المنبت: العلامة السيد سلطان الواعظين الشيرازي
الدلائل المثبتة لإيمان أبي طالب (ع) فكثيرة ، ولا ينكرها إلا من كان في قلبه مرض ، منها :
1ـ قول النبي (ص) : أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة ، وأشار بسبابته والوسطى منضمتين مرفوعين ، نقله ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج14/69 ، ط دار إحياء الكتب العربية ومن الواضح انه (ص) لم يقصد بحديثه الشريف كل من يكفل يتيما ، فإنا نجد بعض الكافلين للأيتام لا يستحقون ذلك المقام وهو جوار سيد الأنام في الجنة ، لأنهم على جنب كفالتهم لليتيم يعملون المعاصي الكبيرة ، والذنوب العظيمة ، التي يستحقون بها جهنم لا محالة .
ولكنه صلوات الله عليه قصد بحديثه الشريف جده عبد المطلب ، وعمه أبا طالب ، الذين قاما بأمره ، وتكفلاه ، وربياه صغيرا ، حتى أنه صلوات الله عليه كان يعرف في مكة بيتيم ابي طالب ، بعد وفاة جده عبد المطلب ، فقد تكفل أبو طالب رسول الله (ص) وكان في الثامنة من العمر ، وكان يفضله على أولاده ويقيه بهم .
2ـ حديث مشهور بين الشيعة والسنة ورواه القاضي الشوكاني أيضا في الحديث القدسي ، أنه قال (ص) : نزل علي جبرئيل فقال : إن الله يقرئك السلام ويقول : إني حرمت النار على صلب أنزلك و بطن حملك و حجر كفلك(1).
لأبي طالب عليه السلام حق على كل مسلم
قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج14 / 83 و84 ، ط دار إحياء التراث العربي : و لم أستجز أن أقعد عن تعظيم أبي طالب ، فإني أعلم أنه لولاه لما قامت للإسلام دعامة ، و أعلم أن حقه واجب على كل مسلم في الدنيا إلى أن تقوم الساعة ، فكتبت :
و لو لا أبو طالب و ابـنـه لما مثل الدين شخصا فقامــا
فذاك بمكة آوى و حـامـى و هذا بيثرب جس الحمامــــا
تكفل عبد منــــاف بأمــــر و أودى فكان علي تمامـــــــا
فقل في ثبير مضى بعد ما قضى ما قضاه و أبقى شماما
فلله ذا فاتحا للهــــــــــدى و لله ذا للمعالي ختامـــــــــــا
و ما ضر مجد أبي طالــب جهول لغا أو بصير تعامـــــى
كما لا يضر إياة الصبــاح من ظن ضوء النهار الظلامـا
أشعار أبي طالب عليه السلام في الإسلام
وأدل دليل على إيمان أبي طالب (ع) أشعاره الصريحة بتصديق النبي ودين الإسلام ، المطبوعة في ديوانه وفي كثير من كتب التاريخ والأدب ، وقد نقل بعضها ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج14/71ـ81 ط دار إحياء الكتاب العربي ، منها ميميته المشهورة :
يرجون منا خطـــــة دون نيلـــهـــا ضراب و طعن بالوشيج المقــــــوم
يرجون أن نسخى بقتل مـــحـــمــد و لم تختضب سمر العوالي من الدم
كذبتم و بيت الله حتى تفـــلـــقــــوا جماجم تلقى بالحطــــيـم و زمــــزم
و تقطع أرحام و تنــــــسى حليلـــة حليلا و يغشى محــــــرم بعد محرم
على ما مضى من مقتكم و عقوقكم و غشيانكم في أمركم كـــل مـــأثــم
و ظلم نبي جاء يدعـو إلى الهدى وأمر أتى من عند ذي العرش قيـم(2)
