المناعة هي القوة التي يكتسبها الإنسان ليقاوم العدوى ، ويتغلب عليها ، وهي دفاع الجسم البشري ضد غزو الجراثيم التي تسبب المرض ، ويكتسب الإنسان نوعا من المناعة الطبيعية بالتعرض المتكرر للجراثيم.
والأطفال عند الولادة ولوقت قصير بعدها يكتسبون بعض المناعة من أمهاتهم بواسطة دم المشيمة فتوفر هذه المناعة المورثة حماية مؤقتة للمولود.
والجسم نفسه يشكل مناعة فاعلة خلال صراعه مع الجرثومة المهاجمة ، وتتكون من رد الفعل أجسام مضادة تدوم عادة مدة من الوقت أطول من حالة المناعة المنفعلة ، وقد تعلم الإنسان أن يقلد غزو الجرثومة بحقن الجسم بلقاح من هذه الجرثومة بعد أن يبطل مفعولها أو يخففه أو بمنتجات جرثومية خاضعة لحالات مضبوطة ومصنوعة بشكل لقاح ، وهنا يتجاوب جسم الإنسان مع هذا اللقاح ، وينتج أجساما مضادة تكسبه مناعة فعالة تقيه شر الغزوات اللاحقة من قبل الجراثيم المشابهة لها أو القريبة منها.
بما أن الهدف من التطعيمات هو بناء مناعة (أي تكوين أجسام مضادة) ضد الأمراض المعدية فسنقوم بالتوضيح بشكل مبسط أنوع المناعة.
أنواع المناعة :
المناعة في جسم الإنسان تنقسم إلى قسمين :
1ـ مناعة طبيعية Natural immunity
2ـ مناعة مكتسبة Acquired immunity
إن الله عز وجل قد وهبنا وسائل للدفاع ضد الأمراض منذ الولادة ، أي وسائل دفاعية طبيعية أو غير مكتسبة
ومنها الطبيعية :
1ـ الجلد والأغشية المخاطية
2ـ الأحماض والخمائر
3ـ البلعمة (خلايا البلع)
المناعة المكتسبة :
هي النوع من المناعة يتم اكتسابه بعد تعرض الجسم لأحد أنواع الجراثيم ، ولذلك سميت بالمناعة المكتسبة ، وبما أنها تمتاز بصفة النوعية لأحد أنواع الجراثيم فيطلق عليها أيضا اسم المناعة النوعية.
عند تعرض الجسم لجرثومة معينة لأول مرة يتم (خلال عملية البلعمة السابقة الذكر) التعرف على جميع خواص الجرثومة من قبل خلايا المناعة (الخلايا الليمفاوية) ، ويتم تكوين وإفراز أجسام مضادة نوعية antibodies لهذه الجرثومة بواسطة أحد أنواع الخلايا الليمفاوية ، وتقوم خلايا أخرى تسمى بخلايا الذاكرة باكتساب ذاكرة للخواص المميزة لتلك الجرثومة ، وبالتالي تصبح جاهزة لتكوين وإفراز أجسام مضادة بكميات كبيرة وبسرعة إذا ما تعرض الجسم لتلك الجرثومة مرة أخرى ، التحصين بواسطة اللقاحات يعتبر طريقة آمنة لتعريض الجسم لمسببات الأمراض وبالتالي اكتساب مناعة ضدها.
حصن طفلك :
إن المولود ساعة ينتقل فجأة إلى بيئة جديدة لا تؤمن له نفس الراحة والحماية التي كان ينعم بها وهو في داخل الرحم ، يأتي إلى هذا العالم مسلحا بمناعة شبيهة بمناعة أمه ، وهذه المناعة الطبيعية التي انتقلت إليه من أمه بواسطة المشيمة لا تقيه من الأمراض إلا لفترة من الزمن ؛ لأنها تزول من خلال الأشهر الأولى من حياته ويصبح بدون مناعة وعرضة للأمراض ، ومن المسلم به الآن أنه إذا توفر للطفل التلقيح المبكر فإنه يستطيع أن ينتج أجساما مضادة ، ومع أن الأجسام المضادة المنتقلة من الأم إلى المولود تحدث مفعولا مانعا يؤثر على تشكيل الأجسام المضادة الناتجة عن التلقيح ، فإن هذا المفعول الجزئي لا يمنع جهاز الطفل نفسه من إنتاج الكفاية من الأجسام المضادة الفاعلة.
