في البحار عن محمد بن صدقة سأل أبو ذر الغفاري سلمان الفارسي (رحمه الله) وقال: يا أبا عبد الله ما معرفة أمير المؤمنين (عليه السلام) بالنورانية؟ قال جندب: فامض بنا حتى نسأله عن ذلك. قال: فأتينا فلم نجده فانتظرناه حتى جاء. قال صلوات الله عليه: ما جاء بكما؟ قالا: جئناك يا أمير المؤمنين نسألك عن معرفتك بالنورانية.
*
قال (عليه السلام): مرحبا بكما من وليين متعاهدين لدينه لستما بمقصرين، لعمري إن ذلك الواجب على كل مؤمن ومؤمنة. ثم قال: يا سلمان ويا جندب. قالا: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: إنه لا يستكمل أحد الإيمان حتى يعرفني كنه معرفتي بالنورانية فإذا عرفني بهذه المعرفة فقد امتحن الله قلبه للإيمان وشرح صدره للإسلام وصار عارفا مستبصرا، ومن قصر عن معرفة ذلك فهو شاك ومرتاب.
يا سلمان ويا جندب قالا: لبيك يا أمير المؤمنين، قال (عليه السلام): معرفتي بالنورانية معرفة الله عز وجل ومعرفة الله عز وجل معرفتي بالنورانية وهو الدين الخالص الذي قال الله تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيامة)(1) يقول: ما أمروا إلا بنبوة محمد (صلى الله عليه وآله) وهو الدين الحنفية المحمدية السمحة، وقوله: (ويقيموا الصلاة) فمن أقام ولايتي فقد أقام الصلاة، وإقامة ولايتي صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان، فالملك إذا لم يكن مقربا لم يحتمله والنبي إذا لم يكن مرسلا لم يحتمله والمؤمن إذا لم يكن ممتحنا لم يحتمله.
قلت: يا أمير المؤمنين من المؤمن؟ وما نهايته؟ وما حده حتى أعرفه؟ قال: يا أبا عبد الله. قلت: لبيك يا أخا رسول الله. قال: المؤمن الممتحن هو الذي لا يرد من أمرنا إليه شئ إلا شرح صدره لقبوله ولم يشك ولم يرتد.
*إعلم يا أبا ذر: أنا عبد الله عز وجل وخليفته على عباده لا تجعلونا أربابا وقولوا في فضلنا ما شئتم ، فإنكم لم تبلغوا كنه ما فينا ولا نهايته.
*فإن الله عز وجل قد أعطانا أكبر وأعظم مما يصفه واصفكم أو يخطر على قلب أحدكم، إذا عرفتمونا هكذا فأنتم المؤمنون.
*قال سلمان: قلت: يا أخا رسول الله ومن أقام الصلاة أقام ولايتك؟ قال: نعم يا سلمان تصديق ذلك قوله تعالى في الكتاب العزيز (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين)(2)
*فالصبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)
*والصلاة إقامة ولايتي
*فمنها قال الله تعالى (وإنها لكبيرة) ولم يقل وإنهما لكبيرة لأن الولاية كبير حملها على الخاشعين، والخاشعون هم الشيعة المستبصرون بفضلي لأن أهل الأقاويل من المرجئة والقدرية والخوارج وغيرهم من الناصبية يقرون لمحمد (صلى الله عليه وآله) ليس بينهم خلاف، وهم مختلفون في ولايتي منكرون لذلك جاحدون بها إلا القليل، وهم الذين وصفهم الله في كتابه العزيز فقال (وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين).*
************ انتهى *************
اقول :*
إنه لا يستكمل أحد الإيمان حتى يعرفني كنه معرفتي بالنورانية فإذا عرفني بهذه المعرفة فقد امتحن الله قلبه للإيمان وشرح صدره للإسلام وصار عارفا مستبصرا، ومن قصر عن معرفة ذلك فهو شاك ومرتاب.
