بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
المؤمن يحاول جاهدا أن يتقرب إلى الله ويؤدي ماعليه من حقوقٍ تجاه مولاه .. ولكـن ..
هل ينتهي دورنـا بتأدية العبادات ..!
وهل تاكدنـا من صلاح اعمالنـا وقبولهـا عند الله ..
هل تاكدنـا من درجة إخلاصنـا في العمـل ..
وهل تأكدنـا من إكتمـال العمل وإتقانـه ..
هل تجنبنـا أسباب نقص ثواب الاعمال أو فسادها والعياذ بالله ..
أمـور كثيرة تجعل المرء في خوفٍ على نفسه وعلى أعماله الصالحة .
فكيف بهذه الاعمال المشوبة بالكثير من النواقص تتوج بالشرك
عن طريق إضافة الريـاء إليها والعياذ بالله ..
والمصيبة تكمن فيمن يعزز الرياء في نفسه بالتهاون فيه و استدعاء مسبباته
فليس المحك تأدية العمل .. بل الإخلاص فيه وإتقانه و المحافظة على ثوابه ..
ومدافعة محبطاته وبذل أسباب المحافظة عليه حتى نكون جديرين برحمة الله ..
فلا يجدر بأحدنـا ان يتلقى الإطراءات على أعماله الصالحة بكل فرح وسرور
دون أن يستشعر نفورا في دواخله من ذلك وكرها له ويتوقع فساد عمله وضياع ثوابه
عليه ان يطرد مشاعر الفرح ويدافعها ويبتعد عن أسباب حضورها في نفسه ويتذكر أن عمله لله ..
فالله الله في أنفسنـا وفي أعمالنـا ..
والله الله في مجاهدة النفس..
فمن كان حريصا على عمله الصالح فليجتهد في إخفائه وكتمانه إلا ان يكون في إظهاره
مصلحة كأن يمثل قدوة حسنة لغيره أوليشجع على عمل الخير والدعوة إليه مع مراعاة أن يكون الشخص قوي الإيمان قادرا على مدافعة الرياء وطرده من قلبه حتى لا يفسد عمله ..
فما قيمة عملٍ يذهب حاصله للناس في مقابل بضع كلمات رخيصةٍ يمتدحك الآخرون بهـا
ليحرموك ماهو خير من الدنيا ومافيها .. ألا وهو (الثواب) .
إذن لنجتهد في الله في إقفـال هذا الباب .. وتجنب مسببات فتحه من جديد ..
وإيانـا والتساهل فالأمر جـد خطير .. ومن كـان محبـا لأخيه فليحفظ له عمله ولا يفتح له بابا
للريـاء بكثرة الإطراء .. وخاصة تجـاه من نعلم في قلوبهم ضعفا وتأثرا بالإطراء .