روى الكليني في كتابه الكافي بعدة أسانيد و منها الصحيح عن حفص بن البختري قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) قال : إياكم والمزاح فإنه يذهب بماء الوجه.
و في رواية أخرى : ومهابة الرجال .
و بإسناد صحيح إلى عمار بن مروان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لا تمازح فيجترأ عليك .
و صح عن الحلبي عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : القهقهة من الشيطان .
و عن أمير المؤمنين عليه السلا قال : إياكم و المزاح فإنه يجر السخيمة ويورث الضغينة وهو السب الأصغر.
*المقصود في الروايات السابقة : كثرة المزاح أو المزاح الفاحش ، بقرينة عدة أحاديث ، منها عن الصادق عليه السلام قال : كثرة الضحك تذهب بماء الوجه .
و عنه ( عليه السلام ) قال : كثرة الضحك تميت القلب. ( أي تجعله يتجرد من الإحساس و الشعور بإتجاه الآخر ، و تورث القسوة و الضغينة )
🌹 أما المداعبة في حد الوسط فلا بأس بها ، كذلك بلا تجريح و لا فحش ، كما جاءت بها الروايات و منها صحيحة معمر بن خلاد قال : سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) فقلت : جعلت فداك الرجل يكون مع القوم فيجري بينهم كلام
يمزحون ويضحكون ؟ فقال : لا باس ما لم يكن ، فظننت أنه عنى الفحش ، ثم قال إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يأتيه الاعرابي فيهدي له الهدية ثم يقول مكانه : أعطنا ثمن هديتنا فيضحك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكان إذا اغتم يقول : ما فعل الاعرابي ليته أتانا .
و في رواية عن الصادق عليه السلام : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يداعب الرجل يريد أن يسره.
و في رواية عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) يقول : إن الله عز وجل يحب المداعب في الجماعة بلا رفث ( أي بلا فحش )
بسمه تعالى
هذا الموضوع مهم جداً و لابد من تسليط الضوء عليه بشكل أوسع ..
خصوصاً أن في بعض الحالات يقع المؤمن في اشكالات شرعية خطيرة و هو غافل و لا يعلم ..
أحسنتم كثيرا أستاذنا المكرم كتاب بلا عنوان .. وفقكم الله ..
يقول الشاعر
لا تشتري الهم الطويل بضحكة... فالضحك حزن قادم وغموم
وابك الحسين وصحبه في كربلاء... تشفى وتسعد إذ تزول هموم
تمحى الذنوب بدمعة مسفوحة... وتنال أجرا للحساب يدوم