بسمه تعالى
( مرحلة ما بعد الظهور والقيام / حال او دور شيعة العراق خصوصا , والعراق والعراقيين عموما )
نضع ما وجدناه من روايات تخص المطلب وكما ادناه :
1- على بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى ; وأحمد بن علي الاعلم قالا: حدثنا محمد بن على الصيرفي، عن محمد بن صدقة ; وابن اذينة العبدي ; ومحمد ابن سنان جميعا، عن يقعوب السراج، قال: سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول: " ثلاث عشرة مدينة وطائفة يحارب القائم أهلها ويحاربونه: أهل مكة، وأهل المدينة، وأهل الشام، وبنو امية، وأهل البصرة، وأهل دست ميسان(1)، والاكراد، والاعراب وضبة، وغني، وباهلة، وأزد، وأهل الرى ".
___________________________________
(1)في المراصد " دستمسان " بفتح الدال وسين مهملة ساكنة، وتاء مثناة من فوقها وميم مكسورة وآخره نون -: كورة جليلة بين واسط البصرة والاهواز، وهى إلى الاهواز أقرب، قصبتها بساسى، وليست منها ولكنها متصلة بها، وقيل: قصبة دستميسان الابلة فتكون البصرة من هذه الكورة - انتهى.
وفى البحار " دمسان " وقال العلامة الملجسى: هذا مصحف " ديسان " وهو بالكسر قرية بهراة ذكره الفيروز آبادى وقال: دوميس - بالضم -: ناحية بأران - اه.
وفى نسخة " دشت ميشان ".
اقول : هذه الرواية تذكر من بين الطوائف والمدن التي تحارب الامام الحجة ع بعد قيامه كلا من " أهل البصرة كمدينة ،،، والاكراد لعله كقومية وطائفة او اهل بلد او الاثنين معا لتواجدهم في اكثر من مدينة معروفة )
والتصور العام الذي يمكن استحصاله عند النظر لمثل هذه رواية ( على فرض صحة متنها ) ان هذه المدن التي تخرج على الامام الحجة ع وبتوصيف المعصوم ع ( اهل مدينة ) يحتمل منه امرين :
الاول : عموم / اغلب اهل المدينة المذكورة ، وهذا " يرجح خاصتا " اذا كان التوجه العقائدي لِأهلها على غير مذهب آل البيت ع ! فهنا سيكون الاختلاف العقائدي اصلا حاضرا ولعه الموقف من الظهور وآياته اخذ بهم الى جهة الباطل كما الحال مثلا في اهل مكة النواصب .
الثاني : ان يكون هذا ويصدق على اصحاب القوة الحاكمة او جهة قوية منحرفة منهم لها شوكة ولعل لها قاعدة شعبية من اهل تلك البلدة بحيث تطغى على الموقف العام لاهل تلك البلدة ، ولا اثر مهم لعموم الباقين وان كثروا لضعفهم وتشتتهم ! . ( ونحتمل هذا مثلا في اهل البصرة لعلمنا انها بلدة موالية بالعقيدة عموماً ولكن ليس مستبعد تسلط ونفوذ فكر منحرف يكون له قوة وسيطرة على الموقف العام ، علما ان بعض الاحداث المذكورة نظن انها للتنبيه من فتن آخر الزمان وتُعيّـن بالمحل الجغرافي والتوجه العقائديحتى ينتبه جيل عصر الظهور لها، والله اعلم )
بالنسبة للاكراد ، فأن لهم في فهم موقفهم نوع تركيب خاص ، فهم بين الجذب القومي والتوجه العقائدي ، وكلا العنوانين يعمل في الجانب السلبي لموقفهم من الظهور وثورة الامام الحجة ع . ويتفعّل لعله بالخروج والرفض ومن ثم اضطرار الامام الحجة ع لانهاء فتنتهم بالقوة . والله اعلم .
********************
2- عن الإمام زين العابدين عليه السلام قال : ( ... ثم يسير حتى ينتهي إلى القادسية ، وقد اجتمع الناس بالكوفة وبايعوا السفياني ). ( البحار : 52/387 ).
اقول : يظهر من مقطع الرواية اعلاه وبالرغم من اختصارها وعدم وجود تفاصيل كافية ، إلا انه يمكن استحصال بعض الامور المهمة :
1- في تعبير المعصوم ع " اجتماع الناس ومبايعة السفياني " يظهر ان هناك في الكوفة سواء بعض المنحرفين من اهلها او القادمين اليها من محل آخر وبغض النظر عن نوع توجههم العقائدي ( سني او شيعي مثلا حيث ليس واضح في الرواية ) ، سوف يقفون في صف السفياني بالرغم من أنّ الكوفة واهلها تعتبر من رموز التشيع والولاء لأهل البيت ع تاريخيا ومستقبلا .
