|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 65883
|
الإنتساب : May 2011
|
المشاركات : 1,191
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
(( فَلَعَمري ما الإمامُ إلاّ الحاكم بالكتاب ::القائم بالقسط ))
بتاريخ : 30-11-2011 الساعة : 01:44 PM
(( فلَعمري ما الإمامُ إلاّ الحاكم بالكتاب . القائم بالقسط .
الداين بدين الحق. الحابس نفسه على ذات ألله ))
=========================
:من النهوض الحُسَيني إلى القيام المهدوي:
:وقفة قيَميّة في التأسيس والتطبيق:
=====================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين.
لقد بيّن الإمام الحسين /ع/ المواصفات الشرعية والحقيقية للحاكم المُسلم والصالح لقيادة المسلمين وتدبير امورهم الدينية والدنيوية
والذي تجبُ طاعته شرعا .
وذلك في رسالة أرسلها /ع/ إلى أهل الكوفة قائلاً::
(( فلَعمري ما الإمام إلاّ الحاكم بالكتاب . القائم بالقسط . الداين بدين الحق. الحابس نفسه على ذات ألله ))
/1/ الإرشاد/ المفيد / ص 204 .
وهنا يجبُ الوقوف المعرفي والمُتفحِّص للتأسيس على ما بيّن الإمام الحسين/ع/
من مواصفات صالحة وحكيمة لشخص الحاكم أو دولته بشكل عام
فالإستناد في حكم الأمة إلى دستور سديد مثل كتاب ألله العزيز (القرآن الكريم)
يعطي
لنفس الحاكم ودولته مشروعية ورسمية في تدبير وإدارة إمور المسلمين دينيا ودنيويا.
فضلا عن منحهم الثقة بالدين والمنهج القرآني إن تم الأعتماد عليه عمليا وتنظيريا.
وهذا ما ستتوفر عليه دولة الإمام المهدي /ع/ في المستقبل الموعود
فدستورها سيكون القرآن الحكيم وحاكمها به الإمام المهدي/ع/.
وبإذن الله تعالى.
والحكم بالكتاب ومنه (القرآن الكريم) ومن قبل النبي أو الإمام/ع/
كدستور للناس أجمعين هو حقيقة قرآنية أكدتها النصوص الشريفة
في مواضع متعددة منها::
قوله تعالى:
{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }البقرة213
{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً }النساء105
:والمقصود بالكتاب هنا :القرآن الكريم:
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }المائدة48
{وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ }الأعراف170
أي:
والذين يتمسَّكون بالكتاب وهو القرآن الكريم هنا ويعملون بما فيه من العقائد والأحكام
ويحافظون على الصلاة بحدودها, ولا يضيعون أوقاتها, فإن الله يثيبهم على أعمالهم الصالحة, ولا يضيعها.
وهذه الآية الشريفة أكّدت على لزوم التسمك الفعلي بجوهر القرآن الكريم والحكم به حياتيا بين الناس.
والمحافظة على الصلاة الواجبة.
وهذان العنصران: عنصر المسك بالكتاب وإقامة الصلاة :
هما وقود التغيير في الذات والمجتمع وإصلاحه وهما أيضا مَطلبا الإمام المهدي/ع/ في حركته وظهوره وقيامه الشريف
كما بينّ ذلك الإمام الحسين/ع/ من قبل في توصيفه لماهية الإمام الحق الحاكم بالكتاب):
{وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }النحل64
أي:
وما أنزلنا عليك القرآن الكريم -أيها الرسول الأكرم محمد(صلى الله عليه وآله وسلّم)
إلاّ لتوضح للناس ما اختلفوا فيه من الدين والأحكام;
ولتقوم الحجة عليهم ببيانك ورشدًا ورحمة لقوم يؤمنون.
{وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَـؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }النحل89
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحديد25
أي:
لقد أرسلنا رسلنا بالحجج الواضحات, وأنزلنا معهم الكتاب بالأحكام والشرائع
وأنزلنا الميزان؛ ليتعامل الناس بينهم بالعدل
وأنزلنا لهم الحديد, فيه قوة شديدة
(وهنا يكون المعنى كناية عن القوة التنفيذية التي يجب توافرها في كيانية الدولة العادلة والحاكمة بالكتاب)
ومنافع للناس متعددة( أي ومنها تمكين الدولة العادلة من بسط نفذوها الحق وبالقوة التنفيذية العادلة والإجرائية فضلا عن المنافع الأخرى)
وليعلم الله علمًا ظاهرًا للخلق من ينصر دينه ورسله بالغيب. إن الله قوي لا يُقْهَر, عزيز لا يغالَب.
وهذه الآية الشريفة توفرت هي الآخرى على العنصريين المركزيين في ماهية الإمام المعصوم/ع/ وهما:
الحكم بالكتاب والقيام بالقسط.
وهما أيضا مما أكّدَ عليهما الإمام الحسين/ع/ في نصوصه الشريفة في نهضته الخالدة.
و هذان أيضا وصفان نعتقد يقيناً بتوفرهما في هوية الإمام المهدي/ع/ وقيامه الشريف.
فالروايات أكّدت بخصوص ظهور وقيام الإمام المهدي/ع/ بأنه /ع/ سيعيد العمل بالكتاب ويقوم بالقسط.
