بِسمِ اللهِ الرَحمنِ الرَحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين والصلاةُ وأتمُّ التسليمِ و أفضل السلام على خيرَةِ خلقِ اللهِ أجمعينَ مُحَمَّدٍ وآلهِ الطَّيبينَ الطاهرينَ المعصومينْ, واللعنةُ الدائمةُ على أعدائهم وناكري مقامِهم وجاحِدي فَضلِهم من الأولينَ والآخِرينَ إلى قيامِ يومِ الدين والعزةُ للمؤمنينَ والنارُ وَجَحيمُها للمنافقينْ
قد مَرت علينا ذِكرى صُلحِ الإمامِ الحَسَنِ المُجتبى صَلواتُ اللهِ عليهِ وآلهِ مع مُعاويةَ بن أبي سُفيانَ لعنهُ اللهْ, فرغِبنا بأن نَكتُبَ رؤيَتنا العقائديّة حَولَ هذا الحَدثِ العَظيم الذي قد ثَبَّتَ الحقَ ورسمَ لهُ آفاقاً جَديدةً قد غَيرت وَجهَ التاريخَ ومحقَ الباطلَ وجعلَ أهلهُ عُراةً مِن كُلِ شَرعيّةٍ إلا اللهُمَّ أمامَ أتباعهِ المُصابينَ بعمى البصرِ والبصيرةِ , وقبلَ الدخولِ في هذهِ الرؤية, وجبَ لِزاماً عَلينا أن نقدمَ مقدمةً مُختصرةً تكونُ هيَ حَجرُ الأساسِ لهذا البحثِ والله الموفق .
الأمامُ الحسنُ بنُ عليٍ بنُ أبي طالبٍ الهاشمي القُرَشي سِبطُ آخر الأنبياء رسولُ اللهِ الأعظم صلى اللهُ عليهِ وآله وسَلَّم , معصومٌ كما ثَبُتَ بالدليلِ القاطعِ عِندَ أهلِ المعارفِ الحَقيقةِ والعقائد أليقينه فبناءاً على ذلكَ كلُ أفعالهِ مصيبةٌ بل وهيَ المفروضُ وقوعُها عقلاً ,وقد استفاضَ بل تواترَ عن جدهِ رسولُ اللهِ صلى الله عليهِ وآلهِ بأنهُ قالَ في حقِ الإمامِ الحسنِ وأخيهِ الإمامُ الحُسينِ بأنهما إمامانِ إن قاما أو قعدا , ولا يخفى على أهلِ اللسانِ وأصحابِ الفنِّ في اللُغة بانَّ مَعنى قاما أو قعدا أي قاما في الحربِ أو قعدا عَنها بل مُطلق أعمالِهم التي يبادرونَ لها أو تصدرُ من جِهتِهمِ المُقدَّسَة هي أَعمالٌ معصومةٌ مُتقنَةٌ لأنها صَدَرَت مِن أَوَّاهٍ حَكيم لا يرقى إلى فهم كُنهِها إلا مَلكٌ مُرسلٌ أو ملكٌ مقربٌ أو مؤمِنٌ امتحنَ اللهُ قلبهُ بالإيمانْ , لِهذا تعددتِ النظرياتُ والتفاسيرُ لفعلِ المعصومِ الحَكيمْ, وكل منها صائبٌ لأنَّ الحقيقةَ متعددةُ الأوجه فكلُ باحث قد غاصَ بِبحثهِ في هذا الصلحِ العظيم لإعطاءِ وجهةِ نظرهِ في المسألةِ ومما لاشكَ فيهِ أنهُ قد تناولَ الصلحَ بلحاظٍ معين لهذا إن اجتمعت هذه الرؤى كُلها فانهُ سيتنجُ عنها فعلٌ حَكيمٌ وعملٌ قديرْ , وستتناول رؤيتنا لِحاظَ ريادةِ الإمامِ الحَسَنِ في هدمِ النظرياتِ الفاسدةِ وبناءِ نظرياتٍ جديدةٍ تكشفُ النقابَ عَن سياسيٍ مُحنكٍ بالاصطلاحاتِ الحديثةِ وتسلطَ الضوءَ على ثمرةٍ مِن شجرةٍ محمديةِ الأصلِ علويةِ الُلقاحِ فاطميةِ البذرةْ , قد قلبَ الموازينَ على الحزبِ القرشي الكافر وأتباعهِ المنافقين َالمارقينَ وحافظَ على الإيمانِ وأهلهِ وزرعَ في نفوسِ أتباعهِ ثقافةَ المقاومةِ اللا عُنفيّة وأكد على السننِ النبويةِ الأصيلةِ حيثُ انهُ أحيى في نفوسِ المسلمينَ ثقافة اللا عُنف وفقَ الظروف الموضوعية في المطالبةِ بالحقِّ - حيث انه قد أحيى سنةَ رسولِ اللهِ في صُلحِ المشركينَ بالعقبةِ وأوضحَ بان من اعترضَ هناكَ على رسولِ الله وشكَ في كونهِ رسولُ الله ما هو إلا منافقٌ خبيث - وان الشريعةَ الغراءَ هي شريعةُ العقلِ والفكرِ لا شريعة السيفِ والقسوةِ والتجبر ,حيثُ انهُ روحي فداه كان بصلحهِ هذا قد سلبَ الشرعيّةَ عن الحُكامِ الذينَ حَكموا المسلمينَ قبل أبيهِ المرتضى ومن يأتي بعدهِ من بني أُميَّةَ وبني العباسْ, وذلكَ من خلالِ تنازلهِ عن الحكمِ السياسيِ للمسلمينَ والذي كان يتبادرُ إلى أذهانِ المسلمينَ بان صاحبهُ يجبُ أن يحكمَ بقوةِ السيفِ وأنَّهُ لهُ الحقُ في التشريعِ حتى لو خالفَ ذلكَ سُننَ رسولِ الله صلى اللهُ عليهِ وآله , كما كانَ يفعل عمر بن الخطاب مثلا أو عثمان بن عفان , وأزال الفكرةَ التي ترسخت في أذهانِ المسلمينَ بأنَّ صاحبَ هذا الكُرسي السياسي يَحكمُ بأمرِ اللهِ وبسلطانهْ ,
فإنَّ هذه المفاهيمُ التي غذَّت لها السُلطات التي حكمت المسلمينَ قبلَ أميرِ المؤمنينَ وبعدَ شهادةِ الرسول العظيم مفاهيمٌ مغلوطةٌ بل إن لا أصلَ لها , لهذا فان الحاكم إذا تنازلَ عن الحكمِ السياسي فهذا يعني بأنه لا يمثلُ الخلافةَ الربانيةَ التي بَشرَ بِها القرانُ والسنةُ لأنَّ هذه الخلافة لا تُنتزع لانها خلافةٌ دينيةٌ وسياسيةٌ إن استقبلها المجتمع , وما فعلهُ الحُكامُ على رقابِ المسلمينَ قبلَ أميرِ المؤمنينَ خيرُ دليلٍ على أَنهُم قد صنعوا خِلافةً سياسيةً في قبالِ الخلافةِ الربانيةِ التي أمرَ اللهُ سُبحانهُ المسلمونَ بإتباعها فهذهِ أولُ جنبةٍ من جنباتِ موقفهِ المُبارك والجنبةُ الثانية أَنهُ بفعلهِ هذا يُثبتُ بأَنَّ اللهَ سبحانهُ وتعالى حينما أختارَ ذريةَ نبيهِ الأعظم لنيالِ مقامِ الإمامةِ كانوا يتمتعونَ بكلِ الصفاتِ التي تسمحُ لهم بتبوءِ هذا المقامِ العظيم حيثُ أنهُم لَم ينجرفوا يوماً خَلفَ كرسيٍ يجلبُ لهمُ المصالحَ والشهوات والّلذاتِ كما كانَ يفعلُ من حكمَ المسلمينَ وأنهُ بفعلهِ هذا يُرسلُ رسالةً واضحةً إلى الأجيالِ القادمةِ بأنَّ معاويةَ بن أبي سفيانَ لعنهُ الله الذي يمثلُ أوجَّ سلطانِ الحزب القرشيّ الكافر ما كان دخولهُ إلى الإسلام وتمهيد الأمرِ لهُ مِن قِبَلِ عُمر بن الخطاب إلا ليقودوا انقلاباً عسكرياً على الإسلامِ وسننهِ وإنَّ الحُكم عندهُم والسلطانَ على المسلمينَ هوَ الهدفُ الأسمى في فكرهِم المُنحرف وإنَّ أساليبَهُم ألتي إتّبعوها من قتلِ المؤمنينَ وتَحريفِ السننِ النبويةِ خيرَ دليلٍ على ذلك فما كانَ عندَ الإمام روحي فداه إلا أن يُخيرَ أتباعَ رسولِ الله في وقتهِ والأجيال القادمةِ مابينَ جاهليةٍ جديدةٍ يقودُ جَملها هذه المرة معاوية أو بينَ الحفاظِ على الإسلامِ من خلالِ إعلانٍ رسميٍ أمامَ المسلمينَ بأنَّ مُعاويةَ بن أبي سفيان قد قادَ انقلاباً ضدَّ الخليفة الحق ونازع الأمرَ أهلهُ فإذا كنتم تعتقدونَ بأنَّ الخليفةَ هو الحاكمُ باسمِ اللهِ وخليفةِ رسولِ الله كما روجَ لذلكَ أتباعُ السقيفةِ فقد نازعَ معاويةَ خليفةَ رسول اللهِ وإن كنتم تعتقدونَ بأنَّ الأمر للإصلحِ وان الحاكمَ السياسي هو الأعرفُ بمصلحةِ المُسلمينَ فقد خالفَ معاويةَ لعنهُ الله ذلك وأخذَ دفةَ حُكمِ الإسلام بغيرِ حقٍ وأنَّ أتباعه سيغرق المسلمون في بحورٍ من الظلمِ والجهل , وهذه هي الحقيقةُ حيث أنَّ أكثريةَ المسلمينَ لا تعتقدُ بمعاويةَ أكثرَ من باغٍ قد بغى وليس لهُ أيُّ فضيلةٍ تُذكر بل هو أولُ من شقَّ الخلافةَ وحولها إلى ملكٍ عَضُوضٌ وبقيت شرذمةٌ مارقةٌ تعتقدُ بمعاوية إمامَ عدلٍ وحقٍ وهؤلاء لا ينتمونَ إلى الإسلام سوى اسمهُ وهمُ النواصب لعنهمُ الله , فكما ترى بأنَّ الإمام الحَسَن قد نسفَ الأفكارَ التي أسسَ لها أربابُ السقيفةِ وأتباعُها حيثُ أنهُ بفعلِه الحَكيم قد خيرَهُم بينَ خيارين أحلاهُما مُرٌّ واليومَ ترى ملايينَ المُسلمينَ حائرينَ فهُم يترضونَ على الإمامِ الحَسَنِ وعلى مُعاويةَ ويأمرُهُم كبارُ علمائهم بالسكوتِ عَن هذا الأمرِ وهذا الشيءُ إن دلَّ فانهُ يدلُ على هشاشةِ هذه المعتقداتِ وبُطلانِها , وهذا هو فعلهُ على مُستوى أهلِ الإسلام .