ولعل مثل هؤلاء الناس المذكورين في هذا المقطع يمكن الاستفادة منهم كقرينة او مثال لمن سيقوم بدور الوثوب على جاره الموالي للامام ع وقطع راسه ليقبض الجائزة كما في الرواية التالية :
* عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة ، فنادى مناديه من جاء برأس شيعة علي فله ألف درهم ، فيثب الجار على جاره ، ويقول : هذا منهم ، فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم ، أما إن إمارتكم يومئذ لا يكون إلا لأولاد البغايا وكأني أنظر إلى صاحب البرقع ، قلت : ومن صاحب البرقع ؟ فقال : رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم ولا تعرفونه ، فيغمز بكم رجلا رجلا أما إنه لا يكون إلا ابن بغي . (بحار الانوار 52/215)
اقول : يظهر ولعله سيكون حاكم الكوفة وقتئذ هو المقصود من قول المعصوم ع ( أما إنّ امارتكم يومئذ لا يكون الا لأولاد البغايا ) ، وصاحب البرقع من جواسيسه ، ونوعيتهما ونوع افعالهم تتطلب ارذل الناس خلقا وعقيدتا من اجل القيام بالدور هناك . فتأمل
********************
3- وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( ... ثم يتوجه إلى الكوفة فينزل بها ، ويبهرج دماء سبعين قبيلة من قبائل العرب ) ( غيبة الطوسي ص 284 ) .
اقول : لعل المقصود هو يهدر دماء من التحق من هذه القبائل بأعدائه كالخوارج والنواصب واجرموا فاستحقوا العقاب .
وليس واضح الانتماء العقائدي او المحل الجغرافي لهم ، وإن الارجح هو داخل حدود العراق ، وكذلك ليس بالغريب العدد الكبير اذا ما علمنا حال العراق في عصر الظهور وقيام القائم ع ، حيث سيكون مركز الصراع الاول ولاهم والاكبر ، مع تعدد انواع الفتن والرايات والاتجاهات المعادية لخط الظهور سواء المحلية او المتصلة بالاقليم المحيط .
*******************
4- وعن ابن أبي يعفور عن الإمام الصادق عليه السلام أن قال له : ( ... وإنه أول قائم يقوم منا أهل البيت يحدثكم بحديث لاتتحملونه ، فتخرجون عليه برميلة الدسكرة فتقاتلونه فيقاتلكم فيقتلكم ، وهي آخر خارجة تكون ). ( البحار : 52/375 ).
اقول : ليس معلوم بالدقة والتفصيل سبب هذه الفتنة التي تؤدي الى هذه الخارجة على الامام الحجة ع ، ولكن من حيث كونها آخرها وكذلك من حيث متعلقة بحديث ( موقف / امر ) يصدر عن الامام الحجة ع فلا يستطيع البعض تقبله ! يمكن احتمال انها من فتن الغربلة والتمحيص الخاصة والتي يراد منها استئصال جذور الانحراف واقامة العدل ،
ومثلها في المضمون : عن أبي بصير رحمه الله قال : ( ... ثم لا يلبث إلا قليلاً حتى تخرج عليه مارقة الموالي برميلة الدسكرة ، عشرة آلاف ، شعارهم يا عثمان يا عثمان. فيدعو رجلاً من الموالي فيقلده سيفه فيخرج إليهم فيقتلهم حتى لايبقى منهم أحد ). ( البحار : 52/333 ).
اقول : هذه الرواية اكثر تفصيلا ، وقولهم " يا عثمان يا عثمان " يبين اتجاههم العقائدي وهو الاتجاه الاموي / السفياني الناصبي ، ويظهر منها ان الخارجة من الموالي اي اغلبهم ليس من اهل العراق وليس من العرب ! فاذا كان كذلك فهذه قرينة تبين تنوع الطوائف والقوميات القادمة للعراق وتفاعلها مع الاحداث !
(( وتذكر بعض الروايات أنه عليه السلام يدعو اثني عشر ألف رجل من جيشه من العجم والعرب فيلبسهم زياً خاصاً موحداً ، ويأمرهم أن يدخلوا مدينة ( ما ) فيقتلوا كل من لم يكن لابساً مثلهم فيفعلون. ( البحار : 52/377 ). ))
********************
5- وعن الإمام الباقر عليه السلام قال : ( بينا صاحب هذا الأمر قد حكم ببعض الأحكام وتكلم ببعض السنة ، إذ خرجت خارجة من المسجد يريدون الخروج عليه ، فيقول لأصحابه : إنطلقوا ، فيلحقونهم بالتمارين فيأتون بهم أسرى ، فيأمر بهم فيذبحون. وهي آخر خارجة تخرج على قائم آل محمد صلى الله عليه وآله ) ( البحار ج 52 ص 345 ، والتمَّارين محلة بالكوفة ).
اقول : هذا المقطع الروائي ايضا يبين دقة وشدة التمحيص ، والظاهر ان هذه الخارجة قبل ان يصدر الامام الحجة ع احكامه ويبين بعض السنن ( الدينية / الشرعية كمرجح ) كانوا مع الامام ع باي شكل او درجة من التوصيف ! وايضا ليس معلوم بالدقة من اي اهل بلدة او بلد او اتجاه عقائدي كانوا لعلمنا وجود تنوع في الاتجاهات العقائدية والقومية التي تتداخل في العراق تلك الفترة ما بين ناصر ومعادي وبين ثابت ومشكك يفشل لاحقا في غربلة وتمحيص الموقف من دولة الامام الحجة ع وحكومته .
الباحث الطائي