فالتلقيح في سن مبكر ابتداء من الشهر الأول يثير حس الطفل إلى الجرعات المنبهة الأخرى من اللقاح أو إلى عزوة لاحقة من الجراثيم ، وهناك عدد من أمراض الطفولة يمكن الوقاية منها وباستطاعتنا حماية الكفل من مثل هذه الأمراض عن طريق التلقيح.
إذا الطريق الأفضل لضمان صحة أفضل لطفلك هي الوقاية من الأمراض ، والطريق الأفضل لمنع حدوث عدد من الأمراض مثل الحصبة النكاف (أبو كعب) حصبة ألمانية الالتهاب الكبدي الوبائي (ب) وجدري الماء (عنكز) السعال الديكي ، الكراز ، الدفتيريا ، شلل الأطفال ، وأمراض أخرى هو أن تتأكد من أن طفلك يتلقى التحصين الملائم.
حاليا تستطيع تحصين طفلك ضد 10 أمراض في أغلب الحالات تعطى التطعيمات بشكل حقن ، ويلزم عدة حقن للحماية الكاملة ، والفترة التي يتم تطعيم الأطفال خلالها تمتد منذ الولادة إلى عمر سنتين ، بعض الأمراض تحتاج إلى جرعات منشطة بين الأعمار 4 و 6 سنوات والأعمار 11 و 12 سنة.
كيف تعمل التطعيمات ؟
التطعيمات تحمي من الأمراض المعدية التي يمكن أن تسبب أمراضا خطرة أو الموت ، عادة تعطى التطعيمات عن طريق الحق أو الفم ، والتطعيمات تحتوي على شكل واهن أو ميت من الجراثيم المسببة للأمراض المراد التحصين ضدها والتي يستطيع الجسم السيطرة عليها ، ومن ثم بناء مناعة ضدها (تكوين أجسام مضادة).
هذه الأجسام المضادة تساعد الجسم على التعرف على الجراثيم ، وبالتالي منع المرض من الحدوث إذا تعرض الشخص إلى العدوى في المستقبل تكوين الأجسام ضد الجراثيم المسببة للأمراض تسمى مناعة؟
هل التطعيمات آمنة ؟
في الغالبية العظمى من الحالات لا تسبب التطعيمات آثارا جانبية شديدة ، ولكن بعض التطعيمات ربما تسبب بعض الألم البسيط والورم في موقع الحقن ، بعض الأطفال يصابون بحمى بسيطة ، ويحتمل أن يشعروا بالنعاس أو يصبحوا سيئ الطبع ، في الحقيقة الإصابة بأمراض مرحلة الطفولة الخطيرة أخطر بكثير من تعرض الطفل لعرض جانبي ناتج عن التطعيم.
تطعيمات الأطفال اللازمة حسب تعليمات وزارة الصحة السعودية
عند الولادة :
· الدرن
عند إكمال 4-6 سنة (عند دخول رياض الأطفال أو الابتدائية):
· الثلاثي البكتيري
· شلل الأطفال (جرعة منشطة ثانية)
إرشادات للتغلب على الآثار الجانبية للتطعيمات :
ـ تجنب إطعام الطفل نصف ساعة بعد إعطائه تطعيمات لشلل الأطفال ، غالبا ما يصاحب تطعيم الثلاثي حرارة ترتفع حتى (39 درجة) لمدة يوم أو يومين استخدمي دواء خافض للحرارة وزيدي كمية السوائل وخففي الملابس وبردي الغرفة.
ـ قد يصاحب الثلاثي والثنائي والبنمو ألم بالساق شديد يمنع الطفل من المشي يوم أو يومين ، لا تقلقي ، ضعي كمادة باردة على موضع التطعيم.
ـ أحيانا يصاحب تطعيم الحصبة وجدري الماء طفح أحمر صغير عابر على الجسم.
ـ كثيرا ما يصاحب التطعيم ألم موضعي لمدة يومين استخدمي الكمادات الباردة.
ـ يتبع تطعيم الدرن بعد شهر تقريبا قيح قد يستمر لمدة أسابيع نظفي بالماء المعقم وغطيه بضمادة ناشفة دون أي مطهر ، وسيترك أثرا دائما (ندية).
ـ قد يترك التطعيم ورما موضعيا صغيرا لعدة أسابيع لا تقلقي وسيختفي بعد ذلك.