وإليكم أيضا قصيدته اللامية الشهيرة والتي ذكرها ابن أبي الحديد في شرح النهج وذكرها كثيرة من الأعلام وهي مطبوعة في ديوانه أنقل إلى مسامعكم بعضها :
أعوذ برب البيت من كل طاعـــن علينا بســــوء أو يلـــــوح بباطـــل
و مـــن فاجـــر يغتابــنا بمغيبـــة و من ملحق في الدين ما لم نحاول
كذبتم و بيـت الله نبــزى محمـــد و لما نطاعــن دونــــه و نناضــــل
و ننصره حــتى نصـــرع دونـــه و نذهـل عـــن أبنائنـــــا و الحلائل
و ابيض يستسقى الغمام بوجهـه ثمال اليتــامــى عصمـة للأرامــــل
يلوذ بــه الهلاك مـــن آل هاشــم فهم عنـــده في نعمــة و فواضــــل
لعمري لقــد كلفــت وجدا بأحمد و أحببته حــب الحبــيب المواصــل
و جدت بنفسي دونـــه فحميتـــه و دافعـــت عنــه بالذرى و الكواهل
فلا زال للدنيا جمـــالا لأهلــهـــا و شينا لمن عـــادى و زين المحافل
و أيــده رب العبـــاد بنـصـــــره و أظهــر ديــــنا حقـــه غيـــر باطــــل
ومن شعره المطبوع في ديوانه ونقله ابن أبي الحديد أيضا :
يا شاهد الله علي فاشهد أني على دين النبي أحمد
من ضل في الدين فإني مهتد
بالله عليكم أنصفوا !! هل يجوز أن ينسب قائل هذه الأبيات والكلمات ، إلى الكفر !!
والله إنه من الظلم والجفاء أن تنسبوا أبا طالب إلى الكفر ، بعد أن يشهد الله سبحانه بأنه ، على دين النبي أحمد (ص) .
الشيخ عبد السلام : أولا : هذه الأشعار ونسبتها إلى أبي طالب أخبار آحاد ، غير متواترة ، ولا اعتبار بخبر واحد .
ثانيا : لم ينقل أحد بأن أبا طالب أقر بالإسلام وتفوه بكلمة التوحيد : لا إله إلا الله . بل قالوا : ما أقر إلى أن مات .
قلت : واعجبا ! إنكم جعلتم حجية التواتر وخبر الواحد حسب ميلكم ، فتارة تتمسكون بخبر الواحد وتصرون على حجيته مثل الخبر الذي رواه أبو بكر عن النبي (ص) : " نحن معاشر الأنبياء لا نورث " قبلتم به مع تعارضه للآيات القرآنية !!
ثم إذا كان التواتر عندكم شرط صحة الخبر ، فكيف تستدلون بحديث رواه المغيرة بن شعبة الفاسق ، بأن أبا طالب في ضحضاح من النار ، وليس لهذا الحديث راو آخر(3).
ولا يخفى على المحقق البصير والمدقق الخبير أن أخبار الآحاد حول إيمان أبي طالب و الأشعار المنسوبة إليه لو جمعت لحصل منها التواتر المعنوي ـ أي حصل منها معنى واحد وهو إيمان ابي طالب ـ فأن كثيرا من الأمور حصل فيها التواتر عن هذا الطريق ، مثل شجاعة الإمام علي (ع) ، فإن أخبار الآحاد عن بطولته في الميادين وجهاده في ساحات القتال ، كشفت عن شجاعته وبسالته بالتواتر .
إقرار ابي طالب (ع) بالتوحيد
وأما قولك : لم ينقل أحد أن أبا طالب أقر بالإسلام والتوحيد ! فهو تحكم وباطل ، فهو إعادة واه بغير أساس ودليل ، لأن الإقرار لا يكون موقوفا على صيغة معينة ، ولا منحصرا بتركيب واحد . بل يحصل بالنثر والشعر بأي شكل كان تركيبه إذا فهم منه الإقرار ، وكان صريحا وبليغا .