وأما على مستوى أهلِ الإيمانَِ - شيعةِ علي بن أبي طالب صلوات الله عليه واله - فقد حَقَنَ دمائَهُم وحافظَ عليهم وأوضحَ المَحَجَّةَ لهمُ حَيثُ أنَّ التشيعَ يختلفُ عن غيرهِ منَ المذاهب من حيث الخصوصيات فهذا المذهبُ قد حاربهُ أربابُ السُلطاتِ منذُ أن أكدَ عليهِ رسولُ اللهِ في غديرِ خُمٍّ فكانَ المنتمي إليه تُصوبُ نحوهُ السهامَ ويقطعُ عنهُ المالَ من بيتِ المسلمينَ بل ويُهجَّر ويُشَرد وأشرسُ الفتراتِ التي مَرَّت على التَشيُع كانت فترةُ عمر بن الخطاب الذي قد استخدمَ أسلوباً ماكراً في إبعاد رؤوسِ معتنقي المذهبِ الشيعي عن قيادَتِهم الإلهية , ومن بعدها كان معاويةَ الذي سَفكَ دمائَهُم وشرَد عِيالَهُم وحَرمَهُم مِنَ المالِ حتى أنهُ في ذلكَ الزمن من كانَ اسمُهُ (علي ) كان يُبرأُ مِنهُ أَضِف لذلكَ بأنه روحي فداه قد ضربَ مِثالا آخرَ لأُمَّةِ المُصطفى بأنَّ الحُكمَ السياسي لا يعني شيئاً لمن أختارَهُم الله عِدلاً للقرآنِ الكريم حيثُ انهُ وبِتَنَحيهِ عَنِ السُلطةِ السياسيةِ ظاهراً قَد أعادَ للأَذهانِ موقفَ أميرِ المؤمنينَ صلواتُ اللهِ عليهِ وآلهِ حينما رَفضَ حَملَ السلاحِ والقتالِ وإضعافِ شوكةِ أمَّةِ المُصطفى حينما نزا على حقّهِ المنافقونَ بعد رحيلِ رسولِ الله فكانَ يمثلُ حقّاً حَقّا مقولةَ أميرِ المؤمنين في نهجِ البلاغة (وَلاَلفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْز ) وأَنَّ السُلطة السياسية الظاهرية ليست أمراً يهتمُ لهُ أهلُ البيتِ عليهمُ السلام بل المُهمُ عندهُم شريعةُ الله حيثُ أن الإمام الحسنِ عليه السلام قد صَبر مثلُ صَبرِ أبيهِ القائِل على الفتنةِ التي تُبيدُ ألأمةَ الإسلاميةَ إن استمرت في نهج بلاغته (سَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْباً، وَطَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً ، وَطَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَد جَذَّاءَ ، أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَة عَمْيَاءَ، يَهْرَمُ فيهَا الكَبيرُ، وَيَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ، وَيَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ.فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى ، فَصَبَرتُ وَفي الْعَيْنِ قَذىً، وَفي الحَلْقِ شَجاً ، أرى تُرَاثي نَهْباً) فكان فعلُ الإمامِ الحَسنِ صلواتُ اللهِ عليهِ وآله كفعلِ أبيهِ سيدِ الأوصياءِ فاروقِ المسلمينَ وَصِديقَهُمُ الأكبرَ وفي الوقتِ ذاتهِ كان قد عَمِلَ على تطهيرِ المذهبِ من العوالقِ التي ترسبَت في أذهانِ عوامّهِ حيثُ قالَ الشريفُ الرَضي في الشافي في الإمامةِ (ومعلوم أن جمهور أصحابه وجلهم - اي عوام الشيعة - كانوا ممن يعتقد إمامة من تقدم عليه عليه السلام، وفيهم من يفضلهم على جميع الأمة. ) فجاءَ فعلُ الإمامِ الحَسنِ صلواتُ اللهِ عليهِ وآلهِ بأنهُ يطهرُ الإعتقادَ الشيعيَ الحقَ من درنِ الأفكارِ الخبيثة وأوضحَ لهم بأَنَّ الشيعي يجبُ أن يواليَ علي بن