اي : أستكمال الايمان = كنه معرفة الامام ع بالنورانية*
كنه معرفة الامام ع بالنورانية = المؤمن الممتحن قلبه للإيمان
المؤمن الممتحن قلبه للإيمان = العارف المستبصر*
الغير العارف المستبصر = الشاك المرتاب*
نكمل مع الرواية ونقتبس التالي :
يا سلمان ويا جندب قالا: لبيك يا أمير المؤمنين، قال (عليه السلام): معرفتي بالنورانية معرفة الله عز وجل ومعرفة الله عز وجل معرفتي بالنورانية وهو الدين الخالص الذي قال الله تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيامة)(1) يقول: ما أمروا إلا بنبوة محمد (صلى الله عليه وآله) وهو الدين الحنفية المحمدية السمحة، وقوله: (ويقيموا الصلاة) فمن أقام ولايتي فقد أقام الصلاة، وإقامة ولايتي صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان، فالملك إذا لم يكن مقربا لم يحتمله والنبي إذا لم يكن مرسلا لم يحتمله والمؤمن إذا لم يكن ممتحنا لم يحتمله.
*
يكمل الامام امير المؤمنين ع بيان مقام وحقيقة المعرفة النورانية للامامة .
معرفة الامام ع بحقيقته النورانية = معرفة الله عز وجل
معرفة الله عز وجل = معرفة الامام ع بحقيقته النورانية*
معرفة الامام ع بحقيقته النوارنية = الدين الخالص
الدين الخالص = ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذالك دين القيمة*
ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذالك دين القيمة = الايمان بنبوة محمد ص وولاية علي ع ( ولاية الامام ع )
ولاية علي ع ( ولاية الامام الحق ) = إقامة الصلاة*
نكمل الحديث ونقتبس التالي :
قلت: يا أمير المؤمنين من المؤمن؟ وما نهايته؟ وما حده حتى أعرفه؟ قال: يا أبا عبد الله. قلت: لبيك يا أخا رسول الله. قال: المؤمن الممتحن هو الذي لا يرد من أمرنا إليه شئ إلا شرح صدره لقبوله ولم يشك ولم يرتد.
*اقول : بعد ان وقع على قلب ابي ذر ( جندب ) رضي الله عنه مقام المؤمن الممتحن وضرورة هذه المرتبة للوصول الى المعرفة النورانية للامام ع ، سال سؤاله من المؤمن .... الخ ،،، ومنه نستحصل :
( المؤمن الممتحن = العارف المستبصر ) = الذي لا يرد من أمرنا اليه شيئ إلا شرح صدره لقبوله ولم يشك ولم يرتد*
نكمل الرواية ونقتبس التالي :
إعلم يا أبا ذر: أنا عبد الله عز وجل وخليفته على عباده لا تجعلونا أربابا وقولوا في فضلنا ما شئتم
فإنكم لم تبلغوا كنه ما فينا ولا نهايته.
فإن الله عز وجل قد أعطانا أكبر وأعظم مما يصفه واصفكم أو يخطر على قلب أحدكم، إذا عرفتمونا هكذا فأنتم المؤمنون
اقول : بعد ان بين الامام امير المؤمنين ع من هو المؤمن العارف المستبصر الممتحن قلبه للايمان .*
فانه وجه كلامه لابي ذر ليبين بشكل اوضح وادق حقيقة المؤمن الممتحن ( الذي لا يرد من امر ال البيت ع شيئ وينشرح صدره بقبوله ولا يشك فيه ولا يرتد .)
فيكون :
( المؤمن الممتحن قلبه للايمان = الذي لا يرد من أمرنا اليه شيئ إلا شرح صدره لقبوله ولم يشك ولم يرتد ) = يؤمن بالامام ع انه عبد الله وخليفته ويؤمن بفضائله التي وصلت اليه عنهم والتي هي اعلى مما يصفه الواصفون .
بمعنى : كما اختصره الامام ع ، لا تجعلونا أربابا وقولوا في فضلنا ما شئتم ( ولن تبلغوا ) .... فتامل ، وافهم .