والآن أنشدكم الله أيها الحاضرون !! أي إقرار أصرح وأبلغ من هذا الكلام الذي قاله أبو طالب :
يا شاهد الله علي فاشهد أني على دين النبي أحمد
وإضافة على هذا البيت وغيره من أشعاره الصريحة في إيمانه وإسلامه ، فقد روى الحافظ أبو نعيم ، والحافظ البيهقي أن صناديد قريش مثل أبي جهل ، وعبد الله بن أبي أمية ، عادوا أبا طالب في مرضه الذي توفي فيه ، وكان النبي (ص) حاضرا فقال لعمه أبي طالب : يا عم قل لا إله إلا الله ، حتى أشهد لك عند ربي تبارك وتعالى ، فقال أبو جهل وابن أبي أمية : يا أبا طالب أترجع عن ملة عبد المطلب ! وما زالوا به . حتى قال :
اعلموا ... أن أبا طالب على ملة عبدالمطلب ولا يرجع عنها .
فسروا وفرحوا وخرجوا من عنده ، ثم اشتدت عليه سكرة الموت وكان العباس أخوه جالسا عند رأسه ، فرأى شفتيه تتحركان ، فأنصت له واستمع وإذا هو يقول : لا إله إلا الله . فتوجه العباس إلى النبي (ص) وقال يا ابن أخي والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته بها ـ ولم يذكر العباس كلمة التوحيد لأنه كان بعد كافرا ـ .
ولا يخفى أننا أثبتنا من قبل أن آباء النبي (ص) كلهم كانوا موحدين ومؤمنين بالله يعبدونه ولا يشركون به شيئا .
فلما قال أبو طالب في آخر ساعات حياته : اعلموا ... أن أبا طالب على ملة عبد المطلب ، ولا شك أن عبد المطلب كان على ملة أبيه إبراهيم مؤمنا بالله موحدا ، فكذلك أبو طالب (ع) .
مضافا إلى ذلك فقد تفوه ونطق بكلمة التوحيد وسمعه أخوه العباس يقول : لا إله إلا الله .
فإيمان أبي طالب ثابت عند كل منصف بعيد عن اللجاج والعناد .
موقف أبي طالب (ع) من النبي (ص)
إذا كان أبو طالب (ع) مشركا كما يزعم بعض الناس ، كان من المتوقع أن يعارض النبي (ص) من حين إعلانه النبوة والرسالة ، إذ جاء إليه و قال : إن الله قد أمرني بإظهار أمري وقد أنبأني واستنبأني فما عندك يا عم ؟
فلو كان أبو طالب غير مؤمن بكلامه وغي معتقد برسالته ، لكان من المفروض أن ينتصر لدين قريش ومعتقدات قومه ، فينهاه عن ذلك الكلام ويوبخه ويؤنبه ، بل يحبسه حتى يرجع عن كلامه أو يطرده ولا يأويه ولا يحميه كآزر عم إبراهيم الخليل (ع) فحينما سمع من الخليل كلاما يخالف دينه ودين قومه ، هدده وهجره ، وقد حكى الله سبحانه ذلك في كتابه الكريم سورة مريم / 43 قال حكاية عن قول إبراهيم (ع) : ( إِنِّي قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا ((قالَ أَ راغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إبراهيم لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لأََرْجُمَنَّكَ وَ اهْجُرْنِي مَلِيًّا)(4).
ولكن أبا طالب عليه السلام حينما سمع ابن أخيه يقول : إن الله أنبأني واستنبأني ، وأمرني بإظهار أمري ، فما عندك يا عم ؟
أيده وأعلن نصرته له بقوله : أخرج يا بن أخي ! فإنك الرفيع كعبا ، والمنيع حزبا ، والأعلى أبا ، والله لا يسلقك لسان إلا سلقته ألسن حداد ، واجتذبه سيوف حداد ، والله لنذللن لك العرب ذل البهم لحاضنها .
