مازال صراع قابيل لهابيل قائما, ومازال النور يجتاح الظُلمة, ومازال الحق داحضا للباطل ,
ومازالت الصعاليك تغفو على ضفاف بُركة الملوك ,ومازال عليا خالدا مادامت السموات والارض .
ومازال الشعر ومازالت الشعراء فـ (إن من الشعر لحكمة) وان من الشعر لسلاح مشرع في وجوه الذين يلبسون الحق بالباطل أمثال حافظ ابراهيم الملقّب بشاعر النيل
فهو مؤمن بالمكذِّبين الضالين الذين يكذِبون على الله وعلى رسوله.
فهو القائلُ في عُمَرّيتهِ
((أريت تلك التي لله قد نذرت = انشــودة لرسـول الله تهديـها
قالت نذرت لئن عاد النبي لنا=من غزوة لعلى دفّي أغنيــها
و يممت حضرة الهادي و قد ملأت = أنوارُ طلعته ارجاء ناديها
و استأذنت و مشت بالدفّ واندفعت = تُشجي بألحانها ما شاء مشجيها
و المصطفى وأبو بكر بجانبه = لا ينكران عليها من أغانيـها
حتى إذا لاح من بعد لها عمر=خارت قواها و كاد الخوف يرديها
و خبأت دفها في ثوبها فرقا = منه ودت لو ان الأرضتطويها
قد كان حلم رسول الله يؤنسها = فجاء بطش أبيحفص يخشيها
فقال مهبط وحي الله مبتسما = و فيابتسامته معنى يواسيها
قد فر شيطانها لما رأى عمرا=إن الشياطين تخشى بأس مخزيها))
أكذِبُ على الله ورسوله بعد هذا ..؟!!
كما ويقول في موضع آخر مخاطبا ابن الخطاب :
و يوم أسلمت عز الحق و ارتفعت = عن كاهل الدين أثقالا يعانيها
فأنت في زمن المختار منجدها = و أنت في زمن الصديق مُنجيها
سأترك لكم أحبّتي الكرام مساحة التعليق تاركاً بين إيدكم ما تُسمّى بالقصيدة العُمريه لحافظ ابراهيم
ورب سائل أجبته بلا أوردتها هنا
فإنَّ لي ردّ عليها سأضعه قريباً .
يقول حافظ ابراهيم في عُمريّته:
حسبُ القوافي و حسبي حين ألقيها =أني إلى ساحةِ الفاروقِ أهديها
لاهُم هب لي بيانا أستعينُ به= على قضاءحقوق نام قاضـيها
قد نازعتني نفسي أن أوفيها=و ليس في طوق مثلي أن يوفيها
فمر سري المعاني أن يواتيني = فيها فإني ضعيف الحال واهيها
رأيت في الدين آراء موفقـة= فأنـزل الله قرآنـا يزكيـها
و كنت أول من قرت بصحبته = عين الحنيفة و اجتازت أمانيها
قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها = بنعمة الله حصنا من أعاديها
خرجت تبغي أذاها في محمدها = و للحنيـفة جبـار يواليـها
فلم تكد تسمع الايات بالغة= حتى انكفأت تناوي من يناويـها
سمعت سورة طه من مرتّلها = فزلزلت نية قد كنت تنويـها
و قلت فيهامقالا لا يطاوله = قول المحب الذي قد بات يطريها
و يوم أسلمت عز الحق و ارتفعت = عن كاهل الدين أثقالا يعانيها
و صاح فيها بلال صيحة خشعت=لها القلوب ولبت أمرباريها
فأنت في زمن المختار منجدها = و أنت في زمن الصديق منجيها
كم استراك رسـول الله مغتبطا= بحكمـة لـك عند الرأي يلفيـها
و موقف لك بعد المصطفى افترقت = فيه الصحابةلما غاب هاديها
بايعتَ فيـه أبا بكر فبايعـه = على الخلافة قاصـيها و دانـيها
و أطفئت فتنة لولاك لاستعرت = بين القبائل و انسابت أفاعيـها
بات النبي مسجا في حظـيرته = و أنت مستعـرالاحشـاء دامـيها
تهيم بين عجيج الناس في دهش= من نبأة قد سرى في الأرض ساريها
تصيح : من قال نفس المصطفى قُبضت = علوت هامته بالسيف أبريها
أنسـاك حبك طـه أنه بشـر = يجري عليه شـؤون الكون مجـريها
و أنـه وارد لابـد موردهـا = مـن المنـية لا يعفـيه ساقيـها
نسيت في حق طه آية نزلت = و قد يذكــر بالايـات ناسـيها
ذهلت يوما فكانت فتنة عـمم = وثاب رشدك فانجابت دياجيـها
فللسقيفـة يوم أنت صاحـبه = فيه الخلافةقد شيدت أواسيـها
مدت لها الأوس كفا كي تناوله=فمدت الخزرج الايدي تباريها
و ظـن كل فريـق أن صاحبهم=أولى بهاو أتى الشحناء آتيها
حتى انبريت لهم فارتد طامعهم=عنها وآخى أبو بكر أواخيها
و قولـة لعلـي قالـهـا عـمر=أكرم بسامعها أعظم بملقيـها
حرقتُ دارك لا أبقي عليك بها = إن لم تبايع و بنت المصطفى فيها
ماكان غير أبى حفص يفوه بها= أمام فارس عدنـان وحامـيها
كلاهما في سبيل الحق عزمته = لا تـنثـني أو يكون الحق ثانيـها
فاذكرهما وترحم كلما ذكروا = أعاظما ألهوا في الكون تأليـها
كم خفت في الله مضعوفا دعاك به = و كم أخفت قويـا ينثنـي تيها
و في حديث فتى غسان موعظة= لكــل ذي نعـرة يأبى تناسيـها
