ايها الغائب
وفي العامري
خذ بنا نحو المسار قد مللنا الانتظار
إنما تطلب ثار فعلام الانتظار
أيها الغائب عنا بين طيات الزمان
هل تراك في هجوعٍ ام عفى القلب الأمان
دينك المذبوح قهراً ببرودٍ وامتهان
وعلا للكفر صوتٌ غيره صوتٌ مدان
كل يوم كربلاء إذ حسينٌ في ارتهان
بين أوباشٍ لئامٍ دمنا في كل آن
شمرهم ما مات يوماً باقياً طول الزمان
هتك الدين المنيعْ مذ علا الصدر الرفيعْ
رافعاً رأساً قطيعْ فاصطلى فينا الأوار
خذ بنا نحو المسار قد مللنا الانتظار
سيدي الغائب مهلاً قف على تلك السقيفةْ
وانظر المأسات فيها ألطف العنوان جيفةْ
عاندوا آيات حقٍ هتكوا الرؤيا اللطيفةْ
روّعوا الزهراء دهراً عاشت أوجاعاً عنيفةْ
وعلى الآل تجنوا في انقلابات عنيفةْ
أسسوا للظلم فيهم كُتِبَتْ فيها الصحيفةْ
لم يكن للحق صوتٌ غير أصوات ضعيفةْ
عادت الأيام كفرا قَتلوا الآمال صبرا
صفعوا الزهراء قهرا هلكوا خزيا وعار
فعلام الاصطبار إنما تطلب ثار
دارت الايام غياً ترتدي أسوء حال
وعلى الجمر اصطبارٌ علقمٌ يمسي الزلال
كان للمولى كلامٌ يخشى للدين الزوال
فَعَليّ النور يشكو طالباً حقاً يقال
أي حق كان يرجو ضائعاً كان السؤال
قومه زادوا نفاقاً وعلى الدنيا القتال
جرّعوه ألف سمّ صبره يدمي الجبال
غدروه فجر صومٍ قتلوا الدين بيومٍ
هدموا ركن المنار فعلام الاصطبار