اشتهر العرب منذ قديم الزمان بزواج القربى، فإذا أرادت الفتاة الزواج فابن عمها أو ابن خالها أولى بها من الغريب، ولكن مع تطور العلم لا سيما علم الوراثة تبين أن لزواج الأقارب مساوئ صحية على الأطفال والأحفاد.
توجهنا إلى عدد من الباحثين والمختصين والعامة لاستطلاع رأيهم فيما إذا كانوا يفضلون زواج القربى؟ ويقومون بالفحوص الطبية قبل الزواج؟ فكانت الإجابات كالتالي.
مخاطر جمة
لا يحبذ الدكتور (ع.م) زواج الأقارب بسبب المخاطر التي تنجم عنه من تشوه للأجنة، ويضيف: الحمد لله لقد أصبحنا في القرن الواحد والعشرين واستطعنا إلى حد ما تجاوز العادات والتقاليد التي تلزم ابن العم من الزواج من ابنة عمه.
وبالنسبة للفحص الطبي قبل الزواج فهو مسألة شكلية نقوم به لتتمة معاملة الزواج، أما الفحص الحقيقي فلا يحصل في معظم الأحيان والحقيقة أنا واحد ممن تزوجوا دون إجراء فحص طبي حقيقي، والحمد لله، إنني بعد الزواج لم أصادف أية مشكلة صحية.
ضرورةملحة
أما السيد محمد ك. فيعتقد أن الزواج من بني القربى أصبح ملحاً اليوم، أي لا بد من إلزام ابن العم أو ابن الخال بالزواج من الأقارب بسبب معاناة الكثير من قلة الزواج، فالشاب لم يعد قادراً على تلبية رغبات الفتاة الغريبة التي تريد المال والحب والجاه وكذلك الفتاة أصبحت تعاني من العنوسة بسبب عدم إقدام الناس على الزواج بها لأنها فقيرة أو بسيطة.. الخ.
وبرأيي إن زواج الأقارب أمر ملح في أيامنا هذه وليس له أضرار فالتطور التكنولوجي والطبي خفف من أضرار زواج الأقارب، وكل شيء بيد الله.
زواج يجدد الدماء!
أما السيدة (ف.ل) فترى الزواج من غير الأقارب يجدد الدماء في جسم الأزواج من جهة والأولاد من جهة أخرى، وبالتالي ينعكس هذا الأمر على المجتمع ولذلك أعتقد أن زواج القربى غير محبب دينياً واجتماعياً.
وتضيف رغم وضوح تلك المسألة وتكرار حدوث حالات الإعاقة الناجمة عن زواج القربى ورغم تنبه العرب إلى خطورة هذه المسألة إلا أنها ما تزال من العادات السائدة في المجتمعات العربية، وبرأيي يجب إجراء فحص طبي دقيق قبل الزواج، وإذا أثبت الفحص الطبي وجود أي عائق لا بد من إيقاف الزواج وذلك لمصلحة الطرفين ومن يتهاون في ذلك لا بد من محاكمته لأنه يحكم على أولاده بالإعاقة الدائمة.
رأي طبي
وعند سؤالنا للدكتور محمد ياسر السقا أخصائي أطفال قال: زواج الأقارب يزيد من احتمال التقاء المورثات المقهورة مما يؤدي إلى التشوهات الخلقية، وهذه المورثات المقهورة لايمكن أن تظهر إلا إذا التقت بمورثات مقهورة أخرى مصابة بنفس المرض الذي يسمى الوراثة الجسمية، وبما أن الأقارب لهم نفس الجد، والجد هو الذي يوزع الإصابة على الأحفاد التي تلتقي فيما بعد مع تكرار زواج الأقارب مما يؤدي إلى العديد من التشوهات القلبية والعينية…إلخ وسأذكر مثالاً على ذلك: لدي مريضة مصابة بالتنازر العيني الوجهي الدماغي ومكونات هذا المرض هو حول بالعينين + ضعف بصر، سحنة مميزة بالوجه+ تخلف عقلي شديد + تشوهات بالأصابع والأطراف والسبب هو زواج رجل من ابنة عمه.
بينما الزواج من غير الأقارب يعطي فرصة للطفل بأخذ مورثات متنوعة وغير متشابهة مما يؤدي إلى زيادة في سلة المورثات التي يمكن أن يحملها الطفل وهذا يقلل فرص الإصابة المرضية.