|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 69225
|
الإنتساب : Nov 2011
|
المشاركات : 9
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
...... طفولة في المزاد العربي .......
بتاريخ : 17-05-2012 الساعة : 11:15 PM
هذه القصيده للشاعر معاذ الجنيد
* بعد عقد اغتصابها بأيام معدودة صعدت روحها إلى السماء وقالت :
أضاعوا صِبا عُمري ولونَ بهائي .. وبِِسمكَ يا ربّي حُرمتُ هنائي
وداسوا على حلمي البريئ وعالمي .. الطفوليِّ واتهموا بذاكَ قضائي
أأُظلمُ يا أمي وأنتِ عليمةٌ .. وتسودُّ أيامي وأنتِ ضيائي
وأُتركُ في عمرٍ أرى فيه حاجتي .. لأمي تضاهي حاجتي لهوائي
أيُقطفنَ أزهاري وهُنَّ براعم ٌ؟ .. أيبصقني بالداء ثغرُ دوائي
تضاءلَ لونيِ قبل لون ملابسي .. وباليةً أصبحتُ قبل حِذائي
صغيرة أهلي كنتُ يا دهرُ ما جرى .. بأهلي فباعوني على الغرباءِ
أنا طفلةٌ تحيى بغير طفولةٍ .. ضحية تاريخٍ من الأخطاءِ
حياتي عذابٌ في عذابٍ وقصتي .. نسيجٌ من الأهوال والأرزاء
تزوجني وحشٌ فويح صغيرةٍ .. تُصارع مثلي الموتَ وهي ترائي
فلا والدي يدري بحجم مصيبتي .. ولا سَمعتْ أمي الحنونُ نِدائي
ولا منْ يُنادي لاتخافي وتحزني .. وما من سريٍّ غير فيض بكائي
أحنُّ لحضنٍ دافئٍٍ كي يضمني .. فيلتفُّ حولي إخطبوطُ عنائي
كأنَّ لظى الإسفلت ذات ظهيرةٍ .. سريري وجدران السجون رِدائي
كأنَّ الليالي حين زارت نوافذي .. بشُبَّاكها صُلِبتْ فطالَ مسائي
طموحي بعُكازٍ وثوبٍ مُقطَّعٍ .. تأبط يومَ غَدي ونامَ ورائي
أُفتشُ عن فجري كفاقدة ابنها .. وأجري من الظلماء للظلماء
وأبحثُ عن كُرَّاستي وحقيبتي .. وعن لُعبة الأرقامِ والأسماءِ
أفتش حتى عن سراب وراءهُ .. سأوهِمُ نفسي أن ذلك مائي
ودُبِّي الصغير الكانَ يغفو بجانبي .. وأُصغي لِما يحكيه بالإيماءِ
لِدُبٍّ حقيقيِّ تحوَّلَ مُرعباً .. يُطاردني في الصحو والإغفاءِ
وأصبحَ ثوبي المدرسيُّ عباءةً .. تلفُّ مآسي الدهر تحت غِطائي
أنا طفلةُ الآلام منزوعة الصبا .. وكفَّةُ ماءٍ قد أضعتُ إنائي
كأني بحمل الحزن أُخفي فضيحةً .. أواريه مثل الطفل في أحشائي
فأضحكُ إمَّا صِنعةً أو تكلفاً .. وأبكي ودمعي شاعرٌ تِلقائي
كسنبلةٍ بالهمِّ مُثقلةٌ أنا .. فللناس ما أُعطي ولي إعيائي
وفوق رفوف الدين معروضةٌ أنا .. لكل جبانٍ راغبٍ بشرائي
تحالفَ قومٌ لاغتيال براءتي .. ووُظِّف دِينٌ لاغتصاب نقائي
فنفسي على نفسي تموتُ توجعاً .. وتحزنُ أشيائي على أشيائي
فهل وقفَ الإسلامُ ضِدَّ طفولتي ؟ .. وماتَ بباب الله صوتُ رجائي
تزوجني ظلماً أتُمنح طفلةً .. لغولٍ يُبعثرها إلى أشلاءِ
أما كنتُ أُدعى قُرَّة العين يا أبي ؟ .. بذُلِّي تقرُّ العينُ أم بعنائي ؟
أبي إن صدراً غير صدرك ضمَّني .. وكان معي أءذى من الإيذاءِ
يُجرِّبُ في جسمي شجاعتهُ وما .. يقوم بما سَوَّي سِوى الضعفاءِ
كأنْ لمْ يدعْ في الله حقاً مُضيَّعاً .. وفرضاً وما أدّاهُ خيرَ أداءِ
ولم يبقى شيءٌ غير فضّ بكارتي .. ويكتملُ الإسلامُ في إنهائي
أبي..إنَّ فاتحةً بعقدي قرأتهَا .. أظُنها لا تُلقى على الأحياءِ
فها أنت ذا من بعد عرسي تعيدها .. لروحي وتتلوها بيوم عزائي
وما خِلتُ أني قد أواجه ليلةً .. بها يشتكي الأبناءُ بالآباء
تعطَّلت الأيامُ قبل انقضائها .. وعقد نِكاحي كان عقد فنائي
|
|
|
|
|