبره الشريف على الأقدام لتكون شعيرة من شعائر الله تعالى لكي يستحقوا من خلال تنفيذها عطاءاً وهباتاً لا يمكن أن تتنزل لهم لولا ذلك .
وبذلك أصبح المسير علة وشرطاً تاماً متى ما طبق من قبل المؤمنين سيكون نتاجه ومعلوليته هو العطاء الإلهي المذخور لمثل هكذا استجابة .
سادساً :
من الأمور التي تدل على الوفاء لجهة القيادة في حياتها وبعد استشهادها ، هو الثبات على المنهج الذي أرادته وحيَتْ واستشهدت من اجله ، فأمر المسير إلى مرقد السيد الشهيد قدس سره فيه دلالة على أمرين مهمين :
الأول : تأكيد الثبات على المنهج الذي أراد استمراريته إلى ما بعد الشهادة .
الثاني : كما قلنا هو تقديم شيء من التضحية البسيطة مقابل التضحيات العظام التي قدمها السيد الشهيد قدس سره للدين والمذهب .
فهذان الأمران لا يمكن لأي فرد أن ينكر ما سيدخلانه من السرور والارتياح الذي يشعر به السيد الشهيد قدس سره وهو في عليائه ، وبالتالي فإن هذا الأمر سيسر المعصومين سلام الله عليهم ، مما يؤدي بالتالي إلى أن يفتخروا بهذا العالم الشهيد وبوفاء أنصاره إليه
أمام الملأ المسلم وأمام الأمم الأخرى دالاً على أن ما يريده الله تعالى في أرضه لا يمكن لأحد أن يصده ، وها هو صوت الإيمان في كل زمان له رجال وأنصار يحيونه ويحيون به .
سابعاً :
في النقطة الثالثة قلنا أن هذا المسير قد فتح باباً جديداً من أبواب الطاعة ، وهنا في هذه النقطة نقول أن هذا المسير قد فتح لنا باباً جديداً زاد في المساحة التي يبحث من خلالها الفرد المؤمن عن قبول توبته وتجديد عهداً صادقاً أمام الله تعالى بعدم العود لارتكاب الذنوب والتقصير في أوامر الله تعالى .
ونستطيع أن نوضح هذا الأمر بالشكل التالي :
يمكن لنا أن نقسم كيفية تعامل المجتمع مع مرجعية السيد الشهيد قدس سره بالشكل الآتي :
أولاً : المؤمنون الذين توجهوا نحو مرجعية السيد الشهيد قدس سره بصدق وبإخلاص قد يندر وجوده في الأزمنة الغابرة .
ثانياً : صنف كان ميال إلى مرجعية السيد الشهيد قدس سره لكن بقي كالواقف على التل يراقب ما ستفرزه له الأحداث ، وخصوصاً إنها كانت أحداثاً ساخنة للغاية .
ثالثاً : صنف كان لا يعجبه هذا التحرك المرجعي ولذلك أظهر العداء بشكل واضح .
وهذا التقسيم طبعاً يخص جانب المؤمنين ومن يدّعون جانب الإيمان دون التعرض للجهات الأخرى .
فأما بالنسبة للقسم الأول : فإن هذا المسير يمثل لهم إكمال ما قد قصروا فيه أثناء حياة السيد الشهيد قدس سره والتركيز على الجوانب الإيمانية ونموها واستمرارها .
أما بالنسبة للقسم الثاني : فيمكن أن يكون المسير لهم لإظهار الندم والتوبة واعتبار عدم توجههم للسيد الشهيد ذنباً كبيراً لا يمكن تجاهله ، ولذلك جعلوا من خطوات هذا المسير استغاثة وصرخة اضطرار، للخروج من نار الذنب والدخول بأمان الله ،بعد الالتحاق
بالخط الذي أوجده السيد الشهيد قدس سره واستمر بعد حياته يواجه الشيطان .
أما بالنسبة للقسم الثالث فسيكون ضمن حالتين :
الحالة الأولى : أما أن تتحرك عنده الجنبة الإنسانية ويصرخ ضميره في عقله ويشعر بخطئه .
الحالة الثانية : أن يبقى غارقاً في ظلمات نفسه وعاشقاً لهواه ، فلا يرى من شمس الحقيقة بصيص ، ويبقى يختلق الأعذار ويبحث عن مبررات ليشعر الآخرين بأنه على صواب في كل ما صدر منه .
ثامناً :
إن في أمر المسير خطوة عملية لترك الدنيا وهو مصداق من المصاديق العالية لذلك ، فالمسير على كل حال يحتاج إلى يومين في أقل التقادير بالنسبة للوضع الطبيعي ، ولا يخفى ما في ذلك من ترك المصالح الدنيوية والجهد والعناء البدني .
