مدينة قم هي احدى مدن الجمهورية الاسلامية في ايران وتقع في مركز البلد وكان لهذه المدينة وجود قبل الاسلام وتحمل نفس الاسم الحالي.
وقد اتسعت هذه المدينة كثيرا بعد ان سكنها العرب، ويقال ان مالك بن عامر الاشعري هو اول القادمين من العرب اليها سنة 23 للهجرة بعد معركتي القادسية ونهاوند فعمل على اعادة اموال الاهالي وفك قيد الاسرى.
وشهدت المدينة اتساعا كبيرا بعد فرار الشيعة اليها من ظلم الامويين والعباسيين. وبعد ان امر المأمون العباسي الامام الرضا بالاستقرار في خراسان، ارسل الامام عليه السلام كتابا الى اخته فاطمة بنت موسى بن جعفر للألتحاق به، فخرجت من المدينة المنورة وعند وصولها الى مدينة ساوه خرج عليهم رجال امأمون وقتلوا اخوتها فتالمت كثيرا وعندما وصلت الى قم اشتد بها المرض حتى توفيت هناك فدفنت في مقبرة بابلان.
وقد اصبح لهذه المدينة شأن كبير بعد احتضانها قبر السيدة فاطمة حتى ان طلاب العلوم الاسلامية اتخذوها منهلا للمعارف والتعاليم الالهية فصارت الحلقات الدراسية هناك منظرا مألوفا خاصة بعد ان تأسست فيها حوزة علمية ضخمة يأتي اليها الطلبة من كل صوب.
ويسود المناخ الصحراوي هذه المدينة فهي باردة في الشتاء وحارة في الصيف وتعتمد مياه الشرب فيها على الابار الكثيرة التي تمتاز بمائها الذي تشوبه الملوحة، واختفت قفوات المه ه التي يحدث القاويخ عن وجودها في الماضي. وبسبب ملوحة المياه التي تؤثورعلى خصوبة التربة للزراعة تبتعد البساتين والاراضي الصالحة للزراعة عن مركز المدينة لتصل الى الاطراف .
وعادة ما يتوجه المسافرون للمرور بهذه المدينة (عند ذهابهم ازيارة الامام الرضا عليه السلام) لزيارة السيد فاطمة وتحصيل الاجر والثواب.