أبي طالب وأهلُ بيتهِ ويتبرأُ من كلِ من ظلمَهم ونزا على حَقهم وَرُبَّ سائلٍ يسالُ كيفَ دَخلت هذه الأفكارُ الخبيثة إلى جسدِ التشيع يجاب بان للتشيع مستويات فهناك الصحابة الاجلاء عارفين حق أمير المؤمنين جيدا وهناك التابعين العلماء وهناك المستضعفين العوام الذين ينخدعون بالاعلام حيث صور أعلام اهل السقيفه للقواعد الشعبية لأمير المؤمنين بان أرباب السقيفه هم صحابة أفاضل أماجد وهم يمثلون حكم الله في الارض واهل البيت عليهم السلام هدفهم جمع الامه على صراط واحد حتى يضيعوا الفرصة على المتربصين الاموين فرصة اعاده وضع اصنامهم وأوثانهم في الكعبة المطهرة فكانوا يركزون على كل ما يجمع أمه المصطفى ويذيعون معارفهم الحقيقة وحقيقة ما جرى عليهم الى علماء شيعتهم حتى يحافظوا على المنهج واما العوام فكان اهل البيت عليهم السلام ان يحافظوا عليهم وعلى دمائهم وأعراضهم من شر اذناب السقيفة وكفره بني اميه لعنهم الله , وفعلا الامام الحسن صلوات الله عليه واله قد أوصل هذه الفكرة الى جميع الشيعة وهي فكرة ان اهل البيت هم حبل الله المتين وان أعدائهم ضالين مضلين واصبحت من أهم مبانيهم العقديه والفكرية بل أصبحت من المرتكزات عندهم حتى قال زهير بن القين في يوم عاشوراء وهو يحذر جموع أهل الكفر جيش يزيد بن معاويه لعنهم الله بقوله كما نقله السيد المقرم في مقتل الامام الحسين( إن حقا على المسلم نصيحة أخيه المسلم ونحن حتى الإن اخوه على دين واحد مالم يقع بينا وبينكم السيف وأنتم للنصيحة منا اهل فاذا وقع السيف انقطعت العصمة وكنا أمه وانتم أمه ) فهذا القول واضحَ بأنَّ سيرةَ أهلِ البيتِ صلواتُ اللهِ عليهم والهم تقتضي مدارةَ الناسِ في المعيشةِ وان خالفوهُم في الاعتقادِ بشرطِ أن لا يتجاوزَ أهلُ الخلافِ على شرعِ اللهِ تعالى وحينَما يتجاوزونَ يخرجُ المتجاوز عن حياضِ الإسلام .
فكان صلح الإمامِ الحسنِ أحدى الركائز المهمةَ في إيضاحِ معالمَ الإيمانِ الحقيقي الإيمان الذي ينطلقُ من بيتِ فاطمة وعلي وتحتَ لواءِ المعصومينَ روحي فِداهُم , وكانت بدايةَ عاشوراء انطلقت من صُلحِ الإمام الحسنِ صلواتُ الله عليهِ وآلهِ الذي أوضح معالمَ الإيمان والإسلام الواقعي لأتباعهِ ولأهلِ الخلاف وحينما تجاوزت أئمةُ الكفر أئمةُ بني أُميَّة على الصلحِ ونقضوهُ حينما نَصبَ معاويةَ لعنهُ الله ابنه يزيد الكافر حاكماً على المسلمينَ ومع طاقاتهم الإعلاميةَ والتي إلى الآن يوجدُ كثيرٌ من المغفلينَ من أهلِ الخلاف الذينَ يعتقدونَ بصحبةِ معاوية لعنه الله وإيمانُ يزيد الكافر لعنهُ الله فما كان من الإمامِ الحسين صلوات الله عليه واله أن يطبق بند صلح الإمامِ الحسنِ الذي جاءَ فيهِ كَما في روايةِ ابن الصباغ في الفصولِ المهمةِ ( بان يسلم الامر من بعد معاوية الى الامام الحسن فإذا حدث للإمام الحسن شي فالأمامُ الحسين , وليس لمعاوية أن يعهد به إلى احد ) بان يبعد الأرعن الكافر يزيد عن حُكم المسلمين فثار الأمامُ الحُسين وسَطَرَ أروعَ ملحمةٍ فدائيةٍ من أجلِ السماءَ في تاريخ الخلائقِ كلها .
