( 1 ) حَدِيثُنا عَن جابِرِ الأَنصاري * فَاصغِ لَهُ في الخَمسَة الأَطهارِ
( 2 ) قالَ : رَوَت سَيِّدَةُ النِّساءِ * حَدِيثَهَا الـموسُومَ بِالكِساء
( 3 ) تَقولُ : جاءَ سَيِّدُ الأَنامِ * يَزورُني يَوماً مِنَ الأَيّامِ
( 4 ) فَقالَ لي : في بَدَني ضَعفاً أَرَى * جِئتُ أَذوقُ عِندَكِ طِيبَ الكَرى
( 5 ) فَقُلتُ : باِللُّطفِ وَبِالإِحسانِ * أُعِيذُكَ بِالـمَلِكِ الـمنّانِ
( 6 ) فَقالَ : يا بِنتاهُ ناوِليِنِي * ذاكَ الكِساءَ وَبِهِ غَطِّينِي
( 7 ) وَقَد أَتَيتُ بِالكِسَا اليَماني * وَفِيهِ غَطَّيتُ سَنَا الإِيمانِ
( 8 ) ثُمَّ تَلإِلاّوَجهُهُ كَالبَدرِ * في لَيلَةِ الكَمالِ بَعدَ العَشرِ
{ صلوات }
( 9 ) وَما قَضَيتُ ساعَةً مِنَ الزَّمَن * فَأَقبَل أَبو مُحُمَّدِ الحَسَن
( 10 ) فَجاءَ نَحوي وَلَدِي مُسَلِّما * فَقُلتُ : أَقدِم يا فُؤادِي مُكْرَما [2]
( 11 ) فَقالَ : يا أُمّاهُ بِنتَ الخِيَرَة * في بَيتِنا أَشَمُّ رِيحاً عَطِرَة
( 12 ) طَيَّبَةً فَيالَها مِن رائِحَة * كَأَنَّها مِن طِيبِ جَدّي فائِحَة
( 13 ) قُلتُ : نَعَم يا وَلَدِي تُحتَ الكِسا * جَدُّكَ ذا فِيهِ تَغَطّى وَاكتَسى
( 14 ) فَجاءَ نَحوَهُ ابنُهُ مُبتَسِما * كَمَن رَأى أَمامَهُ بَدرَ السَّما
( 15 ) ما إِن دَنَى السِّبطُ لَدَيهِ وَقَفا * مُسَلِّماً عَلَى النَّبِيِّ المُصطَفى
( 16 ) فَفاهَ بِالـمَدحِ لَهُ لَم يَحِدِ * فَأَطرَبَ الأَفنانَ وَالغُصنَ النِّدِي
( 17 ) فَقال : يا جَدّاهُ هَل تَأذَنُ لي * أَن أَدخُلَ الكِسا لِنَيلِ الأَمَلِ
( 18 ) أَجابَهُ هَيّا إِلَيَّ وَاسرعِ * نَعِمتَ عَيناً وَلَدِي فَكُن مَعِي
{ صلوات }
( 19 ) ثُمَّ أَتانِي ثانِيُ السِّبطَينِ * مُهجَةُ قَلبِ سَيِّدِ الكَونَينِ
( 20 ) مُبَجِّلاً لي بَهجَةُ الأَزمانِ * مُسَلِّماً يُبديِهِ بِالإِحسانِ
( 21 ) فَقالَ لي : مُذ شَمَّ تِلكَ الرّائِحة * ذا طِيبُ جَدِّي وَشَذاهُ فائِحَة
( 22 ) قُلتُ : نَعَم جَدُّكَ ذا شَمسُ العُلى * وَذا أَخوكَ فِي الكِساءِ دَخَلا
( 23 ) فَجاءَ نَحوَ جَدِّهِ مُسَلِّما * حَتّى يَفوزَ بِالكِسا وَيَنعَما
( 24 ) ماسَ دَلإِلاّ يَنثَنِي وَيَمدحُ * كَبُلبُلٍ فَوقَ الغُصونِ يَصدَحُ
( 25 ) فَقالَ يا جَدّاهُ هَل تَأذَنُ لي * فَأَكتَسِي عِندَكُما ذا أَمَلي
