أولاً : إنّ القول بالتحريف كان موجوداً عند أعلام أهل السنة ، بل وإنّ أكثر الروايات في هذا الموضوع عاميّة السند ولمعرفة الحال لا بأس بمراجعة كتاب "المصاحف" لابن أبي داود السجستاني وكتاب "الفرقان" لابن الخطيب .
ثانياً : إنّ كتاب "فصل الخطاب" للنوري أكثر أحاديثه القريب من الكل من مصادر أهل السنة !!! فلا يكون له دلالة على الشيعة .
ثالثاً : نحن وإن لم ننكر وجود آراء شاذّة في هذه المسألة لبعض علماء الطائفة ـ كالنوري ـ ولكن هذا لا يعني أن ننسب رأي هذا البعض إلى كلّ الشيعة ؛ أفهل يعقل أن نعتمد على آراء وأحاديث كتاب "المصاحف" في تبيين وجهة نظر أهل السنة في التحريف ?
رابعاً : الأحاديث الواردة في مجاميعنا الروائيّة حول هذا الموضوع منها ما هو صحيح ومعتبر ومنها غير ذلك . ومجمل الكلام أنّه لا توجد حتى رواية واحدة معتبرة سنداً لها دلالة واضحة على التحريف . نعم هناك ما يوهم هذا الأمر ، ولكن مع الإمعان في معناه ومقابلته مع باقي روايات المقام يعطينا الاطمئنان واليقين بعدم حدوث التحريف .
خامساً : إنّ آراء أمثال السيد نعمة الله الجزائري والسيّد هاشم البحراني والمحدّث النوري لا تعتبر حاكية عن وجهة نظر الشيعة ، بل كان رأيهم الخاص في المسألة خصوصاً أنّهم جميعاً من الإخباريين لا الأصوليين ، فلا يؤخذ برأيهم في المقام إذ كانوا يرون كافة الأحاديث الواردة صحيحة السند فلا يعتنون بموضوع اعتبارها .
ان نسبة التحريف الى الشيخ المفيد وغيره فهي نسبة لابد من التحقيق عنها ، فلربما يروي المحدث العالم حديثا ولكن لا يعتقد بمضمونه ، مثلا الشيخ الصدوق الذي يلقّب هو برئيس المحدّثين وله كتاب من لا يحضره الفقيه وكتب اخرى في الحديث قد ذكر في تلك الكتب بعض الروايات الدالة في ظاهرها على نقصان القرآن لكنه في كتابه الاعتقادات ـ الذي هو كتاب مطبوع موجود ـ يصرّح بان القرآن الموجود الآن لا زيادة فيه ولا نقصان ، مما يدل على ان الرواية اعم من الاعتقاد .اما الشيخ المفيد فيصرّح بعدم نقصان القرآن في كتابه في الاعتقالات وكذلك العلماء الآخرون الذين ذكرتم اسمائهم الا السيد نعمة الله الجزائري المحدّث فالظاهر انه من القائلين بنقصان القرآن ، ولكن قوله لا يمثّل قول الطائفة .
توجد بعض الأقوال عند السنة صريحة في التحريف , بالأخص إذا ما راجعت كتاب المصاحف لابن أبي داود السجستاني وكتاب الفرقان لابن الخطيب , وكلاهما من تأليف علماء أهل السنة , وكذلك إذا ما رجعنا إلى الروايات الراوية اقوال الصحابة وأمهات المؤمنين في التحريف , وكذلك إذا ما جعلنا بعين الاعتبار كلمات كبار علماء أهل السنة في صحاحهم ومسانيدهم , حيث صرحوا بأنهم لم يرووا إلا ما يعتقدون بصحة روايته , ورووا مع ذلك أحاديث في التحريف .ولكن الرأي المتبع عند الشيعة و أهل السنة , هو عدم التحريف بل هو الرأي المشهور عند جميع المسلمين .