لام)القرآن يشير الى قضية مهمة وهي قضية الوراثة { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} ، وهؤلاء الصالحون المتمثلون بالإمام المهدي (صلوات الله وسلامه عليه) وانصاره والامة التي يقودها في دولته العالمية ، فقد يسأل السائل ما الذي يرثونه ، هل هو نتاج الانبياء ، نتاج الاولياء ، هل يرثون شيئاً معيناً ، اولاً ما مفهوم الوراثة هنا ؟
الوراثة كمفهوم لغوي عرفي ، يعرفه كل الناس ، لانهم يعيشون هذا المفهوم استعمالاً على مستوى الاستعمالات ، وتطبيقاً ايضاً في حياتهم ، ما من احد إلا واستخدم هذا المفهوم بمعناه اللغوي العام ، وواضح ان الوراثة تتضمن دائماً انتقال شيء من طرف الى طرف آخر ، قد تتضمن في الاطلاق العرفي عادة انتقال شيء من شخص مات الى شخص على قيد الحياة ، واذا دققنا النظر , لا يعني الوراثة بالمعنى الدقيق للكلمة ، ان انتقال شيء ولو شيء معنوي ليس بالضرورة شيء مادي ، من طرف الى طرف آخر ، سواء كان كالميراث الذي يتمثل في الانتقال من شخص مات الى شخص على قيد الحياة ، او كان يمثل انتقالاً من حي الى حي آخر ، اذن الوراثة هي الانتقال وتشمل الانتقال سواء كان انتقالاً مادياً او كان انتقالاً معنوياً ، فيشمل مقاماً من المقامات ، ولذلك قال سبحانه وتعالى في آية اخرى وهي الآية الواردة في سياق نبي الله موسى وهارون { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} ، استفيد من هذه بهذه الآية لانها تتضمن بالاضافة الى اختها الاخرى الآية التي تفضلتم بها ، شراكة على المفهوم الذي نتحدث عنه في هذه الحلقة . اصل الوراثة هنا تعني وراثة الإمامة ، وراثة الإمامة بهذا المعنى هي مقام كان موجوداً ، للانبياء اولو العزم ، كان موجوداً لنبينا واعظم انبياء الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) انتقل مقام الإمامة الى وصيه امير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) ، وانتقل الى الإمام الحسن ، وانتقل الى الإمام الحسين (عليه السلام) ، هنا احب ان انتقل الى المقدمة التي تفضلتم بها في بداية الحلقة ، زيارة وارث التي هي زيارة من اصح الزيارات سنداً للإمام الحسين (عليه افضل الصلاة والسلام) ، يتصور البعض ان هذه الوراثة هي وراثة خاصة للإمام الحسين (عليه السلام) ، لان الحسين (عليه السلام) قام بتلك الثورة العظيمة والعظيمة جداً والتي لازال للدماء التي سالت من الحسين واصحابه حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد ابداً كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، الى يوم القيامة لعله لم تبرد الحرارة ، لكن الحقيقة هناك مغزى اعمق من هذا ، الوراثة التي ورثها الحسين هي وراثة حاصلة للحسين (عليه السلام) ، لان الوراثة حصلت من قبله لمن ؟ للإمام الحسن (عليه السلام) ، حصلت من قبله لابيه امير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) ، اذن هي وراثة مشتركة بين الحسن وبين الحسين (صلوات الله وسلامه عليهما) ، كون الحسين (عليه السلام) إمام زمانه وحجة الله (سبحانه وتعالى) على خلقه ، وهذا لا يفرق فيه سواء قام بالثورة او لم يقم ، إمامان قاما او قعدا ، هذه هي الوراثة التي بها كان الحسين (عليه السلام) وارثاً للانبياء ولاولي العزم ولسيده المصطفى (صلى الله عليه وآله) ، ولسيد الاوصياء امير المؤمنين علي (عليه افضل الصلاة والسلام) . كونه إماماً مفترض الطاعة يحمل صفات خاصة ومزايا خاصة ، كونه هو الذي بوجوده تحفظ الارض ، كونه هو الذي لولاه لساخت الارض باهلها ، كونه هو الذي يتوقف