لقد كانت الصحراء مصدر قصائد الشعراء وروايات المبدعين وتأمل المتعبدين, اذ تجسد بطبيعة جمالها لوحة فنية صوتية متحركة تبث فيها الحياة, حيث بريق النجوم وضياء القمر والحان الرياح ومناظر السراب المترقرقة فوق الرمال السحرية, فتغزل فيها امرىء القيس وطرفة بن العبد وذو الرمة ودفعت لويس ماسينيون لاكتشاف الاسلام وصارت لابن الفارض حُضناً للرياضة الروحية, واليوم اصبحت مصدراً لاهتمام بعض العلماء والباحثين بما يكسوها من ورود لا تنمو الا في الرمال, ولاسيما في في صحارى السعودية ومصر وليبيا والمكسيك وأوكلاهوما وكاليفورنيا ونيو مكسيكو.
تتشكل ورود الرمال sand roses من الجبس, وهو معدن مُشترك من CaSO4 + 2 H2O, والذي يذوب في مياه البحر ويتبلور من تركيز كبريتات الكالسيوم عن طريق التبخير. يتواجد الجبس على طول ساحل البحر الاحمر في المملكة العربية السعودية, وفي جنوب الظهران والمنطقة الشرقية منها, يمكن العثور على ورود الرمال باحجام واشكال والوان متنوعة تعتمد في نموها على خصائص الرمال.
تتبلور ورود الرمال لعشرات السنين في منسوب المياه الجوفية, حوالي متر واحد تحت سطح الأرض, قبل ان تعيش لفترات قصيرة تحت ضوء النهار, أذ تتعرض هذه الورود الحساسة للتأكل والأنحلال وسرعان ما تعاود كبريتات الكالسيوم العودة من سطح الرمال الصحراوية الى طبقات المياه الجوفية.
تُصنف ورود الرمال في الغالب ضمن أعتبارات الحلي والزينة, وقد جرى اخضاعها للتحليلات في جامعة الملك فهد في وقت مُبكر من سنة 1990م, وتبين بأن هذه الورود عبارة عن مزيج من الكوارتز بنسبة 10% والجبس بنسبة 65% مع بعض المتبخرات مثل الملح والدولوميت, مما يدل بان الجبس لا ينمو الا في الفراغات المسامية وتكون البيئة الرملية الموطن المثالي لنموه, يقول تعالى في سورة السجدة: "أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا" صدق الله العظيم.