|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 32701
|
الإنتساب : Mar 2009
|
المشاركات : 579
|
بمعدل : 0.10 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
ام الهناء من لطائف كنى الزهراء ع
بتاريخ : 13-05-2010 الساعة : 04:02 PM
أن للصديقة الطاهرة صلوات الله عليها عدة كنى ، بعضها في كتب الأخبار مذكور مشهور ، وبعضها مخفي غير مشهور ، وبعضها قد يتحد مع بعض في المعنى وإن اختلفت لفظا ومادة . ومنها : ‹ أم أسماء وهي كنية قليلة الاستعمال بين أهل الحديث ، إلا أن المرحوم المجلسي روى عن كتاب معرفة الصحابة : « . . . و [ كانت ] فيما [ قيل ] تكنى أم أسماء » البحار 43 / 8 ح 12 باب 1 . . ويستفاد منه أنها كانت تكنى بذلك أوائل أيام ولادتها وقبل الهجرة . وكان عرب الجاهلية يكنون أبناءهم وبناتهم بأحسن الكنى تفألا بالخير ، فلعلهم يرزقون من بعد ولدا أو بنتا فيسمونهم ب « أسماء » خاصة ، كما صدق هذا التفأل في حق سيد الشهداء حيث رزق ولدا سماه « عبد الله » . ولعل هذه الكنية أطلقت على فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) تفائلا لترزق بنتا تسميها « أسماء » ، وهي في نفس الوقت تشريف وإكرام ، ومر أن التكنية إكرام للمولود . ويحتمل أنها كنيت بهذه الكنية باعتبار أن الأئمة الطاهرين ( عليهم السلام ) هم أسماء الله الحسنى كما قالوا « نحن أسماء الله الحسنى » (البحار 25 / 4 ح 7 ) وإن تلك المستورة الكبرى والدتهم ، فلذا قيل لها « أم الأسماء » بالألف واللام أو بدونها. فتوصف بالوصف الكامل وتنال نهاية التعظيم وكمال التكريم . ومنها ! أم الهناء . وهي كنية غير مشهورة ولا أستحضر مصدرها من الروايات المعتبرة إلا ما قاله المرحوم الشيخ الحر العاملي في منظومته : وقد رووا كنيتها أم الهناء * أم الأئمة الهداة الأمناء أم الحسين المجتبى أم الحسن * فاسمع إلى جمع ومقداد حسن والهناء : بفتح الهاء والنون من الهنى والعيش الهنيء والحياة الطيبة الهنيئة ، ومنه التهنأة بالأعياد والمسرات والأفراح ، ومنه ما يقال لمن شرب الماء : « هنيئا » ، ومنه حديث نزول القدح وشرب الخمسة الطيبة ( عليهم السلام ) منه ، ومنه ما يذكر كثيرا في كتب المناقب من خطاب الله سبحانه « هنيئا مريئا لك يا علي بن أبي طالب » (البحار 43 / 311 ح 73 باب ) ، وهو من قوله تعالى ( فكلوه هنيئا مريئا ))) ، وهو كل أمر لم تكن فيه مشقة يقال له « هنيء » ومنه « هناني الطعام » و « لك المهنا » (قال الفيروزآبادي في القاموس 54 : الهنيء والمهنأ : ما أتاك بلا مشقة ) . وهذه الكنية أطلقت على الزهراء ( عليها السلام ) تفألا ليكون عيشها هنيئا ، وقد تكون هناك معان أخرى ملحوظة لا تبعد عن الذوق السائد آنذاك . ولما كانت هذه الكنية من مختصات الزهراء وملحوظا فيها شؤوناتها الذاتية وملكاتها القدسية صلوات الله عليها ، لذا يمكن استنباط معان حقة واستخراج مرادات صحيحة لا تضر الصورة الظاهرية والاستعمال الأولى لهذه الكنية . وبعبارة أخرى ، فإن هذه الكنية لم تزد فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) شرفا ، بل تشرفت بها ، وقد زانت فاطمة الكنية ولم تزنها ; لأن فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) هي بنفسها العيشة الراضية المرضية في الدنيا والآخرة ، بل هي منشأ الهناء ومصدره ، وكان أمير المؤمنين - بعلها - يشكر الله على هذه النعمة الموهوبة في دار الدنيا ، حيث عاشا في غاية التلاؤم والانسجام ، ونالا غاية الكمال من اللذائد الروحانية والحظوظ المعنوية الربانية التي كانا يتمتعان بها . على أي حال ; فهي أم الهناء باعتبارها الأصل الأصيل والمصدر النبيل للهناء بغض النظر عن الآخرين ، بل بالنظر إلى ذاتها فقط . وهي أم الهنا لأبيها ، إذ أن الحظ الأوفر والنفع الأكبر للإنسان في دار الدنيا إنما هو الولد الصالح ، وكانت له ابنته الطيبة ، وقد قال لها النبي : « لك حلاوة الولد » (المناقب لابن شهر آشوب 3 / 379) ، « قولي يا أبة » (المناقب لابن شهر آشوب 3 / 367) فإني أفتخر بها و « إنها أحيى للقلب وأرضى للرب » ( 3 ) ويشهد لذلك تقبيل النبي لها وشمها شما خاصا ينتعش به ، ويجدد الروح في شامته الطاهرة والباطنة ، فما كان يراه ويذوقه ويناله من ابنته لم ينله من المأكولات والمشروبات الجسمانية ، بل حتى من الأغذية والأطعمة الروحانية ، ولذا كناها ب « أم الهناء » . وهي أم الهناء لزوجها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حيث قال ( عليه السلام ) : ما رأيت من فاطمة ( عليها السلام ) مكروها وما أغضبتني قط . وكل ما تراه من مفاسد بين الرجال والنساء إنما ينشأ من التباين والاختلاف فيما بينهما ، أما لو توافقا فما أحلى الحياة وأهنأها ; في الفقر والغنى ، وسيأتي الحديث « لولا علي لما كان لفاطمة كفؤ » وهذا الحديث شاهد على المقصود v
|
|
|
|
|