صغر سنه ضمن كتاب الامام الثاني عشر
الأولى: لو يشكل علينا أحد، إنا نقول: لما غاب إمامنا الثاني عشر المنتظر كان سنه خمس سنين وكان صبيا لم يبلغ الحلم، ومع ذلك نقول: أن الإمامة كانت حاصلة له في ذلك السن، وهذا مما لا يمكن، إذ أقل مراتب الإمامة والولاية: البلوغ والكمال.
فجوابه: إن العقل لا يستبعد عن الله عز وجل، أن يتخذ أحدا وليا ويجعله نبيا، أو وصيا أو إماما للناس وهو صبي لم يبلغ الحلم، لأنه قادر على إيجاد كل شئ ممكن، كما فعل بيحيى وعيسى، فمع كونهما صبيين - بل الأخير كان رضيعا - آتاهما الحكمة والعقل والكمال، وجعلهما نبيين كما تدل على رسالة يحيى الآية الشريفة الفرقانيةيا يحيى خذ الكتاب بقوة، وآتيناه الحكم صبيا) وعلى نبوة عيسى قوله تعالىقالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال أني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا) فكذلك إمامنا الثاني عشر عجل الله فرجه، قد آتاه الله الحكمة، وجعله إماما وهو صبي، ونذكر بملاءمة المقام قول العلامة ابن حجر الذي يدل على أن محمدا ابن الحسن العسكري(قد آتاه الله الحكمة في الصبا) لكي يدرأ شكوك المتشككين، وهو في كتابه(الصواعق المحرقة) ص 124 ط مصر في ذكر أبي محمد الحسن الخالص ابن علي عليه السلام ما لفظهولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين، لكن آتاه الله فيها الحكمة، ويسمى القائم المنتظر، قيل: لأنه ستر بالمدينة وغاب، فلم يعرف أين ذهب).
المصدر:رافد
بعد شهادة الإمام العسكري(عليه السلام) في 8 ربيع الأوّل 260ﻫ، توّج ابنه الإمام المهدي(عليه السلام) بتاج الخلافة والإمامة للمسلمين في 9 ربيع الأوّل 260ﻫ. فرحة التتويج
تفرح الشيعة في مثل هذا اليوم، وتقيم الاحتفالات لهذا التتويج؛ وذلك لأنّه أوّل يوم من إمامة وخلافة منجي البشرية، وآخر الحجج لله على أرضه، وتأمل أن يعجّل الله تعالى فرج إمام زمانها الإمام المهدي المنتظر(عليه السلام) في أقرب وقت ممكن، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، كما بشّر بذلك جدُّه محمّد(صلى الله عليه وآله) في أحاديث متواترة، نقلتها كتب المسلمين سنّة وشيعة. عمره(عليه السلام) عند التتويج
تسلّم الإمام المهدي(عليه السلام) مهام الإمامة وهو ابن خمس سنين، فهو بذلك يكون أصغر الأئمّة(عليهم السلام)
سنّاً عند تولّيه الإمامة، وليس هذا بدعاً من الأُمور في تاريخ الأنبياء والرسل وأئمّة أهل البيت(عليهم السلام).