فما القوي قويا رغم عزته= عند الخصومة والفـاروق قاضـيها
وما الضعيف ضعيفا بعد حجته=و إن تخاصم واليها و راعيها
و ما أقلت أباسفيان حين طوى= عنك الهدية معتزا بمهديها
لم يغن عنه و قد حاسبته حسب = و لا معاوية بالشام يجبيها
قيّدت منه جليلا شاب مفرقه = في عزة ليس من عز يدانيها
قد نوهوا باسمه في جاهليته = وزاده سيد الكونين تنويها
في فتح مكةكانت داره حرما=قد أمن الله بعد البيت غاشيها
و كل ذلك لم يشفع لدى عمر = في هفوة لأبي سفيان يأتيها
تالله لو فعل الخطاب فعلته= لما ترخص فيها أو يجازيها
فلا الحسابة في حق يجاملها = و لا القرابة في بُطل يحابيها
و تلك قوة نفس لو أراد بها = شم الجبال لما قرت رواسيها
سل قاهر الفرس والرومان هل شفعت = له الفتوح و هل أغنى تواليها
غزى فأبلى و خيل الله قد عقدت = باليمن و النصر والبشرى نواصيها
يرمي الأعادي بآراء مسـددة = وبالفـوارس قد سالت مذاكيـها
ما واقع الروم إلا فرقارحها=و لا رمى الفرس إلا طاش راميها
و لم يجز بلدة إلا سمعت بـها = الله أكبـر تـدْوي في نواحـيها
عشرون موقعة مرت محجلة = من بعد عشر بنان الفتح تحصيها
و خالد في سبيل الله موقـدها = و خالـد في سبيل الله صـاليها
أتاه أمر أبي حفـص فقبله= كمــا يقـبل آي الله تاليهــا
و استقبل العزل في إبان سطوته = و مجده مستريح النفس هاديها
فاعجب لسيد مخزوم وفارسها = يوم النزال إذا نادى مناديـها
يقوده حبشي في عمامته=ولا تحـرك مخزوم عواليـها
ألقى القياد إلى الجراح ممتثلا=و عزة النفس لم تجرح حواشيها
و انضم للجند يمشي تحت رايته = و بالحياةإذا مالت يفديها
و ما عرته شكوك في خليفته = ولا ارتضى إمرةالجراح تمويها
فخالد كان يدري أن صاحبه= قدوجه النفس نحو الله توجيها
فما يعالج من قول و لاعـمل = إلا أراد به للنـاس ترفيـها
لذك أوصى بأولاد له عمر = لما دعاه إلى الفردوس داعيـها
و ما نهى عمر في يوم مصرعه=نساءمخزوم أن تبـكي بواكيـها
و قيل فارقت يا فاروق صاحبنا = فيه و قدكان أعطى القوس باريها
فقال خفت افتتان المسلمين به=و فتنة النفس أعيت من يداويها
هبوه أخطأ في تأويل مقصده = و أنها سقطة في عين ناعيها
فلن تعيب حصيف الرأي زلته=حتى يعيب سيوف الهند نابيها
تالله لم يتبع في ابن الوليد هوى = و لا شفى غلة في الصدر يطويها
لكنه قد رأى رأيا فأتبعه = عزيمـة منه لـم تثـلم مواضـيها
لم يرع في طاعة المولى خؤولته = و لارعى غيرها فيما ينافيها
و ما أصاب ابنه و السوط يأخذه= لديه من رأفة في الحد يبديها
إن الذي برأ الفاروق نزّهه = عن النقائص و الأغراض تنزيها
فذاك خلق من الفردوس طينته= الله أودع فيــها ما ينقيـها
لاالكبريسكنها لا الظلم يصحبها = لا الحقد يعرفها لا الحرص يغويها
شاطرت داهية السواس ثروته = و لم تخفه بمصرو هو واليها
و أنت تعرف عمرا في حواضرها = و لست تجهل عمرا في بواديها
لم تنبت الأرض كابن العاص داهية = يرمي الخطوب برأي ليس يخطيها
فلم يرغ حيلة فيماأمرت به = و قام عمرو إلى الأجمال يزجيـها
و لم تقل عاملا منها و قد كثرت = أمواله وفشا في الأرض فاشيها
رأيتها في حماه وهي سارحة = مثل القصورقد اهتزت أعاليها
فقلت ما كان عبد الله يشبعها = لو لم يكن ولدي أو كان يرويها
قداستعان بجاهي في تجارته = و بات باسم أبي حفص ينميها
ردوا النياق لبيت المال إن له = حق الزيادة فيها قبل شاريها
و هذه خطة لله واضعها = ردت حقوقا فأغنت مستميحيها
مالإشتراكية المنشود جانبها=بين الورى غير مبنى من مبانيها
فإن نكن نحن أهليها و منبتها = فإنـهم عرفوها قـبل أهليـها
جنى الجمال على نصرفغـربه = عن المدينةتبكيـه و يبكيـها
و كم رمت قسمات الحسن صاحبها = و أتعبت قصبات السبق حاويها
و زهرة الروض لولا حسن رونقها = لما استطالت عليها كف جانيها
كانت له لمة فينانة عجب= علـى جبـين خليـق أن يحليـها
و كان أنى مشى مالت عقائلها = شوقا إليه وكاد الحسن يسبيها
هتفن تحت الليالي باسمه شغفا = وللحسان تمنٍ في لياليها
جززت لمته لما أتيت به= ففاق عاطلها في الحسن حاليها
فصحت فيه تحول عن مدينتهم= فإنها فتنة أخشى تماديها
و فتنة الحسن إن هبت نوافحها = كفتنة الحرب إن هبت سوافيها
انتهى القسم الاول وسيليه القسم الثاني