تاسعاً :
إن الإنسان في كثير من الأحيان وهو في مسيره الوجودي قد ينشغل بهموم وقضايا عائلية واجتماعية أو ما شابه ذلك ، فلكي لا ينسحب ويغرق في هذه الدوامة سوف يكون له المسير نقطة ضوء ولحظة مراجعة للذات والرجوع إلى ذكر الله والاطمئنان به .
عاشراً :
كلنا يعرف بأن المسير ولعدة أيام هو من الأمور الشاقة التي امتاز وتدرب عليها المؤمنون الشيعة أكثر من غيرهم .
وقد ظهر هذا الأمر وتبين بشكل واضح في المسير إلى قبر سيد الشهداء الحسين عليه السلام ، وقدّم الشيعة الكثير من التضحيات في هذا الطريق ، ولا يخفى ما لهذا الأمر من تدريب وإعداد للمؤمنين لمواجهة الصعاب ، وبذل الغالي والنفيس من اجل مبادئ أهل البيت عليهم السلام وإحياء أمرهم .
إذا كان هذا الأمر يحدث في المسير لمرة واحدة في السنة ، فياترى كـيف سيكون الأمر في جانبه المعنوي والإيماني إذا ما تكرر لمرتين أو
ثلاث مرات أو أكثر ، وهذا ما حدث فعلاً عندما أمر السيد الشهيد قدس سره بالمسير إلى الإمام الحسين عليه السلام يوم ولادة الإمام المهدي عليه السلام في الخامس عشر من شعبان ، وكذلك أمر السيد القائد مقتدى الصدر بالمسير إلى قبر السيد الشهيد قدس سره .
وبذلك أصبح لدينا في العام بدل المسير الواحد ثلاثة ، مضافاً إلى المسيرات الأخرى للمعصومين سلام الله عليهم التي تبرز من قبل البعض من المؤمنين .
وبذلك يتضح أمر مهم لا يمكن تجاهله وهو زيادة في التدريب والتمرس على تحمل الصعاب لمواجهة الأخطار المحدقة بالإسلام ، وخصوصاً إن عدونا يقظ وجاد ومجتهد في العمل من أجل القضاء على الإسلام وأهله ، وذلك بمواجهة الإمام المهدي عليه السلام ، وعرقلته بشتى الوسائل .
فهل يعقل منّا اللين والسكون والراحة في مقابل ذلك ؟! . وخـصوصاً أننا نعلم بأن السلاح الذي نستطيع أن نواجههم به هو
سلاح الصبر والإيمان وتحمل الصعاب كما قال السيد الشهيد قدس سره : ( هم عندهم المال والسلاح ونحن عندنا الله ) .
ويمكن ملاحظة أثر التدريب والممارسة عملياً في حياتنا اليومية ، فأنه من الواضح إن التدريب والتمرن على شيء لمرة واحدة لا يعطي أثره كما لو أن الفرد قد تدرب وتمرن عليه لعدة مرات ، فإن أثره سيكون أشد ونجاحه أوكد .
الحادي عشر :
في المسير الإيماني الطويل الذي عاشته البشرية الكثير من الأمور التي كانت تصدر من القادة الإلهيين سواءاً الأنبياء منهم أو الأولياء والصالحين ، تكون في حينها غريبة بعض الشيء بل قد تصل في بعض الأحيان إلى أنها مخالفة للعقل والعرف الاجتماعي العام ، ولذلك في الغالب كانت تواجه بالمعارضة والاستهزاء ، إلى أن تظهر لهم الحكمة من ورائها بعد حين .
فعلى سبيل المثال أمر نوح عليه السلام ببناء السفينة مع عدم وجود أي معلم يدل على الاحتياج إليها .
وكذلك أمر طالوت لأصحابه بعدم شرب الماء مع وجود النهر وشدة التعب والإرهاق والعطش على أصحابه ، أو حتى أفعال العبد الصالح مع موسى عليه السلام بالرغم من أنها كانت أفعالاً بظاهرها معادية للإنسانية بشكلها العام .
فخرق السفينة ، وقتل الطفل ، وبناء الجدار لأناس لا يستحقون ذلك ، كلها أمور يرفضها المجتمع الإنساني ولا يتقبلها بوجه .
ولكن العجيب في ذلك كله إن الحكمة قد ظهرت فيما وراء تلك الأفعال ، وما ذلك إلّا لضيق أفق عقل الإنسان ، وانه مهما أوتي من العلم والنباهة والحكمة فإن الأشياء بجانبها الظاهري وحده لا تقاس ولا يحكم عليها .
بل نحتاج في الكثير منها إلى التأني في إصدار الأحكام والصبر على نهايات الأمور فلعل الخير كل الخير في نهاياتها .
ولا تعرف النتائج ولا يكتب النجاح والفشل إلا بالخواتيم .