وروي عن الإمام جعفر الصادق/ع/ أنه قال:
((والله لكأني أنظرُ إليه بين الركن والمقام يُبايع الناس على كتاب جديد (القرآن الكريم)، على العرب شديد))
إنظر/الغيبة/النعماني/ص200.
:أي :
بمعنى أنه /ع/ سيُعيد الحكم بالكتاب وكأنه جديد في هويته وجوهره الذي هجره الناس مليّا فكان عليهم شديدا.
وقد صرّحتْ الروايات الصحيحة بأنّ القائم بالقسط هو الإمام/ع/ بصورة عامة
وإمامنا المهدي/ع/ أبرز مصاديق القائمين بالقسط في وقتنا وقت الغيبة الكبرى وفي وقت ظهوره وقيامه بالحق
فقد ورد في ::
تفسير العياشي (محمد بن مسعود) ج1/ص166/
عن الإمام محمد الباقر/ع/ أنه قال::
حينما سُئِلَ عن معنى قوله تعالى::
((وأولوا العلم قائما بالقسط))
قال/ع/ هم الأنبياء والأوصياء وهم قيامٌ بالقسط والقسط ::العدل في الظاهر .
وعن مرزبان القمي :قال:
سألتُ أبا الحسن /ع/ يقصد الرضا/ع/
عن قوله تعالى ::
((وأولوا العلم قائماً بالقسط))
قال/ع/ :هو الإمام :
وإنّ ّ تأكيد الإمام الحسين/ع/ على مفردة (( القائم بالقسط))
لهوأمرٌ في غاية الأهمية والحكمة في تأسيس الدولة وبسط نفوذها على المسلمين.
والأمر الأهم من ذلك هو أن يكون دين الحاكم دين الحق لا الباطل وأن يعمل لله تعالى لا أن يؤسس لذاته ولشهواته الدنيوية وتاركاً مصالح وصلاح المسلمين خلف ذاته.
والقارىء اللبيب في قرآته لهذا النص يَذعن لحقانية ومشروعية الإمام الحسين/ع/ ومدى إلتزامه بضرورة توفر الأهلية والشرعية في شخص الحاكم للمسلمين
وعدم السماح للظالمين من التسلط على رقابهم.
فالعمل والحكم بكتاب ألله تعالى واجب شرعي وإتباع منهج العدل والقسط في التعاطي مع امور المسلمين وتدبيرهم هو مطلبٌ عقلاني وقرآني مركزي وحيوي .
إنّ كلّ تلك المُرتكزات الشرعية والعقلانية من ضرورة الحفاظ على العمل بكتاب ألله
والسير على منهج العدل والمساواة بين الناس وعدم ظلمهم جعلت الحسين/ع/ يتحرك سريعا لمعالجة الموقف آنذاك.
فإصراره /ع/ في رفض بيعة يزيد وبقوة هو لأجل عدم إعطاؤه الصفة الشرعية والقانونية في حكمه للمسلمين.
ولذا أبلغ /ع/ والي المدينة ( الوليد بن عتبة) قائلاً له وبصورة نهائية :::
(( أيها الأميرُ
إنّا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة بنا فتح ألله (أي فتحٌ بنبوة محمد /ص/وبإمامة علي/ع/ وبنيه المعصومين )
وبنا ختم ( أي بإمامة المهدي/ع/ خاتم الأئمة المعصومين/ع/ )
ويزيد الفاسق فاجر شارب الخمرقاتل النفس المحترمة
مُعلِن بالفسق والفجور ومثلي لا يُبايع مثله))
/ إنظر/ أعيان الشيعة/ السيد محسن الأمين/ القسم الأول/ج4/ص183/184/.
وفقرة::
((ومثلي لا يُبايع مثله))
هي مقولةٌ مُقدّسةٌ::
تختزل في عمقها وواقعها القيمي المبدأ الحق والمائز التشريعي والشخصي بين المعصوم وغيره.
وهي تُشكّل نقطة إلتقاء ونظام في هويتي الإمام الحسين والإمام المهدي(عليهما السلام)
فكلاهما لم يكن في عنقهما بيعة لإحدٍ
كما حصل مع الإمام الحسين /ع/ في رفضه القاطع لمبايعة الطاغية الظالم يزيد(لعنه الله).
وكذلك سيكون الحال مع إمامنا المهدي/ع/ فإنه سيخرج وليس في عنقه بيعة لأحدٍ.
وهذه الحقيقة أكدتها الروايات بصورة لاتقبل النكران:
فعن أبي عبد الله (الإمام الصادق) عليه السلام أنه قال :
(( يُبعَثُ القائمُ وليس في عنقه بيعة لأحد))
الإمامة والتبصرة/ابن بابويه القمي/ص/116.
وأخيرا يجب أن نوظّف القضية الحسينية الشريفة ونهضتها القيمية في بث ثقافة العمل بالكتاب القرآن الكريم والتعايش بالقسط مجتمعيا
وتنشيط هذين العنصرين في حياتنا الفردية والجماعية بصورة تُسهم ولوبالحد المُمكِن والمقدور عليه في تعجيل فرج إمامنا المهدي/ع/ وتقريب قيامه بالحق والعدل.
وسلام على الحسين في العالمين
وعجّلَ الله تعالى فرج إمامنا المهدي(عليه السلام)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي::النجف الأشرف:
|
|
|
|
|