نكمل مع الرواية ونقتبس التالي :
قال سلمان: قلت: يا أخا رسول الله ومن أقام الصلاة أقام ولايتك؟ قال: نعم يا سلمان تصديق ذلك قوله تعالى في الكتاب العزيز (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين)(2)
فالصبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)
والصلاة إقامة ولايتي
فمنها قال الله تعالى (وإنها لكبيرة) ولم يقل وإنهما لكبيرة لأن الولاية كبير حملها على الخاشعين، والخاشعون هم الشيعة المستبصرون بفضلي لأن أهل الأقاويل من المرجئة والقدرية والخوارج وغيرهم من الناصبية يقرون لمحمد (صلى الله عليه وآله) ليس بينهم خلاف، وهم مختلفون في ولايتي منكرون لذلك جاحدون بها إلا القليل، وهم الذين وصفهم الله في كتابه العزيز فقال (وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين).*
اقول : بعد ان بين الامام ع ، ان اقامة الصلاة هي اقامة ولايته ، وان هذه المرتبة صعبة مستصعبة الا على من استثناه .
يسال سلمان المحمدي رضوان الله عليه مجددا ومؤكدا على هذا المقام والامتحان ، فيجاوبه الامام ع ومنه نستظهر ما يلي :
المؤمن الممتحن قلبه للايمان = اقامة الولاية*
اقامة الولاية = اقامة الصلاة*
اقامة الصلاة ، هي صعبة مستصعبة ، وكبير حملها على الخاشعين ، والذين هم المستبصرون بفضل الامام ع
اذن نستحصل مما سبق وعليه المقام اتسق ، مايلي*
ان الملاك الحقيقي هو في الجنبة الاعتقادية الايمانية بفضائل الامام الحق عليه السلام من ال البيت ع ، واولهم واميرهم هو الامام علي ع .
【 فما هذه الفضائل التي بها ومنها تصل بالمؤمن الى هذا المقام . 】
ولعله بان واضحا حقيقة اقامة الصلاة في اسمى مراتبها ألا وهي اقامة الولاية والتي بها يصل المؤمن الى مرتبة المؤمن الممتحن قلبه للدين ، فيعرف الامام ع بحقيقته النورانية ، وبذالك وفقط يستطيع حقا معرفة الله عز وجل
ولهذا حقا عنهم لما قالوا عليهم السلام ، (بنا عُرِف الله ) و ( بنا تقبل الاعمال ) ، فهم السبب والوسيلة*
لا شك ان هذه الرواية من غرر الروايات في العقائد والعلوم الحقّـةْ .*
والسلام عليكم
نكمل لاحقا
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 10-02-2015 الساعة 11:47 AM.
وصلنا فيما سبق مما بينه الامام علي عليه السلام ، ان الوصول الى معرفة الله عز وجل هي تتحقق من خلال المعرفة النورانية للامام ع ، وهي اقامة الولاية*
القران الكريم يرسم هذا الاعتقاد العظيم في وجود الانسان وغايته المنشودة من خلال قوله تعالى ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون )*
اي ان الغاية الحقّة من خلق الجن والانس هي ان تتحق لديها العبادة ( الحقيقية ) لله*
وحيث ان هذه العبادة الحقيقية الخالصة لله لا تكون الا بمعرفة الامام الحق عليه السلام ( المعرفة النورانية كما يعرفها الامام امير المؤمنين عليه السلام )
هنا والعلم عند الله ، ليس نفي اصل الايمان عنهم ، بل نفي خلوصه ،،، بمعنى لا يؤمنون تمام الايمان وكماله إلا بالتسليم المطلق للرسول / الامام / الحجة وهذا هو نفس التسليم التام الخالص لله . فتامل*
اذا فهمنا هذا ، نعلم اهمية يوم الظهور المبارك للامام الحجة ع ، لاقامة الوعد الإلهي ، وهو دولة العدل والحق التي يعبد الله فيها وحده ولا يشرك به احدا*
فان ذالك اليوم ولتتحقق العبادة الخالصة لله ويتحقق دين التوحيد ، لا بد من استاصال كل عقيدة منحرفة عن الدين الحق
والدين الحق يستلزم تكوينا ومن ثم تشريعا الايمان بالولاية ، لانها السبب والوسيلة لمعرفة الله ( الضرورية لاقامة دولة العدل والحق والتي تتحقق بها غاية البشرية من العبادة الحقّه )
ولهذا شياطين الجن والانس تحارب الولاية ، لانها الحد الفاصل بين الهداية والضلال .
