* الغزو الفكري والإعلامي والثقافي اللاعقلاني , وغيرها من العوامل التي تصب في إحداث الغفلة التي تسود عالمنا , كلها مسببات لها تأثيرها الخطير والبارز , ويجب أن يكون هناك جداراً منيعاً في نفوسنا , كي لا تتمكن مثل تلك الأمور من النيل منا , وإغراقنا في نوم الغفلة ..
* وهنا لابد من الإشارة إلى مسألة ( وهي إن هناك فئات في مجتمعاتنا يتراءى لها إنها محصنة كلياً ضد أي تأثير قد يسبب لها الانحراف , ولكن نجدها ومن حيث لا تعلم منقادة ومبحرة في عوالم الغفلة ) ..
* وأيضا وجود فئات أخرى تكون بعيدة كل البعد عن تلك المسببات وتأثيراتها , ولكن نجد على أعينها غشاوة كبيرة , لنهجها للمنهج الخاطئ , وفلسفتها لأمور وتعاليم الدين الإسلامي وفق أهوائها ومصالحها الشخصية ..
** الآن نقف قليلاً على بعض معالم ودلائل تلك الغفلة في واقع مجتمعاتنا الإسلامية ..
1. الغرق في المسائل المادية , وحب المظاهر الخادعة ( المظاهر الشكلية الغير محبذة ) , أليست أنموذجا يدل على غفلة الشخص عن دينه ..
2. الحروب والاقتتال في عالمنا الإسلامي بين أبناء الشعب الواحد , والدين الواحد , والعقيدة الواحدة , والمذهب الواحد أيضا ..
3. الحروب الطائفية , والقتل على الهوية , أليس كل ذلك ينبأنا بخطر تلك الغفلة عن تعاليم الدين ؟
4. بالإضافة إلى تلك الأحاديث المذكورة أعلاه , والتي تبين حقيقة واقعنا المعاش حالياً , هذا أيضا حديث آخر يصب في نفس السياق ..
** في فساد مجتمعات آخر الزمان وانحرافاتها ..
( عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) ..
( يأتي على الناس زمان وجوههم وجوه الآدميين , وقلوبهم قلوب الشياطين , كأمثال الذئاب الضواري , سفاكون للدماء لا يتناهون عن منكر فعلوه , وإن تابعتهم ارتابوك , وإن تواريت عنهم اغتابوك , السنة فيهم بدعة , والبدعة فيهم سنة , والحليم بينهم غادر , والغادر بينهم حليم , والمؤمن فيما بينهم مستضعف , والفاسق فيما بينهم مشرف , ....... ) ,
هناك تكملة للحديث , ولكني اكتفي بهذا القدر فقط منه ..
** الآن وبعد أن ألقينا نظرة بسيطة على غفلة الناس عن تعاليم الدين الإسلامي بشكل عام , نأتي لتسليط الضوء على واقع الغفلة في عالمنا الشيعي الذي هو ليس بمنأى عن كل تلك التأثيرات السابقة ..
- ولارتباطنا بشكل أقوى بقضية الإمام المنتظر ( عج ) , قد يكون الحزن أعمق لنيل تلك المؤثرات والمسببات من عقول شبابنا وفتياتنا , صغيرنا وكبيرنا , ودخولهم في متاهات الغفلة الكلية ..
أولا .. ليس هناك أحد في مجتمعاتنا الشيعية , من ليس له معرفة ولو وسطحية بقضية الإمام المنتظر عليه السلام , وظهوره المبارك ..
ثانيا .. عدم الإطلاع والمعرفة الكافية لأطروحة الإمام ( عج ) ربما يكون السبب الرئيسي لغفلة البعض لظهور الإمام , وانسياقه وراء أهوائه , ودخوله في خط الانحراف ..
ثالثا .. كسب المعرفة بــــ ( قضية الإمام المهدي "ع" ) هي الغذاء الروحي للنفس , والتي ستنتشل الكثيرين من نومتهم وغفلتهم ..
رابعا .. صحيح إنّ كل ذلك الغزو بتفرعاته وكل تلك العواصف التي تحل بعالمنا الإسلامي بشكل عام , وتعصف أيضا بعالمنا الشيعي بشكل خاص , ويتأثر البعض بها لوجود النفوس الضعيفة والقابلة للانقياد والتبعية لكل ثقافة غربية غير عقلانية ..
** ولكن ألم يحن الوقت للرجوع لتعاليم الدين الإسلامي , لتقوية هذه النفوس الضعيفة ؟!
** ألم يحن الوقت للنهوض من هذا النوم العميق ومن هذه الغفلة التي أبعدتنا عن إمام زماننا الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف , وهل فات الأوان على النهوض من غفلتنا ؟؟!
* إن شاء الله تعالى لم يفت الأوان بعد , وليسعى الجميع من هذه اللحظة أن يقف لحظة تأمل مع نفسه وليقف على جميع أخطائه ليقوم بتصحيحها , ونسعى جاهدين للسير نحو الحق , ولا شيء غيره ..
** نسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم وجميع المؤمنين والمؤمنات لما فيه الخير والصلاح ..
دمتم في رعاية الله وحفظه ..