( 26 ) قَالَ : أَذِنتُ لَكَ يا رَجايا * وَنورَ عَينِي شافِعَ البَرايا
( 27 ) فَأَفسَحَ الـمجالَ فِي ذاكَ الكِسا * ثُمَّ هَوَى السِّبطُ إِلَيهِ وَاكتَسى
{ صلوات }
( 28 ) ثُمَّ أَتى مِن بَعدِهِ الوَصِيُّ * ذاكَ الإِمامُ الـمُرتَضى عَلِيُّ
( 29 ) فَقالَ لِي : يا بِنتَ خَيرِ البَشَرِ * أَراكِ مُستَبشِرَةً فَأَبشِري
( 30 ) ما هذِهِ الرّائِحَةُ الـمُعَطَّرَة * أَشَمُّها في بَيتِكِ مُنتَشِرَة
( 31 ) فَطالَما شَمَمتُ تِلكَ الرّائِحَة * مِنِ ابِن عَمِّي وَحَبِيبِي فائِحَة
( 32 ) قُلتُ نَعَم تَحتَ الكِساءِ هذا * وَإِنَ شِبلَيكَ بِهِ قَد لاذا
( 33 ) فَمُذّ رَأى أَنَّ أَباها عِندَها * ألوَجهُ بِالبُشرِ أَنارَ وَازدَهى
{ صلوات }
( 34 ) ثُمَّ دَنا أَبُو الأَئِمّةِ الـهُدى * مُسَلِّماً عَلَى النَّبِيِّ المُصطَفى
( 35 ) مُستَأذِناً مِن سَيِّدِ الأَنامِ * ذِي العِزِّ والإِجلالِ والإِكرامِ
( 36 ) قالَ : نَعَم أَبَا الهُداةِ الخِيَرَة * وَوارِثِي مِنَ الكِرامِ البَرَرَة
( 37 ) أَنتَ أَخِي شارِكنِي فِي كِسائِي * طوبى لـمن فِي يَدِهِ لِوائِي
( 38 ) فَغَنِمَ الفَخرَ بِهذَا السُّؤدَدِ * حِينَ اكتَسى لَدَى النَّبِيِّ الأَمجَدِ
{ صلوات }
( 39 ) فَتابَعَتَ فاطِمُ سَيرَ الخَبَرِ * لِتَقتَفي ما لَهُمُ فِي الأَثَرِ
( 40 ) لِذا دَنَت نَحوَ الكِسا مُسَلِّـمَة * قالَ ادخُلِي مَحبُوَّةً مُكَرَّمَة
( 41 ) أَلفُ سَلامٍ وَجَمِيلُ مِدحَتِي * عَلَيكِ مِنِّي إِبنَتِي وَبَضعَتِي
( 42 ) رَيحانَتِي هَيّا إِلَيَّ وادخُلِي * مَحبُوَّةٌ أَنتِ بِهِ فَأَكمِلي
( 43 ) ثُمَّ هَوَت نَحوَ الكِساءِ فاطِمَة * خامِسَةُ أهلِ الكِساءِ خاتِمَة
( 44 ) وَعِندَمَا الجَمِيعُ فِيهِ اجتَمَعوا * فَشَعَّ بِالأنوارِ ذاكَ الـموضِعُ [3]
{ صلوات }
( 45 ) ثُمَّ تَقولُ إِذ بِهِ أَحَلَّنا * أَظهَرَ لِلأَنَامِ فَرضَ حُبِّنا
( 46 ) فَأَومَأَ إِلَى السَّماءِ راجِيا * بِرَفعِهِ حَرفَ الكِساءِ داعِيا
( 47 ) فَقَالَ : رَبِّ هؤُلاءِ عِترَتِي * وَأَهلُ بَيتِي وَأَعَزُّ أُسرَتِي
( 48 ) أَبدانُهُم مِن بَدَنِي حَيثُ تَرى * وَدَمُهُم مِن دَمِي أَيضاً قَد جَرى
( 49 ) فَكُلُّ ما يُؤلِمُهُم يُؤلِمُنِي * وَكُلُّ ما يُحزِنُهُم يُحزِنُنِي
( 50 ) فَإِنَّنِي حَربٌ لِـمَن حارَبَهُم * وَإِنَّنِي سِلمٌ لِـمَن سالَـمَهُم
