الكتاب: أيّام الحسين (عليه السلام)، وهو فصلٌ من كتاب (الدُّرّ المسلوك في أحوال الأنبياء والأوصياء والخلفاء والملوك).
المؤلّف: أحمد بن الحسن العاملي، أخو الحرّ العاملي (ت بعد سنة 1120 هـ).
المحقّق: السيّد علي جمال أشرف.
الناشر: دار الأنصار ـ قمّ المقدّسة.
الطبعة: الأُولى ـ سنة 1329 هـ.
• أُسلوب جديد:
إنّ الأهداف المُتوخّاة والغايات المقصودة، هي وراء الابتكارات التي يصنعها الإنسان ويُخرجها إلى الواقع، بعد أن تبدأ بفكرة وتتحرّك بمثابرة فتنتهي إلى ثمرة، والذي يبدو من أعمال السيّد أشرف ـ باعتباره متخصّصاً في مضمون المكتبة الحسينيّة ـ أنّه أراد أن يقطف ما تَصِل إليه يده من الزهور التي فيها رائحةُ سيّد الشهداء (عليه السلام) ونسائم كربلاء، فيُودعها الحديقة الحسينيّة الزاكية، فألّف من كتاب (بحار الأنوار) للشيخ المجلسيّ (رحمه الله) كلَّ ما ورد فيه حول الإمام أبي عبد الله الحسين (سلام الله عليه)، وجمعه في كتابٍ أسماه (الإمام الحسين (عليه السلام) في بحار الأنوار)، ووضع لأخباره ومواضيعه ما يقتضيها من العناوين الجانبيّة، وطعّمها ببياناته وتوضيحاته النافعة.
ثمّ جاء إلى كتاب (ناسخ التواريخ) للمؤرخّ الشهير محمّد تقي سِبِهْر (لسان المُلك)، وهو كتابٌ ضخم وباللغة الفارسيّة، فترجم القسم المتعلّق بحياة سيّد الشهداء الحسين (صلوات الله عليه) إلى اللغة العربيّة، وحقّق المتن، فأخرجه في أربع أجراء ضمّها مجلّدان.
بعد ذلك أقبل على (الدرّ المسلوك)، فاقتطع منه الفصل الذي تناول فيه الأيّام المتعلّقة بشهادة سيّد شباب أهل الجنّة أبي عبد الله الحسين (سلام الله عليه)، ليَصبَّ فيه عنايته: تصحيحاً وتحقيقاً، وبياناً وتعليقاً، ثمّ ليُودِعَه المكتبة الحسينيّة التي توافدت عليها آلاف الكتب المتخصّصة في شؤون الإمام الحسين وما يتعلّق به مِن قريبٍ أو بعيد.
ولعلّ هذا الأسلوب يُسهّل للمتخصّصين مراجعة المصادر الخاصّة، ويجعل المؤلّفات في المستقبل تتوزّع إلى المكتبات التخصّصية، بدل أن تنطوي في دفائن الكتب حتّى تغيب عن الكثير.
• مقدّمة المحقّق:
توزّعت على ثلاثة أقسام:
القسم الأوّل: تضمّ حمداً لله (تبارك وتعالى)، وصلواتٍ عاطرة على النبيّ المصطفى المختار وآله الطيبين الأطهار، وتمجيداتٍ شريفة للإمام الحسين سيّد الشهداء، وأدعيةً مستفادة من مصادرها، إضافة إلى نصوصٍ ضمنيّة في بعض مناقب أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) على صحيفة اللوح وعن لسان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأئمّة الحقّ والهدى (صلَواتُ الله عليهم)، وإشارة نابهة إلى ظهور المنقذ المصلح لهذا العالم والمنتقم من القتلة المجرمين المفسدين، ذلكم المهديّ المنتظر (سلام الله عليه).