الايمان عند كل شخص من الاشخاص على معرفته ، من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية ، هو الذي جعله هذا الوارث ، فهذه الزيارة بما تتضمن من مفاهيم الوراثة لكل هؤلاء الانبياء ، تنسحب على ائمتنا المعصومين بعد الإمام الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) ومصداقها الوحيد وبحق في عصرنا الحاضر هو الإمام الحجة المنتظر (صلوات الله وسلامه عليه) . الوراثة بمعنى الإمامة والحجة الالهية ثابتة لشخص واحد وهو الإمام المهدي (صلوات الله وسلامه عليه) ، اذا انتقلنا الى الدور ايضاً نجد ان الدور الذي قام به الحسين (عليه افضل الصلاة والسلام) ولم يتسن للظروف الموضوعية في عصره ان يحققه على ارض الواقع ، فلم يستطع الحسين (عليه السلام) لان الامة تخاذلت ، تواكلت ان يحقق دولة العدل الالهية ، كما لم يستطع اكثر الانبياء ان يحققوها على ارض الواقع لان اممهم اخلدت الى الارض واتبعت الهوى ، هذا الدور هو الذي ادخر ليتحقق على ارض الواقع على يد الإمام المهدي (صلوات الله وسلامه عليه) ، من هنا فالوراثة بهذا المعنى العميق وراثة كانت للحسين (عليه السلام) وهي وراثة تنتقل وبجدارة على مستوى الاصول الموضوعية كإمام مفترض الطاعة ، للإمام المهدي (صلوات الله وسلامه عليه) والدورالحسيني ينتقل للإمام المهدي (صلوات الله وسلامه عليهما) وستتحقق الثمرة النهائية ، والنتيجة لكل دماء الانبياء والمرسلين ، والائمة المعصومين (صلوات الله وسلامه عليهم) لكل ظلامات المظلومين في البشرية ، منذ آدم (على نبينا وآله و عليه افضل الصلاة والسلام) ، الى زمن إمامنا الحجة على يد الإمام المهدي (صلوات الله وسلامه عليه) فهو بحق وارث الحسين بكل ما تعنيه وراثة الحسين (عليه السلام) للانبياء والمرسلين ، وللإمام امير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) .
جانب من لقاء اجرته قناة الكوثر الفضائية مع سماحة الشيخ حسان سويدان في برنامج المهدي الموعود
اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آبائِهِ في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ سّاعَةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيْناً حَتّى تُسْكِنَهُ أرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً بِرَحَمَتِكَ يَاأَرحّمِ الَرَاحِمِينْ
اسأل الله ان نكون ممن يمن عليهم بالرحمة والفضل وان يجعلنا من انصار الامام المهدي روحي له الفدا
وفقك الله اختي الغاليه على مجهودك المبارك جعلنا الله واياكم من خلص جند المنتظر
كما لم يستطع اكثر الانبياء ان يحققوها على ارض الواقع لان اممهم اخلدت الى الارض واتبعت الهوى
هذا هو الحال فأغلب الأنبياء لم يقدروا أن يحكموا و يحققوا الشريعة الإلهية كما تجب على جميع الأمم ... أو حتى على كل من ينتمي للأمة التي بُعثوا من أجلها ...
فهل نقول ماذا استفدنا من الأنبياء كما يردد بعضهم ماذا استفدنا من ثورة الحسين عليه السلام ؟؟؟!!!!
اقتباس :
والدورالحسيني ينتقل للإمام المهدي (صلوات الله وسلامه عليهما) وستتحقق الثمرة النهائية ، والنتيجة لكل دماء الانبياء والمرسلين ، والائمة المعصومين (صلوات الله وسلامه عليهم) لكل ظلامات المظلومين في البشرية ، منذ آدم (على نبينا وآله و عليه افضل الصلاة والسلام) ، الى زمن إمامنا الحجة على يد الإمام المهدي (صلوات الله وسلامه عليه) فهو بحق وارث الحسين بكل ما تعنيه وراثة الحسين (عليه السلام) للانبياء والمرسلين ، وللإمام امير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) .