( 51 ) كَما أُعادِي كُلَّ مَن عاداهُمُ * كَما أُوالِي كُلَّ مَن وَالاهُمُ
( 52 ) هُمُ الغِياثُ لا غِناءَ عَنهُمُ * وَهُم كَنَفسِي أَنَا أَيضاً مِنهُمُ
( 53 ) فَاجعَل عَلَينا رَبَّنَا الغُفرانا * وَرَحمَةً مِنكَ كَذَا الرِّضوانا
( 54 ) وَمِن لَدُنكَ صَلَواتٍ واصِلَة * توصِلُها فِي بَرَكاتٍ حافِلَة
( 55 ) وَأَذهِبِ الرِّجسَ إِلهَ النَّاسِ * وَطَهِّرِ الجَمعَ مِنَ الأَدناسِ
( 56 ) ثُمَّ دَعا لِكُلِّ مَن والانا * فَنَشكُرُ الباري بِما أَولانا
{ صلوات }
( 57 ) فَنَودِيَ الأَملاكُ حِينَ اجتَمَعوا * مِن صاحِبِ العَرشِ إِلاّفَاستَمِعوا
( 58 ) أُنبِئُكُم مَعاشِرَ الأَملاكِ * لولاَهُمُ لَم أَخلُقَن أًَفلاكِي
( 59 ) ولا سَما خَلَقتُها مَبنِيَّة * وَلَيسَ أَرضٌ هكَذا مَدحِيَّة
( 60 ) وَلا تَرَونَ قَمَراً مُنِيرا * وَلَيسَ شَمسٌ لِتُضِيءَ نورا
( 61 ) وَلا خَلَقتُ فَلَكاً يَدورُ * وَلا تَدورُ فِي الفَضا بُدورُ
( 62 ) وَلَيسَ ماءٌ فِي البِحارِ يَجري * كَلاّ وَلا فُلكُ البِحارِ تَسري
( 63 ) وَلَم يَكُن إِلاّلِحُبِّي وَالوِلا * لِهؤُلاءِ الخَمسِ ساداتِ الـمَلا
{ صلوات }
( 64 ) فَقالَ جَبرئِيلُ يا رَبَّ العُلى * أَخبِرني يا مَولايَ مَن هُمُ الأُلى
( 65 ) قالَ نَعَم هُم دَوحَةُ النُّبُوَّة * وَمَعدِنُ التِّنـزِيلِ وَالفُتُوَّة
( 66 ) هُم فاطِمٌ وَضَيفُها أَبوها * وَبَعلُها بِجَنبِهِ بَنُوها
{ صلوات }
( 67 ) قالَ الأَمِينُ أَفَهَل تَأذَنُ لي * أَن أَهبِطَ الأَرضَ لِذاكَ الـمحفِلِ
( 68 ) حَتّى أَكونَ فِي الكِساءِ سادِسا * مُقتَبِساً مِن نّورِهِم مَقابِسا
( 69 ) قالَ أَذِنتُ لَكَ يا جِبرِيلُ * بَلِّغ سَلامي مِلأَهُ التَّبجِيلُ
( 70 ) وَقُل : بِلُطفٍ العَليُّ ذُو العُلى * يَخُصُّكُم بِالفَضلِ مِن دونِ الـمَلا
( 71 ) فَهَبَطَ الأَمِينُ جَبرَئِيلُ * يَحُفُّهُ السَّلامُ وُالتَّبجِيلُ
( 72 ) وَاستَأذَنَ الدُّخولَ مِن مُحَمَّدِ * لِكَي يُباهِي بِعَظِيمِ السُّؤدَدِ
( 73 ) قالَ : أَذِنتُ ، لَكَ أَن تُباهِي * فَكُن مَعِي أَمِينَ وَحيِ اللهِ
( 74 ) فَدَخَلَ الكِساءَ بِالتَّبشِيرِ * وَكانَ يَتلو آيَةَ التَّطهِيرِ
{ صلوات }
{ إنَّما يُريد اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ الْبَيْتِ وَيطَهِّركُمْ تَطْهيراً } .