واخر امام مذخور للبشرية هو الامام المهدي ع . وهو امام اخر الزمان . وهو حجة الله ووليه . ولذالك يكون النداء الجبرائيلي المعجز ( الا ان امامكم محمد بن الحسن قائم ال محمد فاسمعوا له واطيعوا )
نعم ، امامكم الحجة بن الحسن فعليكم الايمان به ( حتى تتحقق عقيدة الولاية الضرورية لمعرفة الله كما بينها الامام امير المؤمنين )
ونعم ، فاسمعوا له واطيعوا ( لانه اذا لم تسمع وتطيع فانك لن تسلّم له ولن تسلّم لله ، وهذا يعني نفي الايمان الخالص الذي يراد منه وبه الوصول لمعرفة الله )
لذالك نرى ان النداء الجبرائيلي بصيغته التي وردت في الروايات هي تحاكي مسالة عقدية دقيقة في الايمان والاعتقاد الحق . ولا بد ان تسلك البشرية هذا الطريق الصعب لتحقيق العبادة الحقّه التي وعد الله ان ينجزها بخلافة المؤمنين من عباده .
والله اعلم
والسلام عليكم
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 10-02-2015 الساعة 11:52 AM.
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
ما أروع هذه الرواية وأحلاها وأجملها ، لو كان لها إسناد أو كتاب ..!!!
إذ لا وجود لها في كلّ مصادر الشيعة على الإطلاق ، كما لا ذكر لها في تاريخهم الروائي..!!!
أول من سردها في مصنفاته هو العلامة الأوحدي الجهبذ صاحب البحار المجلسي قدس سره حيث قال : أخبرني بها أبي قال : وجدتها في أحد الكتب العتيقة .اهـ.
قلت أنا الهاد : إذن فهي ساقطة الإسناد تماماً ؛ لجهالة المؤلف والرواة...، فلا يسوغ نسبتها للأئمة عليهم السلام بنحو الجزم إلاّ تمريضاً ؛ لاحتمال الصدور ، ولو كان الاحتمال عشرة بالمائة ..
ويلزم التنبيه هنا إلى أنّي أنا القاصر ، لم أعثر على رواية مسندة معتبرة في عهد أمير المؤمنين فيها لفظ : النورانية . بل لعلي لا أغالي إذا قلت : لم يكن هذا اللفظ مستعملاً عهد النبوة والخلافة إطلاقاً .. وإنما ظهر في العهد العباسي على لسان المتكلمين والمتصوفة ..
وأياً كان فمضامين الرواية اجمالاً ، جلّها صحيحة تشهد لها الأخبار الصحيحة ، بل المتواترة ، سوى فقرتين أو ثلاث وقع فيها نظر عند بعض العلماء من أهل العصور الأخيرة!!!
وأخيراً أشيد بما انزعته نباهة الأستاذ الطائي دام فضله ، من درر وغرر ، وأجره على الله تعالى ..
تفضلت علينا متكرما لتوضيح ما خفي عن علمنا بخصوص مصدر الرواية ،
على كل حال عملنا ما بوسعنا بخصوص مضامين المتن والتي كما ظهر لنا (ولكم ) موافقتها لكثير من الحق الذي نعلمه من مقام الولاية وال البيت ع عموما .
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
جناب الأخ الأستاذ النابه الطائي زاده الله فضلاً وعلماً ..
رحمك الله حراً محلقاً طليقاً في فضاء العلم ، لا يلتوي عنقه إلاّ للدليل الحق الثابت عن أهل البيت عليهم السلام ..
هاك مولاي من الأخبار الصحيحة والمعتبرة ، ما يشهد للغرر والدرر التي انتزعتها نباهتكم العالية ، وفطرتكم النقيّة ، فالذي انزعتموه لعمري أساس الارتباط الصحيح بمحمد وآل محمد صلوات الله عليهم ..
(1) روى الكليني عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن أيوب بن الحر عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل (و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) فقال طاعة الله و معرفة الإمام عليه السلام ..
قلت أنا الهاد : إسناده صحيح .
(2) وروى الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن بريد قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول في قول الله تبارك و تعالى (أ و من كان ميتا فأحييناه و جعلنا له نورا يمشي به في الناس) ؟!!
فقال ميت لا يعرف شيئا و نورا يمشي به في الناس إماما يؤتم به كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها قال الذي لا يعرف الإمام .