ثم أنشأ قائلا :
و الله لن يصلوا إليـــك بجمعـهــم حتى أوسد فــي التــراب دفينـــا
فانفذ لأمرك ما عليـــك مخـــافـــة و أبشر بذاك و قر منــك عيونا
و دعوتني و زعمت أنك ناصحي فلقد صـدقت و كنــــت قدما أمينا
و عرضت دينا قد علمـــت بأنـــه من خيـر أديـــان البـــريــة دينــا
لو لا الملامــة أو حــذاري سبــه لوجدتنــي سمحــا بذاك مبـــــينـا
ذكر هذا الشعر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج 14 / 55 ط. إحياء الكتب العربية ، ونقله سبط ابن الجوزي في التذكرة : 18 ، ط. بيروت ، وتجده في ديوان أبي طالب أيضا.
ولو راجعتم ديوانه ، وما نقله ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ، لوجدتم أشعارا أخرى صريحة في تصديق النبي (ص) ، وفي إعلان نصرته والذب عنه .
فأنصفوا أيها الحاضرون ، وخاصة أنتم أيها العلماء ! هل يجوز لكم أن تنسبوا قائل هذه الكلمات إلى الكفر والشرك ؟!
أم إنها تنبئ عن إيمان وإسلام قائلها وأنه مؤمن حقيقي ومسلم ملتزم ومتمسك بما جاء به محمد المصطفى (ص) ؟!
كما اعترف بذلك بعض أعلامكم ، فقد نقل الشيخ الحافظ سليمان القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع المودة / الباب الثاني والخمسون نقل من رسالة أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ : وحامي النبي ، ومعينه ، ومحبه ، أشد حبا ، وكفيله ، ومربيه ، والمقر بنبوته ، والمعترف برسالته ، والمنشد في مناقبه أبياتا كثيرة ، وشيخ قريش : أبو طالب .
لقائل أن يقول : إذا كانت هذه التصريحات من أبي طالب في تصديق النبي (ص) وتأييده ونصرته والدفاع عنه ، فكيف نجد أكثر المؤرخين وأصحاب السير ذهبوا إلى كفره أو التوقف في إيمانه ؟!
والجواب : إن الدعايات الأموية ـ خاصة في زمان معاوية ـ لعبت دورا هاما في مثل هذه الأمور ، فمن سنحت له الفرصة أن يأمر بسب أمير المؤمنين وإمام المتقين علي بن أبي طالب (ع) ويأمر بلعنه ولعن ولديه الحسن والحسين سبطي رسول الله (ص) وريحانتيه وحبيبه ويشتمهم على رؤوس الأشهاد وعلى منابر الإسلام والمسلمين ، حتى صارت هذه المنكرات عادة جارية حتى في قنوت الصلوات وخطب الجمعات ، فمن أتيحت له هكذا فرصة وقام بقلب الحقائق وتغيير الوقائع وتبديل الحق بالباطل وبالعكس ، فهل يأبى من إنكار إيمان أبي طالب (ع) وبث الدعايات في أنه مات كافرا ، أم يعجز من ذلك ويصعب عليه ؟!
والأعجب .. أن معاوية وأباه وكذلك ابنه يزيد ورؤوس الكفر والنفاق ، مع كثرة الدلائل المذكورة في تاريخهم الدالة على كفرهم وإلحادهم وعد إيمانهم ، يظهرون للمسلمين بظاهر الإيمان بل يعد معاوية وابنه من أمراء المؤمنين إلى يومنا هذا ، فهؤلاء مع سوابقهم في محاربة النبي (ص) ، ومعاندتهم للدين ، ودخولهم في الإسلام كرها بعد عام الفتح ، ثم نفاقهم وشقاقهم بين المسلمين وقتالهم لأمير المؤمنين (ع) ، وتحركاتهم العدوانية وأعمالهم الشيطانية على الإسلام ، والقيام بالأعمال الوحشية ، والتهجمات البشعة على بلاد المسلمين والناس الآمنين ، ونهب أموالهم ، وقتل رجالهم ، وهتك أعراضهم مثل هجوم بسر بن أرطاة على الطائف واليمن والأنبار وغيرها ، وهجوم الأعور بني مرة مسلم بن عقبة بجيش الشام على مدينة الرسول (ص) في واقعة الحَرّة ، ونقض معاوية عهده مع الإمام الحسن (ع) وقتله بالسم ، وكذلك قتله حجر بن عدي وأصحابه ، وغيره من صحابة رسول الله (ص) ، وقتل يزيد حسينا (ع) وسبي أهله وحريمه ، وغير ذلك من الأعمال العدوانية والكفر والإلحاد المشهود منهم والمشهور عنهم في التاريخ ، كل هذا وتحسبونه من أمراء المؤمنين ! لعنهم الله !!