القسم الثاني: اختصّ بالتعريف بالمؤلّف، فنقل ترجمته من (أعيان الشيعة) للسيّد محسن الأمين، و(تكملة أمل الآمل) للسيّد حسن الصدر، و(تراجم الرجال) للسيّد أحمد الحسيني، و(الذريعة إلى تصانيف الشيعة) لأقا بزرگ الطهراني، فعرّف به على هذا النحو:
أحمد بن الحسن بن عليّ بن الحرّ العاملي المَشغَري، أخو صاحب (وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة). ثمّ ذكر نسبه المتّصل بالحرّ بن يزيد الرياحي الشهيد بكربلاء، وأنّه وُلد سنة (1034 هـ)، وقد أتمّ كتابه (الدرّ المسلوك) سنة 1086 هـ، وكانت له رحلات بدأها من سنة 1070 هـ من جبل عامل إلى مراقد الأئمّة (عليهم السلام)، عاد بعدها إلى دمشق، وفي سنة 1078 هـ ترك بلاده وأملاكه بسبب الفتن، فتوطّن في مدينة مشهد الرضا (عليه السلام)، حتّى اختير فيها شيخَ الإسلام بعد وفاة أخيه الشيخ الحرّ العاملي.
إشتغل بالتدريس والإفادة أينما حلّ، وكان أديباً شاعراً فاضلاً، ذكر له الطهرانيّ آقا بزرگ مؤلّفاتٍ عديدة، منها: كتاب تاريخ، وكتاب تفسير، وروض الناظرين في علم الأوّلين والآخِرين، وجواهر الكلام في الخصال المحمودة في الأنام.
القسم الثالث: عَنْوَنه المحقّق بـ: الكتاب وعملنا فيه؛ عرّف من خلاله بالكتاب على نحو التفصيل، وذكر نُسخَه المخطوطة التي حصل عليها العلماء أو سمعوا بها، ثمّ قال: "فالكتاب إذن تاريخ مفصَّل، ومصدر مُعتمَد رجع إليه المؤلّفون والمحقّقون، بَيْدَ أنّنا أخذنا منه ما يخصّ الإمام الحسين (عليه السلام)، وقد ذكره المؤلّف تحت عنوان: فصل في ذِكر أيّام الحسين (عليه السلام)، وقد اعتمدنا في عملنا على المصوَّرة الموجودة في مكتبة آية الله المرعشيّ النجفي (رحمه الله) في قمّ المقدّسة تحت الرقم 259.
ويبدو أنّ المؤلّف (رحمه الله) اعتمد غالباً في تحرير أيّام الحسين (عليه السلام) على كتابَي: (اللهوف) للسيّد ابن طاووس، و(العقد الفريد) لابن عبدربّه، وقد عمدنا إلى النصوص فوثّقناها باختصار، وأضفنا إلى الكتاب عناوينَ داخليّة جعلناها بين معقوفتين".
• الكتاب هكذا:
يبدأ بالمقدّمة، فيُعرّف على هذا النحو:
كنيته: أبو عبد الله، لقبه: الشهيد، مكان ولادته: المدينة، يوم ولادته: ثالث شعبان، سنة ولادته: أربع من الهجرة.
كما يبدأ السيّد المحقّق بدرج المصادر في الهامش لكلّ نصٍّ أو معلومة يذكرها المؤلّف.
ثمّ يستمرّ الكتاب في مواضيعه، كما يستمرّ معه المحقّق في وضع عناوينها: إخبار رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بشهادته (عليه السلام)، إخبار أمير المؤمنين (عليه السلام) بشهادته (عليه السلام)، خبر هلاك معاوية وموقف الحسين (عليه السلام)، توجّه الحسين (عليه السلام) إلى مكّة، أحداث الكوفة إلى شهادة مسلم بن عقيل (رضوان الله عليه)، خروج الحسين (عليه السلام) مِن مكّة، النزول في كربلاء، لَمّا أصبح يومُ عاشوراء، مبارزة سيّد الشهداء (عليه السلام) وشهادته، المصيبة العظمى، ما بعد الشهادة، دخول السبايا إلى الكوفة، تسيير السبايا إلى الشام، من الشام إلى كربلاء، رجوع أهل البيت (عليهم السلام) إلى المدينة.
هذه هي العناوين الأصليّة في الكتاب، وضعها المحقّق مضيفاً إليها عناوينَ جانبيّةً أو داخليّة، ليكون للوقائع تقسيماتٍ خاصّة، لينتهي الكتاب وقد بلغت صفحاته 110 صفحات تقريباً مع تخريجاتها وتحقيقاتها.
بعد ذلك يضع السيّد المحقق نسخةً خطيّةً للكتاب كان قد استفادها في إخراج الكتاب وتحقيقه، وقد بلغت 30 صفحة، لينتهي الكتاب كلّه إلى فهرسة موضوعاته.