قلت أنا الهاد : إسناده موثق صحيح ، والرواية نص أنّ الإمام نور تجب معرفته ؛ إذ لا يمكن لأي مكلف الخروج من بحر الظلمات إلا بهذا النور ، فوجبت معرفته ومتابعته .
(3) روى الكليني عن علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن عبد الله بن القاسم عن صالح بن سهل الهمداني قال قال أبو عبد الله (عليه السلام) في قول الله تعالى الله نور السماوات و الأرض مثل نوره كمشكاة فاطمة (عليها السلام) فيها مصباح الحسن المصباح في زجاجة الحسين الزجاجة كأنها كوكب دري فاطمة كوكب دري بين نساء أهل الدنيا يوقد من شجرة مباركة إبراهيم (عليه السلام) زيتونة لا شرقية و لا غربية لا يهودية و لا نصرانية يكاد زيتها يضي ء يكاد العلم ينفجر بها و لو لم تمسسه نار نور على نور إمام منها بعد إمام يهدي الله لنوره من يشاء يهدي الله للأئمة من يشاء و يضرب الله الأمثال للناس قلت أو كظلمات قال الأول و صاحبه يغشاه موج الثالث من فوقه موج ظلمات الثاني بعضها فوق بعض معاوية و فتن بني أمية إذا أخرج يده المؤمن في ظلمة فتنتهم لم يكد يراها و من لم يجعل الله له نورا إماما من ولد فاطمة (عليها السلام) فما له من نور إمام يوم القيامة و قال في قوله يسعى نورهم بين أيديهم و بأيمانهم أئمة المؤمنين يوم القيامة تسعى بين يدي المؤمنين و بأيمانهم حتى ينزلوهم منازل أهل الجنة .
ورواه عن علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم البجلي و محمد بن يحيى عن العمركي بن علي جميعا عن علي بن جعفر عن أخيه موسى (عليه السلام) مثله.
قلت : إسناده صحيح على الأظهر الأقوى ، وهو نص فيما نحن فيه ؛ أي فيما انتزعته نباهة الأستاذ الطائي زاد الله فضله ..
وروى الكليني الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن مرداس قال حدثنا صفوان بن يحيى و الحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن أبي خالد الكابلي قال سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز و جل (فآمنوا بالله و رسوله و النور الذي أنزلنا) فقال يا أبا خالد النور و الله الأئمة من آل محمد (صلى الله عليه وآله) إلى يوم القيامة و هم و الله نور الله الذي أنزل و هم و الله نور الله في السماوات و في الأرض و الله يا أبا خالد لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار و هم و الله ينورون قلوب المؤمنين و يحجب الله عز و جل نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم و الله يا أبا خالد لا يحبنا عبد و يتولانا حتى يطهر الله قلبه و لا يطهر الله قلب عبد حتى يسلم لنا و يكون سلما لنا فإذا كان سلما لنا سلمه الله من شديد الحساب و آمنه من فزع يوم القيامة الأكبر.
قلت أنا الهاد : إسناده صحيح على الأظهر الأقوى ، وهو نص فيما نحن فيه ؛ أي فيما انتزعه الأستاذ الطائي زاد فضله ..
بوركتم جناب الأستاذ الطائي ، فمبحثكم أعلاه من الروائع ، يتقاصر كثير من أهل الفضل عنه ، لله دركم
التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ الهاد ; 11-02-2015 الساعة 05:01 AM.
(1) روى الكليني عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن أيوب بن الحر عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل (و من يؤت الحكمة*فقد أوتي خيرا كثيرا) فقال طاعة الله*و معرفة الإمام*عليه السلام ..
قلت أنا الهاد : إسناده صحيح .
(2) وروى الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن بريد قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول في قول الله تبارك و تعالى (أ و من كان ميتا فأحييناه*و جعلنا له نورا*يمشي به في الناس) ؟!!
فقال ميت لا يعرف شيئا*و نورا يمشي به في الناس إماما يؤتم به*كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها قال الذي*لا يعرف الإمام*.