ولكن أبا طالب مع تلك المواقف المشرفة ، والسوابق المشرقة التي هي أظهر من الشمس ، تقولون ما آمن ومات مشركا !! أما يكون هذا وذاك من تأثير الدعايات الأموية !!
------------------------------------------------
(1) روى ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج14/67 ط دار احياء الكتب العربية روى حديثا سنده إلى أمير المؤمنين (ع) أنه قال: قال رسول الله (ص): قال لي جبرائيل: إن الله مشفعك في ستة : بطن حملتك آمنة بنت وهب ، و صلب أنزلك : عبد الله بن عبد المطلب ، و حجر كفلك : ابي طالب ، و بيت آواك : عبد المطلب و أخ كان لك في الجاهلية قيل : يا رسول الله و ما كان فعله ؟ قال : كان سخيا يطعم الطعام و يجود بالنوال . و ثدي أرضعتك : حليمة السعدية بنت ابي ذؤيب .
وروى في صفحة 68 عن الإمام محمد بن علي الباقر (ع) قال : لو وضع إيمان ابي طالب في كفة ميزان و إيمان هذا الخلق في الكفة الأخرى لرجح إيمانه ثم قال: أ لم تعلموا أن أمير المؤمنين عليا ع كان يأمر أن يحج عن عبد الله و ابيه ابي طالب في حياته ثم أوصى في وصيته بالحج عنهم .
وقال في صفحة 69 : وروي أن علي بن الحسين ع سئل عن هذاـ أي عن إيمان ابي طالب ـ فقال : وا عجبا ! إن الله تعالى نهى رسوله أن يقر مسلمة على نكاح كافر و قد كانت فاطمة بنت أسد من السابقات إلى الإسلام و لم تزل تحت ابي طالب حتى مات ، أي إذا كان أبو طالب غير مؤمن لفرق رسول الله بينه وبين زوجته فاطمة بنت اسد حينما أسلمت .
وقال في صفحة 70 : وقد روي عن ابي عبد الله جعفر بن محمد (ع) أن رسول الله (ص) قال : إن أصحاب الكهف أسروا الإيمان و أظهروا الكفر، فآتاهم الله أجرهم مرتين و إن أبا طالب أسر الإيمان و أظهر الشرك فآتاه الله أجره مرتين . قال : و في الحديث المشهور: أن جبرائيل (ع) قال للنبي(ص) ليلة مات أبو طالب : اخرج منها ـ أي مكة ـ فقد مات ناصرك .
أقول : والله لو كان واحد من هذه الاخبار يرد في اسلام أي رجل غير ابي طالب (ع) لتسلمه علماء العامة ومحدثوهم بالقبول ، وتلقوا إسلامه وايمانه أمرا مسلما بلا شك ولا ريب ، ولكنا ويا للأسف نجد هذه الشبهات تلقى حول ايمان ابي طالب واسلامه ، من بعض علماء العامة ولعل السبب في ذلك لأنه والد الإمام علي (ع) ولأن عليا ابنه سلام الله عليه !! " المترجم "
(2) القصيدة مطلعها كما في الديوان : ألا من لهم آخر الليل معتم طواني و أخرى النجم لم يتقحم " المترجم "
(3) قال ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج14 / 70 ، ط. إحياء الكتب العربية :
و أما حديث الضحضاح من النار فإنما يرويه الناس كلهم عن رجل واحد و هو المغيرة بن شعبة و بغضه لبني هاشم و على الخصوص لعلي ع مشهور معلوم و قصته و فسقه أمر غير خاف . " المترجم "
(4) سورة مريم ، الآية 46 .