|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 68620
|
الإنتساب : Oct 2011
|
المشاركات : 12
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
وقفة مهمة مع كتاب.. حول زيارة الأربعين
بتاريخ : 31-12-2012 الساعة : 10:13 PM
وقفة مع كتاب..
* الشيخ علي الساعي
في ذكرى أربعين سيد الشهداء(ع) الأليمة، وحيث تتجدد أحزان آل محمد(ص) بفقد سيد شباب أهل الجنة، وسبط رسول الله(ص)، تطالعك أفكارٌ وأطروحات من هنا وهناك تناقش في أصل ثبوت زيارة ذلك الركب المسبي لكربلاء بعد رجوعه من الشام محملاً بالآهات والحسرات وقبل الذهاب إلى محط الرحال الأخير مدينة رسول الله(ص). وهذه الأطروحات وتلك الأفكار تتفاوت فيما بينها من حيثيات عدة، فمن حيث شدة الأفكار وخفتها ومن حيث المناقشة الموضوعية والرفض العنيد المتعصب غير المستند إلى أي دليل. في خضم تلك الأطروحات رأيتُ كتاباً لأحد الأكاديميين المعاصرين ممَّن يهتمون بالشؤون الدينية والعقيدية تحت عنوان:
(دمشق القديمة وأهل البيت(ع) )
رأيته يحاول أن يحشد الأدلة على عدم ثبوت زيارة الإمام زين العابدين(ع) مع عماته وأخواته والعيال للإمام الحسين(ع) وصحبه في كربلاء يوم الأربعين. ولا أقول أنه التجأ إلى التزمُّت والإصرار العنيد على نفيه وإنكاره وإنما تراه في كلامه قد تزيّا بزي العلم والدليل والبرهان. وهو يتصور أن ما ذكره من الأدلة سيُقنع القارئ. وغاية ما استدل به هو: أن رحلة أهل البيت(ع) الطويلة انطلاقاً من كربلاء إلى الكوفة ومن الكوفة إلى الشام ومن الشام إلى كربلاء لا يمكن أن يتم في أربعين يوماً فقط وإنما يحتاج إلى فترة زمنية أطول. واستعرض بالتفصيل مقدار المسافات بالكيلومتر وكم تحتاج من الوقت للمسير مع الوقفات التي مرت بهم في خربة الكوفة وخربة الشام.
وكردٍّ على هذه الفكرة التي طرحها المؤلف أحببتُ أن أسجل الملاحظات التالية:
أولاً:
لا بدَّ من الالتفات إلى أمر مهم في تعاملنا مع القضايا التاريخية: إن من حق أي مفكر أو عالم أن يحقق ويناقش في القضايا التاريخية رداً وإثباتاً حسبما يتوصل إليه نظره وحسب الأدلة التي يلتمسها من طيات التاريخ، ولكن إذا كانت القضية التاريخية مؤيدة بنصوص من المعصومين(ع)، أو بشهرة عظيمة بين جهابذة العلم والتاريخ، فهنا على الباحث أن يتوقف ولا يتمادى في مناقشاته.. وذلك لأنه ربما سيردّ من حيث لا يشعر على كلام المعصوم، أو يضرب الشهرة العظيمة بين العلماء وهو ليس بعالم أو فقُل: ليس بدرجة علمهم.
ثانياً:
إن زيارة أهل البيت(ع) لكربلاء يوم الأربعين رجوعاً من الشام وإن كانت في حد ذاتها قضية تاريخية، إلا أن علماءنا العظام ومحققينا الكبار أجمعوا على ثبوتها وصحتها بل أثبتوا أن الإمام السجاد(ع) أعاد الرؤوس الشريفة معه إلى كربلاء في العشرين من صفر أي بعد مرور أربعين يوماً من شهادته(ع). وإليك أسماء المحققين والعلماء الذين نصوا على ذلك: (1) السيد ابن طاووس في كتابه اللهوف (2) الطبرسي في إعلام الورى (3) ابن شهر آشوب في المناقب (4) السيد المرتضى في بعض رسائله (5) سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص (6) المناوي في الكواكب الدرية (7) البيروني في الآثار الباقية (8) السيد المقرم في مقتل الحسين× (9) ابن نما في مثير الأحزان.. وغيرهم.
ثالثاً:
إن المؤلف لم يذكر ولا قولاً واحداً من أقوال العلماء والمحققين النافين لزيارة الأربعين، وإنما اعتمد على حساباته الشخصية، وعلى هذا لا نجد معارضاً لأقوال هؤلاء الأعلام، وإن وُجد فلا يرقى إلى المرتبة التي يعارض فيها.
رابعاً:
إن المؤلف على محاولته التدقيق في حساباته إلا أنه ناقض نفسه، حيث قال في ص114: (إن الروايات تنص على أن السبايا والرؤوس دخلوا دمشق من باب توما يوم واحد صفر)، ثم ذكر في ص115: (إن دخولهم دمشق من باب توما يوم 13 صفر) وهذا تناقض واضح.
فبناءً على ما ذكرناه نحن نُصرُّ على اعتقادنا ونجزم تبعاً لجزم علمائنا الأعلام بأن الإمام السجاد(ع) وأهل بيته زاروا الحسين(ع) في يوم الأربعين وأسسوا بزيارتهم هذه منهجاً وسيرة متبعة حتى يومنا هذا وأقرّها أهلُ البيت(ع).
نقل هذا الموضوع من إحدى الإصدارات الثقافية المحفوظة عندي نقلته لأهميته ولمزيد من الفائدة
منير الحزامي
كربلاء المقدسة
|
|
|
|
|