وهل بغدادُ غيرُ معينِ تبرٍ – قصيدة معارضه
عَوادي الدّهرُ مُشرعةٌ تُساقُ = وللبلوى سهامٌ لا تُطاقُ
مضى الحجاجُ لمْ تفقِدْهُ ثكلى = ولا طاغوتُ حنّ لهُ الرفاقُ
أُناجي الرافدين فلا يُجيبا = وللنجوى عتابٌ واشتياقُ
وكيفَ يمُرُّ بالعشاقِ سعدٌ = عليهِ مِن مُرادِفِهِ وثاقُ
شموخاً ياعراقُ على المنايا = وإصراراً وإنْ ضاقَ الخناقُ
ودحراً للغُزاةِ وليس سِراً = عجيباً أنْ يكونَ لكَ العراقُ
أميرُ وأنتِ رائعةٌ بلادي = أمُنْخَنِق الجِمالِ لكِ الصَّداقُ ؟
أعَطفاً تُحْسِنونَ إلى اليتامى = وفيكمْ مِن ذويهِ دمٌ يُراقُ
إذا ما طالبوا عيشاً كريماً = بكأسِ الدّهرِ كانَ لهُمْ دِهاقُ
ثُكالى أُحْضِرَتْ تنعى ولكنْ = يُسَعِّرُ قلبَها الدامي احتراقُ
ذروا أهلَ العراقِ وما بَنَتهُ = مآذِنُهُمْ لَهُمْ ولكمْ نِعاقُ
كفى ذُلاً بأنْ يرضى شريفٌ = بأقوامٍ لهُمْ طمَعٌ تلاقوا
بقلبي أمْ بأرضي حين جاءوا = كأنّ القتل َ عندَهُمُ اتفاقُ
وفي إنسانِ عيني أم ببيتي = يُلاحقني دمارٌ أمْ سباقُ
أحقاً أنّ غيرَتَكُمْ سرابٌ = أحقاً أنّ وحدَتَكُمْ نفاقُ ؟
أحقاً أنّ محنَتَهُمْ ذئابٌ = أمامَ عيونِنا – لمّا أفاقوا ؟
أحقاً أنَّ مخلَبَكُمْ تلاشى = أحقاً أنّ خيلَكُمُ مُعاقُ ؟
كفى عُذراً كفى خوفاً فإنّا = رجالُ منيّةٍ سمٌّ ذُعاقُ
لنا الهيجاءُ إنْ مالتْ علينا = سيوفٌ أم رماحٌ أمْ طباقُ
وأيُّ حقود طبعٍ لمْ تدُسْهُ = رجالُ عزيمةٍ شوسٌ حذاقُ
وإنّ العَهْدَ يلزِمُنا وأنّا = لأنفُسِنا بموثقهِ انطلاقُ
مفاخِرُ قومُنا رُدّتْ إلينا = فهُنَّ الثابتاتُ ولا انشقاقُ
سلوا الأيامَ عنْ بيضٍ تعالتْ = وعنْ كفٍّ يُسابقُها امتشاقُ
وسورُ المجدِ تبنيهِ الأُسُودُ = إذا ما طاحَ للأرضِ الرّواقُ
ويُفتحُ للمجاهِدِ بابُ عزٍّ = ومجدُ وارتقاءٌ وانعتاقُ
وتحضنُهُ السماءُ وأيُّ نصرٍ = لقومٍ لا يقابلُهُ العناقُ
يميني بينكمْ يُردي ذئاباً = كأنّ نحورَهُمْ نحوي تُساقُ
وإنّي حينَ أقتلعُ السّرايا = بها بأسي ولمْ يسلمْ زقاقُ
تجافى النومُ عن وطني اعتكافاً = يُسامرُهُ سُمُوٌ وَائتلاقُ
وهل بغدادُ غيرُ معينِ تبرٍ = تُحيطُ بها الكواكبُ والحِداقُ
يعُزُّ عليَّ أنّ ربوعَ قومي = بها مِنْ بعدِ مشرِقِكِ اغتباقُ
قفوا سدّاً تكُنْ معَكُمْ كأُمٍ = لها حضنٌ كما ولها العِراقُ
أبو حسين الربيعي – 3/7/2011 - دبي