ان الاسلام شكل نظرية متكاملة وشاملة وأنموذجا تطبيقيا وتجربة عملية ثرية اسست لدولة عادلة وفاضلة وحضارة مزدهرة ومنفتحة ، كان محورها ومحركها ومهندسها شخصية مجسدة لأهدافه ونبراسا لمبادئه واسوه حسنة لمجتمعه ، مختزنة لسنن الانبياء ووارثة لتجاربهم ، وخاتمة لمسيرتهم فكانت مدينة العلم وسيد الحلم وصاحب الخُلُق الاعظم صلوات الله عليه وآلة ، ثم اودع علمه وحلمه وحكمته الى رجل يحبه الله ورسوله كان يتبعه اتباع الفصيل لامه فكان يسمع ما يسمع ويرى ما يرى ولكنه ليس بنبي بل وصي وقال له انت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي وزوجه ابنته سيدة نساء العالمين واحل له من مسجده ما حل له وقال من كنت مولاه فهذا علي مولاه .
فكان هذا التنصيب اكمالا للدين وإتماما للنعمة واستحكاما للدولة وحفظا للشريعة ورحمة للرعية وتحقيقا للعدالة فاكتملت المرحلة التأسيسية للحكومة والخلافة الاسلامية ليظهر الاسلام على الدين كله ولو كره المشركون .
نبارك لكم ولادة امير المؤمنين صلوات الله عليه ونسال الله الثبات على نهجه فكرا وقولا وعملا .