قلت أنا الهاد : إسناده موثق صحيح ، والرواية نص أنّ الإمام نور تجب معرفته ؛ إذ لا يمكن لأي مكلف الخروج من بحر الظلمات إلا بهذا النور ، فوجبت معرفته ومتابعته .
-------------------
اقول : الميت هو الذي لا حياة فيه . وهذه حقيقة ميت الاشياء ( الماديات )
وميت المعنويات ، هو من لا علم حقيقي يعرفه
اي افمن كان ميتاً ( افمن كان لا يعرف علما حقاً ) ، فأحييناه ( عرفناه علما حقا ) وجعلنا له نورا يمشي به في الناس ( وجعلنا له إماما يؤتم به )
مع ملاحظة ان المعرفة في الفهم القراني والحديثي اعلى واشرف وازكى مرتبة من العلم
وان العارف هو عالم ، ولكن ليس كل عالم هو عارف ، وفرق كبير بينهما
فالعارف والمعرفة هي من العقل ، والعقل هو تحقق العلم ( المعلوم ) عند من علمه ( العالم ) ... ( وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ )
اي العلم هو مقدمة لحصول التعقل ، فاذا كان العلم هو حقا وكان العالم به مؤمنا اي ظهر فيه اثر ما يعلم ، فان هذا يسمى عاقلا ويكون ممن امتدحه الله لفهم الامثال العالية التي تبين الحقائق العالية ليعتبر . فأعتبر .
لذالك الحديث المشهور ، ( مَن*مات ولم يعرف إمام زمانه*مات ميتة*جاهلية*)
حيث لم يقل من لم يعلم امام زمانه ، فكثير من الناس يعلمون من هو امام زمانهم ولكن لا يصدق عليهم انهم يعرفوه !
وليت شعري هل كان الاول والثاني والثالث لا يعلمون من هو امام زمانهم ولو اظهروا جحودهم فيه . بل هم والله لم يعرفوه
والمعرفة هي الايمان به بعد العلم ، ولقد تحصّل لهم ولغيرهم العلم من الرسول ص .
ولذالك ايضا نرى هذا الدعاء العظيم في زمن الغيبة ياتي بنفس الصيغة
عن الإمام جعفر بن محمد الصادق(ع):
(اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم اعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني).
اقول : انظر كيف ان الامام ع يقول في كل مرة كلمة ( عرفني ) ولم يقل اعلمني مثلا ،،،
وعرفني بمعنى : اجعلني عالما مؤمنا
لذالك ، ان العلم بالاشياء لا تكفي في العقائد بل تستوجب الايمان بها ، والانطياع اليها ، فاذا تحصل ذالك فهو مقدمة التسليم .
*
قوله تعالى : قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
فحب الله للعبد ياتي من اتباعه للرسول .
ثم يقول عز وجل في محل اخر على لسان رسوله .
فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي .
فالاتباع للرسول يجعل المتبع منه
ومن ، في المحسوسات والمادية هي جزء الشيء وبعضه ومن مادته واصله ( اعطيته من طعامي )
ومن ، في المعنويات والعقائديات ، هو قبس من حقيقتها ، وتحقق اصلها في فرعها
وعليه فالمتبع عن ايمان هو على نفس صراط الرسول ، ومن كان على صراط الرسول ،متبعا له ، فهو حبيب لله . لان الله يحب ذاته ، وذاته هي معدن كمالاته ، وكمالاته هي ما يريد بالخلق ان تتصف بها ، ولذالك يقول الرسول ص بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ، فتامل .
*
*
*
عن جابر ، عن أبي جعفر ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أنا مدينة الحكمة وهي الجنة وأنت يا علي بابها ، فكيف يهتدي المهتدي إلى الجنة ولا يهتدي إليها إلا من بابها ؟
اقول : لعله الان بان واضحا لنا لماذا يقول الله تعالى : ( ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا )
لان الحكمة هي الجنة في حقيقتها العالية ، وهي الرسول وبابه في مرتبته الدانية (مرتبة الدنيا )
فمن اطاع الرسول واطاع الامام فقد سار على الصراط الجنة المستقيم ودخلها من بابها .
اكتب هذه الكلمات اذا وفقنا الله واصبنا الحق ، والله اعلم .
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 11-02-2015 الساعة 09:08 AM.