ولعل هذا الأمر بالمسير إلى قبر السيد الشهيد قدس سره فيه منحى من هذه المناحي الإلهية التي قد خفيت علينا نتائجها في المستقبل ، وحينئذ فما علينا إلّا أن نمتثل هذا الأمر حتى لا يكون بعد حين حسرة علينا يصعب إطفاءها وتداويها .
الثاني عشر :
نحن الآن نمر في مرحلة حرجة جداً من مراحل التاريخ التي يعيشها المجتمع الإنساني ، وخصوصاً في بلدنا العراق الجريح ، فقد تكالبت عليه قوى الشر والظلام وحكموا وتسلطوا على هذا البلد بإسم الديمقراطية ، وجعلوا لذلك أدوات تنفذ مآربهم ومخططاتهم .
وقد فشل الكثير من أبناء هذا البلد بعدما انطلت عليهم تلك الأكاذيب والألاعيب فانخدعوا وظنوا أن سعادتهم سوف تكون على أيدي هؤلاء القتلة وأذنابهم من الذين يدّعون انتمائهم للإسلام وأهله ، فاخذوا يسيرون بسيرهم ويعملون لما يريد الحاكم من مسخ لهوية الإسلام والقبول بصور التميع والخلاعة ، والسكوت على الـظلم والـقبول بثقـافة عـدم المـواجهة للـطاغوت ، وعـدم المـطـالبة
بحقوقهم المسلوبة والمنتهبة من قبل اولئك الذين تنصّبوا علينا بإسم الديمقراطية .
ولذلك عاش الكثير تحت هوية هذا الستار المظلم من السكوت والخنوع والرضا بالذل والهوان .
ولكي يتميز المؤمن الحقيقي من المؤمن المزيف ، وحتى لا يكتب المؤمنين من الغافلين والراضين بذلك فتمسهم النار ، كان هذا الأمر بالمسير إلى قبر السيد الشهيد قدس سره ، ليكون الرفض القاطع لكل ظلم وظالم ، وليفهِّم هذا المسير جميع الخانعين والساكتين بأنهم على وهم وعليهم أن يتيقظوا ويشعروا بمسؤوليتهم أمام الله ورسوله والمؤمنين . فما أعظم أن تُشعِر الظالم بأنه واهم وأنه لا يستطيع خداع المؤمنين مهما حاول من تزييف الحقائق وتغيير الأطر ، فلا الديمقراطية المزيفة تخـدعهم ، ولا جلابيب الدنيا المزخرفة تبهرهم ، فإن عيونهم لا ترى إلا الإيمان وأهله ، ولا أقدامهم تسير إلا لأصحاب الحق وأهله .
* * * * * * *
- فهنيئاً لكم يا أخوتي يامن ساهمتم في هذا المسير المبارك .
- هنيئاً لكم شعوركم بالمسؤولية وإخلاصكم لقائدكم .
- هنيئاً لكم يقظتكم ونباهتكم .
- هنيئاً لكم رفضكم للظلم والظالمين .
- هنيئاً لكم لإبتعادكم عن الدنيا وزينتها .
- هنيئاً لكم تدريبكم واستعدادكم لاستقبال إمامكم المهدي عليه السلام .
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
وعجل فرجهم والعن عدوهم
علي الزيدي
28 شوال 1433 هـ
ملاحظة : لا نجيز النشر والنقل الا بعد ذكر المصدر!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
قال الشهيد الصدر الثاني في كتاب المنهاج ج3
[مسألة 48] يحرم حفض كتب الضلال وقراءتها مع احتمال ترتب الضلال على نفسه أو على غيره. فلو امن من ذلك، أو كانت هناك مصلحة أهم جاز. وإذا أحرز المكلف كونها سببا لمفسدة دينية، وجب عليه إتلافها. وكذا يحرم بيعها وشراؤها وثمنها سحت. ما لم يكن البيع من يطمئن من نتائجها لديه. لا يختلف في ذلك الكتب الدينية الباطلة وغير الدينية، القديمة منها والحديثة, بل يكفي صدق العنوان ولو مع وجود بعض التشكيكات فيه وعدم استطاعة عامة المجتمع الجواب عليه.
ان من اخطر ما افرزه الفكر الاستعماري الحديث هو سلاح الدين ضد الدين
وهو امر مركزي في الاعتداء على ابي عبد الله الحسين عليه السلام
بعد ان استخدم فقهاء السلاطين شرع محمد لحرب محمد على محمد واله افضل الصلاة والسلام
سبحان مسبب الاسباب
اننا نعيش عصر الاعتراض لمجرد الاعتراض
والا فان اقبال على طاعة لله في امر مستحب او اواجب او غيرها
الله عز وجل يوجب النتيجه الحسنه لهاكذا عمل
وانما الاستاذ فصل عمل المسير بوصفه طاعة لله عز وجل
فان نصرة اعلامنا الاعلام هو نصره لله جل جلاله
والله وعد بالنصر (ان تنصروا الله ينصركم )