{ صلوات }
( 75 ) فَقالَ إِنَّ اللهَ قَد أَوحاها * طوبى لِـمَن فازَ بِها فَباها
( 76 ) قَالَ عَلِيٌّ لِلرَّسُولِ الأَعظَمِ * فَما لَنا عِندَ الإِلهِ المُنعِمِ
( 77 ) قالَ يَمِيناً بِالَّذِي اصطَفانِي * وَاختارَني بِالوَحيِ وَاجتَبانِي
( 78 ) إَذا جَرى حَدِيثُنا فِي مَحفِلِ * وَاستَشفَعوا بِنا لِنُجحِ الأَمَلِ
( 79 ) إِلَيهِمُ الرَّحمَةُ كانَت واصِلَة * وَفِيهِمُ حَفَّت جُنودٌ نازِلَة
( 80 ) وَاستَغفَرَت لِلجَمعِ ما تَطَرَّقوا * لِذِكرِنا حَتَّى إِذا مَا افتَرَقوا
( 81 ) وَمَن يَكُن فِي جَمعِهِم مَهموما * يَرفَعُ عَنهُ الكَربَ وَالهُموما
( 82 ) أَو كانَ فِيهِم أَحَدٌ مَغموما * يَكشِفُ عَنهُ الحُزنَ وَالغموما
( 83 ) وَكُلُّ طالِبٍ لِحاجِةٍ دَعا * إِلاّقَضَى اللهُ لَهُ وَاستَمَعا
( 84 ) قالَ عَلِيٌ فَوَرَبِّ الكَعبَةِ * فُزنا إِذاً وَفازَتِ الأَحِبَّة
( 85 ) فاحَ شَذاهُ ما رَوَتهُ فاطِمَة * نُطفي بِها حَرَّ الجَحِيمِ الحاطِمَة
{ صلوات }
( 86 ) مُذ شَعَرَت زَوجَتُهُ الـمُكَرَّمَة * قَد سُعِدَ الخَمسُ بِتِلكَ الـمَكرُمَة
( 87 ) فَأَقبَلَت إِلىَ الحَبِيبِ فَعَسى * أَن تُدرِكَ الدُّخولَ فِي ذاكَ الكِسا
( 88 ) أَجابَها حِينَ دَنَت مُسَلِّـمَة * أَنتِ عَلى خَيرٍ يا أُم سَلَـمَة
{ صلوات }
( 89 ) وَفِي الخِتامِ يَسألُ الرَّحمانا * عَبدُهُمُ مَن يُدَّعى سُلطانا
( 90 ) أَن يَغفِرَ اللهُ لَهُ الزَّلاّتِ * وَيَدرَأَ الهُمومَ وَالعِلاّتِ
( 91 ) وَيَغفَرَ اللهُ لِراعِ الـمَحفِلِ * وَقارِئِ الحَدِيثِ وَالمُحتَفِلِ
( 92 ) أَلفُ سَلامٍ وَصَلاةٍ عَطِرَة * عَلَى النَّبِىِّ وَالكرامِ البَرَرة
{ صلوات }