الهام القمر
....كعادته يتسلل إلى البيت فهو غالبا ما يتأخر في الدخول يجد أكله محفوظا فوق الطاولة الصغيرة.مغطى كي يبقى طريا و لكي لا تصله الحشرات.في هدا البيت الصغير و المتواضع نشئ هدا المنزل الذي تملئه الحياة فاحمد الطائش لا يسكت طيلة تواجده بالمنزل يثرثر ويضحك و يجعل من المنزل مسرحا بسيناريو كوميدي .في الصباح و كعادته يخرج للبحث عن عمل بينما الأم و الأب المتقاعد يمكثان بالبيت أو يخرجان للمشي و رغم كبر سنهما فهما في كامل نشاطيهما .تنقضي يوم أخر دون العثور على عمل لكن احمد شاب صبور و لديه روح عالية.توالت الأيام ليجد احمد عملا بمساعدة من احد زملائه القدامى في إحدى المكتبات في خضم العمل كان يأخذ من وقته لينغمس في هوايته فهو كاتب قصص و أشعار و يحلم أن يقرأ كتاباته الكل .لم يكن يعرف أن ما يحلم به سيصبح يوما ما حقيقة و ما زاد إلهامه مدينته الصغيرة على البحر الغروب و صديقه القديم القمر فقد كان يخرج كل ليلة يجلس على رمال البحر الذهبية يراقب الأمواج و ضوء القمر الذي طالما كان يرسل إليه بإشارات تجعله يكتب روائعه.و كان غالبا ما يسمع القمر ما يكتبه و يحلم أن يحدثه القمر عن سر من أسراره.ولكن ذات يوم خفت ضوء القمر و لم يكن كما كل يوم فاليوم التالي توفي والداه في حادث اليم فلزم المنزل فترة ليست بالقصيرة حتى سأل عنه رب عمله و تخطى جرحه لكن و في تلك الليلة عاتب احمد القمر إلا انه كان يعلم بما سيحصل لكنه لم يخبره فقال له
أتبكي وأنت من أبكاني كيف عساك تبكي على لحن من الحاني.
لكنه لم يكن يعلم أن اليوم التالي ينتظره حلمه بعد الذهاب إلى العمل صفق له الكل و هنئوه و اخبره رب العمل عن إعجابه بأعماله وانه سينشرها لم يصدق من فرحته فقد تحقق حلمه و سيقرأ أعماله الكل في تلك الليلة عاد بعد غياب طويل عن القمر ليشكره وقال.
أنت الذي أبكاني و من قلبي سرق الحاني
أنت من أشجاني و بضوئه البسمة أهداني.
و ابتسم القمر و عاد كل لمكانه و إلى عالمه و نام احمد ليحلم بشيء جديد ليحققه يوما ما.