فسلامُ اللهِ عليكِ يا سيدي ويا مولايِ أيُها المُجتَبى يَوم ولِدتَ ويومَ جاهدتَ بين يدي أبيكَ أميرِ المؤمنينَ ويومَ أممتَ المسلمينَ ويوم صالحتَ المنافقينَ من أَجلِ الإسلامِ وشريعةِ جدكَ المُصطفى ويومَ سُقيتَ السُمَّ ويومَ شُيِّعتْ جنازتُكَ وَرُمِيَت بالسهامِ بأمرِ صاحبةِ الجَملِ وكلابِ بني أميةَ ويومَ تُبعثُ حيّاً..
نسالُ اللهَ سيدي أن تتقبلنا من شيعيتِكَ ومواليكَ ومُحبيكَ وأمكَ وأبيكَ وأخيك وأبنائه المَعصومِينَ
والحمدُ للهِ على ما مَنَّ عَلينا بكتابةِ هذهِ الأسطرِ التي تُمثلُ رؤيتَنا لِهذا الصُلحِ بإيجازٍ شديد من أجلِ نُصرةِ الإمامِ الحَسَنِ المَظلومِ واللهُ مِن وراءِ القصدِ والكمالُ للهِ وَحدَهْ
السلام عليكم
احسنتم وبارك الله بكم استاذنا العزيز النجف الاشرف
بحث موفق وموجز ومفيد واحسنتم في توضيح المسئلة
وعجبي ممن يعتقد ان صلح الامام الحسن ع كان تنازل عن
الخلافة الالهية فهذا من العجب العجاب فهو لا يفرق بين
الخلافة الالهية والخلافة السياسية القيادية فلو سلمان لهم
بنظريتهم فيجب ان يكون كل الانبياء المنصبين من الله سبحانه
هم في نفس الوقت رأساء سياسيا وحكام وهذا مفهوم خطأ فعلا
وكما وضحتم مولانا العزيز فالمعصوم دائما كلامه صواب
وينصب في مصلحة الامة فأن كان صلح او خروج
ولكن من شرب بغض مخالفة الشيعة فينظر لهذه الاشياء
بمنظار اخر بعيد كل البعد ان الحقيقة الحقة
الا يكفي قول النبي ص في كتبهم ابني هذا سيصلح بين امتين؟؟
فبتأكيد وبلا شك كان الامام عليه السلام على صواب في الصلح
واحسنتم مولانا العزيز وبارك الله فيكم ولا حرمنا من قلمكم المنير
تحياتي لكم وتمنياتي بالتوفيق
والسلام عليكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوركت أياديكم أيُها الكريم بحث غاية في الأهمية
جزاكم الله خيراً لهذا الجُهد القيم
أمتعني أن اتابعَ كل كلمة فيه ..؛
مأجورين ومثابين حُباً بكريمِ آل محمد
تقديري
عن رسول الله(ص) قال : هذان ابناي إمامان قاما أو قعدا
في روايةِ ابن الصباغ في الفصولِ المهمةِ ( بان يسلم الامر من بعد معاوية الى الامام الحسن فإذا حدث للإمام الحسن شي فالأمامُ الحسين , وليس لمعاوية أن يعهد به إلى احد ) بان يبعد الأرعن الكافر يزيد عن حُكم المسلمين فثار الأمامُ الحُسين وسَطَرَ أروعَ ملحمةٍ فدائيةٍ من أجلِ السماءَ في تاريخ الخلائقِ كلها .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
حياكم الله تعالى اعزائي , الاخت أهات الرسول الصلح أعم من الهدنة
والسلام عليكم