عن أمير المؤمنين عليه السلام، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن الله عز وجل قال لي يا أحمد (وقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) فافرد الامتنان عليّ بفاتحة الكتاب، وجعلها بإزاء القرآن العظيم. وإن فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز الله عز وجل خص محمداً وشرفه بها ولم يشرك معه فيها من أنبيائه ما خلا سليمان فإنه أعطاه منها (بسم الله الرحمن الرحيم)، ألا تراه يحكي عن بلقيس حين قالت: (إني ألقي إليّ كتاب كريم، إنه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم)، ألا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمد وآله الطيبين، منقادا لأمرها، مؤمنا بظاهرها وباطنها، أعطاه الله عز وجل بكل حرف منها حسنة، كل واحدة منها أفضل له من الدنيا بما فيها من أصناف أموالها وخيراتها، ومن استمع إلى قارئ يقرؤها كان له قدر ثلث ما للقارئ، فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم فإنه غنيمة، لا يذهبن أوانه فتبقى في قلوبكم الحسرة.(